مجدي

صقر عشقي بقلم ساره مجدي

موقع أيام نيوز

 

سنة دلوقتى هتستنا أيه و لأمتى
قال الرجل كلماته بصوت عالى مقاطع كلمات رمزى التى توحشت نظراته و ضړب الأرض بعصاته و قال
جوازي و مراتى و إن ربنا يرزقنى بالخلفه أو لأ أمر يخصني أنا بس محدش له دخل بيه
ثم أقترب خطوتان من الرجل و أنحنى يهمس أمام وجهه و قال
هو العيل ده هيشيل أسمك أنت و لا أسمى أنا
شعر الرجل ببعض التوتر و القلق و قال بصوت مرتعش

أسمك أنت
يبقا أنت بتتكلم بصفتك أيه 
قالها رمزى و هو يعود ليقف باعتدال و عاد يضرب الأرض بعصاته و قال
خليك فى حالك و بدل ما أنت شاغل نفسك بخلفتى روح شوف إبنك بيعمل أيه ... و لمه من الكباريهات
و تحرك خطوتان ليعود بنظره إلى العمال بالأرض و أعطى ظهره للرجل الذى رحل دون كلمة أخرى ... و بعد عدة ثوان نفخ رمزى الهواء الذى بصدره بقوه و هو ينظر إلى السماء و ردد
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
عاد إلى المنزل و على وجهه إبتسامته التى ترتسم من تلقاء نفسها حين يراها .... تجلس فى بهو المنزل تتابع لعب أطفال تلك الخادمة التى تعمل لديهم
يعلم ما بداخلها و لا يقل ألم قلبه عن ألم قلبها ... لكنه يثق فى قضاء الله و يرضى به
أقترب منها و هو يضرب الأرض بعصاته لتنظر إليه بابتسامتها التى تجعل قلبه يضرب بقوه و كأنه شاب صغير يقع فى الحب لأول مرة
وقفت تستقبله ليقترب منها و هو يقول بصوت هامس
وحشتيني
لتتلون وجنتيها بالأحمر القانى خجلا ليتوجه هو إلى السلم صاعدا إلى غرفتهم
لتلحق به و هى تقول
أخبار الأرض أيه 
كلها خير و الحمد لله ... و شكل هدية السنادى هتكون غالية اوووى
قال ذلك بصوت يحمل الكثير من المرح لتربت هى على كتفه و قالت بصدق
ربنا ما يحرمنى منك يا رمزى ... ربنا يقدرنى و أسعدك و أقدر أحقق لك إللى بتحلم بيه
أنتهت كلماتها على باب غرفتهم ليمسك يدها يدخلها إلى الغرفة و أغلق الباب و نظر إليها بعتاب و قال
وجودك فى حياتى نعمة كبيرة من ربنا .... و لازم أشكره عليها ليل نهار .... أى حاجه تانية كله بأوانه و كله نصيب
أبتعد عنها ينظر إليها بابتسامة عاشق ولهان لتلك الأمرأة التى ملكت قلبه و سكنت روحه
... ثم أخرجت له جلباب مريح و توجهت إليه كان هو قد خلع حذائه و جلبابه و دلف إلى الحمام و حين خرج وجدها تقف أمامه و بين يديها الجلباب أخذه منها لتقول و هى تغادر الغرفة
عشر دقايق و الأكل يكون جاهز
و أغلقت الباب خلفها ليعود يردد من جديد و هو يضع يديه فوق خافقه
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة
إنك سميع الدعاء
الفصل الثالث 
تقف داخل الغرفة التى ستشهد على مۏتها بعد لحظات الغرفة التى ستجمعها بأكثر إنسان تكرهه فى تلك الحياة كانت تعلم جيدا ما ستراه معه و ما ستمر به من ذل و هوان ... و معاملة سيئة و قاسېة تعلم جيدا أن القادم فى حياتها أسوء بكثير من كل ما مر بها سابقا و أن أصلان سيتفنن فى محاولاته لكسرها
كانت الثوان و الدقائق تمر عليها بطيئة و مخيفة و كيف ستمر على من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام
من يرى لحظات حياته الأخيرة
لأول مرة تفكر هل الأنسان فى لحظاته الأخيرة يفكر فى التوبة أو يفكر فى إنتهاز تلك اللحظات فى شىء سعيد و مميز و لكن متى كان هناك فرصة للمحكوم عليهم بالمۏت بالعودة إلى الحياة و لو للحظات عله يجد مهرب ... و أيضا ما هو خطأها الكبير حتى تتوب منه بما أذنبت و كيف يكون كونها فتاة ذنب من الأساس
أخذت نفس عميق ... أن قلبها يرتجف خوفا لكنها أبدا لن تسمح له أن يكسرها مهما فعل بها .. هذا هو طموحه الكبير و هى أبدا لن تجعله يشعر بلذة الأنتصار بكسرها و ذبحها
أنتفض جسدها على أثر أنفتاح باب الغرفة فجأه ...

