عشق الهوى بقلم نونا المصرى
المحتويات
هيعجبك اوي وخصوصا الخيل
فابتسمت مريم كما لو انها مراهقة وسألتها باندفاع هو في خيل هنا !
ابتسمت وفاء بدورها لمريم التي شعرت وكأنها تعرفها منذ ازل وقالت طبعا دول بتوع ادهم بيه وهما اربع حصنه تعالي علشان تشوفيهم
فتشبثت مريم بيدها وكأنهما صديقتين بنفس السن ثم ابتسمت قائلة يلا بينا
اما في منزل اهل الهام فكانت هي جالسة بملل امام التلفاز في غرفة المعيشة بينما كانت امها تقوم بخياطة بعض الملابس وكان الصمت حليفهما ما عدا صوت التلفاز ولكن الامر لم يطل حيث قالت امها مالك يا الهام يا
فنظرت الهام اليها قائلة متقلقيش يا ست الكل انا بس زهقانه شويه لاني سبت مريم
الأم آن الآوان علشان ترجع لجوزها يا حبيبتي يعني اكيد مش هتفضل قاعدة معاكي طول العمر وانتي كمان لازم تتجوزي وتبقى زيها
فابتسمت الهام ابتسامة مريرة عندما تذكرت حبها الطويل لخالد وقالت بتعب ارجوكي يا ماما بلاش تفتحيلي موضوع الزواج دلوقتي لاني مش عايزة اتجوز حد
في اخفاء عشقها لخالد حبيبها الاول والاخير فقالت بنبرة منكسرة ربنا يسعدك يا خالد ربنا يسعدك يا حبيبي
اما امها فتنهدت بقوة وهي تحدق بباب الغرفة وقالت بصوت مټألم ربنا ينولك اللي في بالك يا بنتي ويجمعك باللي يقدرك ويحبك
حل المساء وعاد ادهم الى المنزل بعد يوم طويل متعب حافل بالمشاكل ونوبات الڠضب الچنونية التي كان يفرغها على موظفيه المساكين فكانت ملامح وجهه متشنجة جدا وباردة يغلبها الجمود والانزعاج الشديد دخل الى المنزل بعد ان فتحت له وفاء الباب قائلة بابتسامة نورت يا بيه
في تلك اللحظة انجلا الانزعاج عن وجهه عندما رأى ابتسامة تلك الصغيرة الشقية التي قام بتربيتها بنفسه منذ ان وعت على الدنيا ويعتبرها اخته الصغرى لا بل ابنته فهو من يتكفل بمصاريف دراستها وكل شيء متعلق بها قرص وجنتها بصمت ثم دلف الى الداخل فشعرت هي بأنه مهموم ولكنها لم تعلق بل اغلقت الباب وعادت إلى المطبخ حيث كانت امها تعد العشاء للعائلة
نظر الجميع اليه ومن قسمات وجهه المتجهم عرفوا انه منزعج فلم يشاء احد ان يزعجه في تلك الساعة لذا ردت عليه امه بصوت هادئ مساء النور يا حبيبي
ردت ت عليه سلوى فوق مع ادهم الصغير
فتنهد بقوة ثم قال طيب انا تعبان وعايز اريح شوية يا ريت محدش يزعجني
قال ذلك وصعد إلى الطابق العلوي تاركا خلفه افراد عائلته في حيرة من امرهم حيث قال معاذ باين ان مشاكل الشغل جامده اوي والا مكنش ادهم قلب من تاني ورجع فيها جبل التلج
فتنهدت السيدة كوثر وقالت الراجل لما يبقى تعبان يا بنتي ما بيسألش عن حد غير مراته لانها هي الوحيدة اللي بتفهمه ويقدر يرتاح معاها
في تلك الاثناء كانت مريم قد البست ابنها ملابس نوم نظيفة جدا ثم وضعته في السرير واخذت تقص عليه قصة جزيرة الكنز حتى ينام وبالفعل ما هي الا عشر دقائق حتى غفى الصغير فقبلته على جبهته ثم احكمت تغطيته وقررت ان تنزل لتناول العشاء مع البقية وقلبها ينبض شوقا لحبيبها الذي غادر منذ الصباح ولم تسمع منه خبرا بعد ذلك خرجت من غرفة نوم ابنها وتوجهت إلى غرفتها هي وزوجها حيث انها قررت الاتصال به لتسمع صوته العذب فامسكت بالهاتف مترددة هل تضغط رقمه اما لا ولكنها حسمت أمرها بعدم الاتصال لذا اعادت الهاتف الى الشاحن وتوجهت نحو باب الغرفة لتخرج
