رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي
المحتويات
وعلي جوزك ال ده !
وصل الي حجرتها ليخلع سترته ويتجه نحوها ويقبل وجنتها كعادته دلفت الممرضة لتهتف بتوتر خوفا من غضبه الذي يصبه عليهم بسبب وبدون سبب!
يوسف باشا...دكتورة رضوي عايزة حضرتك في مكتبها !
اتتها صوته بنبرته الجافة دون ان يلتفت لها
ليه
ابتلعت ريقها قائلة بارتباك
م..معرفش !
ازيك يا يوسف بيه
نفث دخان سيجارته قائلا ببرود
خير
ابتلعت
ريقها بحرج لتهتف بنبرة جاهدت لخروجها رسمية
ابلغك ان دكتورة النسا كانت موجودة إنهارده علشان مدام حضرتك ولما كشفت عليها بلغتني انها حامل...في توأم !
اعتدل قائلا بدهشة لم يستطع اخفاءها
ايه توأم ! ده بجد
اومأت بابتسامة عذبة وقلبها يرقص طربا لسعادته الظاهرة لاح شبح ابتسامة علي وجهه المتعب ثم اختفت مرة أخرى وهو يسألها بقلق
عدلت نظاراتها الطبية قائلة
لا انشاء الله مش هيأثر وهنحاول نسيطر علي حالتها اثناء الولادة بوجودك طبعا !
تنهد بحزن ألن تري اطفالها ايضا كيف سيراعيهم بمفرده انتشله من شروده صوتها الذي يشوبه دلال انثوي لم يلاحظه
بس انت ليه متجوزتش لحد دلوقتي يا يوسف بيه انت اكيد محتاج ست تراعيك
انت شخصية مبتتكررش يا يوسف...بيه انا لو اتجوزت واحد زيك هبقي خدامة تحت رجليه !
هو ايه الي بيضحك في كلامي
توقف عن الضحك فجأة ليميل ويقرب وجهه من وجهها هامسا بخفوت خطېر
عارفة بجد اللحظة دي اكتر لحظة اتمنيت فيها ان ميرا تخف وترجع لطبيعتها عارفة ليه
ازدردت ريقها بقلق من قربه لتنفي برأسها فيكمل بتسلية
ارتجف جسدها قليلا وقد توقعت استجابته من تاريخه الحافل مع النساء الذي علمت به مؤخرا ليكمل وهو يرمقها بازدراء ثم القي سيجارته ارضا وهو يدهسها بقدمه تزامنا مع حديثه
بس عارفة انتي معاك حق انت فعلا هتبقي تحت رجلين جوزك اقولك ليه لان ده مكان واحدة رخيصة زيك تحت الجزمة !
شحبت بشرتها من وقع كلماته الچارحة التي القاها بوجهها بقسۏة ولم تنتبه لدموعها التي هبطت علي صفحة وجهها ككلماته التي هبطت علي قلبها فقسمته لنصفين! لينهض ويغادر ببرود وكأنه لم يفعل شيئا !
طالعهم بيأس قائلا بنفاذ صبر
طب وبعدين يعني هنفضل قاعدين نعيط للصبح
الټفت له الجميع بأعين حمراء من البكاء فسارة تجلس محتضنة الصغيرة پبكاء علي حالتها منذ نصف ساعة وبجوارها والدته التي تتلمس وجه الصغيرة پبكاء والصغيرين يجلسوا ارضا يبكون لبكاء صغيرته ما ان افاقت ووجدت نفسها بينهم تنهد ليقترب ويحملها رغم اعتراض زوجته قائلا بهدوء مواريا حزنه ولولا الملامة لكان جالس بينهم يبكي لأجلها!
اظن كفاية لحد كده انا سايبهالكم بقالي نص تعيطوا براحتكم خلاص توتا رجعتلنا ومش هتسيبنا تاني ممكن نهدي بقي
اشار بعينه لزوجته لتصعد معه الي غرفتهم وبحوزتها ثياب للصغيرة وعلاج للكدمات ليدلف كلاهما الي المرحاض ثم يجهز حماما دافئا لتساعده سارة بخلع ملابس الصغيرة ووضعها بالمياه تألمت قليلا لتقوس فمها للأسفل وتهتف بنبرتها الطفولية
بيوجع بابي !
ابتلع غصة بحلقه حتي لا يبكي أمامها وهو ېلمس علي خصلاتها بحنان وهي ملأت الحوض بصابون فلم يظهر منها سوي رأسها
معلش يا قلب بابي هي هتوجعك شوية وهتخف...
هنوقع هنوقع ! امسكي كويس يا توتا !
