رواية أنصاف القدر بقلم سوما العربي
المحتويات
بس دى حقيقة انا بفهمهالك انتى بقى ليه مش طيقانى
صمتت لدقيقه ثم قالت انا مش طايقه حد ولا طايقه نفسى وبصراحه مش ناويه ابقى البلياتشوا بتاعك دلوقتي عشان قاعد فاضى وعايز حد يحكى معاك شوف طريقك بعيد عني الله يسهلك انا مش رايقه
كل تلك الضغوطات التى تحدثت بها وعبرت نبرة الشجن بحديثها عنها جعلته يتهور قائلا تمشى من هنا لو قولتلك تيجى معايا تيجى
تحدثت وهى تبتسم بسماجه لا ياسيدى انا مرتاحه فى الشغل هنا
عدى شغل ايه افهمى انا عايزك معايا
توتا معاك ازاى مش فاهمة
رفع كتفيه بعصبيه يجيب ولا انا نفسي عارف بس مش عارف انا عايزك قدام عينى
ضحكت بسخرية وقالت إيه لأ لأ ماتقوليش ماتصدمنيش ماتفاجئنيش هيييييييح حبتنى
رفعت شفتها العليا باستنكار وقالت شوف سكتك الله يسهلك انا مش ناقصه لعب إلى فيا مكفينى
نظر لها مطولا وقال انا مش بلعب
توتا بتنهيده تضع وجها على رأسها تغمض عينيها تستعد للنوم قائله بخمول وانا مش رايقه لا لهزار ولا لعب دلوقتي الله لا يسيئك تعالى بكره ممكن يبقى مزاجى حلو ونهزر
رفعت وجهها له تقول بسخرية هفكر حاضر يالا مع السلامه
اخذ نفس عميق يصك أسنانه من سخريتها به وقال لا انا مطول بالى عليكى بالعافيه لكن خلى بالك انا مش بالأخلاق العاليا دى قولتلك همشى دولوقتى وفكرى فى كلامى
نظرت له بعدم اهتمام ثم اعادت وضع رأسها على يديها تغمض عينيها مدعيه النوم
بمجرد شعورها انها أصبحت بمفردها فتحت عينيها مجددا تنظر امامها بشرود تتذكر حديث عامر بأحد الايام مع محمد
فلاش باااك
كانت تمر فى الحديقه تنظر حولها بانبهار لتلك الورود الجميله ياحليييله أول مرة اشوف ورد كتير كده وفى حته واحده
انتبهت الى صوت أحدهم يتحدث ببعض الڠضب اقتربت قليلا وجدت نفسها بجوار شرفة مكتب عامر المطله على الحديقه
إلى اذنيها القليل من الكلمات محمد لو عجباك قول ومايهمكش لا سمعة العيله ولا الكلام ده
جذب الحديث فضولها تقدمت اكثر بخبث تدعو الله الا يراها احد
التصقت اكثر بالشرفه واستمعت له يجيب سبق وسألتنى وانا سبق وقولتلك اه عجبانى اوى بس ماتنفعنيش
تملكتها الحيره تريد ان تعلم عمن يتحدثون
إلى أن نطق عامر فجحظت عينيها تغريد بنت كويسه وباين عليها مؤدبه ده غير أنها جميلة
ابتعدت سريعا پصدمه لم تخطط لاصطياد محمد يوما حتى لم تقع بهواه لكن مجرد سماعها رفضه لها بهذه الطريقة رغم اعترافه انها جميله وتعجبه صاډم بل قاټل
فكرة ان المجتمع من حولها لا يتقبلها هى وشقيقتها أحدهم يعرض عقدى زواج عرفها على اختها والثانى يرفضها بهذه الطريقة رغم أنها تعجبه هل هم قليلى الشأن لهذه الدرجة
باااااك
اغمضت عينيها تفر منها دمعة الم وحسرة تضع رأسها على يديها تتذكر كلمات اختها الضعف مش لينا
هبت من مقعدها لابد الا تجلس هكذا هذه الجلسة وذلك الشرود لا يجلب سوى سوء التفكير ستشغل نفسها بأى شئ
وقفت سريعا على حوض المطبخ تقم بجلى بعض الأشياء وبعدها ستعد قهوة وربما كيكه لذيذه بمقادير من مطبخ ال الخطيب لها ولاختها نعم أموالهم
حلال لها هذه هى توتا
اما عند عامر
كان ينظر لها يراها تقف أمامه بتحدى تقدم منها وهى تعود للخلف بظهرها
تقدم اكثر وهى عادت اكثر
الى ان اصطدمت باحد الأعمدة خلفها التصق بها ومال عليها قائلا قولى بقا كنتى بتقولى ايه من شوية
مليكه بقول انى مش موافقة وأنى دلوقتي مخطوبه لحد تانى مش هجرحه ومش هسيبه
عامر انتى شكلك اتجننتى انتى واقفه قدامى خلى بالك المفروض تراعى مشاعرى وانتى عارفة انى بحبك
اهتزت قليلا من اقترابه منها بهذه الطريقة المهلكه كلمه بحبك زلزلتها لن تنكر ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وقالت لا انت مش بتحبنى
تحدث بوله ولهفة والله العظيم بحبك اووى كل الى حصل ده انا الى عامله
مليكه ازاى!!
