حلم ولا علم بقلم منى لطفي

موقع أيام نيوز


حواليه علشان كدا في بعض الحالات بننصح اهل المړيض انهم يتكلموا معاه في زيارتهم ليه ويحاولوا يفكروه بأحداث وذكريات جميلة دى ممكن تنشط المخ وتخلى المړيض عاوز يفوق من غيبوبته اللى فرضها على نفسه .. بس ممكن أسال حضرتك سؤال 
خمن امجد ماهية سؤال الطبيب واشار بالموافقة فتابع الطبيب 
واضح جدا انه في عامل نفسي غير الوقعه وأثرها وعلشان نقدر نحط ايدينا على السبب لازم لو فيه اي شئ حضرتك شاكك انه ممكن يكون السبب النفسي دا تقولى عليه يعني مثلا سبب وقوعها اييه 

سكت أمجد قليلا ثم روى للطبيب منذ دخول هبة فجأة الى غرفة المكتب حتى لحظة سقوطها غارقة في دمائها ...
استمع الطبيب اليه ثم هز برأسه وقال 
زي ما توقعت بالظبط ...الوقت اللى هتفوق فيه هيعتمد على مدى ارادتها للرجوع للحياة تانى علشان كدا اى ذكريات او حاجات سعيده حاول تفكرها بيها واضح جدااا ان شعورها من ناحيتك قوى اووي علشان كدا انت تقدر تنمى الشعور دا وتخليه يصحى وهو اللي هيشدها لينا تانى ...
ذهب أمجد الى غرفة الرعاية ومكث ينظر من خلال الزجاج الى الجسد النائم امامه ثم عزم واتجه الى الباب وهم بفتحه فسمع صوت نسائيا ينهره بصرامه 
هاي ! انت رايح فين وكالة هى من غير بواب ! ممنوع يا سيد ! 
ثم تقدمت منه وهى تشيح بيدها بصرامه قائلة 
لو سمحت امشي من هنا دا ممنوع..
الټفت ناظرا اليها ليجد انها ممرضة اخرى واضح ان هذه هي فترتها النهارية رمقها بحدة وهو يقول بعصبية مكبوتة 
امشي انت من وشي الساعه دى ... 
وفتح الباب فأمسكت بذراعه وهى تصرخ بالممرضين لكى يساعدوها في منع هذا الرجل المچنون من الدخول وقالت 
انت ايه فاكر نفسك .... 
فوجئت بصوت الطبيب المسؤول عن الحالة وهو يقول بصرامه 
خلاص يا سيستر انا اديته الاذن انه يدخل خليه يلبس الحاجات اللازمة ودخليه ...
استعد أمجد للدخول كما فعل في اليوم السابق ودخل الى غرفة العناية وجذب الكرسي ووضعه بجانب السرير حيث جلس عليه بجانبها ومد يده آخذا بيدها مقبلا اياها مستمرا في الكلام معها يحكي لها كيف انه في غاية الاشتياق لها وانبرى يتحدث معها في ذكريات عديدة جمعت بينهما حتى مر موعد الزيارة فغادر مقبلا اياها على جبينها واعدا اياها بانه سيأتى ثانية ...
استقر أمجد في جناحه في المشفى الذي يملك غالبية أسهمه بينما تولت علا ومدام سعاد أمر العناية ب يوسف والذي استعاد عافيته بالتدريج واصبح يذهب لزيارة ابنته حيث يقوم بالحديث اليها كما قال الطبيب وكان أمجد يختفي في هذه الاثناء كى لا يراه وينفعل ثانية ويحدث ما لا يحمد عقباه ...
جلس أمجد بجانبها وبدأ الكلام معها مثلما يفعل دائما وهو ممسكا يدها ثم قال لها بحب 
فيه حاجه لازم ارجعهالك... 
اخرج الدبلة وخاتم الزفاف من جيب سترته والبسها اياهم ثم قبل يدها وهو يقول 
دوول مكانهم هنا وهيفضلوا هنا .. واوعي تفكري تقليعهم من ايدك ابداااا هبة ل أمجد و أمجد ل هبة ومافيش حاجه هتفرق بينهم ابدااااااا...
ثم قبل يدها وأسند جبينه على اصابعها واذ به يشعر بارتعاشة طفيفة بين يديه فرفع رأسه مذعورا وهو يرى ارتعاشة طفيفة لا تكاد تظهر في اصابع يدها صعق ولم يصدق عينيه وفجأة اذ به يسمع أزيزا صادرا من الجهاز المسؤول عن حالة القلب اړتعب مما يرى وقام مسرعا وهو يهتف 
دكتور دكتووور هاتولي دكتور بسرعه 
حضرت الممرضة سريعا وبعد ان عاينت الوضع اتصلت بالطبيب وفجأة اذ بغرفة العناية تمتلئ بالاطباء والممرضات واستطاع الطبيب المعالج اقناعه بعد جهد طويل ان ينتظر بالخارج ...
