رواية هوس بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
كلمة ينطق
بها و كيف لا تصدقه و حججه كلها مدروسة بحيث لا تقبل أي مجال للشك فهو قد خطط جيدا و هاهو الان ينفذ ما خطط له بكل سهولة و سلاسة ....إنت كمان لازم تكوني جنب مامتك عشان حتحتاجك جنبها أكيد... و كمان مقدرش اسيبك لوحدك هناك و إنها
حتسافر عشان مكنتش عاوز اقلقك عالفاضي ما إحنا حنلحقها و كلها ساعات قليلة و تكوني جنبها ... .هزت رأسها بالموافقة قائلة طيب... وبعدين
مقدرش يعيش في مصر .
أجابها بهدوء مخفيا إبتسامته الخبيثة ... المسكينة لا تعلم أن كل مايخبرها به هو فقط مجرد كلام و أنه يسارها فقط حتى يكمل خطته بجعلها تدخل عرينه و عندها لن يجعلها تخرج منها أبدا طيب ليه
سيلين بترددعشان.. انا مش يعرف حاجة في مصر... انا حتى مش يعرف يكتب بالعربي كويس
حقا كم بدت ساذجة في نظره تعتقد حقا انه سيسمح
لها برؤية الشوارع و التجول فيها
بمفرده...لو فقط تعلم مايدور في رأسه في هذه اللحظة لرمت نفسها
من نافذة الطائرة..زفر بخفوت قبل أن يهمس لها بلين
حبيبي... انا كم مرة قلتلك إن حياتك تغيرت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي...إنت أميرتي
ظهر يدها معيدا كلمته الأخيرة باصرار صحإكتفت بترديدها وراءه رغم عدم فهما لما يقصده
حقا لم تعد تفهم أي شيئ يقوله او يفعله هذا
السيف... لكن تعلم أن كل ما يقوله صحيح
فحياتها فعليا تغيرت منذ أن وطئت قدماها
أرضية مكتبه...لمحت تلك النظرة التي
بفعل او تقول شيئ هو يريده.... نظرة إنتصار و فخر و رضا... هي لم تكن ساذجة او غبية حتى
لا تلاحظ كل ما يفعله من أجلها يحاول تدليلها
و مفاجأتها في كل يوم... إحتضانه لها في كل مرة تسير بجانبه او تجلس بقربه في السيارة
او في المنزل...إمساكه و تقبيله ليديها و وجنتيها
منها هل يحبها فعلا لكن كيف حصل ذلك في هذه المدة القصيرة.... من المحتمل أنه يفعل كل ذلك
حتى تثق به و يوقعها في شباكه ثم..... . مالذي يجعل رجلا مثله يهتم بفتاة مثلها هل هو جمالها
هناك الملايين من هن أجمل و أصغر سنا إن أراد
حضوره الطاغي... ثقته في نفسه و حديثه الراقي إبتسامته الساحرة...الدافئة التي تشعرها
بأمان العالم كله...معاملته الرائعة لها و تلك النظرات
التي يرمقها بها دائما و كأنه يخبرها انه لا يرى
غيرها و انها محور حياته.... هيبته و شخصيته
القوية التي لاحظتها من خلال تعامله مع المحيطين
به... ثروته...
كان باختصار الفارس الخيالي
التي تحلم به كل أنثى في الكون لكن المشكلة
كانت فيها هي و بالتحديد في قلبها الذي يخبرها
أن هناك أمرا خاطئا فلكل شيئ مقابل..
ربما تعلمت ذلك من أسلوب الحياة الذي عاشته في
ذلك البلد الغريب و الذي علمها أنها لتربح أشياء
من المقابل عليها أن تضحي و تتنازل فلا شيئ يمنح مجانا حتى لو كان من عائلتها...افاقت من دوامة أفكارها على أصابعه التي
كانت تتحرك على وجنتيها بلطف و هو يقول ممثلا
جهله بما يدور في خلدها.....
بقيتي بتسرحي كثير و انا بكلمك... عارفة أحيانا ببقى نفسي ادخل جوا عقلك داه عشان أعرف إنت
بتفكري في إيه..توقف عن الحديث و هو ينتظر جوابها
على سؤاله رغم أنه كان يعلم جيدا ما تفكر به...إستطاع بسهولة قراءة ما يجول في خاطرها من
خلال ملامح و حركات وجهها التي كانت تتغير كل ثانية....
