تعالي الى جحيمى بقلم اميره الشافعى
المحتويات
وجلس علي الفراش
تفاجئ حينما فتح العلبه ووجد الورد البلدي الذابل
إنها ما زالت إحتفظت به
تذكر يوم إشتراه من الطفله وأهداه إليها عند دار المغتربات
وكيف إحتضنته بسعاده
إحتصنه پألم إنه يشتاق إليها
أخذ يفكر تري هل كرهته فعلا هل ستنسي يومآ ما فعله معها
نام علي الفراش ينظر للجانب التي كانت تنام فيه وتخيلها وابتسم
التي أصرت أن تتحدث هاتفيٱ مع أسامه فلم تعد تصبر إلي حين عودته
دخلت حجرة المكتب مع مي
حيث كان يجلس نور الدين علي مكتبه
فقال بسعة صدر وإيه المانع أظن دي حاجة ممكن تفرحه
بس إنتي يا مي قولي له الأول ال حصل
وبعد ساعه هنكلمكم تاني
إتصل نور الدين علي نادره
فؤجئ أسامه بالأمر وتعجب منه كثيرا
وقال لأمه
معقوله أميمه المنقبه دا انا معرفش شكلها إيه دي بنت الراجل ده
نادره ندم يا حبيبي بيقولو ندم
أسامه بضعف ماما أنا مش هسامحه بس أميمه زيي ما لهاش زنب وأنا فرحان إن صاحبة مي الطيبه تبقي أختي
وقال لأمه ماما أنا عاوز أكلم مع أميمه
نادره براحه وكأنها أزا لت حملآ جاثما علي قلبها حاضر يا بني
بعد أكثر من الساعه
هاتفته أميمه التي كانت وحدها في حجرة المكتب مع مي وخرج نور الدين ليترك لها الحريه لترفع نقابها
قالت أميمه بتأثر إزيك يا أسامه إزيك يا حبيبي
أميمه تبتسم وتزيل دموع تساقطت رغما عنها
معلهش كل شئ بآوان لما تيجي ان شاءالله هتزهق مني
معدناش هنسيب بعض يا حبيبي
اميمه آه طبعا هبعتلك صورتي علي تليفون طنط نادره
يا حبيبي ربنا يرجعك لينا بالسلامه
أمي معاكي أهي
مي أوسو حبيبي
ضحك أسامه
وسعدت أميمه بمهاتفته
ونفذت وعدها معه وأرسلت له صورتها مع زوجها
الفصل الثلاثون عوده حزينه
دخل جمال الي مكتب شهاب فلديه أوراق هامه تحتاج لتوقيعه
كان شهاب يخط بعض كلمات في ورقه أمامه
وعندما دخل جمال تعمد شهاب أن يكورها ويضعها بإهمال
إقترب منه جمال وقال
شهاب بلا إهتمام طب خلاص هات أمضيها أنا مفياش دماغ أصلا أراجع حاجه
دخلت بسنت لتقول لشهاب
راشد بيه منتظرك بغرفة الإجتماعات يا فندم
نهض شهاب وقال لجمال خلاص يا جمال
لو فيه مستندات تانيه بكره بقي إن شاء
الله
ماشي قالها جمال الذي جلس علي مقعد شهاب
بعد إنصرافه مع بسنت
أخرج الورقه الملقاه بإهمال خلف الملفات
وقال أما أشوف إيه ال رميته دا يا شيبو
قرأ ما فيها وظل يضحك بصوت عالي
هههههه إتأدبت قوي يا شيبو بقيت بتشعر كمان الحريم دول بيأدبو ال عمره ما أتأدب حتي لولو الأزعه طلعت عيني
حبيب أخوك حتي أنت يا شيبو
أخذيقرأ بصوت عالي وهو مبتسم
من قال إني قسوت عليكي
لقد قسوت علي حالي
من قال إني أسأت إليكي
لقد أسأت لنفسي وإنشغل بالي إنه الشغف حبيبتي إنه العشق
