جواز اضطراري لهدير محمود

موقع أيام نيوز

 


مصدقا لما حدث ارتدى ملابسه في عجالة وهبط الدرج وساق سيارته ليلحق بمحبوته ويلبي لها رغبتها في مجيئه الآن وبالفعل لم يمرأكثر من نصف ساعة وكان قد وصل لبيته أدار المفتاح بالباب وما أن فتحه حتى وجدها قد جرت عليه مسرعه وارتمت بين باكية هلع لرؤيتها هكذا فابعدها عنه برفق ليطمئن عليها وسألها وقلبه يخفق بين ضلوعه پجنون 

مريم ! فيكي أيه يا حبيبتي أيه اللي حصل 
قالت من بين شهقاتها بصوت متقطع تع ..تعبانه يا أد ..يا أدهم
آسف آسف يا حبيبتي ۏجعتك 
مريم وقد أماءت رأسهابالايجاب فاقترب منها وامسكها وتحركا حيث الركنة الموجوده بالقرب منهما وأجلسها وتحدث لها قائلا 
اهدي يا حبيبتي وقوليلي أيه اللي تعبك أتصل بالدكتورة تيجي تشوفك
مريم وهي مازلت تبكي لأ بس خليك جنبي متمشيش
حاضر أنا جنبك أهوه مش همشي بس قوليلي في أيه مش أنتي اللي قولتيلي أنك عايزة تبقي لوحدك عشان تعرفي تفكري
مش عارفه أفكر وأنا لوحدي يا أدهم مش حاسة بالأمان وأنتا وحشني جدا كل حاجة حواليا بتفكرني بيك خلاص خليك معايا هنا في البيت لحد ما أوصل لقراري بس لو قررت أننا منكملش مش هقدر أقعد هنا بجد المكان هنا مرتبط
بيك وبوجودك هتعذب لو قعدت هنا من غيرك
مد يده ليزيل دمعها المنساب على وجنتيها برقة ششششش خلاص كفاية متعيطيش أهدي عشان خاطري يلا ادخلي نامي دلوقتي واللي يريحك أنا هعمله
مريم وقد شدت من قبضتها على معصمه تعالى معايا واقعد اقرالي الورد بتاعنا زي كل يوم ممكن 
أدهم بابتسامة طبعا ممكن أنا مشتاق ل كده أووى يلا يا حبيبتي
ساعدها لتدخل غرفتها ونامت على سريرها ثم دثرها بالغطاء جيدا وجذب الفوتيه الموجود بالغرفة وألصقه بسريرها وظل يقرأ لها القرآن حتى هدأت وغطت في سبات عميق أما هو ف لم يريد أن يتركها وينام بغرفته يريد أن يشبع منها أن يحفر ملامحها بداخل عقله أكثر أن يختزن ذكريات أكتر حتى يتزود بكل هذا في حياته القادمة إن كان قرارها الرحيل ....
لكنه عاد وتسائل في نفسه وهل الحياة بعدها تبقى حياه تمنى أن رحلت أن ترحل روحه معها فهذا أهون عليه من هذا الفراق اللعېن أستغفر كثيراا وظل يدعو الله في سره أن تختاره أن تبقى معه طيله عمرهما الباقي ألا يكتب عليه الفراق طالما الأرواح لازالت في الأجساد أغمض عينيه وهو مازال يستغفر ويردد لا حول ولا قوة إلا بالله ف بهم تفتح كل الأبواب وتحقق كل الأحلام نام ولم يستيقظ إلا على صوت المؤذن وهو يردد الصلاة خير من النومفتح عينيه واستعاذ بالله من الشيطان وأيقظ زوجته لتصلي وهبط هو ليؤدي صلاته في المسجد القريب ......
أما هي ف توضأت ثم وقفت أمام ربها تناجيه وتبتهل إليه ليجعلها تقرر الصواب ظلت تدعو الله كثيرا بدعاء واحد رب اختر لي ولا تخيرني وارضني بما شئت بعدما صلت الفجر صلت صلاة استخاره ف هي دوما تحب أن تستخير الله في كل شؤونها وهي على يقين تام بأن الله دوما يختار لنا الصواب حتى وإن كنا لانراه كذلك بنظرتنا الدنيوية الضيقة والمحدودة ....
كثير من الابتلاءات التي تحدث لنا يكن في باطنها كل الخير أو أنها السفينه التي تبحر بنا في بحر الحياة حتى تنجينا من الڠرق وتصل بنا للشاطيء بأمان ..