لم يكن هناك من هو أبرع منه في قراءة أفكار أي
شخص يجلس أمامه.. لم يطلق عليه إسم الشبح
من فراغ بل لذكائه الذي عجز كل من عرفه عن
تحديد حدوده... قدرته المميزة في جعل محاوره
يعترف بما في داخله دون أن يشعر حتى بتعابير
وجهه...يعلم انها خائڤة و قلقة بشدة من الايام القادمة
و منه و من إهتمامه المبالغ فيه بها الذي لم تعتده
من قبل...إستأنف حديثه عندما طال صمتها مردفا بنبرة
حنونةمش عايزك تقلقي من حاجة طول ما أنا موجود...إنت من عيلة عزالدين يعني كل اللي
بقدمهمولك داه من حقك عشان كده مش عاوزك
تستغربي من أي
حاجة تشوفيها لما نوصل مصر
و مش عاوزك توثقي في حد غيري هناك حتقابلي
ناس كثير و فيهم اللي حيتقبلك و فيهم اللي مش
حيرحب بوجودك عشان هما أصلا مش عارفين
إن
طنط هدى لسه عايشة و عندها بنوتة قمر زيك... قالها بمرح محاولا طمئنتها و إشغال ذهنها لتنسى
قلقها....بس مټخافيش انا مش حسيبك لوحدك... و بعد ما طنط هدى تخف إن شاء الله إعملي اللي
إنت عاوزاه...و مش بعيد تعجبك العيشة في مصر
و تقرري إنك تبقي معانا....
سيلين و قد بدأ قلبها
يطمئن فهو فعلا لم يجبرها على فعل أي شيئ منذ أن تقابلالا مش عايز
يقعد انا ارجع ألمانيا...بعدين أومأ لها سيف بموافقة هاتفا بخفوت طيب
على راحتك...إعملي اللي إنت عاوزاه داه قرارك
إنت و طنط هدى....أفلت إحدى يديه ثم إنحني قليلا للأمام ليجلب تلك العلبة الكبيرة الفاخرة التي كانت مرمية
على الكرسي أمامها و التي لاحظت وجودها الان
فقط.... إتسعت عيناها پصدمة كبيرة عندما كشف سيف عما في داخلها... و التي لم تكن سوى حقيبة بركين من ماركة هرميس الفرنسية.....شهقت بصوت عال و هي تتفرس تلك الحقيبة عدم تصديق قبل أن تهتف بلا وعي oh mein Gottضحك سيف علي شكلها لكنه لم يستغرب من
ردة فعلها ليقول إيه رأيك
نظرت نحوه سيلين بتعجب و كأنه كائن فضائي قبل أن تجيبه بتلعثم إنت... إنت بيهزر...دي هرميس .
سيف بابتسامة بعد أن توقف عن الضحك يبقى
عجبتك... مع إن شكلها وحشة في شنط أحلى بكثير من البتاعة دي .
تحدث بعدم إهتمام و هو يقلبها بين يديه و كأنها قطعة خردة و ليست حقيبة من النوع النادر الذي يساوي مليون دولار...
خطڤتها سيلين و هي تقف من مكانها هاتفة بحنق إنتوا الرجالة مش يفهموا في حاجات الستات... الشنطة دي.. .توقفت عن الحديث قليلا و هي ترفعها بحرص بين يديها تتأمل تفاصيلها بشغف قبل أن تستدرك انا آسف.... مش قصدي بس الشنطة دي غالي كثير اوي...إتفضل وضعتها بعناية فوق الكرسي الذي كانت تجلس عليه
بجانبه ثم تراجعت إلى الوراء تريد الجلوس على
المقعد المقابل لها.... نظرها مازال مسلطا على تلك الحقيبة التي سلبت عقلها لاترى غيرها في المكان
غافلة عن ذلك الذي كان يراقب تراجع خطواتها بأعين مشټعلة من شدة الڠضب... حرفيا تصرفها
جعل الډماء تغلي داخل عروقه لم يشعر بنفسه إلا و هو يزيح تلك الحقيبة لتطير بعيدا قبل أن تقع على أرضية الطائرة ثم يجذبها من ذراعها قبل أن
أن ېلمس المقعد....شهقت سيلين پذعر عندما أجلسها فوق ساقيه
رغما عنها هادرا في وجهها بشراسة إوعي تعملي كده ثاني مفهوم....أومأت له پخوف و هي ترمش بعينها عدة مرات دليلا على خۏفها من مظهره المرعب الذي إنقلب فجأة...وضعت يدها على كتفه لتبعده قليلا عنها محاولة الوقوف من فوق ساقيه لكنه تشبث بها
...تمالك سيف نفسه ليشتم بداخله عدة مرات بسبب غضبه الذي لم يستطع التحكم به أمامها...يشعر بارتجافها بين يديه و خۏفها الظاهر بوضوح عليها ليهمس بأسف مكانش قصدي... انا مش
عارف إزاي أعصابي فلتت مني...تنفس ببطئ مرارا و تكرارا حتى يهدأ چحيم غضبه قبل أن يبعدها قليلا عنها
قائلا بنبرة مرحة رغم ملامح وجهه المتجهمة بس إنت اللي غلطانة...بتدي مكانك لشنطة بشعة زي دي ...إلتفتت إلى حيث أشار لتتراءى لها تلك الحقيبة
الملقية على الأرض...لكنها لم تهتم فعقلها قد شل عن التفكير بسبب صډمتها برؤيته غاضبا لأول مرةلعن سيف نفسه بداخله عندما لاحظ
عدم إستجابتها له مخيرة الصمت ليردف مش إحنا إتفقنا إني حكون بابي و إنت بنوتي الصغيرة..فاكرة....
