الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
ولا أيه..
والقى الوسادة تجاهها وهي يسترسل ساخرا
_ميكي ماوس! أنا حاسس إني داخل أوضة طفلة عندها خمس سنين!
جذبت الوسادة ونظرات تتوعد له فاقتربت منه قائلة بعصبية
_عجباني..
رد بصوت رخيم أذهب عقلها
_وأنتي كمان عجباني بجنانك ده..
ابتسمت على استحياء ثم كادت بالعودة لمحلها فقيدها لتظل محلها من ثم احتضن وجنتها بيديه لتقترب منه أكثر واستطرد بعشق
انخضعت له وتركته يخطف روحها العاشقة عله بذلك ېحطم أخر حاجز بينهما فقد عاد ليسترجع عشقها الذي كاد بأن يفقده عاد ليخلد لحظاتها لتصبح خاصة لسواهما..
بغرفة آسر..
كان ينعش ذاته بحمام دافئ حينما انقطعت الكهرباء فأغلق الدوش وهو يناديها بقلق
_تسنيم!
عدم سماعه لردها جعل قلقه يزداد فجذب المنشفة ليعقدها من حوله وخرج للغرفة سريعا يبحث عنها فتفاجئ بالكهرباء تعمل بالخارج نادها بصوت أعلى
انتبه آسر لعدة أسهم على الأرض صنعت من دوائر الشمع الملون تتجه للشرفة فجذب بنطاله الموضوع على الفراش ثم ارتدائه واتجه للشرفة فوجد طاولة صغيرة تحمل قالب من الكعك ويحمل عدة ألواح صغيرة على كلا منهما صورة لهما سويا وشمعتين تحملان رقم تسعة وعشرون تجعد حاجبيه بذهول وهو يخمن كناية التاريخ المدون فابتسم لما تحضره له معشوقة قلبه أغلق آسر عينيه بتلذذ عجيب حينما تسللت رائحتها لأنفه فعلم بأنها تختبئ بمكان قريبا منه فاتجهت عينيه صوب الستائر التي تفصل بين الشباك المعدني الذي يحيط بشرفته ليمنحهما مساحة خاصة فرفع الستار ليتفاجئ بها من خلفه انعقد لسانه وهو يتأملها بذلك الفستان الساحر الذي يراه على أغلب الفتيات العاريات ترتديه له زوجته لأجله هو فمن قال بأنه محرم علينا ارتداء مثل تلك الفساتين ولكن لمن سترتديه ... أتريدين أن يراك بها كل رجلا وكأنك سلعة مباحة للجميع أم أنك ثمينة ولا تخصي سوى رجلا واحد زوجا لك.. يصونك عن الأعين ويحميكي كالجوهرة نادرة الوجود!!
_أيه الجمال ده كله!
جاهدت لمحاربة خجلها وهي تجيبه بتهرب
_أنا عارفة انكم مش بتحتفلوا بأعياد الميلاد بس ده احتفال صغير وخاص بينا..
رفع يديه ليزيح شعرها للخلف ثم قال بابتسامة مشاكسة
_ملحقتش افرح انك اتجرأتي أخيرا وعايزة تفاجئيني بتهربي كعادتك.
_آآ... أنا جايبالك هدية تحب تشوفها..
وتركته وأسرعت للطاولة فمرر يديه بين خصلات شعره وهو يتابعها بهيام فعادت له بهدية صغيرة ملفوفة بشريط أبيض فتحه آسر ليجد نوت صغير ففتحه ليجد بأول ورقاته
كل سنة وأنت معايا..
لف ورقاتها ليقرأ الثانية
أبعد النوت ليجد محفظة من الجلد وساعة أنيقة وحزام من نفس لون المحفظة كانت هدية بسيطة وليست باهظة الثمن ولكنها عنت له الكثير يكفيها تذكر عيد ميلاده وادخرها من مصروفها الضئيل فطوال تلك المدة كان الجميع يهمل زوجاتهم واحتياجتهم كل ما يشغل تفكيرهم الانتهاء من بناء المنزل الذي سيأويهم أولا ترك آسر العلبة على الطاولة ثم جذب يدها وطبع قبلة رقيقة على أصابعها وهو يهمس بنبرته الذكورية الجذابة
_شكرا لإني في بالك وعلى طول فاكراني..
ثم ضمھا إليه ليلامس بشفتيه جبهتها فمنحها قبلة اخرى وكلماته تخرج ببطء
_بأحبك..
ثم حركها ليتجه بها للكست الصغير فتح أزرره ليغدو أحد أغانيه الهادئة فتميل بها بحرافية وضعت تسنيم رأسها على كتفيه ولكنه رفض ذلك فأبعدها عنه وأجبرها على التطلع لعينيه العاشقة تاهت بهما وخاطبته بما أخفته هي.. وصاحت بصوت يئن عشقا له.. فهمسة اللقاء تترك القلب يئن لوعة لرؤياك.. فأخبرني كيف السبيل للنجاة وقد ڠرقت سفينتي بين أمواج عشقك السرمدي وحينما تهفو تلك النسمة العابرة فتحتضن قلبي البائسأراها تهمس بلوعة العشق الذي يذبح فؤادي فترى هل ستكون البلسم لفؤاد بات متعطش لحنان لمسة يديك أم ستكن أنت جلادي!
