الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
الأمر فمن يقدم الاحترام لا يحصد سواه!
نفذت حور خطتها فاستدعت رواية واخبرتها بما أرسل اليها من رسالة هامة فأسرعت الاخيرة بمنادة روجينا لتخبرها بما قالته حور وان عليها السفر للقاهرة في الحال حتى تتمكن من حضور الاختبار بالغد فقالت روجينا بحزن مصطنع
_ازاي بس يا ماما مش هلحق الامتحان اكيد انا ازاي مخدتش بالي ان بكره يوم الاختبار!
_متخافيش يا حبيبتي اتفائلي خير كده وان شاء الله هتلحقي انا هروح اكلم بابا واخليه يحضرلك العربية حالا.
ثم كادت بالهبوط فقالت حور
_انا ممكن اسافر معاها يا مرات عمي بدل ما تقعد هناك لوحدها..
تطلعت لها بامتنان
_حبيبتي يا حور طول عمرك بتفكري في غيرك يا قلبي خلاص اطلعوا غيروا هدمكوا وانا هنزل اتكلم معاه.
وأخيرا لحظته المترقبة حانت بات منفردا بها بجناحهما الخاص هي الآن زوجة له تحل له ويحل لها مازال يتذكر ذلك اليوم الذي فقدها به ذلك اليوم الذي رفع به كفه ليصفعها صڤعة مداوية هدفها ان يفيقها لعادتهم الشرقية التي أنستها غربتها إياها وبالرغم من عشقه لها الا ان تمسكه ايمانه وعقيدته كانت أقوى من حبه لها والآن قد نال صبره لسنوات طويلة دنا منها بدر ليرفع عنها الطرحة البيضاء ليجدها تمنحه نظرة يسكن فيها حبه وإحتراما كبير له فمنحها إبتسامة جذابة تتبعها قوله
ضحكت على مرحه بالحديث ثم قالت بجدية
_عارف يا بدر انت الحاجة الوحيدة اللي اختارتها صح في حياتي كلها.
خفق قلبه لكلماتها فاحتضن وجهها ليقربها منه يذيقها عشق بريحقه الخاص ثم ابتعد عنها ليهمس برغبة تجاهها
_بأحبك..
همست هي الاخرى وافصحت عما تدفنه بداخلها
_وأنا بمۏت فيك.
بجناح آسر
يعلم جيدا كم هي خجولة رقيقة بطباعها لذا منحها مساحة خاصة بها حتى لا يزعجها فأبدل ملابسه لبنطال أسود وتيشرت أبيض ضيق يبرز جسده الرياضي بوضوح ثم خرج لشرفة جناحه الخاص لأكثر من نصف ساعة فما أن استمع لباب الحمام يفتح حتى استدار تجاهها فوجد حورية تطل من أمامه تتخفى خلف مئذرها الأبيض وشعرها الأسود مفروض من خلفها عينيها
تتهرب من لقاء عينيه وأصابعها تعبث بخصلات شعرها بإرتباك لمسه آسر أراد لو رفعت عينيها تجاهه يرد التمنى بحدقتيها الخضراء فماذا سيريد بعد ذلك إقترب منها بخطوات بطيئة ومع كل خطوة كان يخطوها كانت تعود هي للخلف تلقائيا ودقات قلبها تكاد تكون مسموعة إليه فأزاحت خصلة شعرها خلف آذنيها بتوتر حاصرها آسر بين ذراعيه والحائط ثم رفع ذقنها بيديه ليجبرها على التطلع اليه فابتسم وهو يهمس بما حپسه بداخله منذ لقائهما الاول
وابتسم وهو يشاكسها قائلا
_يمكن ربنا انعم عليا لانه عارف أد أيه بحب أبص للخضرة والطبيعة..
ثم انحنى ليهمس بمكر
_بس يارب متمليش من نظراتي ليكي.
ابتلعت تسنيم ريقها بارتباك فحاولت رسم ابتسامة بدت شبه باهتة لم يكن يشعر بالضجر لما تجتازه من توتر وخجل مبالغ به بل كان يقدرها ويقدر حياءها للغاية لانه يعلم بأنها مختلفة ويروق له اختلافها الا يكفيها الضغط والعناء الذي خاضته منذ الصباح حتى تلك اللحظة!
رفعت تسنيم عينيها تجاهه فمازال يقف امامها هكذا منذ دقائق فوجدته يجذب يدها ثم يخطو تجاه الفراش انقبض قلبها بړعب لا مثيل إليه وخاصة حينما حملها ليضعها بفراشه ثم تمدد جوارها ليجذبها لاحضانه وهو يربت على ظهرها بحنان ليغلق عينيه وهو يتصنع النوم لأجلها!
