رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور
المحتويات
فارغ منها فى الهواء لم تريد به سوى الضغط عليه حتى يرضخ لتنفيذ طلبها ترتجف ړعبا مما هو اتى وهى تفكر كيف ستبلغ ابيها وصالح بما حدث الان فلو قتلوها بعد علمهم بما فعلته وقالته سيكون قليلا عليها من وجهة نظرهم
دلف الى داخل الغرفة تتسمر قدميه حين وجدها تقف امام المرآة تحاول وضع القليل من الزينة على وجهها ليهتف بها بحدة
رمت القلم من يدها بحدة فوق طاولة الزينة تلتفت له هاتفة پغضب ومازال الارهاق والاحمرار ظاهر فى عينيها
يعنى عاوزنى اطلع لضيوفك بوشى عامل كده
ده يمكن حتى انتى احلى منه كمان
تحركت ناحية الباب بخطوات غاضبة لكن اوقفها صوت المتسائل بجدية رغم الابتسامة على شفتيه
وايه هو اخرك بالظبط يا فرح !
صدقنى انا نفسى مش عرفاه بس متأكدة انه لو حصل ساعتها مش هيعجبك ولا هيعجبنى
جلس انور ومعه ثلاثة من الرجال مفتولى العضلات فى احدى المقاهى يهتف بهم بتحذير وحدة
عاوز ضړب مۏت مش عاوز فى جسمه حتة سليمة ولو ممكن كمان خبطة مطوة تجيب اجله يبقى حلو اووى
هز احدى الرجال رأسه برفض قائلا بصوت اجش غليظ
انور بغلظة هو الاخر ووجه مستنكر
لاا راجل ياض ده على اساس دمه اللى هيسيح من الضړب ميبقاش تنزفير
نفخ من انفه بغيظ واحباط
يكمل بعدها موافقا على مضض
ضړب ضړب المهم يتعجن فيها وعلى القليل يقعد فيها سنة فى الفرشة مدغدغ مين عارف مش يمكن يخلص فى اديكم وهتبقى جت من عند ربنا
مش هواصيكم عاوزة علقة مۏت مش عاوز امه نفسها تعرفه من كتر الضړب اللى هياخده
التمعت عينيه بالغل يكمل هامسا پحقد وغيرة يتأكلاه
وتبقى تفرح بنت ال بجوازة الهنا وعريس الغفلة وهو راجع لها مفيش فى جسمه حتة سليمة
خرجت يتبعها هو الاخر فى اتجاه غرفة الاستقبال لتنهض سمر فور رؤيتها تهتف بترحاب وابتسامة سعيدة مبالغ فيها فوق شفتيها
اهلا بالعروسة القمر مبروك يافرح الف مبروك ياحبيبتى
همست لها فرح بالشكر تتقبل منها قبلاتها على وجنتيها قبل ان تمد يدها الى حسن بالمصافحة وهى تتلقى منه تهنئة مرتبكة يعاودا الجلوس مرة اخرى فتسألهم فرح بحرج وتلعثم
اسرعت سمر تهتف بلهفة تقاطع رد حسن الرافض قائلة
اى حاجة من ايدك ياحبيبتى تبقى حلوة
هزت فرح رأسها مغادرة الى المطبخ لتهتف سمر من ورائها تنهض عن مقعدها للحاق بها
استنى اجى معاكى علشان
اساعد
اوقفها صالح بحزم يشير لها بالجلوس مرة اخرى قائلا بأقتضاب
خليكى انتى يا سمر متتعبيش نفسك انا هروح اساعدها
جلست سمر مكانها بأحباط تتطلع له تلوى شفتيها بغل بعد مغادرته وهى تتحدث الى حسن الجالس على جمر من شدة احراجه
اخوك عاوز يروح يساعدها شوفت العز والهنا اللى فيه بنت لبيبة
نكزته بقوة تهتف به بحدة من بين اسنانها
اقعد مكانك متتحركش استنى نشوف عرسان الهنا عاملين ايه مع بعض يمكن نارى تهدى شوية
الكاسات موجودة عندك فى الضلفة دى والعصاير فى التلاجة ولو عاوزة تعملى شاى
تحبى اشيلك ارفعلك علشان تعرفى تطولى الرف
اغمضت عينيها تهز رأسها بقوة رافضة فيتنهد اسفا قائلا
خسارة من زمان معملتهاش وقلت يمكن يعنى
قطع كلماته حين التفتت اليه بحدة تدفعه بقوة قائلة برفض ووجه ممتعض
شكرا قلت مش عاوزة
تراجع للخلف يرفع بكفيه امامه بحماية وقلق مصطنع قائلا بصوت ممازح
خلاص اسف وهسكت واقف اتفرج وانا مؤدب خالص اهو
اقتربت منه تفح من بين اسنانها غيظا خشية ان يسمعها ضيوفهم بالخارج
هتقف تتفرج على ايه! ايه مش هعرف اعمل عصير لضيوفك اتفضل اخرج اقعد معاهم مش عاوز حد معايا هنا
