رواية يليق بكي ملاكي بقلم كيان كاتبة

موقع أيام نيوز


يتخذوا قرارا يدفع الجميع ثمنه لأنهم كانوا جميعا وراءه
في الصباح استيقظوا جميعا واجمين حتى الأطفال الصغار لم يبتسم أحدهم أو يلهو أو يطلب الذهاب للبحر خرجت نعمة من الغرفة تحمل حقيبتها التي لم تلبث تفرغ حتى لملمتها نعمة ثانية نظرت لها أم أحمد بعيون مفتوحة 
رايحة فين يا نعمة 
ماشية يا خالتي مش هكمل معاكم المصيف 

خالتي! من امتى و أنتي بتقوليلي يا خالتي! أنا طول عمري ماما
أمي ماټت تصوري ! عرفت دلوقتي إن أمي ماټت لما شفتك بتتفقي على خړاب بيتي إمبارح أنا ماشية
استني بس يا بنتي حتى استني أحمد بيجيب فطار و جاي دلوقتي
خرج علي من غرفته بحقيبته و اصطف بجواره اخوته عبد الكريم وكاميليا ووجه نظره لخالته 
خلاص يا خالتي احنا راجعين مع بعض
حتى أنت يا علي بتقولي يا خالتي ! انتو طول عمركم كنتو بتقولولي يا ماما حتى قبل مامتكم الله يرحمها ما تسيبكم ليا 
خلاص يا خالتي كل واحد ياخد مكانه و أنتي مش أمنا ولا بتتصرفي
على أننا ولادك 
سحب حقيبة نعمة وتبعه إخوته وانصرفوا جميعا لتجلس كاميليا والدة أحمد مڼهارة تبكي إحساس الضياع انتبهت فجأة على ذلك الفقد الذي لم تحسبه تركت عقلها للشيطان يتقاذفه ولم تحسب أنها ستخسر أطفال سمية أختها التي كانت تحبها كابنة لها تلك الأمانة التي كادت أن تهدرها بلا وعي لا بل أهدرتها بالفعل كيف طاوعها قلبها و كيف طاوعت شيطانها و تركت آذانها للشيطانة نجوى ! كيف سمعت لها ! كيف لم أتذكر ما كانت تفعله سابقا لتبعد عني زوجي والد احمد لتتزوجه هي ! لقد اخطأت و خسړت و لا يجدي الندم 
دخل أحمد و معه عمه يحملان طعام الإفطار للجميع بعد طريق من الواضح أنه مليء بالحوار والمناقشات ليفاجئا پبكاء كاميليا الأم واڼهيارها 
ذهب علي و نعمة و إخوتهم الصغار للشقة القديمة التي تعلو الوكالة التي
ولدوا بها صغارا و عاشوا فيها مع والدتهم رحمها الله انشغلت نعمة والصغار في تنظيف الأتربة و محاولة جعل المكان يصلح للعيش فلم تعد لهم حاجة للعيش مع والدهم و خالتهم لقد اختلفت كل المقاييس عن ذي قبل ولا حاجة لهم لتكرار تلك المأساة أو الإستمرار بها 
منهمكة في التنظيف ترتدي ملابس بيتية قديمة و التراب منتشر على شعرها غير المنتظم ووجهها و الأتربة ملتصقة بالعرق على وجهها و منظرها أصبح مضحكا للغاية و لكنها لم تكن لتتوقف من أجل هذا و علي منهك من تلبية متطلباتهم الأساسية من الخارج ثم تصليح بعض الصنابير و الكهرباء بينما الصغار نالهم التعب وبدؤوا في التذمر
أنا تعبت أوي و عايزة أقعد أرتاح الله يخليكي يا أبلة كفاية كده 
نظرت لها نعمة مضيقة عينيها 
على فكرة يا كوكي أنتي ڼصابة إذا كان التراب اللي انتي بټضربي فيه من الصبح لسة متعبش ياللا عشان نخلص قوام ونرتاح 
تذمر عبد الكريم 
لأ بقى أنا تعبت و جوعت وعايز أنام إحنا من ساعة ما جينا مقعدناش و بننضف ونصلح ونفرش على الأقل أكلونا الأول 
إلتفتت إليه نعمة و رسمت الخۏف على وجهها 
يا ماما لا انتو تاكلو طبعا أخاف تاكلوني لا تاكلو متاكلوش إزاي ثم نادت بصوت عال يا علي تعالى عشان تتاكل معايا تاكل تاكل
خرج علي من الحمام حيث كان يحاول تصليح الصنبور و عندما نظر لها اڼفجر ضاحكا وهو يشير لها 
أيه ده ! ههههههههههههه عفريت في وشك 
إلتفتت له بدورها لتجده وقد احتل السواد وجهه و الصدأ و ملابسه مبتلة و ليس بأحسن حالا منها 
هههههههههههه شفت انت أصلا وشك عامل إزاي ! هو انت بتصلح الحنفية وألا وقعت في المجاري ههههههههه آه يا بطني 
نظر عبد الكريم وكاميليا لبعضهما بتعجب وضجر 
أقعدوا اضحكوا وسيبونا جعانين 
ردت نعمة 
لأ طبعا مش معقول نسيبكم ضحكت ضحكة مسرحية شريرة وهي تنظرلهم باتساع عينيها إحنا هنتغدى بيكم
و رفعت يديها وهجمت ناحيتهم و هم يضحكون وكاميليا تصرخ و تجري وهي تضحك وشاركهم علي و أخذوا يدغدغونهم وهم يجرون في أنحاء الشقة و يضحكون ضحكات طال غيابها أحست نعمة بالاطمئنان و عادت إليها ضحكتها الغائبة و عادت طبيعتها المرحة التي غيبتها أحداث ثقال صحيح أنها بدأت تفقد أحمد بعد القرب الذي حدث مؤخرا بينهم و لكنها راضية بكل ما يحدث فأيا كان ما يحدث لن يوازي ألم الكرامة و يكفي أنها مع إخوتها ولم تفقد وجودهم أثناء جريهم و قفزهم وصراخهم و ضحكاتهم انطلقت طرقات قوية متتابعة على الباب لينتفضوا جميعا ويسرع علي جهة الباب يفتحه ليتفاجئ الجميع بوالدهم و خلفه أحمد نظر لهم والدهم بفزع 
أيه اللي بيحصل بتصرخو كده ليه 
رد علي بهدوء 
أهلا يا بابا اتفضل 
نظر في وجوههم المتربة وملابسهم المليئة بالقاذورات و تفحص هيئتهم المزرية
أنتو كويسين يا ولاد كنتو بتصرخوا كده ليه و إيه اللي عمل فيكم كده 
كنا بننضف و مفيش حاجة إحنا بس بنهزر
أنت عندك ډم أنت ! انا م
 

تم نسخ الرابط