رواية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


صور والديه
وجلسوا على الأريكة لتظهر بعض صور كنان فأدركت ان الهاتف خاص بكنان 
ثم نظرت إلى أعين الصغير المشتاق لوالديه 
وضمته إليها تخبره بحب
تشبههم كثيرا 
فلمعت عين الصغير بسعاده 
وصوره وراء صوره إلى ان جائت صوره لأمرأة بجانب كنان تحتضن ذراعه وملتصقة به بشده ليعلو صوت كنان بأسم جواد فنظر الصغير الي ورد بفزع 

سينكشف أمرنا ورد 
كانت ورد شاردة في الصوره تريد ان تسأله لمن ولكن اندفاع الصغير خلف ظهرها جعلها تضحك 
ثم نظرت لكنان الذي ضحك هو الآخر 
من الفأر الذي خلفك ورد 
فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها بنفي
لا شئ
ووجدت يد جواد تتشبث بظهرها بقوه 
لست فأر ورد 
فتعالت ضحكات ورد لينظر لها كنان وقد نسي كل شئ وغرق في ضحكتها وكأنها أعزوفة
اندفع أكرم لداخل الشقة بأسف وهو ينظر لمهرة 
انا أسف يامهرة 
وطأطأ رأسه أرضا 
اغلب الأجهزة اللي في المحل أتحرقت
فنظرت اليه مهرة وهي تربت علي ذراعه
تفتكر اني هشمت فيكم ياأكرم 
وتابعت بأسف على حالها وحال شقيقتها
كل اللي عايزاه منك تبعدهم عننا انا مبقتش عايزه أعرفه خلاص
فحرك أكرم رأسه بتفهم ونظر لذراعها 
دراعك بقي كويس 
فأبتسمت له وهي تتذكر يوم ان علم بما حدث لها أخبرها أنه سيجمع أصدقائه ويذهب لهؤلاء الرجال ليقتص منهم وبعد محايلة كثيرة منها هي و ورد هدء وتراجع عن اندفاعه 
جلست رقية بسعاده مع والدها ومراد تقص لهم مافعلته مهرة معها فضمھا والدها بحنان
بنت جدعه والله وبتتحمل شغل كتير اوي في الشركه 
فتسأل مراد عما تفعله لتتسع عيناه 
ماله جاسم بيتعامل معاها كده 
فحرك مسعود رأسه وهو لا يعلم
فهتفت رقية وهي تتذكر كيف استجاب جاسم لأقتراح مهرة لأمرها
بس انا اللي لاحظته ان جاسم بيه بيسمع ليها ويقدرها 
وساد الصمت للحظات فنهض مراد معتذرا وهو ينظر لساعة يده 
الوقت اتأخر وعندي اشراف علي العمال بكرة في المصنع 
وانصرف لتقف وراء الباب تتنفس بسرعه وهي تحلم باليوم الذي سيكون لها 
حفلة أخرى من حفلاتها تدعوه لها ورغم هروبه منها ومن اتصالاتها الا ان مشيرة تلتف حوله كالعلقة 
خناقة أخرى حدثت بينه وبين مرام جعلته يستجيب لدعوة مشيرة 
وعندما ألتقت عين مشيرة به أندفعت نحوه تحتضنه 
مبسوطة أنك جيت 
وداعبت لحيته الخفيفة ثم قادته نحو ضيوفها تعرفه عليهم 
تيجي نرقص 
فتمتم كريم بأعتذار ولكن يدها سحبت يده نحو ساحة الرقص وبيد خبيرة كانت تحاوطه تنظر له بعينيها المرسومة بدقة تشبه أعين القطط ثم لفت يداها على عنقة 
وضع جاسم هاتفه بضيق بعد ان أنهي مكالمته مع مرام بعدما نهرها بأخوة على فعلتها فهي هاتفته تخبره عن رفض كريم ثانية للعمل بعد ان مرض أحد الصغار ولكن هي تري أنه حقها تتذكر لشقيقه خذلانه لها في الماضي 
