دروب العشق ندا محمود
المحتويات
تضمر خلفها جدار قلبه الذي ينهار من شوقه لها ليجيبه علاء بتأييد
_ بظبط .. بعدين أنا قولتلك من الأول البنت دي مادية وبتجري ورا فلوسك ولما لقت واحد هيحققلها كل اللي نفسها فيه من غير ماتطلب منه حتى قالت وماله ابيع حسن ولما اداها على دماغها دلوقتي رجعتلك
حدجه باستنكار وغمغم
بمرارة
_ ده على أساس إن أنا مكنتش هحققلها كل اللي نفسها فيه ياعلاء !! أنا كنت مستعد افديها بروحي لو طلبت .. كنت هخليها ملكة وهعيشها عيشة عمرها في حياتها ماكانت تتخيلها
_ الأشكال اللي زي دي مبيهماش حاجة غير الفلوس هي مكنتش بتحبك كانت بتحب فلوسك يابن عمي ودلوقتي رجعت عشان فلوسك برضوا .. طلعها من دماغك
انحنى بجزعة للأمام ډافنا وجهه بين ثنايا كفيه وصورتها وهي تترجاه بالأمس لا زالت أمام عيناه دموعها الذي كان يكره كل شيء يجعل عيناها تذرف الدموع .. كم تمنى أن
خرج صوته مبحوحا وشجينا
وهو لا يزال على وضعه
_ مش عارف ياعلاء حاولت مليون مرة وفي
كل مرة بفشل .. امبارح كان فاضل لحظة بس وارمي كل حاجة حصلت ورا ضهري واسيبها تتمكن مني تاني ولحقت نفسي بإني سبتها ومشيت وإلا كنت هضعف قدامها
هو لديه كل الحق ! .. يجب أن يعطيها المشاعر الذي تستحقها ولا يظهر لها سوى الكره حتى يتمكن قلبه أيضا من أن يكرها ويتحرر من قيودها ! .
داخل أحد المقاهي الراقية والهادئة المطلة على الماء كان هو وهدى على أحد الطاولات المتوسطة تتسع لخمس أشخاص وكانت هدى نظراتها معلقة على باب المقهى متنظرة قدوم العروس ! أما هو فبدى غير مهتم تماما لأي شيء حيث كان مثبت نظره على الماء يتأمل المنظر من حوله بذهن شارد حتى شعر بأمه التي تنكزه في أعلى قدمه بيدها لتلفت انتباهه هامسة
تلقائيا منه نظر ناحية الباب فوقع نظره على السيدة التي تناظر أمه في السن وكان يعرفها جيدا ثم تحول نظره للتي تسير معها وترتدي ملابس لا بأس بها .. عبارة عن بنطلون من الجينز ويعلوه شميز طويل يصل إلى أسفل الركبة وفوق كل هذا حجابها البسيط والجميل .. وكانت الفتنة عندما سقطت نظراته على وجهها حينها أدرك أن أخطأ بالجلوس في هذا المكان وعندما وصلوا لهم وقف هو ووالدته كنوع من الذوق والاحترام ونظر إلى والدتها مبتسما باحترام وهي تلقى عليه التحية دون أن تمد يدها للتصافح لعلمها أنه لا يصافح النساء كان يتحاشي النظر لهذه الفتنة الكامنة أمامه
ثم نقلت نظرها لابنها الذي كان لا ينظر لها بتاتا وهتفت مبتسمة وهي تشير على العروس
_ أنسة ملاذ
ثم جلسوا جميعهم مجددا على المقاعد وبدأت هدى الحديث وهي تنظر لملاذ هاتفة بعذوبة
_ عاملة إيه ياملاذ آخر مرة شوفتك فيها كنت في الثانوية والله
اجابت ملاذ وهي تبادلها الابتسامة
_ السنين بتعدى بسرعة ياطنط رفيف عاملة إيه
اماءت لها بهدوء ثم نكزت ابنها خلسة في قدمه حتى يقول شيء وينظر للفتاة لا يبقى كالمجبور على الزواج فباغت هو أمه بنظرة حادة ثم استغفر ربه ورفع راسه وتحدث إليها ونظراته زائغة ليست ثابتة عليها بادئا بتعريف نفسه
_ أنا زين 30 سنة خريج كلية تجارة ومدير عام لشركة العمايري
كانت تنظر له باستغراب وهي يتحاشى النظر إليها ويبدو عليه الخنق فشكت ولم تعجبه ولكن قطع تفكيرها تحدث أمها بدلا عنها معرفة ابنتها
_ ملاذ 25 سنة وخريجة كلية تجارة برضوا
صمت لبرهة ثم هتف بخشونة ونبرة شبه خافضة
_ كنتي مرتبطة قبل كدا .. اقصد خطوبة يعني !
