لحن الزعفران بقلم شامية الشعراوي

موقع أيام نيوز


الجمدان دا ياعمران.
جاء العم أحمد من خلف ليضرب طارق بخفة على رأسه قائلا قوم بسم الله ماشاء الله يابأف هتحسد الواد وهو لسه مدخلش دنيا.
بينما عند فيروزة كانت تنظر فى المرآه بتوتر شديد تتفحص نفسها جيدا فكانت ترتدي فستانا ابيضا منفوشا مرصع بتلك الورود والاحجار البيضاء اللامعة وكأنها قطعة من الالماس وتلك الطرحة الثقيلة تسيل على كامل جسدها فقد تم صنعه خصيصا لها أغمضت عيناها لتقول بصوت مهزوز متسائلة شكلي حلو يابنات ولا أوفر.

لم تستمع إلى أصواتهن ففتحت عيناها مجددا لتراهم محدقين بها مالكم متنحين كدا ليه شكلي وحش صح والله هعيط.
دنت منها والدتها وجهها يشع بهجة وسرور قائلة بسعادة
بجد أنا مش مصدقة عيني الله أكبر عليكي طالعة زي البدر المنور.
بجد ياماما.
أجابتها نازلي بأبتسامة وعيون دامعة من فرط السعادة بجد ياقلب ماما خاېفة لحسدك ياروزا.
تحدثت فيروزة بتوتر أومال هما باصين ليا كدا ليه أكيد في حاجة غلط فى شكلي او فى الفستان.
اقتربت سارة ولارين وسهر ليضموها بقوة ليعبرون عن مدى فرحتهم بها فأردفت سارة بأبتسامة
والله انتي قمرين مش قمر واحد فعلا يابخت عمران بيكي.
شاركتها الحديث لارين الذى قالت بمرح
فعلا يابخته طب تصدقي أنا خاېفة لما يشوف جمالك وحلاوتك يلغي الفرح.
هتفت سهر بضحكة خفيفة والله مچنون ويعملها ربنا يستر.
جاءت من خلفهم تلك الجدة العجوزة وهى تحمل بيديها مبخره قائلة بسعادة
وسعوا كدا يابنات خلوني أبخر حفيدتي وارقيها علشان محدش منكم يحسدها.
أنتهت من حديثها وهى تدور حول فيروزة تقرأ لها بعض الآيات القرآنية وعند اذ ولج عامر إليهن لينظر إلى أبنته بسعادة فبدأ بالاقتراب منهما محاولا التحكم بمشاعر الابوة لديه بمنعها من تلك الزيجة الذى ستبعدها عنه ألتمعت عيناه بالدموع وهو يمرر بصره على فستانها ثم أقترب منها مقابلا مقدمة رأسها ليقول بصوت أشبه بالبكاء
ماشاءالله تبارك الرحمن بنتي ونور عيني خلاص كبرت وبقت أجمل عروسة فى الدنيا كان نفسي اقولك كلامك كتير بس حاسس أن لساني اتربط لما شوفتك فى فستانك أتمني ليكي السعادة دايما ربنا يبارك فيكي ويجعل ايامك مع جوزك كلها هنا وسعادة ياقلب أبوكي ومتنسيش أن بيت ابوكي مفتوحلك طول الوقت لما تحبي تيجي هتلاقيني فى استقابلك لو عليا يافيروزة مخلكيش تخرجى من هنا ولا تبعدي عن حضڼي بس دي سنة الحياة البنت لما بتكبر بتسيب بيت أبوها اللى اتربت فيه وفى حضنه وتروح بيت جوزها عارفة من رغم أني فرحان ليكي لكن جوايا زعلان أنك هتمشي وتسبيني جوايا أحساس صعب وحلو فى نفس الوقت.
أرتمت فيروزة فى أحضانه قائلة پبكاء
خلاص الغي الفرح أنا مش عايزة أسيبك أصلا.
ربت على ظهرها بحنان ليقول من وسط بكائهم بأبتسامة لطيفة أنتي عايزة الواد يجي يقتلنا دا ممكن يجراله حاجة لو قولتله كدا.