رفعت رأسها تجاهه بتوتر وهي تستكشف حيلته تخشى أن يخدعها بسماحه الراقي لها ولكنه تفاجأت به يهمس وهو يضمها بقوة لصدره
_هتنامي ولا أغير رأيي!
دثت رأسها بصدره وتشبثت به فابتسم على طفوليتها ثم تصنع النوم حتى غفت بين احضانه من فرط تعبها النفسي والجسدي ففتح عينيه على مهل ثم أخذ يتأمله ببسمة تنبع بعشق خالد قلة ما تجده بين عالمنا فسحب نظراته ليسلطها على يدها المتشبثة بالتيشرت الخاص به فانحنى ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ثم أغلق عينيه ليستسلم لنوم هنيئا جوارها.... جوار من أحبها بصدق ومن النظرة الاولى!
وصلت السيارة للقاهرة بعد ساعات معدودة فما ان صعدوا للشقة ورتبوا اغراضهم حتى دقت الساعة التاسعة صباحا فاسرعت روجينا لخزانتها لتبدل ثيابها ثم هرعت سريعا لمكتبه الخاص فظلت ساعة كاملة بالخارج حتى سمح لها السكرتير بمقابلته فما أن ولجت للداخل حتى صاحت به بإنفعال تحملته طوال الطريق
_أنا بحاول اكلمك من امبارح موبيلك مقفول وانت عارف اللي بمر بيه!!
أجابها ببرود وعينيه مازالت تنظر لحاسوبه
_أكلمك بتاع أيه!
جحظت عينيه في صدمة كادت بابتلاعها بطياتها وكأنها وحش كاسر فرددت بصعوبة بالحديث
_قصدك أيه!
رفع رأسه تجاهها ثم قال بنظرة استحقار تراها لأول مرة
_إنتي عارفة أنا مع كام بنت! ... تفتكري لو كنت اتجوزت كل بنت حملت مني كنت هوافق بينهم ازاي!
شعرت بدوار حاد يهاجمها فجلست على المقعد القريب منها ويدها موضوعة على صدرها تحاول التقاط نفسها لتهمس بصوت شاحب
_انت بتقول ايه يا أيان!...
قال بجفاء
_اللي سمعتيه.
صړخت پجنون وكأنها فقدت عقلها
_لا مستحيييل مستحيل تعمل فيا كده أنت عارف انا عملت ايه عشانك حرام عليك أنا مش عارفة هعمل ايه دلوقتي لو بابا عرف!
أجابها بمنتهى القسۏة
_تقدري ببساطة تخرجي من هنا وتروحي لكبير الدهاشنة فهد بيه أبوكي المحترم وتقوليله بنتك المصون غلطت مع أكبر عدو ليك وحامل منه يمكن يلاقيلك حل وأهو يفكه من مشاكل الصعيد وناسها ويركز مع عياله شوية..
انسدل الدمع على وجنتها فرددت بصوت شاحب كحالها
_أنت بتقول ايه أنت عارف بابا ممكن يعمل فيا ايه لو عرف حاجة زي كده!.
ابتسامة باهتة رسمت على وجهه فأدار مقعد مكتبه الاسود بتلذذ عجيب وهو يجيبها
_عارف وهو ده اللي أنا عايزه أكسره هو ابنه وأحط مناخيره في الارض..
كبتت روجيناشهقاتها وهي تردد پانكسار
_انا مش قادرة أصدق اللي بسمعه مش أنت الانسان اللي انا حبيته وجازفت بحياتي علشانه مش أنت اللي انا اتجرأت علشان اتجوزه في السر من ورا آسر والعيلة كلها..
نهض عن مقعده حتى صار أمامها افتقدت نظرات الحنان المفقودة داخل قسوته فخرجت كلماته الحادة المزينة بلهجته الخبيثة
_أوه أنا شكلي نسيت اقولك ان المأذون والشهود والليلة دي كانت تمثيل..
هزت رأسها بإنفعال ثم همست بخفوت
_لأ...... لأ...
ابتسم وهو يجيبها بتأكيد
_تلاتة ممثلين قبضوا ودورهم انتهى..
سقطت أرضا وهي تحاول استيعاب ما تتلاقاه فانحنى مقابلها يتأملها بنظرات باردة يحاول من خلفها كبت آنين قلبه فالأنتقام هو الشعلة التي تحرك هذا الجسد رفع يديه ليحرك خصلة شعرها المموج البادية من أسفل حجابها ليردف ببرود
_مفيش قدامك غير حلين تروحي لآسر أخوكي وتقوليه انك غلطتي مع ابن المغازي يا تقبلي تتجوزي أحمد ابن عمك زي ما ابوكي عايز وهو كده كده هيكتشف غلطك وهيفضحك مفيش قدامك غير الاختيارين دول..
رفعت عينيها تجاهه والدمع ينهمر دون توقف فابتسمت وهي تجيبه پقهر
_لا في اختيار تالت..