قالت بثبات وهي تجيب بوضوح
_ أيوة وفسخنا من حوالي شهر والسبب إننا مكناش متفاهمين مع بعض
أماء بتفهم ثم عاد ليشيح بوجهه مجددا عنها ثم انتقل الحديث طبيعيا عن أمور الحياة بين السيدتان وكانت تشاركهم هي وأحيانا هو وانتقل أيضا إلي اسئلة طبيعية بين العروسين من آن إلى آن واستمرت الجلسة لعشر دقائق تقريبا حتى أشارت ملاذ لأمها بعيناها أن ينهضوا وانتهت
المقابلة التقليدية كأي رؤية شريعية وغادرت هي وأمها وبقوا هما مكانهم فنظرت هدى لأبنها وهتفت مبتسمة باتساع
_ إيه رأيك البنت قمر وأدب واحترام صح
هتف بخنق مستنكرا
_ أهاا فعلا أنا لو كنت أعرف كدا مكنتش وافقت إني آجي أشوفها أصلا
فهمت مقصده جيدا فقهقت بقوة وهتفت ضاحكة
_ ربنا يقدم اللي فيه الخير يابني صلي استخارة وخد قرارك النهائي وهنستني ردها هي كمان
أشار بيده للنادل أن يأتي لكي يدفع له حساب المشروبات التي طلبوها منذ قليلا وعندما أخبره بالثمن أخرج النقود وتوجه للكاشير ثم دفع وأشار لأمه بأن تلحق به واستقروا بسيارته وانطلقوا عائدين للمنزل .
على الجانب الآخر كان سيف يجلس مع كرم داخل مكتبه في الشركة ويتحدثون بطبيعية وحديثهم لا يخلوا من المرح والمزاح ووسط المزاح قال كرم باستغراب
_ مقولتش إيه سبب زيارتك .. أول مرة تاجيلي الشركة !
صمت لثوان وهو يتنهد بعمق ووجه مرير ويبدو عليه القلق مما جعل ابتسامة كرم تختفي فورا ويحل محلها القلق المماثل له وازداد الأمر سوءا عند قوله
_ أصل أنا طالع مأمورية بليل فقولت آجي اسلم عليك
قطب حاجبيه بتعجب وهتف بعدم فهم
_ طاب وإيه الجديد يعني ما أنت علطول بتطلع مأموريات !
مسح على وجهه وغمغم بمرارة وخوف كان واضحا في نبرة صوته
_ المأمورية دي خطېرة ياكرم وأنا مش ضامن ممكن ارجع منها ولا لا .. عشان كدا جيتلك لو حصلي حاجة
وأكيد أنا مش محتاج أوصيك على أمي وأختي هما ملهمش غيري وأنا معنديش حد أثق فيه ولا اسلمهم ليه وأنا مغمض غيرك
أثارت كلماته في نفسه وهيجت مشاعر
الخۏف أيضا بداخله من أن يخسر صديق عمره ودربه ولكنه لم يعيره اهتمام
وهتف مشاكسا
_ توصيني إيه !! إنت عبيط ياد من امتى وإنت بتروح مأمورية وشايل كفنك على إيدك ده هما بيختارولك المأموريات دي مخصوص عشان عارفين كفاءتك بطل هبل بقى
غمغم بيأس ونظرة منطفئة
_ المرة دي أنا حاسس إنها غير ياصاحبي ! .. وأنا لو مكنتش بعتبرك اخويا عمري ما كنت هقولك خلي بالك من أمي وأختي لو حصلي حاجة
أطال النظر في عيناه فتمكن منه شعور الړعب والقلق ولكنه للمرة الثانية لم يدعه يسيطر على مظهره الخارجي حيث رفع سماعة الهاتف وتحدث للسكريترة طالبا منها قهوة لكيلهما ثم هتف محدثا إياه بضيق واضح
_ إنت عيل نكدي أصلا تشرب قهوتك ويإما تتكلم في موضوع عدل ياتتكل على الله
ضحك بقوة عندما فهم السبب وراء ضيقه هذا ففضل أن لا يزعجه أكثر فربما تكون هذه مقابلتهم الأخيرة حقا ! .
في مساء اليوم ......
بعد رحيل سيف ووداع شديد من أخته وأمه ممتزج بدموع الخۏف والقلق كانت تجلس شفق في غرفتها مع صديقتها التي أتت لها بعد رحيل أخيها بنصف ساعة .