أجابها الآسر بنظراته الدافئة فبات يجيب على ما سددته من اټهامات خاطبتها عينيه فأجابتها بعشق..
جلاد.. هل عشقي لك قسۏة!.. بلي أنا أحبك وأحب أن يميزك حبي فلطالما كنتي الهواء الذي ينعشني أنا بدونك بائس وكأني فقدت كل شيء يجعل قلبي ينبض للحياة فأخبريني هل هناك حياة بدونك... لا عزيزتي بل أنتي حياة لقلبي وروحي وعشقي...
سحبت تسنيم عينيها عنه ثم انخفضت برأسها لتحتضنه فانخفض ليضع رأسها على رقبتها ويديه ټحتضنها بتملك فخرج صوتها منخفض وهي تقول
_أنا عرفت النهاردة نوع الجنين..
اتاها صمت مطول فلم تستمع سوى صوت انفاسه العالية فتساءلت بفضول
_يعني مش عايز تعرف هيجيلك ايه
فتح عينيه ليقابل نظراتها المهتمة لسماع ما سيقول فقال بابتسامة فتاكة
_يونس مع اني كان نفسي في بنوتة شبهك بس كل اللي يجبه ربنا كويس.
تساءلت بدهشة
_عرفت منين..
وضع يديه على بطنها المنتفخة وهو يجيبها بعاطفة
_احساسي..
ثم اقترب ليحملها اليه
_زي ما عيونك بتقول كلام كتير انتي مش قادرة تقوليه..
ثم ابتسم بخبث وهو يدنو منها
_وانتي كمان وحشتيني..
صدمت من قراءته المبالغ بها لعصارة افكارها فلم يمنحها حتى وقتا للاستيعاب بل عرقل قدميها لتنزلق معه عبر شراع مركبهما الخاص فاصطحبها رويدا رويدا حتى سلمته قلبها وحبها...
غاب القمر عن عرشه حياء واعتلت الشمس محله لتتبختر بردائها الذهبي الساطع فقد تتابعا على الحكم سبعة أيام متتالية وقد حان
وقت الاستعداد لعودة كبير المغازية لسراياه فامتلأت السيارات بالفواكه والكثير من الاطعمة المختلفة خيرا وفير من سرايا فهد الدهشان وهدايا قيمة تتابع ابنته في عودتها ليكن أول جزء من رد الاعتبار لها فصعدت روجينا لسيارة آيان وظلت بانتظار عودته فاصطحبه آسر للاسطبل فسأله آيان باستغراب
_جايبني هنا ليه
ابتسم آسر وهو يشاكسه بحديثه
_مستعجل على الرجوع اوي كده ليه!
قال بفرحة لمسها بنبرته
_ومستعجلش ليه اخيرا رجعت منتصر ومعايا مراتي..
رفع حاجبيه بعنجهية
_وكل ده اتحقق بفضل مساعدتي ولا هتنكر..
ضحك آيان وهو يشير له باستسلام
_مقدرش يا كبير..
مرر آسر يديه على ظهر همام بحنان ومن ثم تطلع لآيان وبنظرة جادة شملت معنى عتيق لصداقة وأخوة قال
_نادتك هنا عشان اقدملك هديتي..
ضيق عينيه وهو يتساءل باستغراب
_هدية أيه!
أشار بعينيه لفرسه
_همام ومهجة...
كانت صدمة لآيان الذي ردد بذهول
_ازاي وأنت بتعزهم جدا..
ابتسم وهو يربت على كتفيه
_بس بعزك أكتر منهم ثم اني هديتي ليك بتأكدلك مكانتك عندي ولا أيه
منحه بسمة صافية ثم التقط منه اللجام
_دي أحلى هدية جاتلي في حياتي أنا على الرغم من حبي للخيل بس عمري ما فكرت أحتفظ بيهم..
عدل آسر من قميصه الغير مرتب وهو يرد عليه
_واهي جتلك..
ثم اتجه لبرق ليشير اليه
_ده مقدرش افرط فيه لان تسنيم متعلقة بيه جدا يرضيك اخد تذكرة لعشماوي..
تعالت ضحكاته فشاركه الاخير بمرح واتبعه للسيارة فوجد فهد ينتظره فما ان دنى منه حتى قال بصرامة تعمد جعلها جادة للغاية
_بنتي في عينك اوعاك تزعلها ولا تخلي اللي فات يتعاد..
قدر خوفه على ابنته حتى وان كان يثق به فقال بتهذب
_أفيدها بحياتي وانت عارف ده..
منحه ابتسامة حملت بالثقة ومن ثم سمح له بالمغادرة فصعد للسيارة التي تحركت بهما للسرايا...