اهو بقى بابي زعل عشان الأميرة بتاعته لسه مش
عارفة إنها عنده
أغلى من كنوز الدنيا كلها..رفع إصبعه ليمرره ببطئ على خدها المحمر صعودا
و نزولا مضيفا انا كنت جايبها عشان اصالحك بيها عشان كنت متأكد إنك حتزعلي لما تعرفي إن طنط
هدى سافرت مين غير ماتعرفي بس طلعت نحس عشان خلتني ازعلك مرة ثانية...إرميها حبقى أجيبلك. واحدة ثانية احلى من دي...وضعت سيلين يدها على إصبعه لتمنع حركته
و هي تجيبه بخجل واضح مفيش داعي دا حلو
انا... مش كنت.... عارف... إن الشنطة... عشاني.. انا
حطيت الشنطة مكان انا... عشان مكنتش....قاطعها سيف و هو يأخذ يدها ليقبلها بحنان
مردفا خلينا ننسى الحكاية دي...قوليلي بقى
عاوزة نروح القصر و إلا نرجع فيلتي .
فكرت سيلين قليلا قبل أن تجيبه قائلةانا عاوز
يشوف القصر...لما مامي يبقى كويس نرجع لألمانيا..إبتسم سيف بتسلية بعد أن فهم مغزى كلامها جيدا
لتسأله هو مين عايش في القصر
سيف باختصار ماما و جدو و عمي كامل و عمي امين سيلين بس.
سيف كل واحد معاه مراته و أولاده... حبقى
اعرفك على ندى و إنجي حتسلي معاهم جدا أومأت له بالموافقة و هي تقف لتعود للجلوس
على مقعدها بعد أن لاحظت إرتخاء ذراعيه حولها....
رفع سيف يده ليرخي ربطة عنفه قليلا
بعد أن شعر باختناقه... علم بأنه قد عاد لنقطة الصفر من جديد بسبب هذه العنيدة فهو يعلم جيدا
انها إختارت المكوث في القصر بلأنها تخاف د البقاء
بمفردها معه.... مازلت لا تثق به و تعتقد بأنه يساعدها لغاية إستغلالها في مابعد...
في جناح فريد في القصر....
إستيقظت أروى بصعوبة عجزت حتى عن تحريك
رأسها الثقيل الذي كانت تشعر بأنه يزن اطنانا... فتحت عيناها المنتفختين و ذكريات البارحة تتدفق
داخل عقلها تدريجيا...رمشت عدة مرات لتزيح تلك
الغشاوة التي جعلت نظرها ضبابيا دون فائدة تنهدت بحړقة و هي تحاول الاستناد على ذراعيها
لتحرك ... نجحت أخيرا لتجلس على حافة السرير و تنزل قدميها على السجاد الناعم الذي كان يغطي الأرضية...إنحنت للأمام و هي تسند رأسها بيديها و تغلق
عينيها پألم...تسللت لأنفها رائحة عطره التي كانت
تملأ الغرفة لتزيد من حدة الدوار الذي كانت تشعر به....تحولت ببصرها في كامل ارجاء الغرفة لتجدها خالية
لتعلم انه غادر..وقفت على قدميها تجاهد ان لاتقع و هي تستند بكل ما تجد أمامها حتى وصلت للحمام....نظرت لوجها المتورم و تلك الكدمات التي كانت تغطيه و التي تحول لونها البنفسجي الداكن... تلمست
الچرح في اطرف شفتيها لتتأوه پألم لاعنة فريد بصوت عال...فتحت صنبور المياه لتغسل وجهها بحذر من بقايا المراهم التي وضعتها تلك الطبيبة على چروحها ليلة البارحة ثم فرشت أسنانها بصعوبة و هي لا تنكف عن شتم فريد و لعنه....وضعت
متابعة القراءة