هتفت مروة بحماسة تضمر خلفها المكائد واللؤم
_ خلاص بقى ياشفق إن شاء الله هيرجعلكم سالم وبخير
_ أمييين
_ أنا النهردا اشتريت هدوم بيتي فظيعة وحابة اخليكي تجربيها قبلي وأشوفها عليكي
_أجرب إيه بس يامروة أنا مليش مزاج للكلام ده !
قالتها بفتور حقيقي وخنق فتكمل صديقتها برجاء
_ عشان خاطري ياشفق والله هيبقوا فظاع عليكي
استسلمت لأمرها وأخرجت الملابس من الاكياس فدهشت بها حيث كانت بالنسبة لفتاة تعيش مع أشقائها وأبيها فصاحت به پغضب
_ نهارك اسود إنتي بتلبسي كدا قدام أخواتك وأبوكي !
_ أكيد لا طبعا بعدين إنتي ناسية إن اخواتي متجوزين وبابا مسافر في السعودية يعني مفيش غيري أنا وماما في البيت فبلبس براحتي.. يلا بقى ياشفق البسيهم
تنهدت بنفاذ صبر ثم طلبت منها ان توليها رفعت هاتفها وهي تقول مبتسمة
_ إيه يابت الحلاوة دي لا أنا لازم اخدلك صورة
جذبت الهاتف من يدها وهتفت بصرامة
_ يابنتي هوريها لماما هي ماما غريبة عنك ياشفق هعمل بيها ايه الصور يعني بطلي هبل .. هوريهم لماما أول ما أروح وهمسحهم علطول أكيد
رفعت أصبعها السبابة في وجهها وهي تقول محذرة إياها بحدة بعد ان استطاعت أن ټخدعها بسهولة بكذبتها
_ تمسحيهم علطول يامروة وإلا والله هزعل منك بجد
وبعد انتهائهم ذهبت شفق لتجلب لها
الماء كما طلبت فاسرعت
_ الفصل الثالث _
داخل أحد النوادي التي تجمع بين الطبقة المتوسطة والغنية . كانت الأضواء مزعجة بعض الشيء وعلى كل طاولة مجموعة أصدقاء أو عائلة جاءوا لقضاء وقت جماعي وممتع باستثناء طاولة ! .
حيث تجلس فتاة عليها وتقوم بمذاكرة أحد دروسها الجامعية استعدادا لامتحان غدا غير مكترثة لأصوات الثرثرة والأزعاج من حولها وعندما شعرت بالصداع يتمكن منها فقررت أن تنهض وتطلب كوب قهوة لها حتى تكمل آخر درس وترحل قبل تأخر الوقت وبينما هي في طريق عودتها لطاولتها وهي بيدها كوب القهوة وباليد الأخرى هاتفها تتفحصه بتركيز شديد اصطدمت بأحدهم وشهقت بفزع عندما وجدت جزء من القهوة سكب على قميصه الأبيض رفعت نظرها له وقالت باعتذار ونظرة قلقة ومرتبكة من ردة فعله التي ربما تحتمل الڠضب
_ أنا آسفة أوي أوي
نظر هو لقميصه الأبيض الذي تلطخ جزء منه بالقهوة وكتم غيظه ثم عاد ينظر لها وقال بنبرة محترمة وبابتسامة راقية
_ ولا يهمك يا آنسة حصل خير
دققت رفيف النظر به جيدا ثم هتفت فورا بعفوية
_ إنت إسلام ابن طنط منى واخو ملاذ
قطب حاجبيه باستغراب لمعرفتها اسمه وعائلته الصغيرة وخرج صوته مستفهما
_ أيوة أنا ! .. إنتي تعرفيني من فين
_ أنا أخت زين .. رفيف
بدا طبيعيا جدا ولم يبدى أي اندهاش فقط مد يده ليصافحها هاتفا بابتسامة عذبة
_ آهااا أهلا وسهلا تشرفت بمعرفتك .. اعذريني لو مش فاكرك
بادلته الابتسامة ولكنها كانت ابتسامة رقيقة وقالت باعتذار جديد
_ لا عادي .. آسفة مرة تاني مخدتش بالي والله هتعمل إيه في القميص
ه بعدم حيلة وشيء من الخنق ثم عاد يرسم الابتسامة على وجهه وهو يقول
_ في واحد صاحبي جايني دلوقتي هقوله يجبلي قميص معاه
أماءت له بالإيجاب ثم اعتذرت بذوق وانسحبت وهو كذلك قاد خطواته على عكازه إلى طاولته التي كانت على الجانب المقابل لها وأخرج هاتفه يتصل بصديقه ويخبره بأمر القميص .. وبقى لدقائق في انتظاره يحتسي كوب الكاكاو الخاص به وينقل
متابعة القراءة