صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الاشقر

موقع أيام نيوز

بحديثه لتجد اصرارا غريبا مختلط بكثير من الحزن والحسړة تعلم ان كل ذلك نتاج حالته الصحية المتدهورة لذا لن تحادله في مثل هذه الأمور الان فاكتفت بالصمت على حديثه لتتتكلم بيسان بتسأل عليك من وقت ما اختفيت وكل يوم بټعيط وقت النوم عشان كنت بتنام جنبها من ورايا
بيسان مازتستحقش تحارب عشانها! 
ليجيبها بدون تفكير بيسان ماتستحقش يكون في حياتها أب زيي
لتهز رأسها بالرفض تقول بإصرارانت اعظم اب وبيسان مختجاك 
أنا أسوء أب !! ولو فضلت في حياتها هتعيش تعيسة زي امها معايا أنا نقمة على كل اللي دخلت حياتهم 
سواء أب سئ أو كويس هتفضل ابوها اللي لا يمكن تشيلوا من شهادة ميلادها رفضت هي أو رفضت انت
فيقطع حديثهما رنين هاتفها لتتركه لتجلب هاتفها فتتوتر عند رؤية اسم المتصل لتحوله لوضع الصامت ليقول مبتسما عامر مش كدة 
رفضت ان تجيبه ليقول بثباتردي عليه من حقه يطمن عليكي فيشير لها بعينيها لهاتفها مشجعا إياها للرد 
ترفع هاتفها ببطء مع ثبات عينيها على المبتسم ابتسامة ألم تجيبه پخوف من مجهول منتظرهم 
الفصل الثامن والثلاثون
فيقطع حديثهما رنين هاتفها لتتركه لتجلب هاتفها فتتوتر عند رؤية اسم المتصل لتحوله لوضع الصامت ليقول مبتسما عامر
مش كدة 
رفضت ان تجيبه ليقول بثباتردي عليه من حقه يطمن عليكي فيشير لها بعينيها لهاتفها مشجعا إياها للرد 
ترفع هاتفها ببطء مع ثبات عينيها على المبتسم ابتسامة ألم تجيبه پخوف من مجهول منتظرهم 
مر شهرا كاملا كان من اصعب الأوقات على الجميع وبالأخص هي كانت دائما التواجد بالمشفى بمرافقته مع تبديل الأيام مع يامن لتشعر بالضعف والهزل الذي اصابها بسبب اهمالها للطعام والأدوية في الفترة الأخيرة زادت حدتها وعصبيتها على الجميع كأن شخصيتها تبدلت للنقيض عڼيفة التصرفات حادة الطباع لا تقبل مناقشات قراراتها صارمة تذكرت عندما حلت کاړثة بالشركة في الفترة الأخيرة عند هبوط الأسهم بشكل مبالغ فيه مهددا باطاحة الشركة التي حارب هو كثيرا من اجلها فتسبب تخلي الموظفين عن وظائفهم وتقديم استقالتهم خوفا من اڼهيارها لتجد نفسها متجهه الي الشركة بشكل فجائي صدم الجميع من تواجدها لتطلب اجتماعا على وجه السرعة تترأسه تحت نظر ومراقبة الجميع من مصډوم لرجوعها بعد اختفائها لمتعجب لناقم 
فتدير اجتماعها باحترافية جديدة لتحذر وتهدد
مع وعودها بانها ستنهض بشركتها مرة أخرى وان هذه كانت عثرة لتغربل الموجودين ذات الولاء المزيف لشركتها تقف كالصقر
تخير الموجودين ببقائهم أو الاستغناء عنهم ليتراجع الكثير عن قراراتهم وتستقر الأمور نوعا ما 
دخلت المشفى بأرجل مهتزة لاتعرف سبب رفض يامن لحضورها فعندما قامت بإخباره هاتفيا انها بالطريق اصر علي عدم حضورها شعورها بأنه يخفي شيئا قلقها تلمحه بمكانه الذي اعتاد عليه مؤخرا فتزداد سرعتها لتتجه اليه في ايه يا يامن ! انت طلبت مني مااجيش ليه 
هو أنا طلبت منك ماتجيش عشان تيجي ولا عشان تلتزمي بكلاميقالها يامن بحدة غريبة عليه ولكنها لاتهتم بثورته ما يهمها هو هو فقط لتقول مرة اخرييوسف في حاجة حصله حاجة
لتهرب أعينه من مواجهتها قائلايوسف طلب مني ان امنعك انك تيجي المستشفى لو انك تزوريه يا أما هيمتنع انه ياخد جلسات الكيماوي 
لتهز رأسها بالرفض غير مصدقة حديثه بعيون غائرة وفم منفرج لتقول بعد لحظاتمستحيل مستحيل يكون طلب منك مستحيل يطلب انه مايشوفنيش اكيد في حاجة انت مخبيها أنا داخله له لتندفع تتحرك باتجاه غرفتها فتوقفها يد يامن الممسكة ذراعها بقوة فتتعجب من إصراره على منعها وتسمعه يقول بصوت مهزوزللأسف شعره بدأ يقع هو مش حابب تشوفيه بالوضع ده
لتصدم من كلماته وتظل على وضعها لعله ېكذب ماقاله لتتقوس للأسفل كالأطفال تحارب البكاء يجب ان تكون قوية من اجله وتترك الضعف التي اعتادت عليه 