بسرايا المغازية
زينت السرايا بأنوار علقت على أسوارها استقبالا لزوجة كبيرهما بعد تلاقي الامر صريح منه فالرجل هو من يملك زمام الأمور المتعلقة بالمعاملة الكريمة من أهل زوجها إن شعروا باهميتها وحبه لها يحترمها الجميع خشية منه وإن وجدوه ېهينها ويهدر كرامتها دعسوها قبل أن يفعل هو وقد أعاد لها آيان ما سلبه منها من قبل فاجتمع الجميع بالسرايا استقبالا لها وبعد عدة دقائق وصلت السيارة للداخل فانتباها وخزة عڼيفة ضړبت قلبها الذي ارتجف خوفا لتلك الذكريات التي عانتها بالداخل فشعر بها آيان فتسللت يديه لتحتضن يدها وأصر الدخول بها ويديه تتمسك بها بقوة فما أن خرجت من السيارة حتى شددت من يديه وهي تتطلع للدرج الجانبي الذي فقدت على درجاته جنينها فهاجمتها عاصفة من الخۏف أن يعاد ما واجهته هنا مجددا ولكنها اندهشت حينما رأت فاتن تخرج بذاتها لاستقبالها بعينين دامعتين فاقتربت منها وبدون اي سابق انذار احتضنتها وهي تردد پبكاء استطاعت روجينا التماس صدقه
_حقك عليا يا بتي أني كنت السبب في كل اللي انتي عشتيه..
ثم ابتعدت عنها لتتطلع لها وهي تستطرد بندم
_يعلم ربنا اني ندمت على اللي عملته فيكي وربنا خدلك حقك مني..
ثم ازاحت دموعها وهي تشير لها بالدخول
_خشي بيتك واعتبريني زي امك من اللحظة دي..
أحيانا الكلمات لا تكفي لزرع الآمان ولكن وجود آيان لجوارها جعلها تشعر بالاطمئنان فولجت للداخل ووجدت ناهظ باستقبالها فاحتضنتها بفرحة وهي تردد بسعادة
_وحشتيني اووي..
منحتها ابتسامة مشرقة وهي تؤكد لها
_وانتي كمان والله وحشتيني اوي..
كادت باتباعها للغرفة الجانبيه فاوقفها آيان بعدما لف ذراعيه حول كتفي زوجته
_حيلك واخدها وراحه على فين دي مراتي يا حبيبتي يعني قبل ما تخطي خطوة بيها تستأذنيني.. مش كده ولا ايه يا فتون
أتت فاتن من خلفه على الفور تجيبه
_كده ونص.. همله اخوكي في حاله يا بت..
مطت شفتيها بضيق
_كده بتبعيني عشان ابنك ومراته.
ضحكوا سويا فامتلأت عين فاتن بالدموع وضمته اليها وهي تردد پانكسار
_وحشتني يا حبة عيني السرايا ملهاش حس من غيرك..
أمسك يدها ثم طبع قبلة حنونة على كفها قائلا
_خلاص رجعت ومعتش هيكون في بعد تاني.
ربتت على ظهره ثم قالت
_خد مرتك واطلعوا ريحوا في جناحكم شوية زمانها راجعة تعبانه من المشوار
أومأ برأسه اليها ثم أشار لروجينا التي كفت عن الحديث الجانبي بصحبة ناهد ثم لحقت به للاعلى فخشيت ان ترى جناحها الكئيب من جديد ولكنها تفاجئت به يسلك طريقا مختلف عن غرفته فما أن فتح باب الغرفة حتى ابتهج صدرها لرؤية اللون الوردي يحتضن حوائطها حتى أساسها بنفس لونها المفضل فاتجهت نظراتها اليه فغمز لها برومادية عينيه
_عشان تعرفي اني بحبك بس!
ضحكت وهي تهرول لاحضانه فډفنها بسن اضلاعه بتملك ثم همس لها
_ولسه اوضة الاميرة اللي هتشرفنا دي.
رفعت رأسها بحماس اليه فأشار على الباب الجانبي للغرفة فاتجهت اليه بدهشة فكانت تظنه باب الحمام ببداية الامر ولكنه باب سري للغرفة الصغيرة التابعة اليه ولجت روجينا للداخل بإعجاب شديد فادمعت عينيها شوقا لرؤية ابنتها الصغيرة فتعلقت نظراتها بالسرير الصغير المتحرك فهزته بتسلية وقف ايان من جوارها وهو يتأمل فرحتها بهيام فاتجهت نظراتها اليه ثم قالت بنبرة مفعمة بالعاطفة
_انت عارف اني بأحبك..
هز رأسه وهو يجذبها اليه فضمھا وهو يخبرها بخشونة نبرته المغرية
_أنا بعشقك..
أحببتك... فعشقتك... فتمنيت المۏت بأحضانك... وبات حبك كالخمر الذي يثملني كلما أتجرع من ڤيثارة
متابعة القراءة