كانت تستمع لصوت أنفاسه و تشعر بوقفته المتحفزه عند الباب ... تشعر بنظراته التى تكاد تخترق جسدها و عظامها
لكنها لم تلتفت إليه و لم تظهر إهتمام لوجوده رغم خۏفها الداخلى الذى يكاد يؤدى بحياتها و قلبها الذى يرتعش كطفل صغير نائم بالشارع بملابس لا تستر من جسده إلا القليل لكنها لن تجعله ينال ما يريد و لو كان الثمن هو مۏتها بالبطىء
أنتفض جسدها للمرة الثانية حين أغلق الباب بقوه أقترب خطوه واحده فقط و قال
مبروك ياااا ...
صمت ثم أقترب خطوة أخرى و قال
مش قادر أقولها ... أصل انت مينفعش تكونى عروسه
ظلت على وقفتها ليكمل هو
دلوقتى هتعرفى مقامك الحقيقى
ألتفتت إليه تنظر إلى عينيه بثقه و قالت
أنا عارفة مقامى كويس و عارفة قيمتى يا أبن عمى
ليبتسم إبتسامة جانبية و رفع حاجبه الأيسر و هو يقول
أنت ملكيش قيمه أصلا ... أنت نكره ... أنت أتخلقتى مخصوص علشان تكونى طوع أمرى مكانك تحت رجلى كل أملك فى الدنيا أنك ترضينى و دلوقتى هيبقا كل هدفك أشوفك ست حقيقيه فى سريرى بدل ما أزهق منك و أرميكى و أروح أشوف ست حقيقيه تليق بيا
 مش هتقدرى عليا و هاخد إللى أنا عايزه مهما أنت قاومتى ... همتلك جسمك و روحك هتبقى ملك يمينى يا قدر ... أنا قدرك يا قدر
لتتوقف تماما عن الحركة أصبحت و كأنها چثة هامده لم تغمض عينيها لكنها ظلت تنظر إلى كل ما يفعله بها تريد أن تحفر ذلك المشهد فى عقلها و عينيها علها تستمد منه القدرة على الإنتقام كانت تراه و كأنه حيوان مفترس يغرز أنيابه بها دون رحمة أو شفقة و أيضا لا يحترمها فهو يتناول وجبته بازدراء ... يأكل كما أسد أراد أن غزال و حصل فى الأخير على فأر صغير
قلبها يبكى روحها تصرخ و لكنها صامته تماما لم تتحرك لم تبكى حتى أنفاسها تخرج بطيئة و مؤلمة
حين أنتهى منها نظر إليها پغضب قوى جعله يصفعها عدة صڤعات و هو يصفها بأقذر الألفاظ و الصفات فهو يشعر أنه لم يحقق هدفه لم يكسرها لم يرى نظرة إنكسار و ذل .... لقد وجد چثه بلا روح جسد ثلجى لم يرضى النزعة الحيوانية بداخله بأن يراها ذليلة أسفل قدميه لكنها لم تجعله يحقق ذلك الأنتصار و لذلك سوف يعاقبها بطريقته
أبتعد عنها و دلف إلى الحمام و هو مستمر بوصفها بتلك الصفات التى ټجرح كرامتها لتضم قدمها إلىها بعد أن سمعت إنغلاق الباب و سمحت لتلك الدموع أن تخرج من عينيها علها تطفىء تلك الڼار التى أشتعلت فى قلبها و جسدها تحاول أن تخرج كل قهرها و ما تشعر به من إهانة و ذل قبل أن يخرج من الحمام ظلت عدة ثوان على هذا الوضع ثم أعتدلت و هى تأن ألما و حين وقفت وقعت عيونها على تلك البقعة الكبيرة من الډماء فوق السرير ظلت تنظر إليها و هى تفكر
هذه هى علامه كسرتها الحقيقيه هذه الډماء هى روحها التى ټنزف بصمت منذ سنوات و ها
هى ذبحت من الوريد إلى الوريد و دون أن تخرج صوت واحد أو تحاول حتى الدفاع عن نفسها لم يسمح لها أحد بأن تحقق ما تريد و لن يسمحوا
تحركت سريعا تخلع عنها ذاك الفستان الممزق و ألقت به فى صندوق القمامة الموجود بجانب باب الغرفة و أرتدت جلباب واسع و مسحت وجهها من مساحيق التجميل التى تلوث وجهها بالكامل و تركت كل شىء كما هو الډماء و السرير دون ترتيب و وضعت و سادة صغيرة على الأريكة التى تحتل حائط كامل بالغرفة و أخذت شرشف ملون من الخزانة و
دثرت نفسها جيدا و أغمضت عينيها

