الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
عليها نومها المريح ففتحت المصباح المجاور لفراشها ثم استقامت بجلستها وفتحت درج الكومود لتجذب المرهم الطبي الذي دونته لها الطبيبة فحاولت جاهدة رفع قدميها عن الأرض قليلا لتتمكن من وضع المرهم عليها فتأوهت ألما حينما تقلصت معدتها جراء جلستها الغير مريحة فأغلقت عينيها ألما ثم أخفضتهما سريعا وهي تئن بۏجع فشعرت بيد تفرك قدميها برفق وحينما فتحت عينيها وجدته ينحني أرضا أسفل قدميها يوزع بيديه المرهم على قدميها سحبت ماسة ساقيها بعيدا عنه وهي تردد بخجل
جذب قدميها إليه مجددا ثم قال وهو يفرك برفق بين أصابع قدميها
_مفيش فرق بيني وبينك يا حبيبتي. .
أعادت رأسها للوسادة براحة بدأت تشعر بها بعدما خفف ألم قدميها فغفت رغما عنها من فرط الإرهاق على أمل الاستيقاظ بعد ساعة من الآن لأداء صلاة الفجر وحينها دق المنبه الخاص بها فأنزعجت معالمها وقبل أن يصل ذراعيها للساعة الصغيرة المقابلة لرأسها كانت يديه الأسرع لها فأطفئ المنبه حرصا منه أن تنال قسطا أخر من الراحة ولكنها كانت قد استيقظت بالفعل جحظت عين ماسة في صدمة حينما وجدته مازال يجلس جوارها ويدلك قدميها بعد فاتكأت بمعصمها لتستقيم بجلستها ثم تساءلت بذهول
وقبل أن يجيبها قالت بحرج
_أنا ازاي محستش انك لسه صاحي لحد دلوقتي!! أنا والله من كتر التعب محستش بنفسي حقك عليا..
ضم وجهها بين كف يديه وأجلى أحباله الصوتية قائلا
_راحتك هي راحتي ليه مش قادرة تستوعبي ده!
أدمعت عينيها بالدموع تأثرا لكلماته ولما يحرص دائما على فعله فرفعت أصابعها تحتضن يده ثم قربتها لتطبع قبلات رقيقة على كف يده تعالت صوت أنفاسه التي تجاهد ذاك الشعور القوي الذي يهاجمه في قربها منه وما زاد مشقته حينما همس صوتها الرقيق بشجن
قرب رأسها إليه ليعانقها بين أضلعه وهو يتودد لها بعشق
_حبك نقطة في بحر حبي ليكي يا ماسة وجودك جنبي رد فيا الروح بعد كل العڈاب ده..
ثم رفع وجهها مقابله وشفتيه تمنحها أجمل ابتسامة وتردد بكلمة خطڤتها
_بحب كل حاجة فيكي عيونك... وقلبك... وروحك...أنتي هوسي..
بغرفة أحمد
تسلل پخوف من أن تشعر به حور فحينها سيحدث ما لا يحمد عليه وخاصة بأنه يعلم استيائها من تأخيره بالعودة فما أن أقترب من الفراش حتى أضاءت الضوء ليتمكن من رؤيتها وهي تترقب عودته بنظرات لا تنذر بالخير فترك حذائه أرضا ثم قال باستسلام
نهضت حور عن الفراش ثم دنت لتقف مقابله وهي تخبره بغيظ
_يعني أنت بتفضلهم عليا يا أحمد وأنا من الصبح قايلالك اني عايزاك في موضوع مهم. بقى دي
أخرتها
اقترب منها وهو يقول بابتسامة ماكرة
_أيه ده شامم ريحة غيرة لأول مرة أشمها.
_هغير من مين اللي مضايقني انك مقدوننيش ولا قدرت إني عايزة أتكلم معاك..
رد عليها بهدوء
_خلاص مختلفناش أنا رجعت أهو وجاهز أسمع اللي عايزة تقوليه..
لعقت شفتيها بارتباك وكأنها لا تعلم من أين ستخبره فرددت بتوتر وهي تدنو من المقعد المقابل للشرفة
_آآ... أصل.. أنا... يعني..
اتبعها ثم جلس على المقعد المجاور لها ليتساءل بدهشة
_أصل أيه ما تتكلمي!
رددت بعصبية بالغة
_ما أنا بحاول أتكلم أهو الله..
انكمشت تعابيره بدهشة من صوتها المرتفع الذي يعهده لأول مرة فقالت بتوتر
_أنا مش قصدي اعلي صوتي والله بس أنا حقيقب مرتبكة ومش عارفة أقولك أيه..
رد عليها بحيرة
_ليه كل ده.. هو أكيد في کاړثة صح!
ابتسمت وهي تشير له نافية
_لا مش للدرجادي..
والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبره
_أنا الفترة اللي فاتت كنت بحس بحاجات غريبة ولما اتكلمت مع تسنيم شكت اني حامل والنهاردة عملنا الاختبار وفعلا طلعت شكوكها صح..
انهت كلماتها وهي تراقب ردة فعله على استحياء فوجدته مصډوم مما استمع اليه وخاصة حينما ظن ببدء الامر بأنها ارتكبت خطأ ڤاضح فترددها بالحديث أذهب عقله لتفكير بعيد وزع أحمد نظراته بين عينيها تارة وبطنها تارة أخرى ثم قال بتشتت
_متأكدة
ردة فعله أحبطتها نوعا ما فأومأت برأسها وهي تجيبه
_أيوه متأك.....
