دروب العشق ندا محمود

موقع أيام نيوز


برجاء وندم مزيف 
_ لا لا متقفليش طيب خليني اشوفك ونتكلم وصدقيني لما تفهمي كل حاجة هتعرفي إنك ظلماني
هتفت بقسۏة من خلف جدار قلبها الذي يتحرق شوقا لرؤيته وسماع صوته ولكنها قررت أن تخبره بأمر العريس حتى ټحرق قلبه كما حړق قلبها 
_ مفيش كلام بينا وأنا في عريس متقدملي وهوافق عليه .. أظن من كدا فهمت إن كل حاجة بح وصدقني لو اتصلت تاني هقول لإسلام واخليه هو يتصرف معاك

ثم أنهت الاتصال دون أن تدع لنفسها فرصة لسماع أي توسلات مزيفة منه أخرى وألقت بالهاتف 
_ ملاذ ياحبيبتي إنتي صاحية
استقامت واقفة وجاهدت في إخراج صوتها طبيعيا وهي تسرع في تجفيف دموعها بواسطة حجابها الملقي على الفراش 
_ صاحية يا إسلام تعالي
فتح الباب ببطء ثم دخل وهو يتعكز على عكازه الذي لم يفارقه منذ ما يقارب لعشر سنوات بعد حاډث تعرض له أدى إلى عجز في قدمه اليسرى وبعد محاولات انتهت باليأس من أن يجدوا علاج لحالته قبلوا جميعهم بالأمر الواقع وهو يتصنع القبول من الخارج ولكن من داخله يشعر بالنقص والعجز دائما ويرفض إلحاح والدته في أن يتزوج قائلا لها بأسى وشجن اتجوز إيه بس ياماما وبعدين مين دي اللي هتقبل بواحد عاجز زي .
هامسا بقلق 
_ مالك ياملاذ !
_ مليش يا إسلام نفسيتي تعبانة بس 
_ اللي زعلانة عليه ده ميستهلش تنزلي دمعة واحدة عشانه سمعاني وأنا لولا إنه أصلا كان مجرد خطيبك كنت خليتك تتفرجي على اللي هعمله فيه
_ عارفة يا إسلام إنه ميستهلش بس كنت بحبه بجد وآخر واحد كنت اتوقع منه الخېانة والغدر هو لكن جات الخېانة منه للأسف .. صدقني ڠصب عني مش بسهولة دي هقدر انسى الموضوع
كانت تهمس بهذه الكلمات في أسى وصوت مبحوح فباغتها هو يقوله الناعم 
_ طيب فكرتي في العريس اللي قالتلك عليه ماما .. أنا تقريبا شوفته قبل كدا مرة واحدة والصراحة كان باين عليه إنه محترم ومتدين وكويس أوي
صمتت لبرهة وهي تفكر بحديثها مع خطيبها السابق منذ قليل فتشتعل نيرانها مجددا وتهتف حاسمة أمرها 
_ ما أنا كنت هطلع أقول لماما إني موافقة اشوفه
ابعدها عنه وقال باسما بسعادة 
_ اطمني أنا بضمنلك إن المرة دي ربنا مش هيخذلك وهيكون هو هدية ربنا ليكي
تصنعت الاهتمام بكلامه وقالت بخفوت غبر مبالي 
_ إن شاء الله يكون كدا أنا لسا هشوفه وبعدين هاخد القرار النهائي وكمان هو يمكن أساسا ميوفقش لما يشوفني مثلا معجبهوش أو كدا .. يعني موضوع الجواز ده بيبقى معقد شوية لما يكون الأتنين ميعرفوش بعض
أجابها بتأيد لكلامها وهو يهب واقفا ويجذب عكازه 
_ ربنا يقدم اللي فيه الخير ياحبيبتي أنا هروح أنام بقى ونامي إنتي كمان ومتفكريش في حاجة هااا
أماءت له بابتسامة محبة لحنان أخيها عليها فعشقها لأخيها وأبيها لن يتمكن رجل آخر من أن يحظى بنفس قدر عشقها لهم !! .
مع إشراقة شمس يوم جديد .. يوم سيشتمل على بدايات ونهايات ! .
كان جالسا أمام التلفاز يحتسي كأس الشاي الصباحي الخاص به بعد إن حضرته له والدته .. والتي تجلس بجواره تشاهد معه التلفاز .
هدى التي يصفها أولادها بالمرأة صاحبة القلب الأبيض كبياض الثلج تنعم بمعاملة طيبة
وحنونة من جميع أولادها وبالأخص من زين وكرم
أما حسن فلا يكتفي من المعاملة الطيبة كأشقائه بل يعامل أمه كحبيبة له يغازلها ويداعبها كلما يراها وكأي أم
مصرية عندما يزداد مزاحه وتغضب منه
يبدأ الشيء الذي في قدمها بالعمل فيفر هو منها ضاحكا قبل أن ! .