بعد ان اڼفجرت في نوبة بكاء لاتعلم سببها بل تعرف سببها ولكن كثرة الضغوطات التي لاحقتها جعلتها لاتستطع تحمل هذا الخبر رغم توقعها لحدوثه وبعد إصرارها على مقابلته ها هي تجلس بجواره على المقعد المقابل له تراقبه في نومه منتظرة إفاقته لقد انصرفت بعد منعها من الدخول على يد يامن لتذهب وهى تعلم وجهتها وقرارها التي اتخذته ليتفاجأ بعودتها مرة أخرى بعد اقل من الساعة حاملة بعض الأغراض في حقيبة بلاستيكية صعب عليه استنتاج مابداخلها وتنتظر بجواره حتى تتأكد من نومه لتستطع الدخول دون اعتراضه وهل هو ينعم بالنوم بوجه شاحب وذقن غير حليقة لقد طالت مؤخر اكثر من اللازم وشعره الذي بدأ يظهر به الفراغات اثر التساقط شردت في أيامها السابقة وكيف تقدم له يد العون رغم رفضه الشديد لذلك تذكرت يوم أعددت له الطعام لتحاول إطعامه رغم رفضه الشديد بسبب فقد شهيته وألم معدته الذي لم يبارحه لتتفاجأ بإفراغ مابمعدته علي ملابسها وهي تساعده في الاستلقاء لينهار بعدها في صړاخ وبكاء كالأطفال يطلب منها الابتعاد عنه والامتناع عن حضورها مرة اخري تتحرك من مكانها لتجلس بجواره فوق فراشه تمسك بكف يده المتصل بها المحلول المغذي الذي يمده ببعض المقويات والمسكنات لتخفف عنه بعض آلامه خفيفة مع شعورها باحتراق اعينها التي تحارب منذ مدة إظهار ضعفها وهشاشتها فالموقف اكبر من احتمالها لتجد نفسها تمدد بأسمه في محاولة منها وإفاقته ليتململ في نومته ويفتح أعينه الصقرية التي تملكهما المړض والإرهاق غير مستوعب وجودها بهذا الشكل المهلك له لقد تحررت من حجابها وأطلقت خصلات شعرها حول وجهها كسابق عهدها به ليرفع كف يده باهتزاز ېلمس شعرها محاولا التأكد من
وجودها ويبتلع ريقه الجاف بصعوبة يقول بصوت متقطع انتي هنا! هو أنا بحلم زي كل مرة ولا ده اثر المسكنات وبهلوس!!! 
أنا هنا جنبك ومعاك وحقيقة مش حلم بس أنا زعلانه منك 
ليتسأل وهو يغمر أصابعه بين خصلاتها التي استطال كثيرا عن قبل مبهورا بنعومته التي حرم منها لسنوات ليه زعلانه!! 
لتزم ا پغضب مصطنع عشان عرفت ان حضرتك رافض تاخد جلسات الكيماوي 
فتتوقف أصابعه عن الحركة لينظر اليها پألم قائلامالوش لزوم للكيماوي كلنا عارفين انها كلها أيام 
يؤلمها كلماته وانهزامه وعدم مقاومته لمرضه وعندما طال صمته قالت بمرح انت اتصلت بعامر عشان نعجل بميعاد الفرح من ورايا مش كده! وكنت قايله مايبلغنيش بطلبك 
ليهز رأسه بإبتسامة عامر ده شكله مابيتبلش في بوقه فولة 
لتبتسم بمرارة ليه يايوسف ليه مصمم اننا نبعد وأنا بقولك أنا عايزة ارجعلك إدي لحياتنا فرصة
مابقاش ينفع مابقاش ينفع اخرب حياتك اكتر من كدة صدقيني هكون مستريح
وأنا مطمن عليكي مع عامر طول ما أنا شايفك سعيدة هكون سعيد 
ارادت ان تستغل الحوار لصالحها عايزني أكون سعيدة تنفذ شرطي
ايه هو ! 
تأخذ نفسا محاولة السيطرة على سرعة ضربات قلبها انك تبدأ تأخذ جلسات الكيماوي المحددة ليك
عشان تقدر تحضر الفرح مش ده اللي انت عاوزه وعند ملاحظتها لصمته اكملت بدأت تتحرك باتجاه الطاولة لتخرج من الحقيبة البلاستيكية الطعام التي قامت بإعداده بنفسها عند انصرافها تقول أنا عملتلك شوربة خضار هتعجبك دوق وقولي رأيك 
جالس مغمض العينين بإرهاق أمام حجرة أخيه يستمع لحركة الممرضات والأطباء من حولها السريعة فكل يعمل علي قدم وساق ليطرأ على سمعه خطوات بطيئة تقترب من المكان تدل على خفة صاحبها وتتوقف بالقرب منه ليفتح أعينه المرهقة ويتفاجأ بوجودها واقفة بجواره بخجل فيعتدل بجلسته باهتمام يقول پخوفتقى !!!! ايه اللي جابك هنا في حاجة حصلت
تبتلع بإحراج وتهرب من أعينه لتقول له انها أتت لرؤيته أم للاطمئنان على أخيه ! لينقذها من حيرتها وقوفه باهتمام يقول 
أكيد جاية تطمني على يوسف مش كذة! 
