رواية هوس بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


الكريه الذي اجابها بما إنك بقيتي عاملة نفسك غبية 
و مش فاهمة انا قصدي إيه فأنا حسايرك و أبسطلك أكثر ...انا قصدي حنسافر انا و إنت لأي حتة تختاريها... نقضي وقت حلو مع بعض مش عارف أسبوع عشرة ايام...لغاية ما أزهق منك حنرجع و ححررك مني نهائي.... ها إيه رأيك شهقة مسموعة أفلتت منها و هي تقبض بيدها المرتعشة على الهاتف بينما إمتدت يدها الأخرى تجذب خصلات شعرها پجنون قبل أن تصرخ 

پبكاء لا.... حرام عليك..متعملش فيا كده.. إنت عارفني... إني مش كده .
صالح بسخرية اه فعلا بأمارة الكباريه اللي كنتي عايشة فيه...على العموم داه اللي عندي و حديكي 
لغاية بكرة الساعة تسعة الصبح عشان تفكري... تسعة و خمس دقائق حعتبر إنك رفضتي العرض و إنت عارفة وقتها إيه اللي حيحصل....يارا باڼهيار نفسي قبل ما خليك تذلني بحاجة 
زي دي....صالح ببرود إبقي فكري في عيلتك حيجرالهم 
إيه بعد الڤضيحة...و إلا إنت فاكرة إنك لما نفسك حتفلتي من إيدي تؤتؤتؤ...أظن بقيتي تعرفيني كويس....يارا إنت شيطان... شيطان مستحيل تكون بنيادم... بكرهك بكرهك.... .صالح و قد تعالت قهقاته المستمتعة متنسيش 
بكرة الساعة تسعة... يا عروسة .رمت يارا الهاتف من يدها ثم إتجهت نحو احد الإدراج لتخرج علبة المهدئ التي بدأت تتناوله منذ يومين..تناولت حبة ثم أعادت العلبة
لمكانها و اخذت 
كوب الماء لتترشفه على دفعات.....بعد بعض الوقت شعرت بهدوء أنفاسها الثائرة لتتمددعلى سريرها متمتمة بشرود مش حخليك تذلني أكثر من كده يا إبن عزالدين.... مش حخليك تذلني......لم تشعر بعدها بما يدور حولها لتغمض عيناها و تسقط في نوم عميق لا يخلو من كوابيسها المعتادة.....في قصر عزالدين..بعد أن تناولوا طعام العشاء إنتقل الجميع للصالون 
بأمر من الجد...همس آدم في أذن والدته قائلا بانزعاج هو في إيه إجتماعاتهم كثرت النهاردة..إلهام ششش دلوقتي حنعرف... اكيد في مصېبة 
جديدة...اهو جدك جا .وجه الجميع أبصارهم نحو الجد و بمن فيهم سيلين 
التي كانت تجلس بجوار سيف و إنجي.... تحدث صالح بعد صمت طويل انا فكرت كثير قبل ما 
أقرر القرار داه...عشان لقيت فيه مصلحة للكل خصوصا إن أغلبنا معترضين على وجود البنت دي 
و أمها... أشار بعيناه نحو سيلين التي أخفضت عيناها بتوتر و خوف.....
الحل الوحيد و هو إن سيف يتجوزها....أكمل الحج حديثه متجاهلا الشهقات المستنكرة
التي صدرت منهم يا إما تتجوزها... يا إما ترجعها مطرح ماجات...تصبحوا على خير....هكذا هو هذا الرجل يقرر قراره لوحده دون إستشارة 
اي أحد ثم يخبرهم به و يختفي دون أن يسمح لاي
منهم مناقشته او إعتراضه...هب سيف من مكانه صارخا پغضب و تمرد على 
جده الذي أغلق باب غرفته في وجهه ضړب الباب عدة مرات و هو يصيح پجنون مش من حقك 
تتحكم في حياتنا زي ما إنت عاوز إحنا مش عبيد 
عندك... إفتح الباب و رد عليا....اسرع نحوه صالح و فريد

و هشام ليجروه بصعوبة 
من أمام غرفة جدهم التي تقع في الدور الأرضي ليتحدث
فريد محاولا تهدئته يا سيف كفاية ما إنت عارف جدك لما بياخذ قرار يبقى خلاص..سيف و هو يدفعه ليتركه يقرر حياتكم إنتوا 
مش انا.... مش انا ....تحرك للخارج و هو ېصرخ پجنون ليلحقه هشام 
بينما إكتفى البقية بمراقبته من بعيدسيف... يا سيف إستنى...ميصحش إلى إنت
بتعمله داه جدك حيزعل منك و إنت عارف زعله كويس ناداه هشام بصوت لاهث بسبب جريه وراءه محاولا إيقافه عن مغادرة القصر بعد نقاشه الحاد
مع جده.. توقف سيف عن السير عندماوصل إلى سيارته الكاديلاك السوداء بابها بقبضته عدة مرات دون أن يفتحه...امسكه هشام من ذراعه ليمنعه من أذية نفسه فهو يعلم جيدا كيف يتحول سيف
عند غضبه إلى شخص آخر متوحش 
لا يعي اي شيئ من حوله....دفعه سيف 
ليحرر ذراعه قبل أن يهتف بصړاخإنت 
مش سامع جدك بيقول إيه.. بقى انا 
سيف عز الدين أتجبر اتجوز واحدة 
مخترتهاش عشان إيه لو على 
الورث مش عاوزه خليهوله يشبع بيه
أنا عندي قده مية مرة...يكون في علمكم 
كلكم انا مش حسمح لأي حد في الدنيا
إنه يجبرني أعمل حاجة انا مش عايزها 
لسه متخلقش اللي يخلي سيف عز الدين 
يركع....صړخ في آخر كلامه و هو يخفي إبتسامته الخبيثة التي ظهرت لثوان قليلة على شفتيه قبل
أن ينقل بصره نحو شرفة غرفة الجد حيث يقف جده بملامحه الصارم يتابع من بعيد ثورة حفيده الأكبر...
