بدور
المحتويات
الخاصة بجد دينا وهناء كانت دينا تجلس رفقتها وتحاول إقناعها بالموافقة على العريس الذي سيأتي بعد قليل لكنهناء كانت رافضة للموضوع تماما حتى أنها لم تجهز نفسها لإستقباله بعد .
تنهدت دينا بتعب وقالت في محاولة أخيرة
_ طب بصي انت وافقي دلوقتي على الخطوبة ووعد مني اني مش هسيبكم تكتبوا الكتاب قبل ما الذاكرة ترجعلك .
تساءلت هناء ببعض الأمل فإبتسمت دينا مطمئنة إياها وأجابت بثقة
_ أنا همنع خالو وخلاص المهم انت دلوقتي لازم تجهزي نفسك عشان عريس الغفلة قرب يجي .
أومأت هناء أخيرا وإتجهت لتأخذ الملابس التي جهزتها لها دينا ثم دخلت الحمام بينما خرجت دينا من غرفتها وهمت بالذهاب إلى المطبخحيث والدتها لكنها عادت إلى غرفة هناء سريعا عندما إستمعت إلى جرس الباب .
خرجت هناء في تلك اللحظة بعد أن غيرت ثيابها وانتبهت إلى وجود دينا بشرفتها فتساءلت بصوت عال
همست دينا دون أن تلتفت إليها بصوت لم يصل إلى هناء
_ العريس .. هو نفسه سليم .. الولد الي كنت بحبه !
أسرعت بدور نحو الجزء الجانبي من الحديقة عندما أخبرتها إحدى الخادمات بقدوم دينا وإنتظارها لها هناك إقتربت منها عند وصولهاوكادت تسألها عن سبب قدومها بهذه الطريقة لكنها تفاجأت ببكائها الذي يحدث أمامها لأول مرة .
تساءلت بدور بقلق وهي تجلس بجانبها وتضع كفا على كتفها والأخرى على ذراعها
بتلقائية لتهدئها .. بينما مسحت دينا دموعها وهي تقول
_ مش عارفة ممكن من الصدمة !
تساءلت بدور بعدم فهم
_ صدمة ايه ايه الي حصل
_ هناء كان متقدملها عريس والعريس ده طلع نفس الولد الي كنت بحبه في ثانوي.
_ هو مش هناء فقدت ذاكرتها مؤقتا يعني المفروض انها متاخدش قرارات مصيرية في حياتها زي الجواز إلا بعد ما تفتكر كل حاجة !
إبتسمت دينا بتهكم وتمتمت
_ صحيح بس أنا الي أقنعتها أصلا وكده كده خالو كان هيغصبها على الجوازة دي .
نظرت إليها دينا بحزن ثم قالت بتنهيدة
_ لأنها اتعرضت للإغت صاب واعتقد ان ده السبب الي خلاها تفقد الذاكرة .
صعقټ بدور مما سمعته وتمتمت پصدمة
_ ازاي
_ مش عارفة كل الي أنا عارفاه ان الي عمل كده واحد إسمه وائل وتقريبا هناء كانت عايزة ټنتقم منه لأنه السبب في مۏت مامتها .. هو دهالي سمعته من خالو .
حدقت بدور بدينا بعدم إستيعاب لثوان ثم تساءلت
_ طب وخالك مبلغش عنه ليه
رفعت دينا كتفيها بجهل متمتمة
_ مش عارفة هو بيفكر في ايه بس أعتقد ان الولد ده هيخاف يظهر تاني والأهم دلوقتي هو مستقبل هناء .. وكانت في ست عارفة اليحصلها وعرضت على خالو انها تجوزها ابنها والي طلع في الآخر سليم الولد الي كنت بكلمك عنه وخالو طبعا وافق .
تمعنت بدور النظر في تعابير وجه دينا وسألتها بنظرة شك
_ وانت متضايقة لانها هتتجوز سليم يعني والا ايه
نفت دينا برأسها سريعا وأجابت
_ لا خلاص سليم ده كان مجرد حب مراهقة أنا دلوقتي مخطوبة .
إطمأنت بدور قليلا بينما تابعت دينا حديثها قائلة
_ أنا بس اټصدمت شوية بس هبقى مرتاحة لأن هناء هتبقى مع سليم لأنه شخص كويس .
أومأت بدور برأسها ثم شردت قليلا في موضوع هناء قبل أن تفيق على صوت دينا التي وقفت من مكانها قائلة
_ أنا أسفة لو عطلتك عن حاجة أنا هروح دلوقتي .
وقفت بدور هي الأخرى وقالت سريعا
_ لا معطلتينيش ولا حاجة ده أنا كنت هقولك تعالي ندخل جوا .
