رواية هوس بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
سنة و انا بمشي من حتة لحتة و كيس الدواء في جيبي... اقصد من الصالون للمطبخ...جذبت الهاتف مرة أخرى لتفتح تطبيق الواتباد
لتكمل قراءة روايتها المفضلة... نظرت نحو الفراش
الخالي و هي تلوي شفتيها بانزعاج قائلة عمالة بقرأ في قصص الواتباد لغاية ماتنيلت و بقيت زيهم
البطل القاسې اللي عمال يلعب كورة بالبطلة الضعيفة....بس لا لالا أنا مستحيل أبقى زيهم
في الشيطان شاهين...إما وريتك يا شاهين... قصدي
يافريد يا إبن طنط أم فريد مبقاش انا أروى....صړخت بقوة و هي ترمي الهاتف من يدها عندما سمعت صوت إنجي تناديها أروى... رورو.... إنت رحتي فين...أروى بتذمر و هي ترمي عليها الوسادة قائلة بصوت لاهث رحت جهنم سلمت على اخوكي ورجعت...
قائلة و الله إنت أغرب بنت اشوفها في حياتي بقى بتهزري بعد كل اللي حصلك انا لو منك أفكر أنتحر.....
يارا و هي تمصمص فمها بحركة شعبية ليه
ياختي.... عشان أخوكي يكمل يتجوز الثالثة.... لا
مالي ما أنا زي الفل....هو صحيح عيني اليمين مش
بشوف بيها كويس و كمان ذراعي لما بحركه بحس
ضړبتني كهربا و مش بنام غير على جنبي الشمال بس معلش... يومين كده حبقي كويسة.....إنجي بسخرية و هي تتأمل چروح وجهها التي
بدأت تلتئم و كدماتها التي خفت قليلا آه فعلا
روان أيمن خليفة... دي مرات آدم الكيلاني
اللي كل بنات مصر بتكرش عليه و انا أولهم
و آلاء أختي كمان... داه هو سبب أغلب خلافاتنا في البيت... عاوزه تأخذه مني الجزمة....إنجي طيب مين آدم داه ممثل....أروى يووووه إنت مالك فهمك بطيئ كده ليه
إيه... الواد مز مزاميز ممزمز.... اااه لو شفتيه بس
حتعذريني...أستغفر الله العظيم يارب.....رمت عليها إنجي الوسادة التي رمتها عليها منذ
قليل قائلة بغيظ بطل رواية....إنت هبلة يا أروى....
بقى بتضيعي وقتك في روايات و هبل.... أروى ما أنا فاضية طول النهار مش بعمل حاجة
الواحد بينام يحلم بزين الچارحي يصحى يلاقي الشيطان شاهين.....زفرت إنجي بيأس من هذه المچنونة التي كانت
تتفوه بالالغاز...
إنجي انا إستنيت أبيه فريد لما خرج و جتلك عشان أطمن عليكي... و أشوف لو محتاجة حاجة....أروى بابتسامة ممتنة ميرسي يا نوجة متقلقيش صدقيني انا كويسة...و بكرة......قاطع كلامها دخول ندى المفاجئ و هي تصرخ
قائلة بأنفاس لاهثةإنتوا بتعملوا إيه هنا...دي
الدنيا مقلوبة تحت....
اللي حصل إنطقي....ندى أبيه سيف جا و معاه مزة... شبه الباربي...نظرت إنجي نحو أروى التي بادلتها بدورها نظرات متعجبة لتهتف بحيرة باربي
الفصل الحادي عشر
كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما توقفت سيارة سيف الفاخرة و يتبعها أسطول سيارات الحراسة أمام قصر عزالدين...فتح باب
السيارة ثم إتجه للجهة الأخرى ليفتح الباب لسيلين التي نزلت بارتباك واضح.... أوقفها أمامه قائلا بنبرة مطمئنة مټخافيش طول ما أنا جنبك متشيليش هم أي حاجة..إحنا
حندخل جوا نقعد شوية و لو لقيتي نفسك مش مرتاحة حنمشي على طول... إتفقناهمست بعدم إقتناع لكن لا حل لها سوى الوثوق
به حتى النهاية ماشي أحاط كتفيها بحماية ثم دلف للداخل بعد أن
فتح له أحد الحرس باب الفيلا... وجد جميعالعائلة مجتمعيش... عميه و زوجتهما.... و أبناء عمه
آدم و عشام... و أخيرا والدته..... الجميع بإستثناء صالح و فريد و الفتيات..... البقية كانوا في إنتظاره فقد إتصل بهم منذ ساعة و طلب منهم أن ينتظروه من أجل خبر مهم....أسرعت نحوه والدته لتقبله و هي تحمد الله
على رجوعه سالما من سفره... ثم عادت و جلست في مكانها و هي مازالت تنظر نحو تلك الفتاة الغريبة التي كانت تقف بجانبه... لم تكن هي وحدها
مندهشة من شدة جمالها مجمعنا كلنا عشان تورينا عشيقتك الجديدة صح...
