الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


عليها وهي تجيبه بثبات زائف 
_لا أنا بس زعلانه عشان هسيب بابا وماما.. 
رفع آسر يديه ليحتضن بها يدها ثم قال بحنان 
_ليه هو أنا همنعك عنهم عمر ده ما هيحصل أبدا الوقت اللي تحبي تجيلهم فيه تعالي حتى لو هتيجي كل يوم.. 
رسمت ابتسامة فاترة رغم دموعها التي هبطت رغما عنها فسمح لنفسه تلك 

المرة بمسحها وهو يردد بحب 
_أنا مش عايز أشوف غير ابتسامتك تاني فاهمة 
منحته إبتسامة صغيرة ومازال دمعها يتلألأ بعينيها فشعر آسر بحاجتها للبكاء فاقترب منها وعينيه تراقب رد فعلها بتركيز ثم أسند جبهته على جبهتها ليهمس جوار أذنيها بحب 
_عمري ما هعمل حاجة تزعلك أبدا ولو زيارتك لوالدتك هتفرحك هسيبك تروحي كل يوم صدقيني. 
رفعت عينيها تجاهه فحاربت عواصف فريدة من نوعها شعر آسر بأنها ترتجف بقوة فجذب يدها ليقربها اليه حتى ضمھا لصدره تبلد جسدها بعواصف يصعب وصفها ولكن أهمهما بأنها لم تتضرر من احتضانه لها بل تمنت لو ظل العمر بأكمله هكذا فكانت مشتتة للغاية تختبر مشاعر مختلفة أذنيها تلتقط صوت نبضات قلبه التي منحتها الطمأنينة والغريب بالأمر أنها لم تحاول حتى إبعاده بل غفلت بإحضانه تستئنس احساس الأمان الشي شعرت به فسحبها النوم بدفء أحضانه بعدما قضت الليل من دون نوم استغل آسر قبولها لحضنه حصن لها فرفع خصلة من خصلات شعرها المتدلي من خلف حجابها الموضوع بإهمال ثم شم عبيرها وعينيه مغلقة بقوة باتت بأحضانه بتلك اللحظة هل كان يتوقع حدوث ذلك ظل آسر يحتضنها حتى مرت أكثر من أربع ساعات أعدت فيهما والدتها الطعام وحينما ولجت للغرفة وجدت ابنتها غافلة بأحضانه فقالت بخجل 
_يلا يا حبيبي الفطار جاهز صحي تسنيم عشان تفطروا. 
رد عليها بابتسامة هادئة 
_لا سبيها تنام عشان تكون فايقة بليل.. 
ابتسمت وهي تردد 
_بس على الاقل تاكل لقمة. 
قال ويديه تربت على وجهها 
_لما تصحى إبقي اعملي اللي يريحك.. 
ابتسمت وهي تراقبه من بعبد خاصة بعد أن رفض تناول الطعام وفضل البقاء لجوارها حتى استيقظت من غفلتها بعد ساعات طويلة فوجدت ذاتها مازالت غافلة فتساءلت پصدمة 
_يا خبر أنا نمت إزاي! 
ابتسم وهو يجيبها بمكر 
_السؤال ده تسأليه لنفسك عموما أحسن حاجة عشان تبقي فايقة بليل.. 
منحته ابتسامة مشرقة ثم استأن بالانصراف بعدما اتطمئن عليها.. 
توافد الجميع على منزل الغريس فاليوم هو بداية لفرحة الغد نصبت خيمة كبيرة أمام منزل كبير الدهاشنة وضع بها طعاما ولحوما استقبالا لتلك المناسبة الهامة فعمت الالحان ثرايا القصر بأكمله ليشارك الشباب الفرحة حينما نهضوا كلاهما ليتبادلون الرقص الشرقي مع العريس وجولات متعددة باستخدام العصا وبالأخصبدر وآسر فكان كلا منهما يتألق بجلباب صعيدي من اللون الأبيض وعمة وضعها فهد بنفسه على رؤسائهم وكأنه يعزز من مقدرهما أمام الناس.. 
