أرملة أخي
المحتويات
الواحد ودلوقتي حالا هطلع معاكي بيتك اتكلم مع أهلك
هزت راسها بالرفض لا لا بلاش أنا ماليش غير بابا وهو تعبان مش ناقص مشاكل ولا يتحمل فوق طاقته بابا كفيف و لسه خارج مع عمليه فى عينيه وللأسف ربنا مااردش يسترد بصره تاني ارجوك امشي دلوقتي بابا مش ناقص كفايه اللى هو فيه
انسابت دموعها وهى تنظر له برجاء تنهد بضيق وهو يرفع أنامله ليكفكف دموعها ويهمس لها بدفئ ماتعيطيش طول ماانا موجود وماتخفيش مش هعرف باباكي باللى حصل بس ده مايمنعش أن موافق على شغلك الشغل خلاص لحد هنا
ركضت من أمامه هاربه كعادتها ليهتف بصوته القوي ماتتأخريش عليا فى الرد وإلا هطب عليكم كده من غير ميعاد وانتي حره بقى أسرعت فى خطواتها لتختفى عن أنظاره وقفت امام باب المنزل تضع كفها الصغير أعلى قلبها الذي ينبض بتسرع وكأنه يخبرها بأنه ليس بخير وما تشعر به ليس من حقها أن تحب وتعيش تلك المشاعر أما عنه فقد عاد إلى سيارته وبدء فى قيادتها وهو يشعر بالضجر بسبب ما حدث وقرر التوجه إلى منزل صديقه ليتحدث معه بامر هام يخص العمل ...
لا يزال متعب ولم يقدر على الحركه بمفرده شعر حسن بمدا حزنه واراد التخفيف عنه .
بقولك ايه يا حسام ايه رايك نطلع فوق السطح هتشم هوا يرد الروح وندردش شويا مع بعض
نظر له بحزن وهمس بأسف أنا آسف يا حسن وجودي هنا لخبطلك حياتك كلها
ربت على كتفه بحنان ومد يده ليمسك بها بقوه وسار جانبه بخطوات بطيئة ماتقولش كده
يا جدع انت كده كده مراتي على وش ولاده ومحتاجه تكون عند اهلها وانت هنا فى بيتك واشيلك فوق دماغي كمان يا جدع السويسه جدعان قوي على فكره
ابتسم له بخفه ربنا يقومهالك بالسلامه وجدعنتك معايا هتفضل جميل فى رقبتي انت ابو الجدعنه يا ابو علي
اجلسه برفق أعلى سطح المنزل
هعمل كوبيتن شاي وراجعلك تحكيلي عن حياتك
ايمان خير فى حاجه
ابتلعت ريقها بتوتر ابدا يا حسن كنت جايه اطمن على الاستاذ حسام وأشوف جرحه لازمه تغير عشان كان ملتهب
ماتتعبيش نفسك يا ايمان أنا عملتله اللازم
كده طيب تمام ممكن اطلع اجيب هدوم لبياضه طلبتهم مني
تطلعت حولها بتسأل امال فين الاستاذ حسام
هتف وهو يسير فى طريقه إلى المطبخ فوق السطوح
أسرعت فى خطواتها تصعد الدرج لتصل إليه وقفت تتطلع له دون أن يشعر بها فقد انجذبت له وأعجبت به منذ أن وقعت عينيها عليه بعدما استرد وعيه حتى انها رسمت احلام ورديه تجمع بينهم .
جلست امامه وهمست برقه صباح الخير يا حسام عامل ايه دلوقتي
استغرب وجودها ورفع الالقاب بينهم رغم فارق العمر الذي تعدى عشر اعوام
حاول رسم ابتسامته وهو يجيبها بهدوء صباح الخير
وضعت كفها الرقيق تتحسس ظهره وهى تهمس بصوتها الهادئ تحب اغيرلك على الچرح
ابتعد عنها بضيق ورغم ألم ظهرة الا انها انتفض من مكانه لكي يبتعد عن تلك المراهقه الصغيره ثم نظر لها پحده شكرا يا إيمان حسن بقى يغيرلي على الچرح ياريت انتي تركزي فى دراستك وبس
وقفت هى الأخرى تنظر له باعجاب اندفعت بمشاعرها وظلت تتأمل ملامحه عن قرب زفر انفاسه بضيق بسبب ذلك الحصار ثم تحدث بصوت غليظ
انتي جايه ليه وفين حسن
تعمد ان يذكرها بوجود حسن ابتلعت ريقها بتوتر وعادت بخطواتها للخلف
كنت جايه اخد طلب يخص بياضه
دلف حسن فى ذلك الوقت وهو يهتف بضيق وخدتيه ولا لسه يا إيمان
نظرت له بتوتر وهمست بصوت مبحوح خدته وكنت ماشيه على طول
خلى بالك من نفسك ولو بياضه احتاجت لحاجه بلاش تتعبي نفسك خليها تتصل بيه وأنا اجبلها طلباتها لحد عندها
حاضر
اسرعت فى خطواتها لتهبط الدرج ومن ثم تغادر المنزل بتوتر وهى تحاول استرداد انفاسها المضطربه تخشي ان ينفضح امرها ..
