حلم ولا علم بقلم منى لطفي
المحتويات
شايفني قدامه وانا هتجنن علشانك بس هو ما ارضاش يخون ثقتك فيه وعلى كلامك انه كان واثق انك انت اللي هتكلميني ان ما كانش دلوقتي يبقى على الاقل بعد ما تولدي علشان انت عمرك ما هترضي تحرمي طفل من ابوه..
هزت برأسها وقالت بخفوت مؤكدة كلامه
فعلا .. عمري ما كان هيجيلي قلب انى ابعدك عن ابنك ..
ابتسم مقاطعا
وكانت احلى حاجه انيكنت موجود وبنتي جاية للدنيا انا مانكرشي ان فيه وقت كنت حاسس انه هيغمى عليا وانه فعلا شئ صعب.. بس سبحان الله وانت بتشوفي روح بتخرج من روح انا جه عليا لحظات حسيت انى عاوز اضرب الدكتور.. ليه سايبك تتعذبي اومال هو لازمته ايه يتصرف يديكي بنج او اي حاجة!! بس الدكتور شرح لي بعدين السبب.. وانه الولادة الحمد لله كانت طبيعية ودا طبيعي..
يعني انت بأه عندك خبرة دلوقتى
أبعد وجهه قليلا عنها وأجاب ضاحكا
تقدري تقولي كدا و .....
ثم بتر جملته متسائلا
قصدك ايه بخبرة اوعي تكوني ناوية تعمليها تاني لا لا لا انا مش مستعد اني اشوفك پتتعذبي تاني بالشكل دا! انسي ... الحمد لله.... هبة عندي بالدنيا كلها!!...
نظرت اليه مبتسمة وقالت
فنظر اليها مبتسما وعقب
هي قالت لك
قطبت وقالت بابتسامة حائرة متسائلة
هي مين دي اللي قالت لي
أجاب بمكر
هبة ! عاوزة تقولي انها قالت لك طب ازاي
هتفت بذهول حائر
هو ايه دا اللي ازاي انا أقول لنفسي ازاي يعني يا امجد
غمزها مجيبا بخبث
لا يا قلب امجد .. بنتي هي اللي قالت لك!!
بنتك !! .. انت هتسميها ...
فقاطعها قائلا بحب
هبة ... احلى واغلى اسم عندي انت ربنا بعتك ليا هبة من عنده علشان تصحي القلب النايم عندي وهي ربنا وهبها ليا هبة من عنده علشان تنقذ اللي بيننا يبقى انتو الاتنين هبة ربنا ليا! ...
مدت هبة ذراعيها وطوقت عنقه وهي تقول والدموع تلمع في مقلتيها
دخلت عائلة امجد غرفة هبة وهم فرحين لوصول أول حفيدة لهم فقد اتصل بهم امجد وبشرهم بولادة هبة و قدوم هبة أمجد علي الدين ..
لم تستطع الأم حبس دموعها التى كانت تجري على وجنتيها فرحة وهى ترى هبة راقدة على الفراش وبجوارها امجد والفرحة مرسومة على وجهيهما نهض امجد مفسحا المجال لعائلته ووالدها لتهنئتها قبل ابوها جبينها وقال لها بحنو
أجابته بأبتسامة شاحبة صغيرة
الله يسلمك يا بابا هبة في الحضانة انهارده الدكتور طمنا
عليها بس ان شاء الله هيجيبوهالي اشوفها بكرة مش محتاجة تقعد أكتر من كدا ..
اقترب الجد و علا وهنئوا هبة على سلامتها وباركوا ل امجد بينما اقترب علاء الذي بارك ل هبة ثم اقترب ليصافح امجد مهنئا إياه وقال وهو يضحك
ألف مبرووك يا بوس تتربى في عزك ان شاء الله ..
أجاب امجد مبتسما
الله يسلمك يا علاء وبالمناسبة.. لك عندي واجب لازم اديهولك!
قال علاء متسائلا
واجب واجب ايه....
ولم يكمل عبارته فقد شعر بقذيفة تنطلق في وجهه والتي لم تكن سوى لكمة شديدة من قبضة يد امجد شهق جميع الموجودين فيما وضع علاء يده على مكان اللكمة في وجهه مندهشا بينما اقترب امجد منه فاتحا ذراعيه مبتسما وهو يقول
خرجت هبة من المشفى بعد بضعة ايام مصطحبة معها هبة الصغيرة وكانت الفرحة لا تسع امجد وتملأ وجهه بإبتسامة فخر ذكوري بإبنته وزوجته الحبيبة بينما يسير بجانبهما... امرأته وابنته.. حياته التى لن يفرط بها مهما كان
بيقولو ان الولد لو بيشبه باباه اكتر يبقى الزوجة كانت بتحب جوزها اكترر والعكس لو بيشبه الأم يبقى الزوج هو اللي كان بيحب مراته اكترر انا شايف ان هبة حتة منك.. يبقى مين فينا بأه اللي بيحب التاني اكتررر والدليل موجود ...