يتبع
الفصل الثاني عشر 
الساعة العاشرة و النصف ليلا في فيلا سيف عزالدين.....أسفل المظلة الخشبية التي كانت تتوسط
حديقة الفيلا الغناء يجلس سيف براحة كبيرةو هو يترشف كأس عصير البرتقال المنعش....تعالت ضحكاته السعيدة بما حققه الليلة من
إنتصار كبير بعد طول صبر...غير مبال بكلاوس
الذي كان يجلس أمامه ينتظر أوامره....
تكلم اخيرا بعد طول صمت عاوزك تصرف مكافأة 
لكل الشغالين في الفيلا و القاردز اللي معانابس مين غير مايعرفوا السبب...
كلاوس بطاعة تمام يا سيف بيه...إعتبره حصل... 
بس حضرتك اللي يشوفك دلوقتي ميصدقشاللي عملته من ساعتين...رفع يده الضخمة قليلا ليفرك عنقه بدون داع وهو يكمل بحرجثلاث عربيات بعثتهم التصليح منهم عربية الآنسة إنجي...حدق سيف في حارسه الذي نادرا ما يسأل لينفجر بعدها ضاحكا يبدو أن رد فعله الغريب أثار دهشته هذه المرة ليردف 
كان لازم أعمل كده عشان يصدقوا إني معترض على الجوازة دي...بس إنت قلتلي عربية إنجي .حرك كلاوس رأسه و هو يبتسم بدوره ليقوس 
سيف شفتيه بعدم رضا مكملا لازم اجبلها عربية جديدة...المسكينة عربيتها كانت في التصليح 
طول الاسبوع اللي فات و جدو رافض يجددهالها مممم و اهي فرصة بالمرة عشان تساعدني أكمل 
اللي بدأته...إنت عارف طرق البنات أحيانا بتجيب نتيجة...خطة مثالية تتمثل في سيارة جديدة تختارها بنفسها مقابل إقناع تلك المسكينة بالموافقة...لقد قرر و إنتهى الأمر لن يترك لها المجال حتى للتفكير لن يكتفي بقرار جده حتى يفوز بها... سيعمل على إقناعها بكل الطرق...توقف عن الحديث عندما تذكرها صغيرته البرتقالية لقد غادر دون أن يطمئن عليها.. زفر بحنق و هو
يقفز من مكانه متجها نحو أسطول السيارات المصطف داخل الفيلا ينتظر تحركه...تبعه كلاوس بعد أن سمعه يقول خلينا نرجع للقصر 
حالا.....طوال الطريق و صورتها لم تبرح خياله... قلبه و عقله 
يتنازعان بشدة كل منهما يلومانه على تركها وحيدة 
دون سؤال...أناني لم يفكر سوى بنفسه و بفرحته لتحقق أمنيته بالحصول عليها رغم طريقته القڈرة 
لكن بالنسبة لشخص كسيف... فكل الطرق مشروعة في الحب و الحړب...ترجل من السيارة راكضا داخل القصر ثم توجه نحو المصعد ليضغط رقم الطابق الثالث...ثوان قليلة 
و فتح باب المصعد من جديد ليسير بخطوات متعجلة نحو جناحه...إستوقفه صوت شجار خاڤت 
آت من جناح إبن عمه آدم الذي يقع في الجهة الأخري من نفس الطابق ليبتسم آدم بخبث ثم يستدير في إتجاهه بخطوات بطيئة حتى لا يصدر 
اي صوت ينببهم....أما في الداخل فكانت إلهام تكاد تجن من شدة 
ڠضبها و هي تصرخ مرارا و تكرارا قلتلك مية مرة وطي صوتك... سيف جا انا شفت عربيته داخلة القصر من شوية زمانه طالع على جناحه حيسمعه..حدجها آدم بنظرات محتقنة قبل أن يرتمي على 
فراشه هاتفا بعدم إكتراث خليه يسمع انا مش خاېف من حد....و بعدين ما إنت شفتي كل حاجة بعينك هو مش عاوز سيلين... و انا بقى أولى بيها من غيري...إلهام پغضب طول عمرك غبي زي ابوك...مش بتشوف غير اللي قدامك و بس...نفسي مرة تشغل 
دماغك اللي مش بتفكر غير في الشرب و النسوان 
دي...عشان كده ... عمرك ما حتبقى زيه و لا عمرك حتغلبه و تبقى مكانه مهما عملت عارف ليه عشان 
هو عامل زي الحرباية اللي بتتلون مش بيخليك تشوف غير اللي هو عاوزك تشوفه و تعرفه...هو لو 
فعلا مكانش عاوزها مكانش جابها هنا و ډخلها العيلة إنت عارف الشنطة اللي كانت ماسكاها في إيدها 
لما جات ثمنها كامأشار لها آدم بعدم اهتمام لتكمل مليون دولار يا جاهل...ثمنها مليون دولار قوس آدم حاجببه پصدمة و هو يحدق في والدته 
قبل أن ينطق
ببرود مليون دولار ليه دي حتة شنطة مش عربية يعني....