جلس حسن ووضع صينيه الشاي ثم التقط كوب يعطيه لحسام
التقطه حسام وهو يتمتم بالشكر
بعدما ارتشف القليل منه نظر له بجديه أنا لازم امشي يا حسن كتر خيرك على كل اللى عملته معايا و
وايه كمان يا جدع انت احنا اتفقنا مش هتمشي من هنا غير لم تسترد صحتك احكيلي بقى عشان انا حابب اسمع حكايتك عشان احكيلك حكايتي أنا كمان
ابتسم له بالم وبدء يقص عليه منذ أن كان طفلا صغيرا وقټلت عائلته امام اعينه الى ان اصبح ضابط وله سلطات واراد الاقتصاص لمقټل عائلته ولكن أنتهى به الحال بمحاوله قټله هو الاخر ..
أستمع له باهتمام الى ان أغرقت عيناه بالدموع عندما راء الدموع متحجرة بمقلتيه حسام ربت على كتفيه ليعانقه حسام بقوه وتنساب دموعه .
همس حسن بصدق انت مش لوحدك من دلوقتي تعتبرني اخوك تعرف ان يتيم زي حالتك
ابتعد عنه بهدوء وحاول رسم ابتسامته انت فعلا اخويا ويلا صدعني بقى
اهلى ماټو تحت الانقاض من تلاتين سنه وأنا كنت لسه صغير عند ستي فضلت عايش معاها خمس سنين لحد لم هى كمان اټوفت صاحب ابويا الله يكرمه شيخ
الصيادين هو اللى رباني واشتغلت شغل ابويا واجدادي ماعنديش حاجه تانيه اعملها غير الصيد وكبرت بقى واتجوز من بنت الشيخ مرسي بياضه وهى خلت حياتي بياضه فعلا واهو متجوزين من خمس سنين وماكنش ربنا لسه اراد ان يرزقنا الاطفال والحمدالله صبرنا وربنا رضانا ومستنين فرجه وربنا يقومها بالسلامه هى واللى فى بطنها
ان شاء الله يقوملك بالف سلامه ماعرفتش نوع المولود ايه
ماخبيش عليك بياضه كانت هتتجنن وتعرف بس أنا مارضيتش وقولت هنفرح بيه وقتها سوا ولد او بنت الحمدلله دة رزق من ربنا ومافيش اعتراض عليه المهم صحتهم عندي بالدنيا
ربنا يخليهم ليك
امين يارب وربنا ينولك اللى فى بالك يا رب وترجع بالسلامة لمرتك ولاهلك
يارب فعلا ربنا كبير وزى ماعوضني عن اهلي عوضك أنت كمان عن اهلك ربنا رحمه كبيره اوي
طول عمري اسمع أن ربنا ارحم علينا من رحمه الام بولدها ولم كبرت فهمت وعرفت معنى الكلمه دي كويس لولا رحمه ربنا ماكنتش هكون عايش دلوقتي وعندي بيت واسره وسند وانت كمان يا حسام لولا رحمه ربنا بيك ماحدش عارف كان مصيره ممكن يكون ايه غير ظابط كبير وسط عيله بتحبك وپتخاف عليك ولاقيت بنت الحلال اللى هتعوضو بعض عن سنين الحزن اللى عشتوها
فعلا احنا ربنا بيحبنا اوي يا جدع
ضحك حسن بقوه على تقليده لحديثه
تنهد حسام بحزن ثم همس بۏجع نفسي اشوف رنيم عامله ايه فى غيابي وياتري صدقو ان مت ولا لسه جواها آمل أن راجع تاني .
