جواز اضطراري لهدير محمود
تطهيره للچرح ولكنها كانت ف دنيا آخرى ف لقد كانت لمسته تشعرها بقشعريرة في سائر جسدها أنه ليس أي رجل أنه حبيبها وزوجها شعرت بدقات قلبها تتسارع ويداها ترتجفان حاولت أن تخفي ذلك لكنها فشلت لقد شعر بها أدهم وشعورها هذا حرك مشاعره التي طالما حاول تكذيبها وعدم الاعتراف بوجودها وحينما أنتهى من تطهير الچرح ولفه بالشاش حاولت هي الهرب فأخبرته أنها تود الذهاب إلى غرفتها لتنام وشجعها هوعلى ذلك وحينما أقترب منها ليساعدها على النهوض التقت عيناهما في نظرة طويلة وتسارعت دقات قلبيهما وتلاحقت أنفاسهما لم يشعر أي منهما بشيء سوى بأنفاس الآخر تلفح وجهه وفجأة سقطت كل الحواجز التي كان كلا منهما يضعها للآخروهي استسلمت ولم تقاوم لحظه واحدة ف لقد كانت مشاعرها قد وصلت أوجها كانت اللحظةطويلة كأن كلا منهما أراد أن يبث شوقه وحبه للآخر دون أن ينطق بحرف واحد ابتعد أدهم أولا بعدما أدرك ما جرى للتو لم يعلم ماذا عليه أن يقول فلم يستطع لسانه أن ينطلق سوى بكلمة آسف هزت مريم رأسها ثم أدخلها غرفتها سريعا وهرب هو الآخرإلى غرفته أما هي
آسف كثيرا على ماذا يعتذر هل على تقبيله لها أم على تركه أياها ف بدلا من أن يخبرها بمدى حبه لها وشوقه إليها فقط يقول آسف وكأنه ارتكب جرم أو معصية وكأنها ليست زوجته ظل جسدها ينتفض حينما تذكرت تلك اللحظة فلقد كانت بداخلها مشاعر حب مكبوتة له وقد خرجت في تلك اللحظة....
في هذه الليلة أخبرت مريم نفسها أن أدهم لا يريدها أن تصبح زوجته قولا وفعلا حتى وإن كان يحبها إنها قد تيقنت بحبه لها لكنها تأكدت أيضا أنه سيتركها ويطلقها ....
وفي اليوم التالي تظاهر كلا منهما بأن شيئا لم يحدث حاول كلا منهما التظاهر بالهدوء وإن كان داخلهما يستعر ويغلي كالبركان تناولا طعام الإفطار سريعا وحاولا ألا تلتقي أعينهما وخاصة مريم والتي كانت ستفضحها عيناها بكل تأكيد ف تجاهلت النظر إليه ..كان أدهم أكثر صلابة وتماسكا ولكنه شعر بمحاولتها المستمرة في تجاهل النظر إلى عينيه ف لم يرد أن يحرجها أكثر لم يكن فطورهما كعادتهما الأيام السابقة من ضحك وثرثرة بل كان صامتا إلا بالنذر القليل من الكلمات وذهبا لعملهما معا كما يفعلان كل يوم وهناك وجدت مريم أمرا أخر تنشغل به عما حدث ليلة أمس ف حينما دخلت غرفتها وجدت نور تجلس على مكتبها شاردة باكية الدموع تتساقط من مقلتيها وكأنها تسقط من عيني شخص آخر يبدو أنها تتألم كثيرا وأنها لم تنم ليلتها السابقة ويبدو أيضا أنها لم تشعر حتى بدخولها حتى اقتربت منها في هدوء خشية أن تفزعها قائلة
مريم أنتي جيتي أمتا
لسة جاية دلوقتي في أيه
