رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة

موقع أيام نيوز


الناس مش فاهمينها فيه ناس كتير فاهمة أن الولد مش محتاج أبوه وأن الأم هي اللي مسئولة عن التربية لوحدها وفيه ناس بتقول الأم تهتم بالبنت و الأب يهتم بالولد أو أن التربية أننا نعمل لولادنا كل حاجة وينسوا أنهم محتاجين حضڼ الاتنين محتاجين الأب و الأم مع بعض في حياتهم عنصر السلطة الوالدية المزدوجة بس فيه تفاصيل صغيرة مهما كانت البنت قريبة من الأب لازم في حياتها عنصر نسائي تلجأ ليه ونفس الحال للولد

طول عمري مهتم بتربية أخواتي كلهم بشكل عام و مع ذلك حاسس أني أول مرة أفهم يعني إيه تربية معنى كده أن الناس كلها بتربي غلط 
مش بالظبط يعني بس اللي بيربوا دول بشړ برضو بمميزات و مساوئ البشر واللي مهتم بيجتهد ولكن في الأول و الآخر ربنا اللي بيوفق ويهدي لأن حياتنا مش قائمة على التربية وحدها و إن كانت أساس متين لحياتنا و مبادئنا
أنا آسفة يا آبيه أنا معرفش إزاي أثرت عليا و عملت زيها 
أنا زعلان جدا يا سناء زعلان عشان كنت واثق فيكي مية في المية و كنت فاكر أنك هتقوليلي أو حتى هتقولي لنعمة أي حاجة مهما كانت مكنتش فاكر أن كام يوم يخلوكي تتخلي عن مبادئك اللي اتربيتي عليها بسهولة زعلان عشان هبقى طول الوقت
خاېف عليكي وخاېف حد يقنعك تعملي أخطاء تضرك 
مع كل كلمة تتساقط دموعها فأمسك يدها و أجلسها إلى جواره و احتضنها 
أنا عارف أن ضميرك معذبك عشان أنتي مش وحشة و لا اتعودتي تغلطي المهم دلوقتي عندي أن الغلطة اللي اتعملت نتعلم منها أنا عايز أعرف اتعلمتي إيه
اتعلمت إني مشربش سجاير ولا أسمع كلام لوزة
بس كده!
و اتعلمت كمان إني مقلدش حد مهما شفت اللي بيعمله شكله حلو وإن اللي بيحبني ميخلينيش أعمل حاجة غلط 
و إيه كمان 
وإني مخبيش عنكم حاجة عشان لو هتوقعني في الغلط تفهموني 
الله ينور عليكي هي دي سناء اللي أنا عارفها 
هتعمل إيه مع لوزة
متقلقيش أنا مش هعرفها أني عرفت عشان متفكرش أنك فتنتي عليها وتضايقك بس هتصرف 
قلت إيه يا عمي 
إنت بتقول إيه ! بأه أنا بحاول أشوف حد يتجوزها عشان أخلص منها تقوم أنت عايز تجيبهالنا الشغل !
أهو نمسكها حاجة ملهاش دعوة بالفلوس ولا الشغل زي شئون العمال حضورهم وانصرافهم بحيث تبقى مشغولة طول النهار على الأقل نبعدها شوية عن الولاد في البيت محدش ضامن ممكن تعلمهم إيه ويمكن حد يشوفها يتجوزها ويريحنا منها 
أقوم أجيبها هنا !
عندك مكان تاني نشغلها فيه و تبقى تحت عينيا بدال ما تعمل كوارث وتتحسب علينا 
طيب و نعمة 
أهي دي اللي حامل همها عشان مش هتسيبني بس مفيش قدامي حلول غير كده 
أنت عايز تجنني ! بقى أنا قرفانة من وجودها وسطنا في البيت و أنت تاخدها معاك الشغل وتبقى في وشك في البيت و الشغل !
يا حبيبتي ده حل مؤقت قلنا يمكن حد يشوفها ويتقدملها ونخلص منها من غير ضميرنا ما يئنبنا إننا اتخلينا عنها
ضمير مين اللي يأنبه ! دي هي و أمها كانوا عايزين يخربوا بيتنا ده عقابهم وعليهم يستحملوا نتيجة عمايلهم السودا 
أنا مقدر أنك مش قادر تنسي ومش هطالبك تسامحي لأني أنا نفسي مش قادر أسامح و أصفى بس ببساطة كده لو سيبناها أكيد هتبقى أسوأ وتتمنى خرابنا أكتر خلينا نعمل آخر محاولة بحيث أنها لما تخرج من حياتنا نبقى متطمنين أنها مش هترجع أو لما تتجوز تبقى اتعلمت تعيش بما يرضي الله ومتنطلناش كل شوية 
آه يا خويا يا بو قلب حنين يمكن ليك مزاج تاخد فيها ثواب وتتجوزها بالمرة يمكن تجيبلك العيل اللي نفسك فيه 
تاني يا نعمة
هو إحنا كنا خلصنا منه أولاني !
احتدم
الموقف بين أحمد و نعمة بعد ذهاب لوزة للعمل معه وتعمدها الذهاب معه والرجوع معه وبأسلوبها المستفز فقد كانت تلك اللوزة تتعمد أن تتأبط ذراعه برغم مقاومته التي تراها نعمة مصحوبة بنظرة منه تتبرأ من الضلوع في تلك العلاقة وتتعمد أيضا في العمل أن تجلس إلى جواره كلما أتيحت لها الفرصة ووجدته جالسا إلى مكتبه أصبح الغليان يملأ البيت من تدخلات لوزة المتكررة وكذلك أصبحت سناء على عداوة معها فقد كان البيت عبارة عن كتلة مشټعلة من المشكلات و أثناء هذا الزخم الهادر من العقبات في طريق الراحة والتفاهم تتغير سير التحقيقات حيث استغل التأمين أقوال المتهمين بأنهم حرقوا المخزن بالاتفاق مع المالكين للحصول على أموال التأمين و خرجت نجوى و كادت نسمة أن تخرج و لكنها كانت متهمة بقضايا أخرى و أتت نجوى تبكي كما أتت ابنتها من قبل وانضمت للحشد مٹيرة العديد من المشكلات التي لم يكن البيت بحاجة للمزيد منها 
بيت ده وألا مورستان ! ما تشوفلك حل أنا معتش قادرة اتحمل 
يعني أعمل إيه يا نعمة
أنت بتسألني أنا ! واحدة حړقت مخزنكم ولما اتمسكت تاني اتبلت عليكم
 

تم نسخ الرابط