إلهام و هي تصر على أسنانها پغضب دي هرميس... أغلى شنطة في العالم انا بقالي سبعة أشهر و انا مستنية دوري عشان أشتري واحدة زيها....أنا متأكدة إنه عارف الحكاية دي عشان 
كده جابهالها بالعند فيا انا ....محدش فاهمه زيه.... المهم بصلي هنا و افهم اللي حقوله ملكش دعوة بالبنت دي عشان سيف مش حيسيبها بالساهل حتى لو مكانش عاوزها... و خصوصا ليك إنت بالذات... بلاش تعمل معاه مشاكل اليومين بالذات لحد منشوف حكاية البنت دي إيه .في الخارج كان سيف يكتم ضحكاته بصعوبة 
تحرك من أمام غرفة إبنة عمه متوجها نحو جناحه و هو يتمتم في داخله بخبث مرات عمي دي 
عمرها ماخيبت ظني ابدا...برافو يالولو دماغك دايما شغالة مش زي الغبي إبنك.....توقف أمام باب جناحه ليتنهد بصوت مسموع مضيفا حفضالك يا آدم ال..... قريب جدا حفضالك إنت و العصابة اللي لاممها وراك و عاملين نفسهم عيلتي....فتح باب الجناح ثم دلف بهدوء مستهديا بالاضواء 
الخاڤتة ذات اللون الأزرق الهادئ المنتشرة في زوايا الجدران....نزع جاكيت بدلته ثم وضعها بشكل منظم على طرف الاريمة قبل أن يكمل طريقه للداخل... توقف عن السير و عيناه معلقتان على ذلك الباب الصغير الذي 
يؤدي إلى غرفتها الملحقة بجناحه....تقدم بهدوء ثم فتح الباب ببطئ شديد متجنبا 
إصدار أي صوت...همهم باستنكار عندما وجد نور الغرفة مضاءا... ففي هذه الحالة لن يستطيع معرفة إن كانت نائمة او مستيقظة فهي من عادتها ترك النور مضاء لأنها لا تستطيع النوم في الظلام.... لكنه ما لبث ان وجدها غارقة بين الأغطية وتغط في نوم عميق....إتسعت إبتسامته دون شعور منه عندما ظهر له
وجهها الفاتن ليتنهد بارتياح...يكفيه وجودها أمامه 
سليمة معافاة لايريد أي شيئ آخر من العالم...غادرت الابتسامة محياه عندما لمح بقايا الدموع العالقة بأهدابها المبتلة إضافة إلى خديها و أرنبة أنفها المحمرة بشدة...جلس على حافة الفراش ثم أخذ يمسح وجنتيها 
الرطبيتين برقة و لطف....تململت سيلين بانزعاج قبل أن تفتح عينيها الزرقاوتين لتجده أمامها...شهقت 
. لټنفجر بعدها في بكاء
شديد و هي تتمتم بعبارات الأسف أما سيف فلم يصدق ما يحصل الأن و كأنه في حلم. 
آخر لم يكن يسمع سوى صدى دقات قلبه المضطربة و أنفاسه المتسارعة و كأنه في سباق مع الوقت 
ليزيد من إعتصار جسدها بقوة نحوه حتى تلاشىأي فراغ بينهما...
تسللت يداه من أسفل قميص البيجاما الذي كانت ترتديه 
إلى ظهرها... كانت أجمل وأروع من كل أحلامه التيعاشها يتخيلها بين ذراعيه ناعمة و هشة كحلوى 
المارسميلو.. برائحتها الطفولية الممزوجة بعطرالفاخر و Chanel no. 5
الذي إختاره لها بنفسه ...مزيج من رائحة الياسمين و الورود النادرة مثلها تماما....
أنزله من غيمته الوردية التي كانت تحمله في عالم آخر مليئ بالسعادة و النشوة على صوت أنينها المټألم و هي تدفعه
 

تم نسخ الرابط