_ لا شكرا بس مينفعش أسيب هناء لوحدها دلوقتي .
قالت ذلك ثم عانقت بدور مودعة إياها قبل أن تتجه إلى خارج القصر لتعود إلى منزلها ولم تنتبه إلى ذلك الذي كان واقفا في مكان غير بعيدوقد كسا الڠضب ملامح وجهه بسبب كلام دينا الذي سمعه قبل قليل ..
إستلقت على ذلك الفراش الكببر إستعدادا للنوم لكنها بقيت مستيقظة تطالع سقف الغرفة بحماس منتظرة قدوم والدها للحديث معه .
إبتسمت بإتساع
عندما إنتبهت إلى الباب الذي فتح بواسطة أدهم والذي إقترب منها بعد إغلاقه ثم إستلقى بجانبها قائلا
_ انت لسه صاحية
أومأت براءة برأسها وأجابت
_ ايوة كنت عايزة اتكلم معاك لوحدنا .
طالعها بطرف عينه وتساءل بإستغراب
_ تتكلمي معايا في ايه
أجابت براءة وهي تعتدل في جلستها بحماس
_ عن سرين انت هتتجوزها امتى
رمقها أدهم بغيظ ثم قال
_ فكرتيني اني معاقبتكيش امبارح على الكلام الي قلتيه قدام العيلة .
_ أنا قلت ايه
تساءلت ببراءة مصطنعة فحدق بها أدهم قليلا ثم إنقض عليها فجأة مدغدغا إياها وهو يهتف
_ بقى بنت صغيرة زيك مبتفهمش حاجة تروح ټفضحني قدام العيلة كلها وتقولهم اني عايز اتجوز واحدة واشتريتلها فستان كمان !
ضحكت براءة بشدة وحاولت الإبتعاد عنه مرددة
_ خلاص خلاص آسفة مش هعمل كده تاني !
تركها أدهم بعد ثوان ثم تحولت تعابير وجهه إلى الجدية وتساءل
_ انت عايزاني اتجوز سرين بالذات ليه
_ لأني بحبها وهي برضه بتحبني اكتر من الباقي .
_ وعرفت ازاي انها بتحبك أكتر
تساءل أدهم بحاجب مرفوع فأجابته براءة فورا
_ لانها أكتر واحدة مهتمة بيا ودايما بتتكلم معايا ونتنافش في حاجات كتيرة .
_ بتتكلم معاك في ايه مثلا
فكرت براءة قليلا ثم تذكرت شيئا فتطلعت إلى والدها بتردد وهمست
_ بص هي قالتلي ان الكلام ده سر ومينفعش اقوله بس أنا هقولك .
أراد أدهم أن يمنعها من إخباره حتى لا تتعود على إفشاء الأسرار لكن فضوله جعله يومئ برأسه بترقب فأردفت براءة بصوت منخفض وكأنسرين هنا وستسمعها
_ سألتها في مرة هي بتكرهك ليه فقالتلي انها مش بتكرهك بس متضايقة منك لانك غلطت وو
سكتت قليلا تحاول تذكر تلك الكلمة ثم قالت
_ مفهمتش كلامها بالضبط بس هي قالت في الآخر ان المجاهرة بالمعاصي حرام .
سكتت لثانية ثم تابعت بتساؤل
_ هو يعني ايه المجاهرة بالمعاصي وايه هو الغلط الي كانت بتتكلم عنه
أغمض عينيه لاعنا سرين في سره ثم سحب براءة إلى أحضانه قائلا
_ نامي دلوقتي يا براءة .
تذمرت براءة وهي تبعد وجهها عن أحضانه لتراه وقالت
_ بس أنا مش عايزة أنام أنا عايزة اعرف انت غلطت في ايه هو مش انت مبتغلطش
رفع أدهم كلتا حاجبيه بدهشة وتساءل
_ مبغلطش مين الي قالك كده
مفيش حد في العالم مبيغلطش البني آدميين كلهم بيغلطوا .
_ إلا سيدنا النبي محمد
نطقت بتلك الكلمات ببراءة فرفع حاجبيه بإستغراب لتردف
_ دادة سماح كانت دايما بتحكيلي عنه وبتقولي انه راجل طيب والناس كلها بتحبه وبتتمنى تبقى زيه وهو عمره ما عمل حاجة وحشةخالص !
إبتسم أدهم وهو يربت على شعرها قائلا
_ صح .. انت عايزة تقابلي النبي صلى الله عليه وسلم يا براءة
أومأت براءة برأسها سريعا وصاحت بحماس
_ ايوة ! هو أنا ممكن أشوفه
أجابها أدهم بإبتسامة وهو يرفع رأسه إلى الأعلى
_ هنقابله لما ندخل الجنة بإذن الله وعشان كده لازم نتعلم أصول الدين بتاعنا كويس ونعمل كل الي بيقولنا عليه .
