رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي

موقع أيام نيوز


قائلة بشك 
لما اشعر انك من افسد الاطارات 
طالعها بعيناه الزرقاء التي تعشقها قائلا ببراءة 
بالتأكيد لا انا فقط كنت امر بالصدفة فوجدتك لا أكثر !
تنهد ليردف بهدوء 
ألن تسامحيني ليلي لقد مضي شهرين منذ تلك الليلة وكلانا أخطأ !
تنهدت بعمق لتردف بشرود 
أتعلم داني منذ ان كنت طفلة صغيرة اعتدت ان اري الامهات يضربن اطفالهن وبقسوة لكني لم أجربه قط لان أمي لم تضربني انا او شقيقتي من قبل واعتادت ان تقول لنا دوما اننا لا نضرب سوي الحيوانات ! نحن بشړ لنا عقل نتحدث به ونتناقش به ذلك العقل الذي يحل كل الامور التي يعجز العڼف عن فعلها ! انا صرت أخشاك داني...واخشي اغضابك...لم أعد أمن نفسي معك !

تألم لحديثها أهذا كان شعورها حين صفعها! رغم بساطة الأمر الا ان كبرياءها عنيد مثله ليهتف 
لما لا تعطيني فرصة أخرى ! وسأثبت لك انني لست سوي أمانك وسأمحو ذلك الخۏف من قلبك أعدك !.
دمعت عيناها وهي تهتف بجمود 
لقد انفصلنا منذ ثلاثة أشهر داني انت لم تدرك ذلك بعد وهذه ليست مشكلتي !
كان قد وصل امام منزلها لتترجل دون ان تنتظر رده هي بالفعل سامحته لكن يجب ان تجعله يدرك فداحة خطأة والا يتخذها وسيلة للتعبير عن غضبه فيما بعد فاذا صمتت علي فعلته سيكررها كعادة كل البشر...
تسلل الصغير الي غرفته بحذر ليجده جالس وسط الظلام كعادته ليعض علي شفتيه قائلا بأدب 
ينفع أدخل يا بابا 
لاح شبح ابتسامة شاحبه علي محياه ليهتف بخفوت 
تعالى يا يزن...
اقترب الصغير ليحمله ويجلسه علي ساقيه قائلا بحنان 
ايه يا روح بابا ناقصك حاجة 
نفي الصغير قائلا بنبرته الطفولية 
لا يا بابا انت بتجبلي كل حاجة بس انا عايزك ترجع تلعب معانا زي
الأول انت مبقتش تلعب معانا من ساعة ما توتا مشيت !
اختفت ابتسامته ليشعر پألم طفيف يضرب قلبه من سيرة صغيرة التي فقدها ليهتف بنبرة جاهد لإخراجها طبيعية 
معلش يا حبيبي...بابا تعبان شوية الأيام دي اول ما ابقي كويس هرجع العب معاك انت ومازن...متزعلش مني...
قبله الصغير علي وجنته قائلا بلطف 
مش زعلان...وانا هقول لربنا يارب بابا يخف ويلعب معانا...علشان ماما قالتلي لما نعوز حاجة نقول لربنا وهتحصل !
نهض الصغير وغادر الغرفة لينظر في أثره بدهشة فهو قد تناسي صلاته في خضم حزنه علي فراق صغيرته وقد نبهه الصغير الذي لم يتعدى عمره بضع سنوات! لينهض ويدلف للمرحاض ويتوضأ ثم بدأ بالصلاة ليختمها بمناجاة ربه بأن يعيد له صغيرته فقد تعلق بها حتي بات فراق مستحيلا ليهمس بضعف ولم يشعر بتلك الدموع التي شقت طريقها علي وجنتيه 
يا رب ترجعلي...انا مقدرش أعيش من غيرها انا معدتش عايز اخلف خلاص انا كنت مكتفي بيها هي ويزن ومازن...قلبي بيوجعني عليها...
بالأسفل دلفت سارة الي المنزل برفقة صغيرها مازن لتجد والدة زوجها تعد الطعام لتقترب منها قائلة بعتاب رقيق
كده يا ماما مش قولتلك انا الي هعمل الأكل وانتي متتعبيش نفسك 
اجابتها بابتسامة حنونة 
ولا يهمك يا حبيبيتي انتي هتعملي ايه ولا ايه مش كفاية شغل البيت والعيال وكمان انتي لسه راجعة من برا اطلعي غيري هدومك وارتاحي وانا شوية وهخلص الأكل وهبقي اندهلكم !
قبلت كفها بحب قائلة 
ربنا ميحرمنا من وجودك يا ماما...
علي الرغم من بغضها لها ببداية زواجها الا ان أنها استطاعت استمالتها فأصبحت العلاقة بينهم ودودة صعدت الي الأعلى لتجده بنفس جلسته الواجمة متعب الملامح لا ينام الا قليلا حتي الطعام تجبره علي الأكل بحجة الا يقلده الصغيرين جلست بجواره علي الفراش ليهتف بهدوء 