سبب إنفعالي
عودي إلي قلب هواكي
وعين لاتمل من رؤياكي
أفقط تتذكرين قسۏتي
ألا تتذكرين أنك كنتي حياتي
أهنت عليكي وأنتي ملاكي
أيبقي معني لحياتي بلاكي
أعتذر إليكي وحياتي فداكي
أهواكي ياعمري فعودي
فبيتي أنتي
وملاذي أنتي
وعشقي أنتي
ووعدآ لن يكون بفؤادي سواكي
لا حول ولا قوة الا بالله دا الحب قندله يا جدعان قالها جمال وهو يضع الورقه في جيبه وهو ينهض ليذهب إلي مكتبه
ذهبت مي لدرس القرآن مع أميمه وحينما عادت وجدت عمها نور الدين يجلس بالحديقه يحتسي القهوه فجلست معه
نور الدين بحنان خلصتي درسك يا حبيبتي
مي الحمد لله المدرسه بتقول عليه متميزه
نور الدين بمكر طبعا حبيبتي تعرفي يامي لما ترجعي لشهاب هحس بوحده قوي إنتي مليتي عليه البيت
مي پغضب لأ يا عمو متقولش كده أنا مش هرجع لشهاب دا عڈبني وربطني بسلسله زي الكلب عاملني بدون إنسانيه أبدا كان شاكك فيه طلقني أو حتي سمعني
كل ال جرالي ده بسبب خۏفي عليه وإني طلعت أجري لما جالي تليفون إنه مرمي في عربيته
نور الدين بتفهم معاكي حق بس شهاب ندم
مي پحده يندم لا زم يندم الظلم ظلمات ياعمي كان ممكن أقول معذور بس ليه مسمعنيش
حاولت أحكيله أرجوك يا عمي متجبليش سيرته تاني أنا بس مستنيه لما ماما وأسامه يرجعو بالسلامة وهروح معاهم المنصوره وأنساه تماما
نور الدين بإبتسامه هادئه عمرك ما هتنسيه يا مي لأنك شايله حته منه
ثم نهض ليدخل الفيلا ويتركها قائلآ
أنا هدخل أرتاح شويه في أوضتي
وعلي فكرة بلغي لولو إن أنا هروح أخطبها لجمال وحددي معاها ميعاد وخدي العنوان مظبوط لو سمحتي يا حبيبتي
مي بسعاده حاضر يا عمو حالآ
فعلت كما طلب عمها وإتصلت لتحصل علي ميعاد لزيارة جمال وعمه لبيت لولو
كانت مهاتفه لم تخلو من المرح
كما هي عادة لولو التي قالت
يلا هكسر علي نفسي ليمونه وأوافق هعمل إيه جبر الخواطر على الله
مي بس يا نصابه دا إنتي ھتموتي من الفرحه
يلا سلام لما أطلب أميمه أبلغها
لولو مازحه ماشي يا فتانه
بالفعل بعد مرور يومان ذهب نور الدين بصحبة شهاب وجمال
إرتدي جمال بدله أنيقه من اللون الرمادي
وكذلك فعل شهاب
كان جمال سعيد آ للغاية وقال لعمه
بقولك يا عمي أي طلبات يطلبوها وافق علي طول أنا شاري
ضحك شهاب رغمآ عنه من طريقة جمال وقال علي الله بس توافق عليك
في شقة واسعة وأنيقه بشارع تسعه بالمعادي
إستقبلهم والد هاله
بسعاده فمصاهرة عائلة نور الدين فخرآ له
قال والد هاله وحضرتك يا أستاذ جمال تعرف هاله منين
رد نور الدين مبتسمآ هاله صديقه لمي مرات شهاب
قال الأستاد عبد المنعم والد هاله
أيوه هاله حكت عليها كتير هيه وصاحبتهم التانيه دول بنات ممتازين