تسللت تالين على سطح المنزل

ثم اخذت تلتقط فيديوهات خلسة لرقص الشباب جميعا حتى فهد وسليم وعمر شاركوهما الرقص بالعصا انتهت تالين من التصوير ثم هبطت للفتيات التي تستعد للتحرك لحنة العروس لتشير لحور بهاتفها بخبث 
_كله تمام يا ريس اتصوروا كلهم.. 
قالت بفرحة هي الاخيرة 
_كويس عشان نتفرج كلنا هناك.. 
وتحركوا جميعا لمنزل تسنيم حيث كان يضم احتفال نسائيا صغير فاجتمعت الفتيات بصحبة رؤى في غرفة تسنيم ليعرض من امامهما حفل الحنة الخاص بالشباب فرأت كلا منهما معشوقها وهو يتألق برادئه الذي زاد من وسامته وبعض من مقاطع الفيديو لرقصاتهم الرجولية التي كانت اغلبها تعتمد على الرقص بالعصا لتبرز قوة بنيتهم واستعراضها امام حشد هائل من الرجال بمبارزة اعتمدت على العصا.. 
كانت الاجواء بالمنزلين يغمرها الفرح والسعادة نقيض قلب روجينا المكسور غمرها حزنا قاتم فجلست بمفردها شاردة حائرة بعدما تلقت اتصالا هاتفيا من احد المعامل بالقاهرة فقد روادتها بعض الشكوك قبل سفرها بأيام لذا اردت قطعها فتوجهت لاحدى المعامل واجرت إختبار يخص الحمل وربما التهائها بامور السفر انساها الذهاب لمعرفة النتيجة فتذكرتها حينما غلبها حالة متكررة من الغيثان الصباحي لذا اتصلت بهما هاتفيا ليأكدوا لها صدق شكوكها وانها بالفعل حامل بأسبوعين!... 
تحمل الان ببطنها مصيرا مجهول سيقيد العائلتين بدمار لا حد من نهايته سوى بيد شخصا واحد ترى هل سيكون سبب في نجاتها أما هلاكها!... 
......... يتبع.............. 
الدهاشنة.... بقلمي_ملكة_الابداع_آية_محمد_رفعت.. 
______
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة....صراع_السلطة_والكبرياء.. 
الفصل_التاسع_والعشرون. 
إهداء خاص للقارئة الجميلةأمنية إسماعيل بشكرك على دعمك الدائم لي وبتمنى أكون دائما عند حسن الظن.. 
اليوم شهد منزل الكبير واجب ضيافة طال فقراء البلد وأهلها بأكملها فاليوم هو حفل زفاف ابنه الوحيد ووريثه من بعده فكان الجميع يستعد لتلك المناسبة الهامة وخاصة حينما أسدل الليل بجلبابه الأسود المعتم فأنارت الأضواء المحاطة بالمنزل لتشع نور ببهجة ألوانها فنصبت خيمة الرجال أمام المنزل وبالداخل كانت النساء تلتف حول منصة صغيرة وضع بها مقعدين للعروستين وعلى أول أريكة جلست الحاجة هنية في إستقبالهن ولجوارها نساء منزل الكبير.. 
أما بالأعلى.. 
فكانت تالين مشغولة للغاية بتزين رؤى وتسنيم حتى حور عاونتهم على إرتداء الفستان الأبيض فإبتسمت وهي تتأمل لمسات تالين الاخيرة لصديقتها ثم قالت بإعجاب 
_ما شاءالله قمر يا روح قلبي. 
لاحظت توترها المتخفي خلف إبتسامتها المصطنعة فشددت على يدها وهي تهمس لها جوار أذنيها 
_إهدي يا تسنيم إنتي النهاردة عروسة وبتتزفي للإنسان اللي بتحبيه إرمي كل حاجة ورا دهرك وإفرحي الليلة دي مش هتتعوض تاني يا حبيبتي.. 