صادف انها خرجت من الغرفة في نفس الوقت الذي وطأت أقدام ادهم اخر درجات السلم فنظرت اليه ثم ابتسمت
برفق قائلة خلاص يا حبيبي انسى كل حاجة حصلت في الشغل النهاردة ومتعبش دماغك بالتفكير ماشي
لذا همست له قائلة بصوتها العذب انا مستحيل اسيبك يا ادهم لو انت ما سبتينيش الاول خلي كلامي دا حلقة في ودانك لاني مستحيل احل عنك بعد ما قررت اني اصلح كل حاجة انت فاهم
قالت كلمتها الاخيرة بنبرة مرحة وضړبته بخفة على كتفه فشعر بالطمأنينة بعد ان سمعها توعده بالتواجد معه دائما لذا ارتسمت إبتسامة صغيرة على وجهه وقال بهمس اشبه بفحيح الافاعي خلكي فاكرة كلامك دا كويس وتأكدي
اني عمري ما مش
قالت ذلك وارادت الشركة
تسارع في الاحداث الساعة العاشرة مساء
افعى وقالت بنيرة مرتبكة وهي تعاود تغطية كتفها انا تعبان يا ادهم وعايزه انام اجابته دون ان تنظر من فضلك يا ادهم انا
عايزه انام دلوقتي
اغمضت مريم عيناها بشدة وقالت بصوت مرتجف مش مكسوفه
فقالت من بين شهقاتها ارجوك اديني فرصة لغاية ما انسى اللي حصل انا بوعدك لما ابقى جاهزه هقولك بس بلاش تضغط عليا
قبل ادهم جبينها وغمغم بصوت يغلبه الانكسار بوعدك يا مريم مش هلمسك طلما انتي مش موافقة ودا وعد شرف مني ليكي بس ارجوكي بلاش تبعديني عنك
فقالت بعد ان هدأ روعها قليلا مش هبعدك يا ادهم بس ايه رأيك اننا نتعرف على بعضنا الاول احنا مخدناش الفرصة دي في علاقتنا وفي حاجات كتيرة متعرفهاش عني زي ما انا معرفش عنك كتير
أبعدها ادهم عنه قليلا ثم نظر إلى وجهها وقال لو دا هيخليكي تبقى مبسوطة فانا هعمل كل اللي انتي عايزه
ادهم قولتك مش هلمسك يا مريم غير اما تطلبي انتي ثقي فيا يا روحي
مريم انا واثقة فيك
رفعت رأسها قليلا ثم نظرت اليه
قائلة لو سألتك عن حاجة مش هتزعل مني
فابتسمت واردفت طيب قولي مين هي ميرا
جلست مريم ايضا وقالت فاكر لما رجعنا من السفر انا سمعت معاذ قال انك اخيرا قدرت تتجوز وتنسها كنت بتحبها مش كدا
فنظر ادهم اليها مطولا ثم تنهد وغطى وجهه بيديه قائلا بتعب كانت اكبر غلطة في حياتي كلها بسببها بقيت بكره كل الستات وبقى قلبي قاسې مبفكرش غير في نفسي وبس
امسكت مريم يده وسألته بنبرة مټألمة للدرجة دي بتحبها يا ادهم
شعر ادهم بالحزن الذي كان يرافق صوتها لذا نظر اليها فوجد عيناها اغرقت بالدموع فما كان منه سوى ان يحتويها بذراعيه قائلا کنت بحبها من زمان اوي يعني من تسع سنين بس بعد ما قابلتك بقيتي كل حاجة بالنسبة لي انتي حبيبتي الوحيدة وهتفضلي كدا لغاية ما يجي اليوم اللي ھموت فيه
شعرت مريم بالراحة من كلامه فقالت وهي تسند رأسها على صدره طيب ايه اللي حصل بينك وبينها
قال وهو يملس شعرها براحة يده اللي حصل انها كانت ماتستهلش الحب والثقة اللي اديتهم ليها وطلعت وحدة خاينه وكانت كانت بتخدعني طول الوقت علشان فلوسي وانا لاني بحبها وثقت فيها
ثم اخذ يحكي لها قصته مع ميرا عندما
كان في اميركا واخبرها كيف خدعته لتحصل على المال وكيف هربت هي وحبيبها المدمن وكيف سخر منهما القدر وجعلهما يتعرضان لحاډث سيارة مروع اسفر عن مقتلهما معا فأبتعدت مريم عنه بسرعة وقالت بدهشة هي
ماټت !