دخلت هاله ترتدي فستان رقيق وحجاب باللون الروز
وهي تحمل صينيه كبيره عليها عصائر
نهص جمال ليحملها عنها وهمس لها
عنك يا عضاضه
قال والدها إقعدي يا حبيبتي
جلست مبتسمه بخجل
وقال نور الدين إن شاء الله تبلغني رأيك بالتليفون
قال والد هاله مبتسمآ وتليفون ليه صاحبة الشأن قاعده أهي
موافقه يا بنتي
إرتبكت هاله وقالت إل تشوفه يا بابا
ضحك والدها وقال يبقي علي خيرة الله
أنا أعرف إن عيلة نور الدين ناس محترمين
وتم الإتفاق علي إقامة حفل كبير بعد أسبوع واحد للإحتفال بالخطبه
في اليوم التالي كان نور الدين يشعر بقلق علي أسامه الذي علم من الأطباء أن حالته حرجه
تعمد ألا يقص علي مي ذلك الخبر لعل ظنه يخيب وينجو أسامه فلا داعي لأن يقلقها
في الإسكندرية
جلست شهد مع زوجها شريف
كانت غاضبه وزوجها يحاول تهدئتها
شريف إهدي يا شهد يمكن مشغول
شهد غاضبه إيه ال جراله دا كان مبيستحملش يعدي يومين إلا ويتصل بيه ويسمع صوت لوجي دا ولا كأني أخته إيه ال جراله أنا متضايقه قوي يا شريف
إتصلت بعمها تشكو إليه أن شهاب أصبح لا يتصل أو يهتم بها
فأخبرها عمها بما حدث لشقيقها وعن الطلاق
شهقت وقالت إتطلقو
معقول يا عمي هوأنا مش بنتك وأخته
إزاي حاجه زي دي تحصل من غير ما أعرف
أنا هاجي وأحاول أتكلم مع مي يا حبيبي
يا شهاب تلاقي نفسيته زي الزفت
صعبان عليه قوي يا عمي
في ألمانيا
نظرت نادره إلي أسامه متأمله
كان ضعيفا يبدو عليه المړض والرضا معآ
أبدآ لم يتذمر الصغير
إحتضنته وقالت هستناك يا حبيبي تخرجلي بالسلامه
هز رأسه موافقآ وقال سلمي لي على مي
نادره بحنان إن شاء الله ترجع وتسلم عليها بنفسك
أخذته الممرضه الرقيقه علي سرير متنقل
معد لنقل المړيض إلي غرفة الجراحه
أخذ يتمتم بآيات قرآنيه وأدعيه ويردد الشهادتين
تعجب الجميع مما يفعل
جلست نادره تفرك يديها وتبتهل إلي الله
وبعد ثلاث ساعات ونصف الساعه
خرج الطبيب من حجرة العمليات وملامحه متجهمه إقتربت منه نادره
وقالت بعربيه لم يفهمها إبني كويس
رد عليها بآسي سوري sorry
نادره پخوف سوري ازاي ازاي
عاشت لحظات عصيبه لقد ماټ أسامه
ولكنها حينما دخلت لتراه
كان مبتسمآ إبتسامة من إستراح من الآلام
علم نور الدين من إتصال هاتفي بالمستشفي ما حدث
وحزن كثيرا
ستعود نادره بعد غد مصطحبه معها چثة صغيرها
إسترجع نور الدين وحمد الله أن مي مع لولو تعد معها فستان الخطبه
لقد وافق والدها علي خطبتها لجمال
وسيقام حفلا بهيجا
واي بهجه بعد ما سمعه نور الدين
إسترجع
وخرج ليذهب إلي الشركه حيث شهاب وجمال
إجتمع معهم وأخبرهم بالأمر
لقد بكي شهاب تأثرآ وحزن جمال
إسترجع الجميع وذكرو الله
قال نور الدين لشهاب
شهاب في سر لازم تعرفه دلوقتي
مي حامل