حبست دمعاتها خلف قفص وحجبته بقفل سميك تمنت من كل قلبها أن يمر هذا اليوم بسلام فألتقطت نفسا مطولا ثم زفرته على مهل وظلت تكرر ما تفعله علها تمنح الهدوء والسکينة لجسدها المسكين. 
آنتهت تالين من وضع اللمسات الاخيرة لشقيقتها الصغرى فأشارت لها على المرآة قائلة 
_خلصت قومي بصي كده. 
نهضت عن محلها ثم وقفت مقابل المرآة المطولة لتلقي نظرة متفحصة على زينتها وفستانها الرقيق فلمعت عينيها بالدموع لا تعلم دموع الفرح أم حزنا لأنها بنظرها لا تستحق فستان ولا زفاف هكذا ولا تستحقه هو ولكنها تحاول تصديق حبه المخلص لها أفاقت من شرودها على صوت تسنيم التي قالت بإبتسامتها الساحرة 
_قمورة يا رؤى الميكب رقيق وتحفة. 
منحتها إبتسامة مشرقة ثم قالت 
_وإنتي كمان جميلة أوي يا حبيبتي. 
إكتفت برسم ابتسامة صغيرة فإنتبهوا سويا لدقات باب الغرفة المزعجة ففتحت حور الباب نصف فتحة حرصا على عدم رؤية العروس في تلك اللحظة فوجدت ماسة تقف من أمامها ففتحت الباب وهي تشير لها بضحكة مشرقة 
_تعالي يا ماسة. 
ولجت للداخل سريعا فوزعت نظراتها بينهما بتفحص ثم قالت بحزن 
_أنا عايزة ألبس وأحط مكياج زيهم. 
تعالت ضحكاتهن سويا فإقتربت منهاتالين لتضمها إليها ثم قالت في حنان 
_بس كده أنا هلبسك أحلى فستان وهعملك مكيب محصلش. 
وبالفعل أسرعت لحقائبها ثم إختارت لها فستان من اللون الأبيض ضيق من الصدر ويتسع من الأسفل بسيط لا يحمل الكثير من التفاصيل فعاونتها على ارتدائه ثم جعلتها تجلس على المقعد القريب منها لتزينها بحرفية ثم تركت خصلات شعرها البني تنسدل من خلفها في حرية تعلقت نظراتهن بها بإعجاب شديد فماسة تمتلك جمالا مميزا من يرأها يتعلق بها من شدة جمالها وخاصة بالحالة التي زادتها براءة وطفولية تركت مقعدها وأسرعت لتقف أمام المرآة فصفقت بيدها وهي تردد بفرحة 
_الله أنا بقيت شكل العروسة! 
ردت عليها تسنيم بحب 
_وأحلى عروسة في الدنيا كلها ما تنزلي تقعدي مكانا وتبقي كسبتي فينا ثواب يا ماستي. 
ضحكت وهي تشير إليها بمرح 
_لا أنا هقعد جنب يحيى هروح أوريله الفستان الجميل ده. 
وركضت لتخرج من الغرفة فأسرعت حور خلفها ثم جذبت يدها برفق لتشدد عليها 
_إطلعي براحة يا ماسة مش قولنالك انك متجريش كده تاني عشان متتعبيش! 
أومأت برأسها وهي تردد بتذكر 
_ماشي مش هجري تاني.. 
مسدت على ظهرها بإبتسامة هادئة 
_برافو يا ماسة.. 
غادرت من أمام أعينهم فقالت رؤى بحزن 
_طب ولحد أمته هتفضلوا مخبين عليها حكاية الحمل دي بكره بطنها هتكبر وهتبتدي تسأل! 
ردت عليها حور پقهر 
_مش عارفة والله يا رؤى بس يحيى أكيد هيتصرف ومش هيسكت. 
إنتهت تالين من إرتداء ملابسها ثم قالت 
_ها يا بنات أيه رأيكم 
قالت رؤى بمرح 
_نص نص... مش بطال يعني بالمصري. 