لم يفهم معنى كلمتها الا حينما اقتربت من شرفة مكتبه اختيار المۏت بتلك الحالة حل مثالي أغلقت روجينا عينيها بقوة وهي تحارب ذكرياتها التي جمعتها بأيان الذي ظنته يعشقها مثلما تعشقه ذكريات ليلة زفافها وانتهائها بما كشفته فحررت قدميها لتستكين اخيرا ولكن بين احضان أحداهما الذي كان نجاة لها من المۏت فكان آخر من تتوقعه وكأن محبوبها يبخث عليها المۏت فيود بان يكون هو مۏتها!..بدى مرتبكا للغايةفجذبها بقوة بعيدا عن الشرفة ثم رسم ابتسامة خبيثة قبل ان يردد
_ده المتوقع من ولاد فهد ضعاف وميقدروش يواجهوا عواقب القرارات الغلط اللي اخدوها..
ثم قرب رأسه منها ليستطرد بسخرية
_اللي مستغربه هو فين من نصايب بنته..
ثم جذبها ليدفعها خارج مكتبه وهو يشير لها بقسۏة
_افضل انك تختاري مكان تاني ټموتي فيه غير هنا.
جزت على اسنانها پحقد وهي تردد بغيظ
_حقير...كل الحب اللي كان جوايا ليك اتحول لكره..انا فعلا غبية اني محستش بحب أحمد وحبيت شيطان زيك.
وانحنت لتجذب حقيبتها ثم غادرتفأشار أيان بعينيه تجاه احد رجاله الذي أومأ برأسه ليلحق بهاليراقبها مثلما تلاقى الامر..
جابت شوارع القاهرة مشيا على الاقدام عينيها تورمت من اثر البكاء وكانها فقدت القدرة على العيش في تلك اللحظةوحينما تورمت قدميها اتجهت للمنزل ففور دخولها للعمارة وجدت أحمد على بابهافما ان راته حتى رددت بدموع
_أحمد....
انقبض قلبه حينما رأها في تلك الحالة الغريبةفاسرع تجاهها وهو يردد بقلق
_روجينا مالك
رأت صورته مهتزة من حولها فسقطت بين يديه ليحيل يينها وبين الارض وهو يرطم وجنتها بلهفة وخوف
_روجينا....
التقط الجاسوس التابع للمغازي عدة صور لها وهي بين يديه حتى حينما حملها وصعد بها للاعلى سريعا..
بثرايا المغازية..
طالت مكالمة فاتن بابنتها فاسټنزفت طاقتها بأكملها فقالت بضيق
_يابتي إفهميني احنا خايفين عليكي مش عايزينك ترجعي اهنه واصل المكان اللي انتي فيه أمان..
اتاها رد ابنتها اللازع
_يا مامي أنا زهقت من أوروبا وعايزة أرجع بقا الصعيد نفسي ارجع اعيش معاكي تاني مش كفايا بقى بقالي هنا عشر سنين لا قادرة اشوفك ولا اقعد معاكي وكل ما بكلم أيان بيقولي مش هتنزلي معرفش انتوا لسه خايفين من ايه مش اخدتوا بتاركم من العيلة دي!!
زفرت فاتن بملل ثم قالت
_اسمعي كلام ابن خالتك واخوكي الكبير خاېف عليكي يا ناهد يا بتي الموضوع واعر قوي وانتي لازمن تكوني براه يا حببتي.
صاحت بتعصب
_لحد امته
يا ماما انا زهقت ومش عايزة اصحى القى نفسي متجوزة من هنا انا عايزة اتجوز شاب مصري ومن بلدنا.
لوت شفتيها بتهكم
_بقا بعد التعليم في بلاد بره ترجعي تتجوزي من اهنه! مچنونة اياك!
ثم استطردت بملل
_خلاص قفلي على الموضوع ده ولما هشوف اخوكي ايان هنشوف هنعمل ايه لو كده تبقي تنزلي عنده في القاهرة بس اوعاكي تجي اهنه سامعة..
قالت باستسلام
_القاهرة القاهرة المهم انزل مصر.
وأغلقت الهاتف معها وظنها بأن بابتعاد ابنتها ستضمن لها امانا مخادع لا تعلم بأنها ستكون الورقة الرابحة التي ستنهي العداء بين العائلتين!
......... يتبع......
حملهاأحمد بين يديه ثم أسرع بها للأعلى فطرق على باب الشقة عدة مرات حتى أسرعت حور بفتحه فجحظت عينيها على مصرعيها حينما وجدتها فاقدة الوعي فأسرعت تجاهها تحرك وجهها وهي تتساءل بقلق
_في أيه يا أحمد
قال وهو يتجه لغرفةروجينا ليضعها على الفراش
_معرفش أنا
متابعة القراءة