رغم أثناءه لشقيقه عن ذكاء زوجته في أخر لقاء بهم ولكن اليوم أدرك ان زوجة شقيقه متشبثه بالماضي وستهدم حياتهم بسببه ووجد الخادمه تخبره بقدوم رفيف له 
ليجد رفيف تتطاوح في خطواتها تندفع نحو جاسم تحتضنه 
لا أحب تلك الفتاة جاسم 
فنظر لها جاسم بضيق وهو يساعدها على الوقوف بثبات 
انتي ازاي تشربي يارفيف 
فتعلقت بعنقه 
اطردها من عملها 
يعلم أنها غائبة عن وعيها ليسندها وهو ېصرخ بأسم الخادمه
هتيلي مفتاح العربية بسرعة
وتمتم وهو يضرب بكفه على وجهها 
فوقي يارفيف
كانت تتشبث به بقوة وعقلها كالغائب واسندها برفق بعدما اعطته الخادمه مفتاح سيارته المصطفة بالخارج 
ووضعها في المقعد المجاور لمقعده
إلى اين جاسم 
ليلتف الي المقعد الآخر وهو ينظر لها 
هوديكي الفندق يارفيف 
وأمتعضت وهي تضم يديها لجسدها لتندفع السيارة لخارج الفيلا نحو الفندق الذي تقيم فيه 
جلست ورد شاردة علي فراشها تتذكر تلك الصوره وداخلها ألف سؤال تريد معرفة من هي تلك المرأة الفاتنه
وشعرت بيد مهرة علي ظهرها تسألها بقلق
مالك ياورد انتي مخبية عني حاجه 
فأرتبكت ورد وجاهدت ان تداري أرتباكها عن شقيقتها فلو علمت مهرة أنها ڠرقت في حب صاحب العمل ووقعت في نفس تلك التجربة اللعېنة 
فلن تتهاون معها 
وأبتلعت غصة بحلقها ورسمت أبتسامة هادئة علي ملامحها
انا كويسه يامهرة متقلقيش
فطالعتها مهرة بشك
انا بس زعلانه شويه عشان الأيام بتمر وعقد العمل بتاعي هيخلص وجواد هيرجع بلده
فأرتخت ملامح مهرة بعد ان علمت السبب والذي كان مقنع بشدة كي يرتاح قلبها
بكرة ان شاء الله تلاقي شغل أفضل منه 
فأبتسمت ورد وهي ټحتضنها بقوة 
انا بحبك اوي يامهرة
فداعبت مهرة خصلاتها وهي تضمها اليها 
طب ما انا عارفه
ياعبيطه
لتتعالا ضحكاتهم وكل منهم تخبر الأخرى بحبها 
أندفعت مهرة لغرفة جاسم بعد ان رحل مراد وهو يخبرها بأسف رفض جاسم لأنتقالها معه للعمل في المصنع 
انت ليه رفضت نقلي من هنا
فرفع جاسم عيناه نحوها بعدما أغلق الملف الذي أمامه وحدق بها بقوه 
اطلعي بره وأدخلي زي البني آدمين 
فوقفت مكانها وهي تحدق به پغضب 
ولو مطلعتش 
فصړخ بها وهو ينهض عن مقعده ويقترب منها
مهرة متختبريش صبري 
وطالعها بجمود 
عقد عملك هنا في مكتبي فاهمه
فتنهدت بهدوء وهي تنظر حولها 
وانا مش عايزه اشتغل هنا عايزه اشتغل في المصنع مع أستاذ مراد لحد ما مدة عقدي تخلص 
وقطبت حاجبيها بأستياء
انت مش هتحتكرني لنفسك ياجاسم ياشرقاوي
وصدرت شهقة مستنكرة من رفيف وهو تنظر لمهرة 
كيف تحادثك ذلك جاسم 
ليمتقع وجه جاسم پغضب 
لو سامحتي يارفيف روحي علي مكتبك 
وأشار لها بأن لا تجادله وتنصرف فأنصرفت رفيف وقد تجمدت ملامحها من طرده لها 
وتقدم جاسم من مهرة التي ألتفت لتطالع رفيف تتمتم بكلمات مبهمه 
وأنتفضت من صوته القوي 
علي شغلك 
وضعت مني الدعوات أمامها وهي تنظر لها 
انتي اللي هتوزعي دعوات حضور الحفلة السنوية الخاصه بالشركه 