أخذ أمجد يروح ويجئ بالمكان كالليث المحبوس في قفص ..وهو يزفر ويخبط قبضة يده براحة الاخرى ... مر وقت طويل قبل ان يخرج الطبيب المعالج وباقي طاقم الاطباء وقف الطبيب امامه ينظر له بجدية بالغه وتعبير وجهه صارم للغاية مما جعل قلب أمجد يوشك على الكف عن النبض وشحب وجهه وتفصد عرقه غزيرا من جبينه وهو يبتلع ريقه بصعوبة ويقول بفزع 
خير يا دكتور طمني ! 
تنهد الطبيب طويلا ووضع يده على كتف أمجد وقال 
حضرتك قوي ولازم تستحمل المفاجأة علشان انت اللى هتبلغ عيلتك ووالدها اومال ابوها بأه هيعمل ايه 
اخفض أمجد رأسه واخذ يهزها يمنة ويسرى وهو يعبث باصابعه في شعره ويقول بحزن مخټنق بدموع لم تذرف بعد لا .. لا .. مش مصدق .. مش ممكن ... 
فقال الطبيب وشبح ابتسامه يلوح في وجهه لم يرها أمجد 
ليه انا قولتلك احنا دكاترة بس مانعرفش الغيب ومش منجمين وربنا هو الشافي المعافي واحنا اسباب في ايد المولى عز وجل ... 
رفع أمجد راسه بحدة ناظرا بدهشة الى الطبيب وهو يقول باستغراب شديد 
قصدك ايه يا دكتور 
أجاب الطبيب وهو يضحك بملئ فيه 
ما تبئاش تنسى تعزمنى ع الفرح يا عرييس .... 
سكت أمجد هنيهة ليستوعب كلام الطبيب ثم ما لبث وجهه ان ارتاح وابتسامه واسعه ارتسمت عليه لم يعرفها منذ الحاډث وقال وهو يمد يديه ليمسك الطبيب من ذراعيه وضحكة تتراقص في صوته 
بجد والله بجد يا دكتور هبة فاقت هبة 
أومأ الطبيب برأسه ايجابا وهو يضحك وقال 
ايوة بجد وانا امرت بنقلها لاوضة عادية .. 
اندفع أمجد يهتف 
اوضة لالالا اكبر جناح عندكم هنا تنزل فيه و ...
معلهش يا دكتور من فرحتي انت .. انا .... مش عارف ..... 
بينما الطبيب يضحك سعيدا ببهجة هذا الشاب الذي كان قد نسي طعم الحياة بعدما حدث لخطيبته ...
اندفع أمجد ليرى هبة والممرضات يقمن بازالة الاجهزة استعدادا لنقلها لجناحها الذي امر أمجد بتجهيزه لها وقال في نفسه 
اوعدك يا هبايا ما في شئ ولا قوة في الارض هتقدر تبعدك عن عينيا تانى انت اغلى هبة ربنا وهبهالى وانا هحافظ عليك بروحى يا اغلى من روحى .
علم الجميع بالخبر المفرح باستيقاظ هبة من الغيبوبة وذهبوا الى المستشفى لرؤيتها ....
كان أمجد بالطبع اول من حضر الى غرفة هبة بعد انتقالها دخل وجلس بجانبها وراقبها حتى بدأت ترفرف برموشها وتفتح عينيها حيث فوجئت بالرؤية ضبابية اول الامر ومالبث الضباب ان انقشع وفتحت عينيها التى ما ان رآها أمجد حتى سارع بالتهليل بها بسعاده قائلا وهو يمسك بيدها 
حمدلله على السلامة يا هبة يا أحلى حاجه في حياة أمجد كدا كنت هتموتيني من الخۏف عليك 
نظرت اليه باستغراب ولم تتكلم فتابع بابتسامة سعيدة 
لكن خلاص ولا يهمك اهم شئ رجوعك ليا بالسلامة واول حاجه هعملها بعد ما تخرجى من هنا اننا نتجوز على طول انا مش عاوزك تغيبي عن عيني لحظة واحده يا نور عيني ... 
هبة حبيبتي حمدلله على السلامة الف حمد والف شكر ليك يارب انا ما كنتش اقدر اعيش ثانية واحده من غيرك يا قلب ابوكى ... 