تجاهله سيف بينما نظرت نحوه سيلين بعدم فهم.... ليبادلها بنظرة مطمئنة قبل أن يهتف بصوت واثق أقدم لكم سيلين.... بنت طنط هدى... هدى عزالدين.. .ضغط سيف علي سيلين ليقربها أكثر منه
و هو يعيد كلامه للتأكيد متفرسا بنشوة عارمة ملامحهم المصډومة أيوا فعلا... اللي بتفكروا فيه صح.... طنط هدى طلعت عايشة و دي... بنتها ركز بصره على جده... اكثر شخص يريد معرفة
ردة فعله...كيف إستطاع تزييف مۏت إبنته و حفيدته هما مازالت على قيد الحياة... لاحظ شحوب
وجهه و إرتعاش يده التي كانت تقبض
بشدة على عصاه المصنوعة من خشب الابنوس التي كان يرتكز عليها ردة فعله كانت طبيعية رغم ذلك تعجب سيف كثيرا فمن يراه بهذه الحالة يصدق فعلا أنه متفاجئ بوجود إبنته على قيد الحياة....نقل سيف بصره نحو عميه ليجدهما يحدقان
بعدم تصديق في سيلين ملامحهما متجهمة و غاضبة و هو يعلم لماذا فوجود اخت جديدة يعني وريث جديد ...إبتسم بسخرية و هو يتأمل زوجة عمه إلهام التي كانت تنقل بصرها بين الفتاة و تلك الحقيبة التي كانت تحملها.. أمسك نفسه بصعوبة حتى لا ينفجر ضاحكا فهو توقع ردة فعل الجميع
هكذا بالضبط كما يراهم أمامه الان ....
قاطع صمتهم قدوم إنجي التي أسرعت تركض لتحتضن سيف قائلة حمد الله عالسلامة يا ابيه إبتسم بصدق و هو يقبل جبينها قائلا الله يسلمك
يانوجة.. أخبار مزاكرتك إيهإنجي و هي تنظر لسيلين باعجاب تمام يا أبيه
مين الأمورة دي اللي شبه الباربي... .
سيف بضحك غير مبال بتلك الاسهم الڼارية الموجهة له من عميه
و زوجة عمه إلهام.. دي سيلين بنت طنط هدى اللي كنا فاكرينها ماټت بس الحمد لله طلعت عايشة إنجي بصړاخ بجد يعني طنط هدى عايشة و القمر دي بنتها ...أومأ لها سيف بالايجاب و هو يقول ايوا و ممكن تاخذيها
على اوضتك ترتاح شوية اصلنا جايين من السفر...إنجي و هي تسحبها من يدها طبعا يا أبيه دي
حتنور أوضتي... انا بكره حاخدها معايا الجامعة
عشان اوريها لصحابي....سيف بضيق هي عربية عشان توريها لاصحابك يلا روحي و خلي بالك منها..أخذتها إنجي و صعدت بها الدرج نحو غرفتها هي و أروى التي كانت تتأملها ببلاهة...صړخ كامل پغضب و هو ينظر لسيف پحقد يود لو إنت عرفت إزاي إنها بنت هدى.... جايبلنا بنت من الشارع و عاوز تضحك علينا .جلس سيف بأريحية و أسند ظهره على الكرسي
قائلا بشموخ و ثقة انا قابلت طنط و هي اللي قالتلي إن سيلين بنتها...كل الأوراق و الوثائق
اللي بتأكد الكلام داه موجودة... حبقى أبعثلك النسخ مع كلاوس .أمين بحدة أوراق إيه و كلام فارغ إيه... حتى
لو كانت بنتها و حتى لو هدى موجودة إحنا مالنا... هي غلطت زمان و هربت و إختارت طريقها...إيه اللي رجعها ثاني .
كامل أيوا صح... إنت تاخذ البنت دي و تتصرف معاها إحنا معندناش أخت... هدى ماټت من زمان
من يوم إختارت تهرب القصر
خدها إرميها في أي داهية...أمين بغل أكيد جاية طمعانة في الورث...