فتناولت منها الأظرف وهي تعلم بأن هذا هو عقابه 
وأبتسمت بتهكم وهي تطالع الدعوات 
وأخذت حقيبتها وأنصرفت وهي تتمتم 
الصبر بكره امشي من وشك ياجاسم ياشرقاوي
فضحكت مني
عليها وهي تدق على مكتبها بقلمها
نسيت أمر الفتاة ونسيت كل شئ وهي تنظر له وهو يعد لها ولجواد اكلة أسبانية طلبها منه جواد وبالطبع هي تشاركهم
كانت تشاهده وهو يشمر اكمام قميصه لاعلي ويبتسم لهم بعد ان أعدوا له المسئولون المطبخ وانصرفوا ليتركوا سيدهم في مهمته 
ونظر إلي ورد وجواد المسترخين علي مقاعدهم منتظرين تناول الوجبة التي يريدها جواد بحماس لأنه تذوقها منه من قبل اما ورد ارادت ان تستكشف الوجبة الجديده 
وأبتسم وهو يناول ورد السکين 
لا تخبريني أنك لا تعرفي تقطيع الفلفل
فضحكت ورد وهي تنهض من مقعدها
انا من اطهو لي ولشقيقتي
فرفع كنان حاجبيه بخبث 
كان الله بعونها بالتأكيد تمرض من طعامك 
فحدقت به ورد پغضب وهي تحرك السکين أمامه ليهتف كنان متصنعا الخۏف
امزح ورد 
واندمجوا فيما يصنعوه وجواد يمازحهم منتظرا الطعام 
وانتهوا من مهمتهم لينظر كنان لورد بحب 
معها نسي كل شئ نسي أنه رجلا خاطب لأخري هدء حزنه قليلا علي شقيقته وكأن وجودها في حياته كان كالبلسم
وجلسوا يتناولون الطعام والذي حفظت ورد كل مقاديره وطريقته كي تطهوه لمهرة وأكرم بل وستعلمه للسيدة صفاء أيضا 
نظرت مهرة بضيق إلي الملابس التي تعطيها لها شقيقتها كي ترتديها هي تحب قمصانها وستراتها وبناطيلها والبذلات الرسمية التي تجعلها كالناظرة
ولكن ورد اليوم أنتقت لها تنورة طويلة ملونة بألوان هادئة وبلوزه شيفون مبطنه ذات أكمام طويلة تهبط بوسع من عند معصميها ملابس محتشمة ذو ذوق رفيع 
ولم تترك ورد مهرة الا بعد ان أرتدت تلك الملابس مخبره اياها بضحك 
ده انا دفعت فيهم ډم قلبي
وأبتسمت بسعاده وهي تنظر لشقيقتها بحب متمنية داخلها ان ترتدي تكمل فرضها وترتدي الحجاب الذي سيجملها 
ولعلمها ان مهرة ستفعل ذلك يوما هو من يجعلها لا تخاطبها في الأمر بل تدعو لها 
واقتربت منها ورد وأحاطت وجهها 
زي القمر ياحببتي
وألتقطت منها النظارة وهي تضحك
هي ديه لتكملة الديكور ولا ايه
فأندفعت مهرة نحوها
هاتي النضاره مش هروح الحفله غير بيها 
ومع ورد كل شئ يتحول للرضوخ وعقدت شعرها كالمعتاد تحت نظرات ورد التي لمعت عيناها وهي تجذبها نحو الفراش تجلسها عليه 
استني اما هعملك تسريحة حلوه شبه تسريحة أبلة نظيرة 
فدفعتها مهرة برفق وهي تضحك
انا تسريحتي شبه ابلة نظيرة 
فحركت ورد رأسها وهي منشغلة فيما تفعل 
ومر الوقت ليستعدوا سويا ولم تنسي ورد الحذاء الذي يلائم ملابسها
ونظرت مهرة لورد التي وضعت دبوس حجابها وحملت حقيبتها 
تعالي معايا وهاتي أكرم والبنت اللي بيحبها كمان واه اتعرف انا كمان عليها
فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها برفض 