_ وأنا هتعلم ازاي وانت دايما في الشغل ومعندكش وقت عشان تقعد تعلمني .
تمتمت براءة بتذمر ليجيب أدهم وهو يغمز لها بعينه
_ مانا هتجوز سرين وهخليها تعلمك !
إعتدلت براءة في جلستها وصاحت بحماس
_ يعني انت هتتجوز سرين بجد
_ ايوه .
أفاق محمد في الصباح على صوت المنبه بصعوبة فهو لم ينم إلا في وقت متأخر من الليل بسبب الأفكار التي كانت تداهمه منذ إقتحامهالحياته بعد فراق طويل .
تنهد وهو يعتدل في جلسته وقد إتخذ قراره بالفعل لن يستطيع تحمل رؤيتها كل يوم وهي بعيدة عنه .. ثم فليذهب الماضي إلى الجحيمفأبناءه الذين تركها بسبب إهمالها لهم قد كبروا وأصبحوا مسؤولين عن أنفسهم وهو يريد إكمال ما تبقى من حياته بجوارها .
نزل إلى غرفة الطعام حيث يتناول الجميع فطور الصباح قبل ذهابهم إلى العمل ألقى التحية عند دخوله ثم بحث عنها بعينها فوجدها تجلسبين خالد وعائشة تتبادل معهم أطراف الحديث .
إلتقطت عينه دخول براءة خلفه فاتجه إليها وأوقفها وهو ينحني إليها قائلا بصوت منخفض
_ بصي أنا هخرج دلوقتي وبعدها انت هتروحي لطنط يمنى وتخليها تجي لوحدها للجنينة بس من غير ما تقوليلها ان انا الي طلبت منككده اوك
أومأت براءة برأسها فابتسم محمد ثم خرج إلى الحديقة وجلس على أحد المقاعد بانتظارها لكنه شعر أثناء ذلك بقلبه الذي كان يخفق بقوةوكأنه سيعترف بحبه لها للمرة الأولى .
جاءت يمنى بعد دقيقتين وعلى وجهها ملامح الإستغراب من طلب براءة الغريب في مجيئها إلى هنا لوحدها لكنها وقفت مكانها عندما إلتقطبصرها محمد الذي إقترب منها بتوتر ثم وقف أمامها وطالعها دون أن ينطق بحرف واحد .
هربت جميع الكلمات والجمل التي كان يجهزها طوال الليل فور رؤيتها لذلك ودون أي مقدمات قال سريعا
_ أنا عايز نرجع
لبعض يا يمنى .
طالعته يمنى پصدمة لطلبه المفاجئ وسكت هو الآخر يراقب ردة فعلها لكنها بقيت على حالها ذاك لثوان حاولت فيها إستيعاب كلماته.
تنحنحنت عندما لاحظت نظراته لها فأخفضت رأسها بخجل وتمتمت
_ أنا
قطعت كلامها عند تلك الكلمة ولم تعرف ماذا عليها أن تقول هي بالتأكيد لن ترفض فهي أيضا تشتاق إليه كثيرا لكن شيئا ما يمنعها عنالتصريح بموافقتها .
_ انت ايه قولي يا اه يا لا !
قالها محمد بترقب فتنهدت يمنى ثم أومأت برأسها بإبتسامة صغيرة إنتقلت إليه سريعا قبل أن يردف فجأة
_ بحبك .
صفر أدم الذي كان يقف مع يامن وبدور في مكان غير بعيد عنهما يسترقون السمع إليهما بينما إبتسمت بدور ثم إلتفتت إلى أدم وقالت
_ شفتوا مش قولتلكم ان الي بيتجوز ست واحدة ويفضل مخلص ليها ميقعدش لوحده في الآخر والي بيتجوز أكتر من ست يقعد لوحده !
_ طب ما طنط يمنى اتجوزت راجل تاني وفي الآخر هترجع لعمو محمد عادي .
قال يامن بحاجب مرفوع فابتسمت بدور بثقة قائلة
_ لا ماهو الستات عادي يتجوزوا أكتر من مرة لو اتطلقوا والا اترملوا بس الرجالة لا !
قوس أدم شفتيه بإستنكار لكنه تجاهل حديثها وقال
_ زغرطي يا بدور .
نظرت إليه بدور بإستغراب لكنها إنتبهت إلى بصره المسلط على محمد ويمنى فابتسمت ثم أطلقت زغرودة لفتت
متابعة القراءة