ضحكت بسعادة وكأنها نست ما حدث لها فهكذا هم الأطفال كلمة تلقي بهم الي أعماق الحزن وكلمة تسحبهم لأفاق السماء وضعها علي الفراش ليتركها تغير لها ثيابها وتضع لها دواءها ويعود حاملا طعامها المفضل من يد جدتها ليهتف بصرامة زائفة
الأكل ده كله يخلص لحسن أعمل زي مامي ما بتقول...وأكلكم !
ابتسمت بخجل لتذكره كلمتها السابقة لتجاريه في مرحه قائلة ببراءة
الله وانا مالي يا لمبي
تصبحي علي خير يا روح بابي !
كاد ينهض لتمسك كفه قائلة ببراءة
انا بحبك بابي مش تسيبني تاني !
عمري ! نامي ومټخافيش يا توتا بابي مش هيسيبك تاني ابدا !
قبلته الصغيرة بلطافة علي وجنته ثم التفتت للطرف الاخر للفراش وقبلت سارة قائلة بلطف
واحبك انتي كمان مامي !
ابتسمت بحب لتغلق الضوء وتخرج من الغرفة برفقته وما ان جلسا بالأسفل حتي اجاب علي هاتفه لتعود نبرته للقوة والحزم قائلا
زي ما فهمتك تقبض عليهم پتهمة انهم شغالين في الډعارة وانا هاجي بالمحامي بكره واخليهم يمضوا علي التنازل عن الحضانة مقابل خروجهم من السچن وطبعا مش محتاج اقولك ان مفيش محضر هيتكتب ده مجرد تهويش علشان اخد منهم التنازل !
اغلق هاتفه بعد دقائق ليهتف وكأنه تذكر امرا
انا هطلع اطمن علي تقي نامت ولا لأ وهقعد جمبها لحد ما تنام علشان عارفها پتخاف لو جالها كابوس وكانت لوحدها !
اومأت له بابتسامة هادئة وسعيدة لأجله ولأجل عودة الصغيرة وما ان صعد للغرفة فتح الباب ليصدم بالصبيان ينامان بجوارها ومازن يحتضنها بحماية ومن الجهة الأخرى يزن ېلمس علي خصلاتها بحنان طفولي ويضع غطاءها بعناية ابتسم بحنو علي أطفاله الثلاث ليدرك ان الصبيان سيكونا خير سند وحماية لشقيقتهم في المستقبل...لو رأي احد هذه الاسرة لن يصدق تماسكها رغم كونهم بل تربطهم روابط أرقي من ذلك يسمونها...الحب !
مرت الأيام والليالي هادئة علي الجميع فقد عادت تقي لأسرتها الروحية واستطاع الياس الحصول علي التنازل وبدأت علاقته تزداد حبا وأمانا مع رفيقة دربه سارة ومن جهة أخرى بدأت علاقة ليلي بأبيها بالتحسن تدريجيا تفهمت مبرراته ونوعا ما تقبلتها! كما شقيقتها وقد تحدد زفافها علي عشقها الوحيد دانيال او يمكننا القول آدم بعد بضعة أشهر وعلي الصعيد الأخر تركت الطبيبة رضوي حالة مريضتها ميرا لطبيب أخر بعد ما دار بينها وبين الرجل الذي أحبته او بالأدق أعجبت بحبه لزوجته لا لشخصه وقد ادركت ذلك بقليل من القسۏة!
...بعد مرور خمسة أشهر...
هرعت الطبيبة الي مكتبها بشكل أشبه بالركض وصلت الي مكتبها لترفع هاتفها قائلة بلهاث من بين انفاسها
يوسف بيه...تعالى بسرعة مدام ميرا بتولد وحالتها صعبة اوي وجالها حالة هياج عصبي ومش قادرين نسيطر عليها...ارجوك تعالى بسرعة
الحالة بتضيع مني ...!
_ طوارئ _
_ 34 _
تنفست بعمق لتنظم ضربات قلبها المتسارعة وهي تتطلع علي فستانها الأبيض وزينتها بقلق فتح الباب ليدلف ويقف أمامها ببذلته السوداء وتلك الهالة الجذابة التي تحيطه وخاصا ذقنه النامية التي أعطته وقارا وزادته وسامة ابتسمت برقة قائلة
شكلي حلو
لاح شبح ابتسامة شاحبه لا تظهر سوي نادرا
ليقترب ويلثم جبينها بحنان قائلا
زي القمر...ده كفاية لمعة عنيكي...ربنا يسعدك يا ليلي...
ابتسمت بخجل وهي تتأبط ذراعه في استعداد للخروج ليوقفها قائلا بنبرة غريبة
سامحتيني يا ليلي
ابتسمت قائلة ببساطة
انت أخويا يا يوسف وشخصيتك زمان مكانتش غلطك كلنا كنا ضحاېا بيت متدمر !