مرات أخوكي عاملة ايه 
تنهدت بحرارة مردفة 
يعني في تحسن بسيط ويوسف مبيسبهاش...بس اتغير اوي يا الياس...مبقاش يوسف الي اعرفه طريقته باقت ناشفة وبقي فيه برودة فظيعة وبقي مهمل في نفسه اوي مش بياكل كويس وطول الوقت عصبية وميعديش يوم من غير ما يضرب حد سواء من الممرضين او الحرس بتوعه !
ابتسم ساخرا فهو لا يختلف كثيرا عن حالة شقيقها لتنتشله من شروده قائلة بشفقة 
مش ناوي تخرج من العزلة دي بقي 
اجابها بنفس هدوءه 
لا مش ناوي الا لما بنتي ترجعلي ! 
تنفست بعمق قائلة 
انت عارف ان الي حصل كان صح وكان لازم يحصل 
رمقها بتساؤل لتكمل 
انت كتبتها علي اسمك والتبني حرام شرعا يعني تقدر تكفلها وتجيب كل احتياجاتها وتربيها وتكبرها بس مينفعش تكتبها علي اسمك ! انا عارفة انك عملت كده مضطر بس طالما اهلها ظهروا يبقي ده الصح !
صمت لا يجد اجابة فهي محقة لتكمل فهي تطرق علي الحديد وهو ساخن كما يقال 
وكمان متنساش انها مش بنتك بجد...اهلها الحقيقين هما الأحق بيها مننا والله أعلم كانت حالتهم عاملة ازاي لما تاهت !
اشتعلت النيران بداخله لېصرخ بها بعصبية 
لأ ! تقي بنتي ڠصبا عن اي حد ومش هتعيش بعيد عني !
ابتلعت ريقها قائلة بمهادنة 
طب اهدي بس...انا عندي فكرة كويسة تحل الموضوع ده !
نظر لها ليحثها علي الاكمال لتسترسل 
ايه رأيك تروح لأهلها وتقنعهم نجيبها كل اسبوع مثلا تقضي معانا يومين وبردو تجبلها اي حاجة ناقصاها وتخرج معانا عادي واهو منه تبقي مبعدتش عن أهلها ومنه بردو تفضل قدامنا !
فكر مليا في حديثها ليجده منطقيا نوعا ما لينهض قائلا بلهفة وهو يخرج ثيابه 
هروحلهم دلوقتي واكيد هيوافقوا !
ابتسمت بحنو من لهفته الظاهرة وضحكت بخجل حين بدأ يغير ثيابه أمامها لتخفي وجهها بين كفيها حتي انتهي ليقترب ويقبل جبينها مسرعا ليغادر وهي تناديه 
طب استني اتغدي الاول 
اجابها مسرعا وهو شبه راكضا من فرط لهفته للقاء صغيرته 
بعدين بعدين...
ابتسم بحنو وهو يصنع لها جديلة أنيقة انتهي ليديرها ليلثم جبينها ويداعب وجنتها بكفه قائلا بخفوت 
وحشتيني...
قاطع لحظتهم رنين هاتفه لينهض ويخرج من الغرفة وهو يتحدث مع أحد عملاء شركته غير منتبها لطبق الفاكهة الذي كان يقطعها لها ونسي أخذ السکين! التي أمسكتها وهي تطالعها بغرابة وعيناها تلتمع ببريق مخيف... !
تناولت طعامها بشرود لينتشلها صوت والدتها بعتاب رقيق 
رضوي ! ايه يا بنتي بقالي شوية بكلمك !
انتبهت قائلة باهتمام 
معلش سرحت شوية يا ماما كنتي بتقولي ايه 
نظرت له نظرات متفحصه لتقول بضيق 
الكلام عندك انتي مش انا ! خلاص كبرتي وبقيتي تخبي علي امك !
تنحنحت بتوتر قائلة 
هخبي ايه بس يا ماما هو ارهاق من الشغل مش اكتر !
لم تزيح بصرها وكأنها تحثها علي الاعتراف لتتنهد بيأس وهي تسترسل 
بصراحة في حالة عندي في المستشفى شغلة دماغي في مريضة عندي جوزها بيحب حب عمري ما شوفت زيه كنت متخيلة ان الرجالة الي شبهه انقرضت ده من اكبر رجال الأعمال في مصر وبيجي يبات في المصحة بس علشان مراته ده حتي بيأكلها ويحميها وينيمها ده مبيعديش يوم من غير ما يجي المصحة رغم ان ده ممكن يضر بسمعته كرجل أعمال معروف !
اجابتها باستغراب 
طب يا بنتي وايه الي مضايقك في كده راجل وبيحب مراته !
لتهتف بضيق والنيران تعتمر بداخلها 
بس يا ماما هو حكالي كل حاجة عن حياتهم بحكم علاجها وكده وهي بصراحة متستحقوش ! دي كانت عصبية ومغرورة ودايما بتعامله الند بالند وكمان اتحبست قبل كده يعني تعتبر رد سجون !
رفعت حاجبها
 

تم نسخ الرابط