و هى تتمنى أن لا تفتحها من جديد أن يكون هذا الألم الذى تشعر به آخر شىء فى حياتها هى لم تعد تحتمل أكثر من ذلك
مر أكثر من نصف ساعه كان يقف تحت المياه البارده كقلبه القاسى يحاول إخماد تلك الڼار ..... كان يفكر كيف سيتعامل معها بعد ما حدث حتى خرج هو من الحمام ظل ينظر إلى جسدها المغطى بالكامل تحت ذلك الشرشف أنها حتى لم تنتظر و هو سيتركها فهو يشعر أنه لم يأخذ ما أراده .... صحيح هو تمتع و رأى دمائها و هى تسيل و لكنه يريد أن يكرر الأمر ... كان مخطىء حين فكر أنه مرة واحدة و لكن حين تذوق رحيق كبريائها و جمالها البكر شعر و كأنه شخص عاش عمره فى الصحراء و رأى المياه العذبة لأول مرة و حين تذوقها لا يريد التوقف عن تناولها أبدا
فى صباح اليوم أستيقظ أصلان بعد معانه طويلة فى محاوله للنوم ا و لا يستطيع السيطرة على نفسه أعتدل ينظر لمكان نومها فلم يجدها لم يجد سوا الشرشف مطوى و فوقه الوساده و بجانبهم سجادة الصلاة و أسدالها المهترئ .. أغمض عينيه و أسند رأسه على ظهر السرير و هو يفكر فى خطوته القادمه هو لا يستطيع البقاء هنا بجانبها .. إذا أستمر بالقرب منها سيقع فى غرامها و هو أبدا لن يكون ذلك العاشق التى تتمنى هو يبغضها منذ كانت صغيرة دائما هادئة ... و متفوقة .. رائعة الجمال كل أصدقائه كانوا يتمنوا التحدث إليها أو أن تكون شريكة حياتهم حين يكبرون .. دائما أسمها يذكر قبل أسمه ... كرهها .. تمنى أن يتخلص منها و لذلك فكر أن ېقتلها .. و أيضا دعم جده له .. و دلاله الزائد .. جعله يقرر أن يجعلها تتوقف عن إكمال دراستها و دعمه جده فى ذلك حتى يحقق رغبته و فقط. اليوم سيحصل على الأوراق التى تمكنه من ثروة جده كاملة ... ليتركها هنا كما البيت الوقف الذى لا يمكن بيعه أو شرائه و ينتقل إلى العاصمة يحقق ما حلم به .. شركة كبيرة يكتب عليها أسمه و يرتبط بفتاة من عائلة كبيرة ذات مركز كبير
أخذ نفس عميق و غادر السرير و توجه إلى الحمام عليه أن ينزل الأن و يرى جده و ينهى ذلك الأمر و لا مانع من التمتع قليلا بها
غادر الغرفة و هو يفكر فى مشهد قد شاهده من قبل فى أحد الأفلام لشخص أحضر فأر و وضعه فى وسط متاهه .. و حين كان يشعر أنه سيخرج
 

تم نسخ الرابط