ربنا هيجمعكم من تاني بس انت قول يارب
يارب
مانتاش فاكر أي رقم تتصل بيه وطمنهم عليك وكمان تطمن انهم بخير
حك جبينه بقوه
ذاكرتي مشوشه مش متذكر اي ارقام دماغي مافهاش غير يوم الحاډثه والانفجار اللى حصل وبس
انت معانا تسترد صحتك وهنزل معاك اوصلك لبيتك وتوعدني انك كسبت أخ زى ماانا كسبتك
ربت على كتفه بقوه طبعا يا حسن انا كسبت اخ جديد فى عيلتي ولازم هعرفك على عيلتي وتاكل معانا عيش وملح وعلاقتنا تدوم ان شاء الله لحد لم نقابل ربنا
صفا سيارته اسفل البنايه ثم اخرج هاتفه ليهاتف صديقه ..
كان فارس ممدد بجسده اعلى الفراش وفجاه صدح رنين هاتفه التقطه من اعلى الكومود ليجيب على المتصل الذي وجده صديقه .
ايوه يا قاسم
تنهد بضيق ثم اخبره بانه امام البنايه ويريد التحدث معه اذن له بالصعود ثم أغلق الهاتف ونهض من فراشه يبحث عن قدر الذي وجدها بالمطبخ .
اقترب منها بهدوء حبيبتي بتعملي ايه
نظرت له بقلق ليه قايم من السرير انت تعبان من فضلك ارجع سريرك تستريح
قبل ان ينهى كلماته رنين جرس المنزل اخبرهم بالقادم
اهو قاسم جي أنا هفتح وانتي غيري هدومك واعمليننا كوبيتن قهوه ودخليهم المكتب فى شغل مهم هنتكلم فيه
تركها بالمطبخ ثم اقترب من باب الشقه ليفتحه ويستقبل صديقه العابث ثم سار به الى حيث غرفه المكتب ثم أغلق الباب خلفه .
بعدما جلس قاسم اعلى الاريكه وفارس جانبه همس فارس بقلق
مالك يا بني قالب وشك ليه وصلت لحاجه جديده
لاقيت بلاوي وأنا بفرغ كاميرات الميناء بس ماجتش فرصه نتكلم وانت انصبت ودخلت المستشفى
نظر له بترقب قول يا بني لاقيت ايه
أولا أنا بعد حاډثه حسام فضلت يومين هناك وروحت اتكلم مع الناس المصابين اثر الإڼفجار اللى حصل والكل بياكد ان حسام نبهم بوجود قنبله وماحدش قدر يساعده يخرج من العربيه اللى هى مفروض انها عربيته تمام ازاى بقى حسام ماعرفش يخرج من عربيته وده هو السؤال المهم واللى مالقتلوش اجابه لحد دلوقتي قولت اتكلم معاك ونفكر سوا لو حصل لحد فينا نفس الموقف ايه التصرف اللي هيجي على بالك اول حاجه هتعمله لم تحس بوجود قنبله فى عربيتك
أكيد هخرج منها بسرعه وهحذر كل اللى موجودين يبعدو
تمام ولو فعلا حذرتهم ايه ممكن يمنعك انك تخرج من عربيتك وحياتك أنت كمان مهدده وفى خطړ
مافيش غير ان ممكن الابواب متقفله ومزرجنه مش عارف اخرج
فرضا ده حصل فعلا هتتصرف ازاى وايه رد فعلك
أكيد هحاول أتصرف واكسر زجاج العربيه عشان اعرف اخرج
عملت كل المحاولات وفشلت انك تخرج وانت فى عربيتك لازم تكون فاكر وكمان معاك مفاتيحها صح يبقي ليه حسام ماقدرش يخرج
صح حسام ليه ماخرجش مش معقول حسام بجسمه ده وماقدرش يكسر زجاج العربيه وليه اصلا مفاتيح عربيته مافتحتهاش
ايوه ليه بقي الا لو كانت العربيه مش بتاعت حسام اصلا
بس ليه حسام ركبها معقول يكونو بدلو العربيه هو حسام نزل منها يا قاسم
في كاميرات مراقبه وضحت أي حاجه
فعلا حسام نزل مع عربيته وبعد شويا كان معاه فون والمكالمه دي استمرت نص ساعه والغريب انها مكالمه دوليه من
متابعة القراءة