لم تهتم نور بمسح دموعها من على وجنتيها وأردفت قائلة وسيل آخر من الدموع تتساقط متدافعة تعبت تعبت أوي يا مريم ..تعبت من كتر الضغط اللي عليا ضغط من جوزي وحماتي جوزي اللي ماشي ورا كلام مامته لمجرد أنها أمه يبقا صادقة وأنا كدابة مهما حصل لمجرد أنها أمه يبقا حقها تهني وتغلط فيا كل شوية هو لو كان بيحبني كان حافظ على كرامتي بس هو عمره ما حبني هو أصلا عمره ما حب حد هو أناني أناني أوي يا مريم تخيلي لو كنت عايزة اشتري هدوم بشتري من مرتبي لو حبيت أجيب هدوم للولد أوحتى نجيب أكل من بره بردو من مرتبي بالرغم أن مرتبه ماشاء الله كبير لكنه هو بيصرف على نفسه وبس لكن أنا والولد أقل القليل أو مش بتشتغلي اصرفي من مرتبك ف أول جوازنا كان مقعدني في البيت ولما كنت بحب أشتري حاجة كنت بطلبها من بابا تخيلي أن بابا كان بيديني مصروف شهري عشان لو احتجت حاجة متكسفش اطلبها منه ويبقا معايا فلوس بتاعتي هو عمره ما فكر أنه يسبلي فلوس ليا أصرف منها بالعكس كان بيحاسبني على كل مليم صرفته فكرت في الطلاق بعد كل اللي حكتهولك واللي بيحصل أكتر منه أضعاف مضاعفة لقيت نفسي بتحط تحت ضغط تاني بس المرادي من أهلي اللي مش عايزني أطلق عشان كلام الناس والپهدلة طب هو أنا دلوقتي مش متبهدلةهو كل اللي بيحصلي من جوزي ده مش پهدلة طب لما حماتي طول الوقت بتنتهك خصوصي اللي عشتها في هدوء مش هيكملوا أسبوع تفتكري علاقة زي ديه أكمل فيها بس عشان الناس لأ طز بقا وألف طز اللي مضايق يروح يعيش مكاني خلاص كفاية كده بقا
أومأت نور رأسها بالايجاب ثم قالت عندك حق
مرت الساعات التالية مكتظة بالعمل وانشغل الاثنان بالحالات الطارئة وانشغلت مريم عما حدث بالأمس حتى وإن كان حديث نور آلمها هي الآخرى لأنها قد ذاقت من نفس الكأس من قبل ....
انقضى اليوم وكانت مريم قد أنهكت للغاية جاءها أدهم وصارا معا حتى سيارته وعادا سويا لمنزلهما وخلت جلستهما في السيارة ايضا من الحديث إلا ب كلمات مقتضبة وسريعة
أخبرها أدهم أن سيعد طعام الغداء ويتركها تستريح في غرفتها قليلا لأنه يبدو عليها الإرهاق الشديد وافقت على اقتراحه أولا لأنها فعلا بحاجة للراحة ثانيا لأنها لا تود البقاء أو الحديث معه طويلا
انتهى أدهم من إعداد اطعام وطرق باب غرفتها وجاءت هي لتساعده في وضع الطعام على المائدة ثم تناولا طعامهما بعدما شكرته على مجهوده في صنع الغداء كما أثنت على مذاقه وأخبرته أنها من الغد ستتولى مهمة اعداد الطعام بمفردها وسيساعدها هو نهج ف مهما كانت تشعرتجاهه فلن تبوح له بشيء مما يختلج في قلبها
مرت الأيام سريعة وكانت مريم مشغولة مع دينا في تحضيرات حفل زفافها هي وسيف وهذا كان أفضل لها هي وأدهم حتى ينسى كلا منهما ما حدث تلك الليلة التي باعدت بينهما بدلا من أن تقربهما ..
كانت دينا لا تكف عن سؤال مريم هل ما زال زواجكما صوريا وكانت مريم في كل مرة ترد بنفس الأجابة وسيظل صوريا نحن أبناء عم فقط يا دينا لا تهتمي
وسيف لا يكف هو الآخر عن الحديث مع أدهم في نفس الموضوع وكان رد أدهم مماثل لرد مريم ولكن سيف ودينا لم يكفوا عن ذلك