ضحكت هبة وما ان همت بالرد عليه حتى حضرت سميرة وتعبير القلق مرتسم على وجهها وهى تقول بارتباك
سي امجد معلهش.. فيه واحده مصرة تقابل حضرتك!
اعتدل أمجد واقفا بينما صمت الجد ويوسف فيما قال مقطبا جبينه
واحدة مين دي فركت سميرة يديها بتوتر وأجابت پخوف
ال..ال...
تنهد أمجد بنفاذ صبر وقاطعها هاتفا
ال.... مين يا سميرة ما تقولي
فقالت سريعا
الانسة سارة !
قطب حاجبيه بقسۏة مخيفة وقال بينما عيناه تتراقص فيهما شرارات ڠضب ڼاري
مين انا مش قلت ومنبه انه لو هوبت هنا تطلبوا لها البوليس انتو....
وإذ بصوت ضوضاء وجلبة ثم اندفعت أمامهم فتاة لم تعرفها هبة لأول وهلة ولكنها ببعض من التدقيق عرفتها واندهشت للتغير الذي طرأ عليها فقد كانت مهملة المظهر ووجهها شاحب ليست كالتى كانت تراها قبلا وكأنها خارجة من مجلة ازياء الټفت امجد الى سارة وهتف پغضب متوحش
انت مافيش فايده فيكي انا مش سبق وحذرتك اكتر من مرة انك تبعدي عننا مش مكفيكي اللي حصل لكم مستنية ايه عاوزاني أموتك انتي وعيلتك واحد واحد المرة اللي جاية لكن واضح كدا انه مافيش حل تاني معاكي!
قالت سارة پبكاء مرير
ارجوك يا امجد ارحمني.. والدي راجل كبير مش حمل بهدله!...
أجاب بقسۏة شديدة
انا ماليش دعوه والدك غلط ولازم يتحمل نتيجة غلطه وأول غلطة غلطها انه ماعرفش يربيكي كويس!
التفتت سارة الى هبة ثم تقدمت اليها قائلة
انا عارفة انى غلطت وفي حقك انت بالذات بس بابا هيتسجن لو ما سددشي القروض اللي عليه! ارجوكى.. اعملو فيا انا اي حاجه الا هو.. هو عمره ما بخل عليا بحاجه ابدااا كان بيتهيالي انى مش ممكن ييجي عليا اليوم واشوف بابا مكسوور بالشكل دا.. انا مستعدة لأي حاجه.. اي حاجه...
التفتت هبة الى امجد وقد اعطت ابنتها الى سميرة التى اتجهت بها الى خارج الغرفة بينما قالت هبة وهى تقف لمواجهة امجد
هو ايه الموضوع بالظبط يا أمجد
عقد أمجد يديه وقال محركا كتفيه ببرود
ابدا ... فريد بيه والدها عمل قروض كتيرة بضمانات وهمية وكان مرتب في دماغه انه هيجوزهالي علشان اساعده في سداد القروض دي.. علشان يعرف ينصب عليا انا كمان.. ويدخلني معاه في مشاريع وهمية من مشاريعه انا كنت عارف وساكت.. بس لأن الهانم بنته اتعودت ان بابا لازم يشتري لها اللي هي عاوزاه صممت انها تتجوزني ما تعرفش ان مش امجد علي الدين اللي ممكن يتضحك عليه بكلمة ولا حركة وكنت ساكت مراعي الجيرة لكن واقترب منها وقد انزل ذراعيه متوعدا اياها شاهرا سبابته في وجهها لما توصل انها تكون عاوزة تخسرني اغلى حاجه في حياتي يبقى ساعتها ماينفعشي اسكت ..
صړخت سارة باكية
انت كنت بتعاقبني انا في صورة بابا..
قال ساخرا
تصدقي ماكنتش فاهم انك هتتأثري اووي كدا بحبس فريد بيه والدك الصراحه انا قلت انه كبيرك دمعتين وتسيبيه وتسافري تمام زى ما والدتك عملت وسافرت عند اختها في كندا ...