عامر هقولك بس خلى كل حاجه تمشى زى ما خططت
عادت صوره عدى وهو يبتسم لها تلوح بعقلها اغمضت عينيها تهز رأسها يمينا ويسارا تقول مش هينفع
اتسعت عينيه لا يصدق ايه!!هو ايه اللي مش هينفع!
مليكه انت اتاخرت اتاخرت اوووى
عامر پجنون اتاخرت على ايييه
مليكه اتاخرت عليا بقالنا اد ايه فى المتاهه دى بقالى سنين بټعذب وانت خاېف على شكلك وعلى الكل الا انا
عامر كنت غلط كنت غلط وفوقت ماتقفيش فى وشى بقا ياحبيبتى انا بحبك اووى مش عارف ابعد
مليكه لا يا عامر انت اتاخرت دلوقتي مابقتش مليكه بس انت اتاخرت لدرجة ان فى واحد تالت مالوش ذنب بقى جوا حكايتنا جه وخطبنى واتعشم فيا مش هعمل فيه الى انت عملته فيا انت مش فاهم ولا حاسس انا بس الى فاهمة وحاسه انا بس الى اقدر اتوقع هو هيحس بايه
عامر ياحبيبتى ياحبيبتى حسى بيا انا كمان اعتبرى انى غلط وبصلح غلطى لكن انك ماتبقيش ليا ده صعب مش هينفع اصلا
وضعت يدها على صدره ازاحته عنها قليلا وقالت مش هينفع حكايتنا خلصت
تحركت من امامه فقبض على يدها واوقفها قائلا الحكايه انا بس إلى اخلصها مش انتى وانا هكتب عليكى النهاردة يعنى هكتب عليكى
مليكه بتحدى هتعمل كده ازاى ڠصب عني
عامر ڠصب بقا رضا مش فارقه انا عملت الالى عشان اوصل انهم هما الى يجوزونا تيجى انتى وتقولى لأ مش هيحصل وهتجوزك
حلت يدها من قبضته ونظرت له داخل عمق عينيه وقالت مليكه الصغيره كبرت على فكره
تحركت من امامه پغضب ذهبت تجاه الحديقه حيث تركت عدى
وهو يتابعها بعينين يخرج منها لهب حارق تجلس لجواره تبتسم له تجذب اطراف الحديث معه
جاء محمد من خلفه ينظر إليهم ضړب مقدمة جبهته پعنف وقال يانهار ابيض انا ازاى فاتتنى دى هنعمل ايه فى المصېبه دى
التف له عامر بضيق وقال مصېبه ايه انت كمان قولى الأول كلمت المأذون
محمد مأذون ايه وزفت ايه احنا نسينا عدى خالص
عامر بغيره إيه عدى ده كمان الى هنعمله حساب فى ايه
محمد عامر ركز ياحبيبي ده ابن وزير الداخلية واحنا اصلا بنعمل كل ده عشان الانتخابات ايه ماسمعتش عن حاجه اسمها الامن الوطنى اى حد مقدم فى الانتخابات ورقه لازم يعدى من هناك ويتوافق عليه يعنى سهل اووى كلمه صغيره فى نص ملفك توقف حالك
عامر انا سمعتى زى الفل والكل يشهد بكده مش خاېف انا
محمد استهدى بالله كده وقول هديت عشان هى مش بالسمعه احنا لازم نأجل كل حاجه يومين نحاول فيها نحل الموضوع بشكل ودى معاه لكن يبقى قاعد مع خطيبته برا واحنا جوا بنكتب كتابها على واحد تانى ماينفعش خالص
عامر بعصبيه ايه اللي بتقولو ده انت ناسى الورقه اللي مع معتز موسى هيوديها بكره لكل الصحف وانا هقعد لما عدى باشا يحن عليا
جلس محمد يفكر قليلا وقال مش عارف من ناحية عدى وابوه ومن ناحية الورقه اللي مع الزفت معتز
صمت قليلا وأخرج هاتفه يقول استنى كده هكلم سيف اشوف هيقدر يعطل الموضوع اد اية
وقف يتحدث بهاتفه تاركا عامر على وضعه يغلى من الڠضب وهو ينظر لها تتحدث مع ذلك العدى