أومأ لها برأسه قائلا ايوا ودا اللي قهرني انها ماټت ببساطة كدا من غير ما اخد حقي منها ومن ساعتها وانا قفلت على قلبي ومقربتش على اي ست غيرك انتي لانك الوحيدة اللي حبيتها من كل قلبي حتى اكتر من ميرا نفسها
تسارع في الاحداث
انطوى الليل بظلامة وحل مكانه فجر يوم جديد فاشرقت الشمس لتبعث شعاعها الذهبي الذي انتشر في سماء مصر استيقظت مريم قبل ادهم الذي كان
نظرت اليها امها وسألتها هتروحي فين يا بنتي
الهام هروح ادور على شغل بدل ما افضل قاعدة كدا من غير ما اعمل حاجة
الأم ومالو ربنا يسهلك بس ليه ما تطلبي من مريم انها تكلم جوزها علشان يرجعك تشتغلي في شركته
الهام لا يا ماما هيبقى شكلي وحش لو عملت كدا متشغليش بالك انتي بس ادعيلي
رفعت المراة يديها تدعي لأبنتها قائلة ربنا يوفقك يا الهام يا بنتي ويبعتلك ابن الحلال اللي يسعدك ويحفظك
عودة الى منزل عائلة السيوفي
استيقظ ادهم في تمام الساعة التاسعة صباحا وكانت هذه المرة الأولى التي يستيقظ متأخرا بهذا الشكل حيث كان دائما يستيقظ في تمام السادسة صباحا فنظر الى الساعة بجانبه ثم هب واقفا وقال يا نهار مش فايت ازاي فضلت نايم لغاية دلوقتي !
قال ذلك ثم نظر حوله ولم يجد مريم
ادهم طيب متشكر
قال ذلك وخرج الى الحديقة حيث كانت تعمليها يا مريم انا عمري ما صحيت متأخر بالشكل دا بس لانك ضبطي المنبه على الساعة تسعه هضطر اجري زي المچنون علشان اوصل الشركة
فضحكت مريم والسيدة كوثر التي قالت وفيها ايه يعني لما تتأخر شوية مهي شركتك يابني ومحدش هيحاسبك
اجابها ادهم وهو يعيد ابنه الى حضڼ امه قائلا الشركة بتمر في ظروف صعبة الفترة دي يا ماما و ماينفعش اسيب كل حاجة لكمال لان المسكين بيستحمل فوق طاقته
مريم انا اشفتك تعبان وقلت اسيبك تنام كمان شويه
ادهم طيب يا حبيبتي انا لازم اروح الشغل دلوقتي ومن بكرا جهزي نفسك علشان تبتدي شغل انتي كمان
مريم لسه عايزني ابقى السكرتيره بتاعتك
ادهم
اظن اننا اتكلمنا في دون مقدمات لسه زعلان مني يا كمال
اجابه كمال معاتبا ايوا يا ادهم لاني هنت عليك وبهدلتني قدام الموظفين بالساهل كدا
تنهد ادهم بتعب واردف متزعلش مني يا صاحبي انت عارف اني مكنش قصدي اعمل كدا بس كنت متعصب اوي بسبب الهاكر الواطي وانا لما بتعصب مبفكرش ابدا ما انت عارفني كويس
كمال خلاص انسى محصلش غير الخير
فابتسم ادهم وضربه على كتفه بخفه قائلا يعني مش زعلان
ابتسم كمال ايضا واردف لا مش زعلان قولي بقى مريم والامير الصغير عاملين ايه
اتسعت ابتسامة ادهم واجاب بسعادة غامرة كويسين والحمد لله والجميل ان ابني مبسوط اوي لان بقى عندنا عيلة كبيرة اما مريم فهي كمان مبسوطة اوي
قال جملته الاخيرة وهو يتنهد بعشق فانتبه عليه كمال لذا ابتسم بخبث وقال الظاهر ان في واحد اعترف بحبه اخيرا ولا
متابعة القراءة