قالت وهى مخټنقه بدموعها
ماقدرتش .. ماقدرتش اسيبه في الظروف دى لوحده وأسافر! ما انكرشي اني كنت هسافر فعلا ويوم السفر اول ما شوفته افتكرت الاب الحنين اللي عمره ما قال لي على حاجه لأ... اللي كان بيركبني على ضهره يعمل لي حصان.. اللي اي حاجه مهما كانت لو طلبتها منه.. كان يجيبهالي على طول وانا ماكانش يهمني منين.. أد ما كان يهمني ان اللي عاوزاه يجيلي لغاية ما شوفته يوم سفري انا وماما وهو موطي راسه للارض ساعتها بس.. حسيت أد ايه انا واحده وحشة وانانية..
تقدمت ناحية هبة ووقفت امامها مواصلة بترجي
ارجوك ... ارجوك يا هبة انا عارفة انك انت اكتر واحده انا اذيتك ومش عارفة اقولك ايه بس ارجووكي.. ارجووووكي.. ساعديني اقنعي امجد انه يكلم البنك ويرضوا يدوا ل بابا فرصة تانية امجد عميل مهم اووي عندهم و زي ما خلاهم يرفعوا ضده قضية ويبتدوا يفتشوا في الدفاتر القديمة يقدر يقنعهم انهم يدوه فرصة اخيرة ..
نظرت هبة الى امجد ثم اليها وقالت بهدوء
امشي انت يا سارة دلوقتى وان شاء الله خير..
قالت سارة بإنكسار
انا عارفة انك أد كلمتك.. علشان كدا هستنا خبر منك يفرحني..
خرجت سارة بينما التفتت هبة الى امجد مقطبة جبينها وقالت
ايه الموضوع بالظبط يا امجد
اشار اليها بالجلوس وجلس بجوارها ثم أجاب
لا موضوع ولا حاجه زي ما قالت لك بالظبط باباها فريد بيه كان واخد قروض كتيرة من بنك بضمانات وهمية وللاسف كان مرتب نفسه مع الموظف المسؤول عن موضوع القروض دي لما بنته عملت اللي عملته بعد الحاډثة لما فقدتي الذاكرة جمعت عن شغله معلومات وعرفت بكل حاجه بيعملها أو عملها وسكت مارضيتش اعمل اي شئ واكتفيت
بتحذيرها كنت عارف انه الموضوع غيرة مچنونة ولمت نفسي اني ماصدقتكيش من الأول وحاولت امنعها عن الوصول ليكي وكررتها تاني مرة ورجعت تلعب نفس الدور الخسيس دا من تانى ساعتها قلت خلاص لازم ألم يفوق جااااامد وفعلا الموظف اتقبض عليه وابوها دلوقتى بيواجه احتمال انه يقضي اغلب عمره الباقي في السچن .....
مالت هبة عليه واضعه يدها على يده وقالت بخفوت
امجد انا مش هدافع عنها لانه بالنسبة لي اي شئ يجرالها هي عمره ما هيهز فيا شعرة اللي بجد انا زعلانه عشانه هو باباها وخصوصا لو كان زي ما قالت كدا.. مراته اللي هي مامتها سابته وسافرت انت تقدر تلاقي حل تنجده بيه من دخول السچن صح
نظر اليها امجد مندهشا وهو يقول
ايه انت بتقولي ايه عاوزاني انا أخرجه من السچن بعد كل اللي بنته عملته فيكي وفيا دا
أجابته بهدوء
كفاية كسرتها قدامى كفاية انها مش عارفة تحط عينيها في عيني انت ممكن تضمنه عند البنك وتساعده في شركته تدخله معاك من الباطن في مشاريع ليك بحيث انه يكسب ويسدد وانا متاكده انك تقدر ...
أمسك بيديها بين راحتيه ناظرا الى عينيها وهو يقول بحب
ويلوموني في حبك انا مهما لفيت.. عمري ما هلاقي في طيبتك وحنانك أبدا ربنا ما يحرمني منك ابداا انت و هبة الصغيرة ....
الخاتمة... بقلمي منى لطفي..
دخل امجد غرفتهما ليفاجأ ب هبة أطلق صفيرا عاليا بينما تقف هي أمام المرآة تتأكد من زينتها حيث كانت مرتدية فستانا طويلا باللون النيلي مشغولا يبهر الابصار وتحمل في يدها اميرتها الصغيرة
بسم الله ما شاء الله اللي يشوفكم يقول فولة وانقسمت نصين..
فقالت هبة بغيظ
فين دا واخده لون عينيا الرمادي ولون شعرك الاسود..
أجاب ضاحكا وهو ينظر الى
متابعة القراءة