دعت في استخارتها من بين دموعها وألحاحها على الله أن يختار لها الخير فإن كان أدهم خيرا لها فيقربه منها ويجعلها تنسى ذنبه وتسامحه عليه وإن كان فيه شړا لها أن يبعدها عنها ويجعل قلبها لايصفو له ويقويها على نسيانه وتحمل فراقه ويلقي في قلبها الرضي بما اختاره لها ....
أنهت صلاتها ونامت على الفور وقد أنهكتها كثرة البكاء ..
حينما عاد أدهم من صلاته دخل غرفتها ليطمئن عليها نظر لها وجدها قد عاودت النوم هم بأن يخرج لكنه لمح تلك الدمعه الضاله على وجنتها رق قلبه لها كثيرا اقترب منها مسح دمعتها بأطراف أصابعه ثم انسحب إلى غرفته بأسى وقلبه يؤلمه بشدة على حزنها وبكاؤها وعجزه عن التخفيف عنها لأنه ببساطة يعلم أنه السبب فيهما ...
مرت الأيام التالية بطيئة ثقيله على كلاهما وقد اعتزلت مريم غرفتها ولم تخرج منها إلا للوضوء أو لدخول الحمام حتى الطعام رفضت أن تشاركه فيه وصديقتيها طلبت منهما أن يتركاها بمفردها ف هي تحتاج لتلك الوحدة لم تخبرهما قطعا ب سر أدهم وايضا لم تخبر والدته التي اتصلت بها لتطمئن عليها والتي لم تعرف من الأساس بما حدث لها في الأيام الماضية ....
كانت دينا وليلة يحاولان أن يساعداها على تجاوز الأزمة التي لا يعلما سببها لكنها انزوت عنهما حتى تستطع أن تقرر ما تود فعله أو ما سيختاره الله لها كانت تصلي كل يوم صلاة الاستخارة وتلهج بالدعاء وتبكي وتتضرع إلى الله حتى مرأسبوع كامل وأخيرا وصلت ل قرارها واطمئنت إليه وجدت نفسها قامت وفتحت دولابها وارتدت قميصها الوردي التي ارتدته المرة السابقة ووضعت القليل من الزينه وطلاء الشفاه الوردي المحبب إلى زوجها كان أدهم لم يأتي بعد من عيادته ف ظلت تنتظره في غرفتها وما أن سمعت صوت مفتاحه في الباب حتى خرجت تنتظره في الصاله وما أن رآها بتلك الهيئة صعق بشدة واضطربت أنفاسه وتعالت أصوات دقات قلبه التي باتت أشبه بقرع الطبول لا رغبة فيها بل لما تخفي وراءه
تلك الهيئة هذا يعني أنها قررت أن تبقى معه ولا تتركه أبدا لكنه أراد أن يسمع ذلك منها نظر لها ف حنو قائلا 
ها يا مريم وصلتي ل قرار 
بابتسامتها العذبة قالت أكيد أمال خرجت من أوضتي ليه 
أدهم وكأنه يرجوها أن تنطقها سريعا قبل أن يتوقف قلبه من فرط خوفه وحماسه طيب ممكن أعرفه دلوقتي
مريم وقد ركزت بصرها تجاهه فجأة مما أربكه بشدة وقالت وهو أنتا كده لسه معرفتهوش
أدهم لن يصدق إلا إذا سمعها منها صريحة فقال بإلحاح عايز أسمعها منك صريحة لوسمحتي يا مريم
صمتت مريم لحظات مرت عليه كأنها الدهر ثم قالت فجأة هتطلق وهروح أعيش ف بيت بابا
صعق من تلك الكلمات التي صوبتها له على عكس ما توقعه لقد كان ينتظر أن تخبره بأنها ستبقى معه ستكمل حياتها لأخر يوم في عمرها ه كان يظن أنها تقول له بهيئتها تلك هيت لك كان فقط ينتظر أن تأذن له حتى يجعلها زوجته قولا وفعلا بل كان يشتاق لتلك اللحظة وكأنه المذنب العاصي الذي خرج لتوه من الڼار ويقف على أعتاب الجنة فقط يحتاج الأذن بدخولها لكنه فجأة أعادوه للڼار مجددا بدلا من أن يدخلوه الجنة دون أن يعلم لما حدث ذلك قال وهو يترنح كالذبيح وعاد يسألها مجددا لعله أخطأ فيما سمعه أو لعله يتوهم ذلك 
مريم قولتي أيه 
مريم بتحدي وأعادت على مسامعه ما قالت مرة آخرى ولكن بثبات أكثر قولت اتطلق وأروح أعيش في بيت بابا
أدهم طب ليه 
مريم بتعجب ليه أيه 
أدهم بضيق ليه لابسه كده ليه حسستيني إني هسمع كلام غير كده ليه عشمتيني بحاجة وقولتي حاجة تانية