باغتها بسؤاله
طب ليه لسه مسامحتيش ابوكي ومتقوليش لأ لان لو سامحتيه كنت وافقتي يسلمك لعريسك بدالي !
تهربت بعينيها قائلة بخفوت
هو كان الاساس يا يوسف حتي بيسموه رب الاسرة عامودها وهو الي فرقنا بانانيته وسلبيته انا سامحته فعلا بس محتاج شوية وقت علشان اتعود علي وجوده في حياتي !
اومأ بتفهم لتغير الموضوع متسائلة بنبرة صادقة
طب ومامتك عاملة ايه
اجابها ببساطة
انا بسأل عليها من وقت للتاني واتجوزت ! يلا ربنا يسعدها
أخفت دهشتها لتكمل طريقها برفقته الي الخارج ليعود قلبها وينبض بقلق لتصعد مع شقيقها السيارة وهي تتمالك نفسها الا تهاتفه وتخبره بخۏفها ليطمئنها! فهي تحتاجه الأن كأب فيبدو ان مهما حدث سيظل يحتل كل الأدوار بحياتها!
ومن الجهة الأخرى نتجه لسارق قلوبنا جميعا دانيال نظر الي المرآه ليطالع مظهره الوسيم للغاية بعيناه الزرقاء التي تلمع بوميض السعادة فاليوم سيتوج صغيرته أميرة علي عرش قلبه ابتسم لتزداد وسامته المهلكة خاصة بتلك البذلة السوداء التي تكاد تتمزق من ضخامة عضلاته ذهب باتجاه والده الذي يحاول ارتداء حذائه انحني جاثيا علي ركبتيه ليلبس والده الحذاء فيربت الأخير علي رأسه قائلا بابتسامة صادقة
ربنا يسعدك يا ابني...ليلي بنت كويسة...هي صحيح عندها كام سنة انا حاسس انها صغيرة اوي علي الجواز دلوقتي
ابتسم مردفا ببطء بعربيته الركيكة فقد بدأ تعلم اللغة العربية مؤخرا ليستطيع التواصل مع والده
أ..ندها...22 س..نة !
لم يستطع نطق حرف العين فيستبدله ب أ كمعظم الغربيون الذين يتعلمون اللغة العربية ابتسم والده قائلا بضحك
انت العربي بتاعك مدمر يا ابني !
لم يستوعب كثيرا مما قال لينهض ويسحب كرسيه المتحرك ليخرج متجها الي زفافه وصغيرته التي قد يجن چنونها ان وصلت قبله!
نظرت له بعبوس وهي تكتف ذراعيها بضيق ليقبل جبينها بحنان قائلا باسترضاء
خلاص بقي يا روحي والله شكلك زي القمر !
اجابته بتذمر حانق
متجاملش يا الياس علشان شكلي وحش اوي...بص واسعة ازاي متلبسني خيمة أحسن !
كتم ابتسامته وهو يميل ويقبل وجنتها هامسا بدعابة
والله قمر...وبعدين ماسموش واسع اسمه محتشم...محترم حاجة في الرينج ده !
اخفت ابتسامتها من عبثه لتكمل
طب علفكرة الفستان البيبي بلو كان شكلوا حلو جداا بس انت الي رفضت وصممت تجيب علي ذوقك !
رفع حاجبه قائلا باستنكار
بيبي ايه ! انتوا بتجيبوا الالوان دي منين انا مش فاهم ده هما 7 الوان الوان الطيف الي خدناهم في 6 ابتدائي ومعرفش غيرهم يا عالم يا قادرة !
ابتسمت رغما عنها لتكتم ضحكتها قائلة بتذمر
توه يا الياس توه بردو مش هخرج بالفستان ده !
تنهد ليدفعها برفق علي المقعد ليغيب ويعود حاملا حذائها الأبيض ويجلس علي ركبتيه امامها وهو يلبسها اياه في حركة اعتادتها منه ليقول بهدوء وهو يضع الحذاء بقدمها
لما تطلعي زي القمر ويبقي شكلك حلو مين اولي بحلاوتك دي
اجابته بخجل من تدليله لها بتلك الطريقة
انت...
ابتسم مردفا وهو ينزل قدميها ويمسك كفها
يبقي من حقي اغير علي مراتي ان محدش يشوفها غيري ولا لأ
اجابته بخفوت
حقك...
ساعدها علي النهوض وهو يتجه بها نحو المرآه قائلا بلطف
الفستان فعلا واسع بس شكله حلو ورقيق زي صاحبته !
تكاد
متابعة القراءة