جحظت عينيها وهي تتطلع لنفسها بالمرآة پصدمة 
_كل ده ونص نص انتي هبلة صح... 
واستدارت تجاه تسنيم ثم سألتها بإهتمام 
_قوليلي انتي يا تسنيم أنا بثق في رأيك.. 
قالت من وسط ضحكاتها 
_قمر اللهم بارك.. سيبك من البت دي. 
ابتسمت حور ثم قالت بخبث 
_بلاش تحبطيها يا بنتي خطيبها لازم يشوفها في أحسن حال ولا ايه! 
أحمرت وجنتها خجلا فرددت بإرتباك 
_لسه مبقاش خطيبي على فكرة وبعدين أنا بهتم بنفسي مش عشانه عشاني.. 
همست رؤى بمكر 
_لا مصدقين.. 
حاولت تالين التهرب منهن فقالت بإستغراب 
_أمال فين روجينا مختفية من الصبح 
بغرفة روجينا.. 
خرجت من حمام غرفتها تحاول الإستناد على أي شيء يقابلها فالدوار بهاجمها بعدما انتهت من التقيؤ للمرة الثالثة فجلست على الفراش تجفف فمها ثم جذبت هاتفها لتطلبه للمرة الرابعة فما أن أجابها حتى قالت بلهفة 
_ أيان أنت فين بحاول اوصلك من الصبح مش بترد عليا ليه! 
أتاها رده الغير مهتم بمعرفة ما بها 
_قولتلك أنا مشغول اليومين دول ومش كل شوية هبررلك! 
أسرعت بالحديث قبل أن يغلق الهاتف مثلما يفعل دوما
_ أيان أنا حامل وانت لازم تتصرف قبل ما أبويا أو حد من أهلي يعرفوا بالکاړثة دي. 
لم يأتيها ردا منه ولكنها مازالت تستمع لصوت نفسه الذي يوضح لها سماعه لها فعادت لتخبره پبكاء 
_أرجوك متتخلاش عني أنت عارف كويس أنا مين وبنت مين مركز بابا حساس يا أيان لازم نتصرف بسرعة وآآ.. 
انقطع حديثها في صدمة حينما أغلق الهاتف دق قلبها بصعوبة وكأنها تختنق رويدا رويدا فحاولت أن تهدأ من روعها وتصدق بالإجبار بأنه عيب في الشبكة لا أكثر من ذلك فعادت لطلبه من جديد ولكنها تفاجآت بهاتفه مغلق! 
أغلق الهاتف ثم فككه ليخرج منه الشريحة ومن ثم كسرها بيديه ليلقيها بسلة المهملات ليرتخي بجسده على مقعده الأسود وهو يدور به بإبتسامة ارتسمت بها معاني الشړ جميعا لتجعله يهاب هذا العقل المخيف طاف بالمقعد وهو يشعر بسلام نفسي رهيب فقال بصوت هامس 
_اللعب بدأ وعلى

تقيل يا فهد.. 
بغرفة يحيى
إنتهى أخيرا من إرتداء الجلباب الرمادي ثم وضع العمامة التي صنعها إليه والده خصيصا لعدم تمكنه من صنعها فوضعها على رأسه بحرص من أن لا تتفكك من جديد ثم نثر البرفنيوم الخاص به ليلقي نظرة متفحصة على نفسه قبل أن يتجه ليغادر غرفته فما أن فتح باب غرفته حتى وجد أميرة هاربة من رواية خيالية تسحره بما إمتلكته من شباك لتوقع به وهو لم يحتملربما لانه من الأساس يذوب عشقا بها تصنم يحيى محله وهو يرأها تقف من أمامه بفستان أبيض ساحر تلتف به من حوله بإبتسامة سلبت ما به من عقل ظلت تدور وتدور وهي شاردا محله حتى إصطدمت به فعاونه إرتداد جسده على العودة لواقعه فإستمع لسؤالها المتكرر 
_أيه رأيك بالفستان
 

تم نسخ الرابط