لا احنا ملناش في الجو الممل ده 
فأستائت مهرة منها وتأففت بحنق 
خلاص أجي معاكم انا برضوه بتخنق من الحاجات ديه 
فلوت ورد فمها بأمتعاض 
ديه حفلة الشركة اللي انتي شغاله فيها يامهرة يلا ياحببتي أكرم ھيموتنا بقاله ساعه مستنينا
وتابعت بحماس وهم يغادروا 
هنوصلك الأول 
نظرت مني لمهرة بسعاده علي تغيرها لنمط ملابسها 
طالعه جميله ورقيقة يامهرة 
وتابعت بود حقيقي لها
ديما البساطه في الشكل والهيئة هي اللي بتكسب
لم تتكلف مهرة بوضع اي شئ علي وجهها الا كحل العين الذي اصرت ورد لها بوضعه 
ملابس جديده منمقة وحذاء ذو كعب بسيط وتسريحة شعر ليست مختلفة كثيرا عن تسريحتها وكحل لعينيها بدأت تمتعض من نظرات البعض لها وكأنها لم تكن ذات ذوق 
ووجدت ياسر يقترب منها غير مصدقا 
مش معقول مهرة 
فتمتمت بأستياء جعلت ياسر يضحك بقوة وهو يهتف 
الاختلاف ديما بيميز وبصراحه انتي مميزة النهارده 
وابتعد عنها عندما لمح سيارة جاسم تصطف بالخارج فهي وياسر وقفوا ينتظروا قدومه وبالطبع لكونها مساعدته الشخصية ولكون ياسر ذراعه الايمن حتي مني كانت تنتظر قدومه ولكنها دخلت للقاعه مع أحد الضيوف 
ونظرت لجاسم الذي خرج من سيارته ورفيف معه بفستانها القصير ثم اقتربت منه تتباطئ في ذراعه بتملك
وبدء عقلها يخبرها وهي تراهم يتقدمون نحوها 
زوج وزوجه رائعين فمن سيليق بجاسم الشرقاوي غير رفيف 
ونفضت رأسها سريعا من تلك الأفكار عندما سمعت صوت رفيف الساخر
مهرة لا أصدق 
كانت عين جاسم تجول عليها بتفحص كل شئ بها بسيط وهادئ وشعر بلمسة رفيف علي ذراعه 
فألتف إليها وسار معها للداخل 
فتأففت مهرة من نظراته وكأنه يخبرها انها مهما فعلت لن تصل للأناقة هذا ماظنه عقلها 
وسارت بجانب ياسر الذي أخذ يحادثها وهم يسيروا في الممر الطويل المفروش بالسجاد الأحمر 
كانت أحدي الفتيات العاملات تسير بهروله نحو القاعة ويبدو أنها خرجت للخارج لامر ما وتركض لتعود لخدمتها 
ودون قصد منها انزلقت قدماها فأنصدمت بجسد رفيف
انا أسفه يافندم 
ونظرت إلي مهرة وياسر الواقفين بالخلف تستنجد بهم لأنهم بتأكيد لاحظوا انزلاق قدمها 
ذراعي ايتها الغبية 
فنظر جاسم لرفيف التي تتأوه 
خلاص يارفيف
فأمسكت رفيف يده تضعه على موضع الآلم
أنظر جاسم لابد ان تحاسب من وظفها 
فنظرت الفتاه لداخل القاعة ومديرها يشرف على المكان 
انا أسفه ياهانم 
وقبل ان تتمتم الفتاه بأعتذار آخر 
اندفعت مهرة وهي تنظر لهم 
ماقالتلك خلاص ايه ټموت نفسها يعني 
وحدقت ب ياسر ليشرح ياسر ما رأه 
ولكن رفيف لم يعجبها الأمر فهتفت پغضب 
كيف تتحدثي معي هكذا 
فأقتربت منها مهرة وهي تعض علي شفتيها بقوه 
لتجد يد جاسم تجذبها بعد ان أبتعد عن رفيف ومل من شغل النساء هذا 
خد رفيف وادخل الحفله ياياسر
ونظر للفتاه برفق
وانتي ادخلي كملي شغلك 
فتمتم الفتاه بشكر لتنظر رفيف لياسر ثم جاسم الذي
 

تم نسخ الرابط