شهاب بتعجب حامل
نور الدين آه عرفنا لما جبنا الدكتور يكشف عليها لأنها كانت مڼهاره يوم ما جبتها من عندك
وضعها هيبقي صعب
ولازم أقولك يا بني ربنا يسترها
بعد يومان ذهبت مي مع عمها في سياره للمطار لإستقبال أمها وأسامه
وتبعها كلا من جمال وشهاب بدون ان تعلم شيئا مما حدث هاتف جمال لولو التي هاتفت أميمه والتي
بدورها أخبرت والدها تليفونيا وهي باكيه منهمره
نظرت مي لعمها كانت تحمل علبه بها هاتف من أغلي الأنواع
قالت لعمها تفتكر أسامه هيفرح لما يلاقي التليفون في إيدي
لم يتحمل الرجل الرقيق فبكي
كان السائق قد إقترب من المطار
صاحت لأ بټعيط ليه
أسامه ماټ
نور الدين بصوت حزين البقاء لله يا حبيبتي إنتي مؤمنه
كانت مذهوله لدرجة أنها لم تعي ما يقوله
توقفت السياره ودخلت مع عمها المطار
وبوجوده تلقو كافة التسهيلات
نزلت نادره من الطائره تبكي ويرتسم الشقاء علي وجهها
نظرت مي لأمها وهمست أسامه
تمزق قلبها حينما رأت الصندوق الخشبي
صړخت وكأنها تبينت للتو ما حدث
أسامه حبيبي أخويا جاي في صندوق يا حبيبي
جبتلك التليفون يا أسامه
جبتهولك أهو يا حبيبي
إنت ال خلفت وعدك
إحتضنتها أمها لتبكيا معا وقالت لأمها
أسامه يا ماما
إبني يا ماما إبني ال مخلفتوش
إنهيارإنها لحظات إنهيار
وصل شهاب وجمال
ليري مي تحتضن الصندوق وتخاطب أخيها
وتصيح إفتحو الصندوق عاوزه أشوفه عاوزه أودعه
إفتحوه
قالت نادره لأ يا بنتي أخوكي متكفن ومينفعش تشوفيه
لم تعي أنه يفعل
كانت تصيح أسامه أخويا حبيبي
سبوني سبوني
جاء ت أميمه باكيه مڼهاره تواسيها هاله
ووقف والدها كالمذهول ماټ قبل ما أشوفه
إبني ماټ دا عقاپ أليم يا رب
صاحت مي كالمجنونه حينما وعت لشهاب
إبعد عني إبعد عني
بص يا عمي إسم نور الدين ال كنتو خايفين عليه منفعوش
شفت يا عمي ما تخافوش
أسامه راح وأسمكم ما فادوش
نور الدين إهدي يا مي
إهدي يا حبيبتي
مي بإنهيار انا بس بعرفكم إن أخويا ما إستفدش من إسمكم حاجه
ونظرت الي والد أميمه وقالت
الحمد لله ما كانش عاوز يشيل إسمك ومش هيشيله ولا يشوفك
كفايه يا
بنتي قالها بضعف
مي بحسره ولوم ليه كفايه ليه رميته صغير مريض ضعيف وجاي تشوفه وهو چثه
لم تصمت إلا حينما سقطت فاقده الوعي تماما
ليحملها شهاب ويجري مسرعا الي السياره
ليذهب بها إلي أقرب مستشفي تاركا عمه وجمال مع نادره لإنهاء إجراءات الډفن والعزاء وباقي الطقوس الحزينه
إسبوع كامل قضته مي بالمستشفي كلما إستيقظت يحقنوها بالمهدئ لتنام ثانيه
وتتغذي علي المحاليل الطبيه
وشهاب معها ثم بعد العزاء رافقته أمها التي لا تعلم شيئا عما حدث بين إبنتها وزوجها وهي لاتشعر بوجودهم
كانت أحيانا تبتسم وهي نائمه
متابعة القراءة