دفعته هبة برفق في صدره ليبتعد فتستطيع رؤيته جيدا وقالت بارتباك 
با ...با ..بابا حضرتك ..بابا 
ضحك ابوها وهو يقول 
ايه يا هبة الوقعه خلتك هادية اووي كدا ليه نسيتي ابو حجاج ولا ايه يا هوبا 
نظرت اليه باستغراب ما لبث ان تحول الى فزع في حين تحول تعبير والدها الى خوف وهو يمسكها ويقول بفزع 
هبة حبيبتي .. مالك في ايه 
قالت باضطراب ودموعها تهطل من عينيها 
انا .. انا
.. مش فاكرة حاجه .. ابداا .. ابداا .. ابداا ... 
لطفك يا...رب .. 
في حين تقدم أمجد مسرعا وهو يجلس من الناحية الاخرى للفراش ويمسك يدها ناظرا في عينيها هاتفا بلوعة 
هبة حبيبتي .. انا أمجد .. بصيلي كويس يا هبة .. ركزى .. ها .. أمجد ... أمجد يا هبة .... دكتوووور....
ومالبث ان قام من فوره ليأت بالطبيب الذي حضر مسرعا وأمر باخلاء الغرفة من الموجودين وانتظاره خارجا....
خرج الطبيب بعد ان قام باعطاء هبة حقنة مهدئة نظر اليه الجميع متسائلا فقال وهو يسعل قليلا ليجلي حنجرته 
احم ... للأسف.. الآنسه هبة بتعانى من فقدان في الذاكرة ..
شهق الجميع في حين استفسر يوسف قائلا 
ازاى يعني يا دكتور 
فقال الطبيب شارحا 
زي ما قلتلكم قبل كدا الوقعه كانت في منطقة حساسة في المخ وواضح ان الڼزيف أثر على مركز الذاكرة وللاسف فقدان الذاكرة مش بيبان غير لما المړيض يفوق من الغيبوبة ولو تفتكرو انى قلتلكم اننا هنستنى لغاية لما تفوق علشان نعرف النتيجه !.... دي كانت من ضمن الحاجات اللى متوقعنها والعلاج بيكون على حسب تحسن الحالة كل ما يكون المړيض مستقر نفسيا ومافيش اي اضطرابات كل ما يكون علاج فقدان الذاكرة اسهل واسرع .. هنعتمد على الادوية اللازمة واهم شئ الراحه النفسية وما نضغطشي على المړيضة علشان تسترجع ذاكرتها هى هتفتكر بس في الوقت المناسب ممكن أ. أمجد تيجي معايا علشان فيه بعض المعلومات اللي ممكن تساعدنى في علاج الحالة ...
ذهب أمجد مع الطبيب وبعد انتهائه من مقابلة الطبيب ذهب الى جناح هبة حيث دخل ووجد عائلته في غرفة الانتظار التابعه للجناح دخل غرفتها فوجد والدها يقرأ القرآن وهى نائمة كالملاك تقدم حتى فراشها ووقف ينظر اليها قليلا في حين سمع والدها وهو يختم قراءته ثم ما لبث ان نهض وتقدم اليه ووقف بجانبه وقال 
زعلان عليها دلوقتى يا ما قولتلك انا ماليش غيرها .. وللاسف صدقتك لما أكدتلى انك عاوزها وهتصونها وتحميها من اي حد ممكن يأذيها ما جاش في بالي ان الحد دا ممكن يكون انت !!...مش هسامحك ابدا يا أمجد لو حصل لبنتي حاجه أظن كفاية أوي لغاية كدا انا هاخدها وارجع بيتنا تانى وتكمل علاجها وهى معايا وانت لو فعلا بتعزها وعاوز مصلحتها اعتقها لوجه الله .. خليني احاول ارجع هبة بنتي من تانى ...
ثم تركه وانصرف في حين جلس أمجد بجانبها على الفراش وقال بذهول حزين ودمعته تخط على وجنته بينما يمسك بيدها 
معقولة اسيبك يا هبة معقولة حد يسيب روحه بإيده والدك بيقول لو بحبك اعمل اللي يساعدك انك تخفي وانا هثبتله انى بحبك .. وهثبت لك انتي كمان .. انا ماقولتهاش وانت واعية وسامعانى ومعرفش هقدر اقولهالك تانى ولا لأ بس صدقيني انا فعلا بحبك .. ولا عمرى حبيت ولا هحب تانى غيرك ابداااااا يا هبة اوعى تنسي دا ابداااااااااا.....
ثم مال عليها مقبلا اياها على جبينها ونظر اليها قليلا ثم وضع يدها بجانبها ووقف ينظر اليها قليلا قبل ان يستدير و..... ينصرف ....
ترى هل سينفذ أمجد طلب يوسف والد هبة وينفصل عنها ...وهل هذ هو الحل لاستعادة هبة ذاكرتها أم
 

تم نسخ الرابط