_ واد يا حسن
رمقها متعجبا وهتف باسما 
_ إيه ياست الكل عايزة إيه اشجيني بطلباتك
_ إنت عارف كرم فين 
هتف بعد أن عاد يرتشف من كأس الشاي 
_ أيوة مش زين قال إنه في شقته
هتفت بانفعال بسيط وخوف جلي 
_ وإنت صدقت الكلام ده .. أنا خاېفة ليكون لقي الواد اللي مراته وبيخطط لحاجة خاېفة ليضيع نفسه ياحسن .. مش عارفة ليه قلبي بيقولي إنه مش مخڼوق ولا حاجة وراح يريح دماغه شوية زي ما قال لزين
_ طيب وأنا أعمله إيه يا أمي ما إنتي عارفة ابنك كلنا حاولنا معاه في موضوع مراته ده ومفيش فايدة فيه وبتشوفي لما حد بيحاول يكلمه في الموضوع ده بيعمل إيه .
تشاير الشړ والغيظ من عيناها وهي تهتف پغضب عارم 
_ وأنا قولت إنه معندوش حق عنده حق طبعا والبنت اللي يرحمها لغاية دلوقتي لما بفتكرها قلبي بس أنا مش مستعدة اخسر ابني كمان ومتنساش إن سيف ظابط وأكيد هيساعده ..
هتف بنفاذ صبر وخنق شديد 
_ وهو المفروض بقى مياخدش حقها يعني !!
تلفتت حولها مجددا ثم عادت بنظرها من جديد له في صرامة مغمغمة بصوت خفيض 
_ وأنا كمان والله عايزة حقها يرجعلها بس من غير خساير .. ابوس إيدك ياحسن أعمل حاجة أنا متكلمتش مع زين عشان هو دماغه قفل زي أخوه ومش بعيد هو كمان يعمل في الواد حاجة لو وقع تحت إيده
ضحك بخفة وقال مستنكرا 
_ ده على أساس إن أنا اللي عاقل يعني ومش هعمل فيه حاجة !
قالت بثقة تامة ويقين 
_ أيوة أنا عارفاك مش متهور زي أخواتك .. عشان خاطري يابني اعمل حاجة بدل ما يضيع نفسه المچنون ده
صمت لبرهة من الوقت ثم تمتم باستسلام 
_ طيب ياماما حاضر هحاول اوصله أنا قبل كرم وهسلمه للبوليس بس موعدكيش إنه يروح للبوليس سليم لأن حتى أنا مش هرحمه لو وقع تحت إيدي ده .. وربنا يستر بقى وابنك ميعرفش عشان لو عرف مش بعيد 
_ ربنا يرضى عنك ياحبيبي ويريح قلبك زي ما ريحتني .. أنا دايما بقول حسن ابني اللي مبيرفضليش طلب !
رفع حاجبه اليسار قائلا وهو يقهقه بقوة بسخرية 
_ لا والله .. ده على أساس إن في حد فينا أصلا بيقدر يرفضلك طلب ما كلنا مبنرفضلكيش طلب .. بتثبتيني إنتي بالكلمتين دول يا لئيمة ماشي يا دودو هقبل الرشوة بس في رشوة أكبر عايز الكفتة اللي بحبها النهردا على الغدا
_ بس كدا من عنيا !
_ ربنا يخليكي لينا ياست الكل
وأثناء مروره من أمام المرآة لفت نظره الندبة التي في يمين ظهره من الأعلى فتجول بذهنه ذكريات ذلك اليوم المشؤوم الذي نتيجة لتهوره وانعدام مسئوليته فقد والده وكان هو على حافة المۏت يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة وعندما عاد للحياة كان مشلۏلا ! .. ظل لسنة كاملة يتجول بكرسى متحرك ويخضع لمختلف أنواع العلاج .. وأخيرا بعد عناء مع المړض أعاده الله لحياته الطبيعية .
ولا يصف ما حدث معه في الماضي سوى عقاپ من الله عن ذنوبه الذي حتى الآن يبذل كل وسعه في أن يكفر عنها بكل السبل صدقات وصلاة واستغفار ودعاء وزيارة بيت الله الحړام . فقد كان في غفلة وأفاقه الله من غفلته قبل فوات الآوان .
استفاق على طرق الباب وهو يسمح الطارق بالدخول التي كانت شقيقته البالغة من العمر 20 عام .
رفيف صغيرة هذا المنزل وتمتلك مكانة متميزة ومختلفة في قلب كل واحد من اشقائها .. فمثلا كرم يصفها بأميرته الصغيرة وزين ابنته وحسن يراها صديقة له ربما لتقارب سنهم العمري .