تهز رأسها بنعم فيبتسم لصمتها ويقول طيب هو يامن الغلبان مالوش نصيب تطمني عليه شكلى كده ماليش حظ
لتسرع مدافعة عن خالها أبدا والله أنا كنت جاية اطمن عليك كمان 
فتلاحظ تبدل ملامح وجهه من الحزن المصطنع للمكرأنا على كدة محظوظ جدا أنك فكرتي فيا عموما كويس انك جيتي أنا كنت هتصل بيكي لان يوسف طلب إن يشوفك 
تتوتر من كلماتها لتقول بتجهميشوفني يشوفني أنا !!!فيها رأسه بتأكيد وعلى وجهه ابتسامه لا تفارقه 
تضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقا كبيرا في حياة الآخرين ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه الټضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها فعليك ان تختار! 
بعد الانتهاء من إطعامه وهو مسحور بشعرها الطويل ينظر اليه بسعادة غريبة كأنه يوم زيارة الملاهي ليلوم حاله هل هذا الشعر الذي اقدم عليه من قبل منذ سنوات وقام باغتياله بكل قسۏة كإنتقام اعمى منه 
فتلاحظ مراقبته لحركاتها بسكون غريب عليه وتعلو ابتسامة قصيرة وجهه فتتجه الي حقيبتها الشخصية تسحب سحابها وتخرج شيئ ما ليضيق عينيه بفضول لعله يعرف مايقبع بيدها فتتحرك ببطء اتجاهه قائلة بثقة الشرط الثاني مستعد تسمعه 
شرط ايه !
شكلك نسيت ان أنا طلبت منك تكمل جلسات عشان تقدر تحضر الفرح ده الأول أما الشرط الثاني انك تخليني احلقلك شعرك بنفسي لترفع يدها أمام وجهه الشاحب المصډوم ليظهر ماكينة لحلاقة الشعر تعمل بالبطارية 
فيمرر عينه بينها وبين مايقبع بيدها ويهز رأسه بالرفضمستحيل 
فتتساءل ببرودليه! انت مش قبل كدة قصيت شعري بايدك وأنا كنت رافضة ده ايه الجديد
يبتلع ريقه بصعوبة يقول پتألم من هذه الذكري التي تشينهليه حاسس دايما انك ماسمحتيش من قلبك حاسس انك بتقصدي تألميني 
تضحك بسخرية بخلاف مابداخلها تقصد عشان مصممة على حضورك فرحي وأنك تشوفني وأنا ملك حد غيرك ولا عشان فكرتك بجريمتك
عايزة ايه ياغزل ! كفاية تعذيب فيا اكتر من كده
عايزه احلقلك شعرك صدقني شكلك يكون الطف تتنهد وهي تنظر للبعيد بابتسامة عارف يايوسف أنا قد ايه بحب شعري بحبه لدرجة أني ممكن يجرالي حاجة لو فقدته تاني 
ليقول بصرامة لو دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليكي تنسي اللي عملته فيكي احلقيلي شعري ياغزل يمكن
تسامحيني بجد
ولكن على مايبدو انها ارادت إجابته لتستمر في حديثها وهي تلاعب خصلاتها بمكر مقصود لتتوقف فجأة تنظر له بجدية غريبة وتكملمش عايز تمسك شعري للمرة الأخيرة ! 
ليسقط فيستنشق عبيره باستمتاع ولكن شئ داخله يؤرقه من حديثها المبهم ليقول تقصدي ايه بالمرة الأخيرة 
فيجدها تبتعد عنه وتستقيم في وقفتهاوتنظر له بعيون مټألمة تنحبس بهما الدموع فيغفل من حركتك يدها التي امتدت تحمل ماكينة الحلاقة القابعة بجواره علي المنضدة ليعقد حاجبه ويحاول التحرك من فراشه متساءلا عما تنوي لتشق ايتسامه حزينة وجهها مع
تحرر دموعها من عينيها ليراها تنصرف بصمت متجهه الي باب دورة المياة الخاص بالحجرة وتدخله لتودعه نظرة لم يستطع تفسيرها قبل ان تغلق بابه في وجهه ويسمع صوت قفل الأمان من الداخل لحظة اثنان
لم يستوعب مقصدها ليعتصر قلبه مصدرا ألما شديدا بصدره لما استنتجه لينتفض من فراشه محاولا التحرك بصعوبة لقد تيبس جسده من كثرة
تم نسخ الرابط