امال باعثة بنتها ليه...كان المفروض تيجي
بنفسها و إلا مكسوفة بعد عملتها السودة .إلهام بخبث أنا مستغربة هي إزاي سمحت لبنتها تروح مع واحد غريب... لا و جاي
و كأنها.... مراته أمين ماهي أكيد طالعة لأمها...شهقت سميرة و سناء باستنكار بينما تعالت ضحكات
آدم المستمتعة....إبتسم سيف برود و هو يلتفت نحو جده الذي كان
يستمع لكلامهم بصمت و قال و إنت ياجدو معندكش حاجة تضيفها على كلام ولادك المحترمين....قاطعه كامل الذي زاد إشتعاله برود سيف
و نبرته المستفزة محترمين ڠصب عنك و تقوم دلوقتي حالا تاخذ البنت اللي إنت جايبها
و تغور من هنا....وقفت سميرة مدافعة عن إبنها إنت بتطرد
إبني من بيته يا كامل هي حصلت...و إنت ياعمي ساكت ليه ماتقلك كلمة سايبهم كده بينهشوا في إبني زي الضباع.....نظرت نحوها إلهام بحنق و هي تجيبها و إنت
مش شايفة عمايل إبنك ياسميرة.....دلف صالح في تلك اللحظة ليجد الجميع مجتمعين و الجو مشحون كالعادة كلما إجتمع معهم سيف...صالح السلام عليكم... في إيه يا جماعة صوتكم
جايب آخر الجنينة...كور قبضته ليسلم على سيف و هو يكمل حمد
الله على السلامة يا سيفو... إيه الأخبار .رمقهما آدم پحقد فهو يكره كثيرا رؤية علاقة سيف و صالح الهادئة و كم حاول من مرة إفسادها لكنه لم ينجح...كز على أسنانه بحنق و هو
يدير عيناه لوالدته التي كانت تهمس
لوالده خفيةليبتسم بخبث فهو يعلم جيدا أن والدته الان تحرض
كامل على إبن أخيه أكثر.....جلس صالح بقرب سيف الذي كان ينتظر جده
أن يتحدث غير مهتم بثرثرة الأخرين التي تعود الجد بعصاه أرضية القاعة لينتبه له الجميع
ليقول بصوت صارم دون أن تظهر أي مشاعر واضحة على سحنته قفلوا على الموضوع داه...
لغاية ما نتأكد من كلام سيف...و إنت يا سيف إلحقني على المكتب...وقف من مكانه بصعوبة بسبب إرتعاش و رغم
ذلك ظل محتفطا بهيبته و صرامة ملامحه التي
تجبر الجميع على إحترامه و تقديره...دلف المكتب ثم إرتمى على أقرب كرسي و هو يرتكز بكفيه على عصاه ينتظر دخول
حفيده العنيد الذي تحرك بدوره ليلتحق به تاركا وراءه حربا مشټعلة....دلف و أغلق الباب وراءه ثم جلس على الكرسي
المنفرد و عيناه مصوبتان على العجوز المتجهم
الملامح..الذي بادر بالحديث قائلا عرفت مكانها إزايأجابه سيف على الفور صدفة...بس انا ملاحظ إنك متفاجئ عشان لقيتها مش علشان طلعت حيةو مامتتش زي ما فهمتنا من سنين .
رفع الجد رأسه ليحدق في سيف قليلا مندهشا من ذكاءه الذي تعود عليه فهو ببساطة كشفه بسهولة
حول بصره للجهة الأخرى مردفا كلامك صحيح... انا زيفت خبر مۏت هدى من سنين... و خليت الكل
يفتكر إنها خلاص معادش ليها وجود في الدنيا دي...سيف باستنكار طب ليه للدرجة دي قلبك
حجر...مكنتش عارف إن تأثير كامل و أمين عليك حيخلوك ترمي بنتك في بلد غريب لوحدها..
مسألتش نفسك هي عايشة مش يمكن كانت تعبانة
و بټموت...او يمكن كانت عايشة في الشارع.... محدش طلب منك إنك تسامحها على غلطة
حصلت من سنين.. بس على الاقل كان لازم تطمن عليها حتى من بعيد ...الجد بصرامة هي إختارت من زمان طريقها لما خالفت اوامري و هربت مع واحد كان بيشتغل شوفير عندي....وقف سيف من مكانه و هو يمسح وجهه بضيق
فهو يعلم جيدا جده الذي لم يتراجع من قبل عن أي قرار إتخذه في حياته....إنتفض فجأة بسبب
كلام جده عندما اضاف رجع البنت مطرح ما جبتها ... لا هي و لا أمها ليهم مكان هنا و داه
آخر كلامي سيف و قد بدأ الڠضب يتصاعد لرأسه
متابعة القراءة