ابتعدت عنه بهدوء ومازالت تنظر إليه
خلاص أنا كل يوم هاجي ازوركم علشان محسش أنكم بعيد عني.
هتف عامر بحنان انتي تيجي فى أى وقت أنتي عيزاه دا بيتك.
تحدثت نازلي بعد ما جففت بقايا البكاء من على خديها قائلة كفاية بقا خلتونا نعيط.
أقتربت لارين منهما ثم قالت برقة
بجد حرام ينفع كدا الميكاب بتاعي باظ بسبب العياط.
ضحك عامر بخفة ثم أمسك بيد فيروزة
يلا يابنتي خلينا ننزل العريس تحت بلاش نتأخر عليه أكتر من كدا.
فى وسط القصر كان يقف عمران يحمل باقة ورد بيضاء يشعر بالتوتر بينما دقات قلبه كانت فى مسارعة شديدة كأن هذة الزيجة الاولي له فى هذا الاثناء أنتبه إلى حبيبته التى تهبط من على الدرجات ممسكة بيد أبيها حينها التمع بريق عيناها بالسعادة مع زيادة ضربات قلبه الذى كاد أن يخرج من بين اضلعه سار بخطوات مثقلة نحوها ثم وقف أمامها محدقا بها بسعادة غامرة فاتاه صوت عامر محذرا
أنا دلوقتي سلمتك روحي فلو بس سمعت أنك زعلتها أو عملتلها حاجة عارف هعمل فيك ايه.
نظر إليه عمران فقال بثقة
دي مراتي ورفيقة دربي حتى الممات فأوعدك أن أنا عمري ما هزعلها ولا هجرحها بكلمه وهتبقى جوا عيني.
ربت عامر على كتفه قائلا
وأنا واثق فيك ربنا يتمم فرحتكم على خير. ثم أبتعد عنهما ليعطيهم مساحتهم دن عمران من فيروزة ليقبل يديه الصغيرة المرتجفة برفق ثم جبينها ثم همس بحب
سبحان الله أجمل ما رأت عيني اااه يارفيقة الروح وأخيرا بقيتي ملكي بحبك يازهرة أيامي.
بتادلته الابتسامة بقلب نابض هامسة برقة
وأنا بحبك يانبض فؤادي.
بينما وليد كان يقف جانبا ينظر إليها بعيون دامعة يشعر بالندم والحزن لخسارة محبوبته منذ الصغر ولكن الآن الندم لا يفيد بشئ مسح دمعته سريعا عندما وجد أخيه طارق يربت على كتفه مواسيا له.
بعد خضون دقائق تم وصول العروسين بعد ما تم زفهم بالعربيات إلى المكان المخصص بالحفل فكان يطل على البحر ويحيطه تلك الزينة المخصصة بالزفاف لتبدا سهرتهم الليلية فى جو مليئ بالسعادة والحب وبعد مرور ساعتين قامت فيروزة بتغير ثوبها بثوب أخر رقيق متناسق من قماش الدانتيل المزخرف يصل إلى أخمص قدميها مما جعلها تتحرك بكل أريحية.
أنتهت المناسبة بهدوء وأنسحب الحضور بينما عمران ذهب مع زوجته فور أنتهاء الحفل إلى خارج البلاد لتبدأ حياة جديدة معه...
فكل فتاة منا تستحق شخصا يشبها تستحقين شخصا يجعل اسمك جرسا موسيقيا يتكرر دوما ويتحدث عنك وكأنك عالمه الوحيد وأعظم انتصاراته
تستحقين شخصا يسعي لرسم الابتسامة على وجهك الجميل يدرك كل تفاصيلك الصغيرة والكبيرة يجيد قراءة ملامحك إشاراتك عينيك
وكلماتك المهمة بين السطور
تستحقين شخصا يأخذ طفولتك على محمل الجد
تستحقين شخصا لا يتلون ولا يسعي لنحتك بصورة يفضلها فقط يتعايش معك كما أنت يعاملك وكأنك فراشة رقيقة يخشي كسرها.
تمت
رواية لحن الزعفران
بقلم شامة الشعراوي

تم نسخ الرابط