مريم وكأنها ټصارع نفسها وخجلها لتقول ما ستنطقه بعد لحظات عشان أنا هكون مراتك النهارده يا أدهم هكون ملكك بين ايديك
أدهم وقد عقد حاجبيه بدهشة قائلا مش فاااهم !يعني هتطلقي ولا سامحتيني وهتكوني مراتي 
مريم شارحة ما تقصده الاتنين .. هكون مراتك النهارده وبس وبكره هنتطلق
أدهم بدهشة وليه عشان تعذبيني قد كده عايزتنتقمي مني
مش اڼتقام بس عايزة ذكرى منك أعيش عليها بقية حياتي عايزة أفتكرك دايما عايزة أكون مراتك مش على الورق وبس
أدهم بعصبية وهو يهز رأسه يمينا ويسارا مش ممكن مش هيحصل مش هقدر مستحييل أقرب منك وأنا عارف أنك هتسبيني وأنها هتكون أول وآخر مرة مقدرش أدخل الجنة وأخرج منها مطرود مقدرش ده أسوأ عقاپ تخيلته ..
مريم بسخرية الجزاء من جنس العمل مش عملتها قبل كده مش ععملتها عشان توجعها وټنتقم منها وترد كرامتك على الأقل المرادي أنا مراتك يعني حلالك ومفيهاش أي حرمانيه ومش عشان أنتقم ولا حاجة بس زي مقولتلك حاجة تفكرني بيك
أدهم وهو يغمض عينيه پألم لأ يا مريم أرجوكي متبقيش قاسېة كده أنا غلطت وتوبت وندمت أنا كنت مغيب وقتها كان الشيطان عامي عيني بس رجعت ل ربنا وربنا بيغفر كل الذنوب إلا أن يشرك به حتى الشرك بالله لو استغفرتي وأخلصتي النية ف توبتك ورجعتي لتوحيدك بالله ربنا بيغفر ويسامح وبيمسح الذنب ده من صحيفتك وكأنك معملتيهوش ثم أردف بعد تنهيدة طويلة أخرجها من صدره مريم لو عايزة تتطلقي أنا مش هقولك لأ عشان ده حقك لكن اللي بتقوليه ده لا يمكن يحصل مقدرش عليه أبداا وإلا كان حصل من زماااان وصدقيني هفضل ف ضهرك وجنبك زي ما وعدتك
مريم پغضب بسهولة كده هتطلقني وتضحي بيا
مين قال أنه بسهولة! بس مش هقدر أغصبك تسامحيني ولا هقدر أكمل معاكي وأنتي لسه بتبصيلي بنظرة إني واحد مش هطيق النظرة ديه منك أبدااا والأهم إني مش هقدر أحرمك تكوني أم عشان عقاپ أنا اللي بعاقب نفسي بيه وملكيش أنتي أي ذنب فيه صدقيني أنا عندي روحي تخرج من جسمي أهون من أنك تخرجي أنتي من حياتي لكن أنا سلمت أمري ل ربنا وأكيد كل اللي كتبه خير لكن أكتر من كده لأ والكلام اللي بتقوليه ده مستحيل يحصل أبدا
مريم وقد لان صوتها واقتربت منه ونظرت في عينيه وقالت بحب ولا أنا كمان أقدر يا أدهم
سأل أدهم باندهاش أمال قولتي كده ليه 
اللهم
إني اعوذ بك من الهم والغم واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من غلبه الدين وقهر الرجال 
البارت 33
سأل أدهم باندهاش أمال قولتي كده ليه 
مريم وقد تنهدت تنهيدة طويلة مش ده قصدي أنا بقولك ولا أنا كمان أقدر أسيبك أنا مقدرش أعيش من غيرك لو أنتا متقدرش تقرب مني كزوجة ومتخيل أن ده بس اللي هيخليك متقدرش تبعد عني فأنا كمان بالرغم من عدم القرب ده بردو مقدرش أبعد عنك الجواز قبل ما يكون علاقة بين اتنين هو سكن ومودة ورحمة وأنا لاقيت معاك سكني ومقدرش أبدا أضحي بيه ممكن أضحي بأني أكون أم لكن لا يمكن أضحي بأماني
أدهم وقدا بدا عليه أنه لايفهم شيء ولا يستوعب ما تقوله وتعود فتنفيه فتسائل يعني أيه أنا مش فاهم هتسيبيني وتتطلقي ولا هتكملي معايا وتسامحيني 
ضحكت مريم في باديء الأمر تعلم انها اربكته لكنها كانت تود أختبار توبته وأن تلمس صدقها وتستشعر ذلك
 

 

تم نسخ الرابط