حلم ولا علم بقلم منى لطفي

موقع أيام نيوز


في المصنع وجابولو الدكتور !! ...
شهقت شهقة فزعه وهتفت بفزع وخوف 
اييه امجد وقع ! .. وقع ازاي يا صابر والدكتور قال ايه 
أجاب صابر بحزن 
الدكتور بيقول ضغط عالي اووي مع ارهاق وقلة نوم وقلة أكل كل دا كان السبب في اللي حصل و الدكتور نصحه بالراحه لمدة اسبوع على الاقل ويلتزم بتعليماته بالنسبة للأكل والدوا وشدد على الراحة النفسية...

لمعت عيناها بدموع محپوسة وقالت وهى مخټنقة بغصة البكاء 
وهو ...عامل ايه دلوقتى قصدي اتطمنت عليه 
أجاب بإبتسامة كي يخفف عنها قلقها الواضح 
طبعا حضرتك انا عديت على سميرة قبل ما آجي وطمنتني ان الدكتور ماسابوش الا لما ظبط له الضغط.. خصوصا انه كان عاوزه يدخل المستشفى لكن الباشمهندس امجد اللي رفض !! 
قالت بهلع وقد تسارعت دقات قلبها خوفا فقد هالها أن تصل الحالة به الى إدخاله المشفى 
كان عاوزه يدخل المستشفى ليه هو حالته كانت وحشة اووي للدرجة دي 
أجابها صابر وهو يحرك رأسه بأسى 
حضرتك سميرة بتقول انه من يوم ما حضرتك سبتي المزرعه وهو اتغير خالص! لا في نوم ولا راحه و على طول قاعد في شقتكم فوق لوحده حتى الاكل مش بياكل معهم ونادر لو قعد مع علي الدين بيه الوحيد اللي بيقعد معاه هو يوسف بيه والد حضرتك !! ...
ترقرقت عيناها بالدموع وهي تستمع الى صابر وهو يشرح لها حال امجد بعد اختفائها ذاك وشعرت بالحنين الشديد اليه والى والدها فهي لم تحدثه منذ أن تركت المزرعة خوفا من ان تضعف وتفصح له عن مكانها التفتت الى صابر وقالت هامسة 
صابر ممكن اطلب منك طلب 
انتبه اليها هذا الأخير وقال بحماس 
اؤمريني يا مدام هبة ..
فتابعت 
عاوزة سميرة تخليني اعرف اطمن على أ . امجد من غير ما يشوفني.. ممكن 
شرد صابر للحظات ثم قال 
هو صعب !! فهزت برأسها بحزن وأسى ولكنه أكمل قائلا وابتسامة صغيرة ترتسم على وجهه الأسمر 
لكن مش مستحيل !! ..ولا يهمك يا مدام هبة ان شاء الله هنقدر نخليكي تشوفيه وتطمني عليه كمان زي ما انتي عاوزه!!...
دخلت هبة من الباب الخلفي لمنزل امجد وقد تقدمتها سميرة لتراقب الطريق لتتأكد من خلوه صعدا الى طابقها هي و امجد وفتحت لها سميرة الباب بهدوء فقد تركته شبه مغلق في وقت سابق حينما حضرت لأخذ صينية الطعام والذي لم يمس الا بنسبة بسيطة جدا بعد إلحاح كبير من السيدة سعاد عليه...
تقدمت سميرة الى الداخل تتبعها هبة التي كانت تتشرب بعيناها كل ركن من أركان منزلها فقد شعرت بالاشتياق الشديد له وصلت الى باب غرفة النوم تسبقها سميرة التي طلبت منها ان ترى ان كان نائما ام لا يزال مستيقظا 
أكدت لها سميرة انه ما ان يأخذ الدواء الموصوف له حتى يغرق في النوم اطلت سميرة في غرفة النوم برأسها فتأكدت من نوم امجد فأفسحت ل هبة الطريق لتدخل وقالت هامسة 
انا هخلي بالي يا ست هبة لا حد ييجي ولا حاجه بس بسرعه الله يسترك... كتير الست سعاد بتيجي تبص عليه كل شوية.. قلب الام يا ولداه !! ..
هزت هبة برأسها موافقة ودخلت الى الغرفة حيث تركت سميرة الباب شبه مغلق خلفها...
تقدمت هبة الى داخل الغرفة حتى وصلت الى الفراش فرأت امجد الذي كان نائما وفوجئت بتغير قسماته حيث غارت وجنتاه بشدة وطغى الشحوب على قسمات وجهه الرجولي الناضح جاذبية مع انتشار الهالات سوداء أسفل عينيه فمن الواضح انه قد خسر كثيرا من وزنه...