اتسعت بسمته وعينيه تلتمع بشدة وهو يمرر نظراته فوقها ببطء شديد استقبلته هى ببرود مصطنع قبل ان يهز رأسه موافقا يتحرك من مكانه مغادرا لتزفر براحة تلتقط انفاسها بعد خروجه تتطلع الى الخزينة مرة اخرى باهتمام وتركيز
خرجت بعد حين تحمل صنية التقديم وفوقها الكؤوس ليسرع واقفا يحملها من بين يديها قائلا بتلقائية وبصوت حنون
تسلم ايدك ياحبيبتى
رقص قلبها بسعادة من تأثير كلمته والتى شعرت بها نابعة من قلبه وهى تخرج منه بين شفتيه بتلك العفوية
سلام يافرح خلى بالك من نفسك ولو احتاجتى حاجة كلمينى وانا ان شاء الله هرجع على ميعاد الغدا علشان نتغدى سوا
هزت رأسها موافقة وهى ماتزال متسعة العيون لكن هذه المرة بفرحة وسعادة رغما عنها فيبتسم لها برقة وحنان قبل ان يغادر تغلق خلفه الباب تستند عليه بانفاس متلاحقة سريعة هامسة
هتجننى معاك يابن انصاف وهاجى فى مرة وقلبى هيوقف من لعبك بيا وعمايلك دى معايا
انهت محادثتها تلقى بالهاتف ثم اخذت سمر تجوب ارض المكان وهى تفرك كفيها بغل وڠضب صاړخة فى زوجها الممسك بهاتفه يتطلع اليه غير مبالى بثورة ڠضبها وهى تهتف
عجبك اخوك وقلة ذوقه ايه خاېف على ست الحسن مننا احسن هناكلها
دمدم حسن بصوت هامس متذمر
اهى هتيجى على دماغى زى كل مرة وهتطلع غلها عليا
لم تنبه له سمر تكمل والغيرة تتأكلها
ولا شوفت وهو بيبوسها ادمنا ولا كأننا واقفين الا عمرى ما شوفته عملها مع امانى هى البت هبلته ولا ايه قال وانا اللى طالعة اشوف مكالمة امانى نيلت ايه معاهم ليلة امبارح
التوت شفتى حسن بسخرية يتراجع للخلف فى مقعده قائلا
واضح انها ولا كان ليها اى تأثير انتى مش شوفتى كانوا عاملين ازى ادمنا
التفتت اليه تتسع عينيها محدقة به كما المچنونة تضغط شفتيها غيظا ليسرع لاصلاح كلماته قائلا بأضطراب وقلق
بس لو انتى شايفة حاجة تانية غير كده انا معنديش مانع
تجاهلته تجلس فوق المقعد عاقدة بين حاجبيها بتفكير للحظات قائلة بعدها
لاا بس سيبك من اللى كان ادمنا واللى قلته دلوقت لامانى البت فرح شكلها مش مظبوط كانها معيطة وقلبى بيقولى ان مكالمة امانى قامت معاهم بالواجب امبارح
توترت ملامح حسن هامسا بارتباك خشية منها ومن رد فعلها على ما سيقوله
بقولك ايه يا سمر ما تخلينا فى حالنا وهما فى حالهم ونسيب الدنيا وزى ما تيجى تيجى
تطلعت ناحيته بشراسة وقد تملكت منها الغيرة يعميها حقدها وهى تصرخ به
اه عوزنى اقعد واحط ايدى على خدى زى جنابك ما بتقول واسيب اخوك يتجوز ويتهنى وكل حاجة تضيع مننا
ياسى حسن تصدق انا غلطانة اصلا انى بفكر فيك وفى مصلحتك
هتف بها هو الاخر بعصبية وقد تملك منه الڠضب لاصرارها الغريب هذا على تخريب حياة شقيقه
مصلحة ايه اللى بتتكلمى عنها بس فى الاول والاخر صالح ليه حق زيه زيى فى ورث ابويا سوا خلف ولا مخلفش
حدقت سمر به ذهولا فلاول مرة ترى منه هذا الجانب واندفاعه الغاضب دافعا عن شقيقه لذا اسرعت لتدير الدفعة للجانب الاخر والذى نادرا ما يخطىء معه تبتسم له بحب وهى تخاطبه بهوادة ولطف كما لو كان طفلا صغيرا
ياحسن ياحبيبى افهمنى انا بعمل كل ده علشانك انت وعلشان بحبك وعوزاك احسن راجل فى الدنيا اخوك لو عدت السنة دى عليه من غير علاج زى ما الدكتور فهمنا انسى انه يخلف ولا يبقى ليه وريث يعنى كل حاجة عنده بعد عمرين طوال هتبقى ليك ولولادنا
يعنى ياقلب سمر وعيونها من جوا تهدى كده ونفكر مع بعض هنعمل ايه فى اللى جاى سوا
بس صالح
يبقى تسيب مراتك حبيبتك تلعبها صح وهو شهر واحد بس وهتلاقى فرح خارجة هى كمان من هنا بټعيط جنب اختها امانى
ما يحدث معه من تذبذب فى مشاعره تقلبه من الساخن الى البارد فى تعامله معها تؤلمه رؤيته تعاسة ودموع عينيها كما يؤلمه اكثر ان يكون هو المسئول عن تلك الدموع
انت صالح الرفاعى !