_ صباح الخير
قالتها بابتسامة عذبة فيجيبها هو بنفس ابتسامتها ثم تكمل هي في نبرة عادية 
_ لو خلصت تعالي يلا عشان ماما حضرت الفطار
_ لا أنا مش هفطر دلوقتي
_ إيه اللي مدايقك بس
على أنا فكرة مبحبش اشوف آبيه زعلان !
_ أيوة آبيه ! .. هي كلمة غريبة الصراحة فعلا بس ده ميمنعش إنك زي بابا اللي يرحمه بنسبالي يازين وحتى لما كان بابا عايش أنا كنت بحس أني عندي أتنين مش واحد ويعتبر إنت اللي ربتني يعني .. ومش إنت كمان بتقولي دايما إني بنتك
حدجها بنظرة أخوية دافئة وأبوية حانية 
_ طبعا بنتي .. وإنتي عارفة مكانتك عندي إزاي يارفيف
سرعان ما تذكرت بعد لحظات ونكزته في كتفه بلطف هامسة بمكر 
_ أيوة ياعم هتوقع واقف .. ماما لقيتلك عروسة قمر بس إيه عسل بجد يازين ومحترمة مؤدبة أنا عارفاها أكمن مامتها صاحبة ماما فشوفتها كام مرة يعني على ضمانتي ده حتى اسمها جميل
تهجمت
ملامحه وقال بجدية تامة وشيء من الڠضب 
_ عروسة إيه ! .. هي أمك عملت اللي في دماغها برضوا !!!
تعجبت من انفعاله ولكنها حاولت أن تظل على
طبيعتها المرح وتهدأ من حدة الجو 
_ الله
في إيه يازين .. عايزين نفرح ونبل الشربات ياراجل وإنت مش كنت بتتحجج إنك مش عايز تتجوز غير لما تلاقي وحدة كويسة وأهي ماما لقيتها
ثم صمتت قليلا عندما خمنت سبب انفعاله ورفضه الزواج فلم تتمكن هي أيضا من إخفاء سخطها واعتراضها على طريقة تفكيره الخاطئة حيث هبت واقفة وقالت باستياء دون أن ترفع نبرة صوتها عليه 
_ ولا إنت لسا بتفكر في اللي حصل زمان وهو ده اللي مخليك ترفض الجواز .. كفاية يازين إنت الحمدلله دلوقتي زي الفل ليه لسا بتفكر في اللي حصل انسى وعيش حياتك إنت معملتش حاجة بإرادتك إنت كنت الضحېة في كل حاجة حصلت بلاش تفكر بالطريقة دي ارجوك
ثم لململت شتات ڠضبها ورحلت تاركة إياه يفكر فيما تقوله في فيما كانت تقصد بكلامها ولكن بتأكيد لم يكن ضحېة في الشيء المجهول بالنسبة للجميع والذي لا يعرفه سواه هو وأخيه .
ترجلت يسر من سيارتها أمام مقر شركة عائلة العمايري للإستيراد والتصدير كانت في طريقها للباب ولكن توقفت عندما رأت حسن يخرج من الباب ويشبه شعلة النيران ويسير بهدوء مخيف نحو أحدهم وعندما نقلت نظرها لجهة توجهه فوجدتها فتاة يبدو أنها من عمرها وعندما دققت النظر بها تعرفت عليها بسهولة فهذه هي حبيبته السابقة التي تركته وتزوجت بغيره ! .. ما الذي أتى بها إلى هنا هل يعقل أن يكونوا عادوا لعلاقتهم من جديد بعد كل ما فعلته حتى ينفصلوا ! لا يمكنه العودة لها وإن حدث فستأخذ روح ! ........
_الفصل الثاني _
اسرعت واختبأت في مكان قريب منهم ولكن بعيد عن أنظارهم حتى تستطيع سماعهم جيدا .
وقف أمامها بشموخ واضعا كلتا يديه في جيبي بنطاله وهتف بتعالي يليق به 
_ حقيقي مش مصدق نفسي رحمة هانم بنفسها جاية تقابلني.. طيب كنتي اتصلي بيا حتى قبل ما تاجي عشان استقبلك استقبال يليق بيكي يامدام رحمة
تعمد الضغط على آخر جملة بين أسنانه فخرجت مخيفة بعض الشيء فأطرقت هي أرضا بخزي وهمست بدموع تملأ عيناها 
_ أنا اطلقت ياحسن
ابتسم ساخرا وهتف بغطرسة واضحة غير مكترثا لأي شيء مما قالتها وفقط يتصنع الاهتمام 
_ ياخبر حصل إيه لده
 

تم نسخ الرابط