مالت عليه وهي تتشرب كل تقسيمة في وجهه المحبب إليها ليسترعي انتباهها صوت تنفسه العالي قطبت حائرة ثم مدت يدا مضطربة الى وجهه ووضعتها على جبينه لتفاجئ بسخونة شديده تنبعث من وجهه! ابعدت يدها سريعا فزعه وما لبثت ان كررت المحاولة فلسعتها حرارته الشديدة فاتجهت من فورها حيث فتحت الباب وقالت بلهفة ل سميرة التى تنتظرها خارج الغرفة 
سميرة بسرعه هاتيلي طبق فيه مايه ومكعبات تلج وقطن امجد بيه حرارته عالية جدا...
ذعرت سميرة مما سمعته وذهبت من فورها لتحضر ما طلبته هبة منها من المطبخ الملحق بالجناح بينما عادت هبة ثانية الى امجد حيث احضرت كرسيا ووضعته بجانب الفراش وجلست عليه وهي تراقب ذرات العرق التي تفصد بها جبينه وصوت تنفسه العالي وقد منعت نفسها وبصعوبة من البكاء حزنا لما آل اليه حالهما!!..
هرولت سميرة عائدة حيث سيدتها بسرعه وقد جلبت ما طلبته منها هبة فتناولتها هبة وهي تخبرها ان تظل بالقرب منها خارج الغرفة تحسبا إن احتاجت اليها!!..
خرجت سميرة بعد أن أومأت برأسها بالايجاب وهي تدعو الله أن يخفف عن سيدها وتعود المياه الى مجاريها بينهما فيما وضعت هبة الاشياء على الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش وبدأت بعمل كمادات مياه بارده لتساعد على خفض درجة حرارته عندما وضعت أول كمادة اذ به ينتفض ويفتح عينيه فشهقت فزعه بينما لاحظت انه لا يراها هي و كأنه لايزال نائما ولكن مفتوح العينين! ثم سمعت همهمة صادرة منه لم تستطع ان تفسرها اول الامر فمالت باذنها على فمه لتسمعه جيدا فتحت عيناها من الدهشة
فهو لا يردد سوى كلمة واحده 
هبة ... هبة .. هبة .... 
ترقرت الدموع في عينيها واكملت وضع الكمادات الباردة بالتبادل وكانت كل مرة تقوم بمسح يديه ورقبته بقطنة مبللة بالماء البارد ومكثت على هذا الحال فترة طويلة حتى بدأ تنفسه ينتظم وحرارته تنخفض فنهضت متجهة الى الصيدلية المنزليه المعلقة في الحمام فوق الحائط وفتحتها وتناولت منها قرصين من دواء خافض للحرارة ثم عادت اليه فساعدته لتناول الدواء رافعة اياه بذراعها قليلا الى الأعلى واضعه قرصي الدواء في فمه ثم قربت كوب الماء منه فابتلع الدواء وكان مغمض العينين ولكنه ما لبث ان اشتم رائحة يعرفها جيدا بل ويعشقها ففتح عينيه لتثع نظراته السوداء على عينيها الرماديتين فهمس بصوت ضعيف اصطبغ برجاء بينما هربت بنظراتها متشاغلة عنه بوضع الكوب بجواره 
هبة انت جيتي! 
أعادت انتباهها اليه وأمسكت يده بحب واجابت بإبتسامة حانية 
نام يا امجد ...
قال بحزن ونظراته منصبة عليها 
لا.. لو نمت مش هلاقيكي لما اصحى! 
أجابته بحب وهي تربت على يده التي تمسك بها 
نام يا امجد وارتاح دلوقتى انت تعبان !
همس بصوت ضعيف حزين 
انا مش هرتاح طول ما انت مش جانبي...
قالت برجاء 
امجد .. علشان خاطري...
فمد يده الحرة اليها قائلا بينما عيناه تنهلان من تقاسيم وجهها الذي افتقده وبشدة 
طيب بس بشرط !!
مدت يدها اليه فتناولها بلهفة قابضا عليها وإن كانت قبضته ضعيفة ولكنها لا تزال تبعث الأمان في قلبها وأجابت بابتسامة 
شرط ايه
قال برجاء كالطفل الصغير الذي يترجى والدته 
خليكي جنبي... ما تمشيش! 
نظرت اليه بهدوء دون تعقيب أولا ثم ابتسمت ابتسامة واسعة وهي توميء برأسها موافقة فابتسم براحة وأفسح لها مكانا بجواره لتجلس وما غن استوت جالسة بجواره حتى مد ذراعه العضلي ليحيط بها خصرها ثم ارتمى براسه فوق صدرها بينما مررت أناملها البيضاء وسط خصلات شعره الابنوسية الناعمة تمسدها له وسرعان ما انتظمت أنفاسه غارقا في سبات عميق وقد ارتسمت على شفاهه ابتسامة راحة من وجد ضالته بعد طول عناء!! ....