هز صالح رأسه له بالايجاب يجيبه بصوت هادىء ليقترب منه هذا الشخص يهتف بغلظة
عندى ليك رسالة من حد عزيز وبيحبك بيقولك مبروك عليك جوازة الهنا يا عريس وده بقى نقوطه ليك
وفجأ اندفع هذا الشخص بجسده الهائل رافعا قبضته مزمجرا ناحية صالح والذى ادرك نيته فورا ليسرع بتخطى ضړبته مائلا الى الجانب الاخر مبتعدا عن قبضة هذا الضخم والذى اسرع وهو وشخص اخر بتطويقه من الجانبين ثم يأتى ثالثهم من امامه ويقوم بلكمه فى معدته بقوة وعڼف تأوه لها صالح بشدة لكن لم يمهله الرجل الوقت وهو يعاجله بضړبة تلو الاخرى يسود المكان حالة من الهرج والمرج وقد حاول العاملون لدى صالح التدخل لكن قام الباقى من الرجال بأشهار اسلحة بيضاء فى وجوهم لمنعهم من ذلك وفى تلك الاثناء كان صالح حاول الفكاك من قبضة المعتدين عليه ليرتكز بمرفقيه على الرجلين المطوقين له من الجانب رافعا قدميه معا ويدفعهم پعنف بالارض پعنف ثم يلتفت الى الشخص على يمينه ناطحا له براسه بضړبة عڼيفة تراجع لها هذا الشخص الى خلف هو الاخر تنحل قبضته من حول ذراع صالح الممسك به ثم يلتفت الى الاخر يعاجله بلكمة قوية تدور بينهم معركة طاحنة تدخل بها الجميع تتطاير معها الواح الخشب والكراسى وقد تجمع العديد من اهل الحارة فى محاولة لمساندة صالح وقد صارت الامور لصالحه حتى عاجله احدى البلطجية بضړبة من سيف عملاق ممسك به حاول صالح اقافها قبل ان تصل لرأسه معترضا طريقها بساعده ليشق نصل السيف طريقه فى لحمه بضړبة قاسېة صړخ لها صالح مټألما تنبثق الډم منه بغزارة ثم عاجله بضړبة اخرى فى اسفل ساقه سقط لها صالح ارضا فيهرع اهل الحارة ناحيته فى محاولة لانقاذه استغلها الاخرون وهرعوا من المكان فورا هاربين
انتى اتجننتى ولا ايه حكايتك بالظبط يابت انتى
صړخت بها سماح بحدة وعڼف فى شقيقتها الباكية وقد انهمرت دموعها فوق وجنتيها وملامحها الحزينة لكن لم يوقف هذا سماح بل اكملت پغضب
بقى فى واحدة عاقلة تقول لجوزها كده ليلة دخلتهم
رفعت فرح وجهها البائس بعيونها الحمراء وانفها التورم من اثر بكائها تهتف هى الاخرى بصوت مرير محطم
كنتى عوزانى اعمل ايه بعد ما اسمعه بودنى وهو بيكلمها بحنينة ويقولها معلش متزعليش ولما اعرف انه حتى مهنش عليه يغير اوضة النوم هاا كنتى عوزانى اعمل ايه ردى عليا
صړخت بكلماتها الاخيرة بأنهيار وألم جعل قلب سماح يرق لها لتجذبها الى صدرها ټحتضنها بحنان قائلة برفق
لو انا مكانك كنت هكلمه وسأله واعرف منه كل حاجة مش اروح ارمى دبشة اطربق بيها الليلة على دماغى ودماغه
فرح بصوت مخټنق تقاطعه شهقات
متابعة القراءة