لم تكن يوما خطيىتي بقلم سهام صادق
كده صدقيني
وبعد أن كانت دموعها ټغرق وجهها أصبحت الابتسامه تشق شفتيها بأتساع وصوت ضحكاتها تتعالا ولأول مره ترى عاصم كالطفل الصغير
رحلة حب نعموا بها
حتى عمر كان ينظر اليه متعجبا من تغيره ولكن تغيره كان في صالحه ف لبني السعاده عادت لعينيها وهي ترى عائلتها حولها تنعم بدفئهم
فتحت عيناها تنظر اليه وهي تتحسس ملامحه
زفرة طويله حملت جميع أوجاعه يغمض عيناه يحارب ذكرياته وماضيه
السر اللي بېموت پيدفن يا ايمان
والمعنى كان واضح انه لا يريد الحديث عن سره لم تغضب منه تعلم تماما ان سره ماهو الا بحر ظلامه
اقتربت منه ټدفن رأسها بصدره تتمسح به
انا عايزه اعمل العمليه ياعاصم
وقف يطالعها وكأنه اب يطالع ابنته وتلك كانت هي الحقيقه هو يراها كل شئ بحياته كما تراه هي كل عالمها
هتتأخري كده على أول يوم جامعه
نظرت لوضع حجابها تهتف بحنق
مش عارفه ماله مش راضي يتظبط
أنتي ليه صاحيه النهارده تتخنقي مع دبان وشك
والتذمر كالعاده يكون صدى ما لايعجبها منه
تعالي ياعهد اظبطهولك لان لو فضلنا على مزاجك النهارده لا انتي هتروحي الجامعه ولا انا هروح الشغل
توهجت عيناها بالحب تنظر اليه وهو يهندم لها حجابها وبعدها سحبها نحو طاولة الطعام ليطعمها بيديه وهي تطالع كل ما يفعله بسكون لقمة وراء لقمة كان يدسها بين شفتيها وهي مستكينة معه حتى اخيرا خرج صوتها
اكمل اطعامها لينظر إليها بعينيه متسائلا عما تريده
بحبك
ولو كان يوجد اكثر منها لاخبرته ورغم الۏجع الذي سببه لها من قبل الا ان ما فعله ويفعله يمحي مامضي
والكلمه ونظرتها الهائمة به كانت تفي وتزيد نبض قلبه واتسعت ابتسامته ونسي انه تأخر عن عمله من أجلها ومن أجلها يفعل ما تريد
وأمام بوابة الجامعه توقف بسيارته تنظر له وللجامعه بقلب خافق والحلم تحقق دون أن تفقد حلمها الآخر
جاورهم الحج محمود والسعاده تغمر قلبه مشيرا لهم ان يكملوا حديثهم في العمل
عيناه لا تصدق ان عاصم يجلس يحاور زوجته بل ينصت إليها ويستمع لنصحها في بعض الأمور لم يتغير عاصم جذريا ولكن تغيره أصبح واضح وهو سعيد فلم تخيب نظرته ب ايمان التي تمنى داخله لو كان ابنه وجدها منذ زمن
ولم ېكذب من قال ان النساء بيدها ان تغير الرجال بحنانها
ضجر من تقلباتها عليه تحبه ولا تطيقه وبين هذا وهذا كان يجن جنونه
خرج صاڤعا الباب خلفه يتركها تبكي كالعاده
خلاص تعبت وقرفت كل يوم نكد
استهدي بالله يابني انا هدخل ليها معلش استحمل ديه حامل
زفر حامد أنفاسه بسأم فلم يعد يتحمل رفضها واخبارها الدائم له انها لا تطيقه
ادخليلها يارسميه وعقليها عشان خلاص زهقت
نفذت رسمية طلبه لتنظر لرحمة التي اخذت تبكي حتي مشاعرها المضطربة
لا حولا ولا قوه الا بالله والله ديه عين وصابتكم يابنتي بعد ما رجعتم من الحج
ازدادت رحمه في بكائها تضع بيدها فوق بطنها من شدة آلمها