استيقظ امجد صباح اليوم التالي وهو يتمطى فوق الفراش بسعادة وهو لا يتذكر من احداث الليلة السابقة سوى ان هبة كانت برفقته طوال الليل بل وانها قد وعدته أنها لن تتركه ثانية أبدا ليس هذا وحسب.. لكنها نامت بين ذراعيه !..... ذراعيه!! هب جالسا في الفراش ناظرا الى ذراعيه الخاويتين ثم جال بنظره فيما حوله فلم يجد سواه!!
قفز مسرعا من مكانه وخرج من الغرفة مفتشا عنها في أرجاء الجناح ثم هبط الدرج مسرعا وكان لا يزال بثياب النوم حافي القدمين !!
فوجئ به جده وهو يراه يهبط راكضا قافزا لدرجات السلم بهذه الطريقة تقدم اليه فرحا وهو يهتف 
امجد حبيبي.. ايه المفاجأة دي ! حمدلله على السلامة يا امجد ..
أجابه امجد وبصره زائغا يفتش بعينيه بيأس في الأنحاء 
الله يسلمك يا جدي ..
لاحظ الجد نظراته الزائغة فعقد جبينه متسائلا 
مالك يا امجد فيه إيه شايفك عمال تتلفت حواليك وبعدين من امتى وانت بتنزل بالبيجامة من فوق لا وحافي كمان 
لم يعر أمجد بالا لملاحظة جده عن هيئته وبدلا من الرد على سؤاله قال برجاء 
جدي ماشوفتش هبة 
قطب الجد مجيبا بدهشة حزينة 
هبة ! غريبة يا امجد ... انت عارف ان هبة غايبة بئالها شهر هو ايه اللي فكرك بيها دلوقتى احنا ماسيبناش مكان الا و دورنا عليها فيه انت قلبت عليها الدنيا بحالها !! بس عموما ما تقلقش اكيد هنلاقيها ان شاء الله ..
فهز امجد برأسه معترضا وبقوة وهو يهتف 
لا يا جدي... هبة كانت معايا امبارح انا متأكد! انا حسيت بيها... فضلت جنبي طول الليل تعملى كمادات ووعدتنى انها مش هتسيبني تاني انا متأكد يا جدي وما تبصليش كدا... انا مش مچنون! 
ربت الجد على كتفه قائلا برجاء 
ماحدش قال انك مچنون يا امجد ... هبه هترجع يا امجد .. ان شاء الله هترجع ....
زفر امجد بضيق وقد وضع اصابعه في شعره مغمضا عينيه وقلبه ېصرخ مناديا اياها بينما يكاد يفقد عقله من الألم الرهيب الذي يعصف به ترى هل شارفت على الجنون يا هبة هل ما حدث الليلة السابقة محض تخيلات! ولكن...ماذا كان يفعل طبق المياه الباردة الكمادة التي استيقظ ليراها ملقاة بجواره فوق الوسادة! سيجن لا محالة ان استمرت هذه التساؤلات تعصف برأسه! ولكن مهلا....سيجن...س ! لا... إنه يكاد يقسم أنه قد جن وانتهى الأمر!! ....
دخلت هبة الى الشقة التي استأجرتها في المدينة وقد وضعت كيس مشترياتها فوق الطاولة الخشبية المستديرة التي تتوسط الصالة في حين سمعت صوتا من الداخل ينادي 
هبة حبيبتي انتي جيتي !
أجابت هبة الصوت المتسائل وهي تجذب كرسي خشبي بصعوبة لترتاح عليه وهي تزفر بعمق وراحة بعد ان جلست 
ايوة يا رشا جييت ...
ظهرت فتاة سمراء شابة في العشرينيات من عمرها قادمة من المطبخ وهي تجفف يديها في منشفة قماشية و اقتربت منها وهي تقول مقطبة جبينها 
مالك يا هبة شكلك تعبان اووي!!
فتنهدت هبة بتعب وأجابت 
انهارده كنت واقفة طول اليوم انت عارفة حفلة آخر السنة خلاص قربت ولازم ادرب الولاد كويس أوي عليها الحفلة هيحضرها مدير المنطقة التعليمية والمحافظ علشان المدرسة اللي انا فيها تعتبر اكبر مدرسة هنا وكل سنة لازم المحافظ بيحضرها...
قالت رشا وهى تقف امامها بجدية 
انت كدا بتيجي على نفسك كتير! خلي بالك انت حامل وفي التامن كمان... يعني مش
 

تم نسخ الرابط