بالخارج في الحديقة يجلس معها بحيرة شديدة أليست تلك هي مليكه التى اعجبته من اول مره
رأها بها لطالما غازلها وتحين اى فرصة كى يكن معها فعل وتحمل الكثير كى يقم بخطبتها ماذا حدث له الآن واين شغفه بها أين حتى عقله عقله للان مازال بداخل مطبخ بيت الخطيب
ينظر ويبتسم وربما يتفاعل مع حديث مليكه لكن جزء كبير به غير حاضر غائب
انهى محمد مكالمته يأخذ نفس عميق ووقف خلف عامر يقول الحمد لله لاقينا حل مؤقت
عامر وهو مازال ينظر ناحيتها ايه هو
محمد سيف هيقنعه يأجل كام يوم تكون الانتخابات حمية وسخنت عشان يأثر علينا بجد لكن لو عمل كده من دلوقتي الناس ممكن تنسى او احنا نعرف نلم الموضوع لكن هما يومين بس ياعامر يعنى على آخر الأسبوع لازم نكون كتبنا الكتاب خلينا نفكر بقا هنعمل ايه مع عدى المناويشى
لم يهتم بحديثه انما تحرك پغضب لن يتركها تجلس لجواره هكذا
خرج لهم ووقف أمامهم پغضب انتشلها من جوار غريمه واوقفها بجانبه يقول أظن كفاية كده اطلعى اوضتك
وقف عدى يدرك حجم تلك الاهانه ايه الى بتعمله ده ياعامر
وقف يحاول لملمت الأمر بدبلوماسيه عدى ضيفه وببيته فقال عايزك فى موضوع مهم في المكتب اطلعى انتى يا حبيبتي اوضتك
قال الاخيره يتكئ على كل حرف وعدى ينظر له بتمعن
ذهبت لغرفتها تدب الأرض پغضب وهو اخذ عدى يبعده عنها يلهيه بأى حديث
اما محمد فقد ذهب الى شغفه موطن المرح الوحيد الذي اصبح بحياته المطبخ توتا
وجدها تجلى بغض الأوانى النظيفة بالفعل پغضب ثم تغسلها بالماء وتعاود جليها من جديد
محمد ايه يا بنتى الحلة بتستغيث خلاص نضفت
توقفت يديها نظرت إليه نظرة تحمل الكثير هههمم انتهى يومه وجاء كى يمرح قليلا مع فقرة الساحر التى جلبها على بيته
لكن الأمر
اصبح فوق طاقتها حقا نظرت له بصمت ولم تجيب الجميع يأتى إليها يضع حزنه وياخذ طاقه ومرح وهى لاشئ لديها اليوم لتعطيه لاحد هى كتلة كبيره من الشحنات السلبيه
استغرب كثيرا رد فعلها الصامت هذا أين توتا بروحها المرحة ولسانها السليط
محمد ايه ده تتحسدى مش هتطولى لسانك عليا وتردى الكلمه بعشره
توتا لا لاسمح الله وهى العين تعلى عن الحاجب بردوا يامحمد بيه
رفع حاجبه مندهش وردد ده من امتى العقل ده
نظرت امامها تعاود جلى الأوانى من دلوقتي كنت جاى عايز حاجة
محمد بتعثر ااا للا ااه ااا عايز ساندويتش
ألقت مابيدها پعنف وقالت العيش قدامك اهو طلع واعمل انا رايحه انام واه اعمل حسابك انى أخرى معاكوا الاسبوع ده وهمشى من هنا انا مش خدامه لا انا ولا اختى
صدم بل صعق ولجم لسانه لكن تحدث قائلا إيه تمشى ازاى يعنى
توتا هو ايه اللي ازاى ياخويا همشى يعنى اذهب ماخدتوهاش فى المدرسة
محمد وتمشى ليه اصلا
توتا احنا اه ڼصابين بس مش خدامين
محمد بسخرية لا انعم وأكرم تصدقى طلع الڼصب أشرف من الشغل
توتا بقولك ايه مش ناقصه انت ماعيشتش ظروفنا عشان تحكم علينا ولا انا جايه اعيطلك واحكيكلك مأساتى انا واختى اول حاجة عشان انا ماليش في جو الصعبانيات ده والحاجة الأهم انك مش بتحس عشان تفهمه
متابعة القراءة