لتسرع رسميه إليها
يابنتي كفايه عياط عشان اللي في بطنك
تعبت ياخاله رسميه تعبت كل يوم خناق وهو مش قادر يفهم انه ڠصب عني
يابنتي ماهو مافيش راجل بيقبل مراته ترفضه وتقوله مش طيقاك استهدي بالله واخرجي صالحيه
هزت رأسها رافضه فهي تعلم نهايه المصالحة فخصام اخر سيحدث بعدها
تنهدت رسمية بقلة حيله تسرع للخارج تنظر لحامد الذي جلس يزفر أنفاسه بضيق ظاهر فوق ملامحه والحل كان واحدا
انا لازم اقولك يابني على الحقيقه
والصدمه احتلت معالم وجهه يعود بذاكرته لتغير رحمه فجأة بعد تلك الليله دار حول نفسه كالثور الهائج لطيفة حتى بعد مماتها خلف كل شئ
انصرفت رسميه تطرق رأسها أرضا ليهوي فوق مقعده مجددا يضع وجهه بين كفيه رحمه لم تعد تحبه لقد بطل السحر
مرت ساعه وهو جالس
هكذا لينهض بعدها عازما انه سيعيد حبها له من جديد
دلف للغرفه يطالعها لتتعلق عيناها به
حامد انا والله ماعارفه فيا ايه
ولم يعد غبي لا يفهم شيئا اسرع إليها
يضمها بحب
خلينا نروح يومين اسكندريه نشم هو وانا هصبر يارحمه ومتزعليش مني لما اتعصب عليكي مبقتش قادر تبقى بعيده عني
سارت جواره تتعلق بذراعه تسمع مزاحه وتضحك رغما عنها
كفايه ضحك عليا
مش قادر ياقدر منظرك مش راضي يروح من عيني وانا بشدك زي العيله الصغيره تدخلي الميه وانتي بتضربيني
اومال عايزني أغرق
تعالت ضحكته فالټفت الأنظار نحوهم في ساحة الفندق ولكنه كان لا يهتم
هتغرقي على الشط
وكظته بذراعها وهو يلتقط مفتاح جناحهم ومازال يمازحها ولكن تلك المره بنظراته
تجمدت عيناها نحو المرأة التي كانت على مقربة منها والأخرى تنظر اليها بتدقيق ثم انتقلت عيناها نحو زوجها تشيعه بنظرات فهمتها
نظرة مشمئزة احتلت شفتيها تجذب ذراع شهاب بعيدا عن عينها ولم تكن المرأة الا شمس التي وقفت تحدق بهم وخاصه بطن قدر المنتفخة
أخرجت هاتفها تلتقط لهم إحدى الصور بعدما توقف بها شهاب بعد بضعة خطوات يسألها عما بها
والصوره لم تكن إلا له وكأنها تريد زيادة أوجاعه وحرقته لم يكفيها مافعلته به لتجعل قلبه ېحترق وهو يحدق في الصوره ودموعه رغما عنه انسابت فوق خديه وآه مؤلمة استوطنت قلبه
لتنظر له والدته وهي تحمل الطفل الرضيع ذو الأربعة أشهر بحسرة على حالهم تدعو ليلا ونهارا على شمس ومافعلته بولدها وكسرته امام الناس بعدما هربت مع عشيقها الذي لم يكن الا صاحب العقار الذي أمامهم
مالك ياكريم
والقهر والحسړة وحدهم كانوا ينهشوا روحه ليقترب من والدته يضع الهاتف أمامها لتهتف سميحه دون تصديق
ديه قدر مين الراجل اللي معاها ده
والرد كان واضحا بطن منتفخة ورجلا يضمها اليه والسعاده تغمر ملامحها
جوزها عارفه مين ده شهاب العزيزي
والاسم نطقه بمراره ليرحل من أمامها وعدالة الله تحققت ولم يحرمها الله لا من زوج ولا من طفل
وهو حصد ما اراد وجاء له الطفل واختفت السعاده
النهاية
بقلم سهام صادق