بترت كلماتها حينما حملها بين ذراعيه وهو يطوف بها بفرحة وصوت ضحكاته تطرب آذانها فلأول مرة ترآه سعيدا بتلك الدرجة وخاصة حينما قال
_ده أحلى خبر سمعته بعد خبر جوازي منك.... أنتي ډخلتي السعادة وكل شيء جميل لحياااتي..
تشبثت برقبته وهي تصيح به
_نزلني طيب..
أخفض ذراعيه ليضعها أرضا ثم طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يردد بفرحة
_ربنا يكملنا فرحتنا على خير ويفرحني ببنوتة قمورة زيك كده..
ثم ابتعد عنها وهو يهرول تجاه الباب فاتجهت خلفه وهي تتساءل باستغراب
_رايح فين
قال وهو يغلق الباب من خلفه
_هقول لبابا وماما... لا للبيت كله..
لحقت به وهي تشير له پصدمة
_الوقت متأخر يا أحمد!
قال دون مبالاة
_يصحوا مش هيجرى حاجة..
أغلقت الباب من خلفه وهي تردد بابتسامة مشرقة
_اتجنن لما سمع الخبر ده ولا أيه!
بغرفة عمر
طرقات الباب كانت مزعجة بالدرجة التي ايقظت كلا منهما فقالت ريم بقلق
_مين اللي هيخبط علينا السعادي يا عمرلتكون ماسة جرالها حاجة..
ربت على يدها وهو يخبرها
_اتفائلي بالخير يا حبيبتي هقوم أشوف مين..
وبالفعل نهض من جوارها ليدنو من الباب فما أن فتحه حتى اندفع أحمد تجاهه قائلا بابتسامة واسعة
_آسف اني صحكتم بس عايزاكم في حاجة مهمه..
نهضت ريم عن الفراش ثم أسرعت تجاهه وهي تتساءل پخوف
_أختك كويسة!
أجابها على الفور
_ماسة بخير بس اللي عايزكم فيه يتعلق بيا أنا..خبر من الأخر يعني..
ردد عمر بذهول
_خبر أيه السعادي يا ابني.. ميستناش لبكره
هز رأسه نافيا فزفر عمر بضيق
_طب قول وخلصني في ليلتك الغريبة دي..
قال وهو يعدل من قميصه بعنجهية
_بالصلاة على النبي كده يا حاج ابنك هيبقى أب وهيخليك جد معاه..
ابتسم عمر بفرحة بينما ضمته ريم ثم قالت بفرحة
_ما شاء الله الف مبرووك يا حبيبي ربنا يكملها على خير ويشرفنا على الكامل يا رب..
منحها ابتسامة هادئة وهو يردد بتمني
_يارب يا ماما..
لف عمر ذراعيه حول كتفه ثم قال
_الف مبروك يا أحمد الف مبروك يا حبيبي..
ثم جذبه للخارج ليغلق الباب من خلفه فضيق عينيه باستغراب وخاصة حينما قال عمر بابتسامة مصطنعة
_اكتم بقى فرحتك جواك للصبح وبعد كده نبقى نفرح البيت كله معانا بلاش تصحي حد تاني كفايا إحنا أصل أنا عارفك لما بتفرح بتحب الدنيا كلها تعرف ايه اللي مفرحك.
رفع حاجبيه ساخرا
_دي طريقة تعاملني بيها بعد ما قولتلك انك هتبقى جد
ضحك عمر ثم همس له بخبث
_كنت عارف على فكرة الخبر مش جديد عليا..
حك مقدمة رأسه بحيرة
_عرفت منين!
أجابه قائلا
_ماسة قالتلي..
ثم أشار له على الدرج ليسترسل بمزح
_أنت عارف السلم ده هيطلعك فين صح
حدجه بنظرة ضيق ثم تركه واتجه للدرج وهو يقول
_عارف.. تصبح على خير يا حاج.
ضحك عمر وهو يتطلع اليه حتى صعد للاعلى فعاد لغرفته والفرحة لا تسعه بسعادة ابنه التي عادت لتنير دنياه بعدما حدث له من قبل.
صعدت الشمس لتحتل عرشها الذهبي فتخبئ القمر بظلامه الدامس خلف أشعتها فبددت ظلامه بذلك الضياء الساطع فداعبت عينيه وفتحهما على مهل ثم نهض ليخرج لشرفة المندارة فعلى الرغم من كونها منزل منعزل عن السرايا ولكنها كانت مقابله بالتحديد استكانت عين أيان على فهد الذي يجلس خلف باحة المنزل ولجواره كانت تجلس زوجته يتناولون طعام الافطار فنقلت نظراته للحديقة الجانبية لتهيم عينيه بمعشوقة قلبه التي اختارت الخروج في وقت كذلك لعل الهواء النقي يزيح غيمة قلبها فرغما عنها رفعت عينيها تجاه شرفة غرفته فوجدته يقف ويتأملها تقابلت الأعين ومنه توحد الۏجع كلا منهم يود لو يبوح للأخر بوصف دقيق لما يشمله ألم القلوب كلاهما يعاني وكلاهما يحتاج لوجود الأخر بجواره هو يحارب ما يكتفه من خصام جعلته شخصا سيء وهي تحارب ذاتها التي جعلتها فريسة سهلة لشخص مثله..
على بعد منهما..
أتت رواية منذ الصباح الباكر حتى تتمكن بالحديث مع زوجها الذي رفض الحديث بالأمس لتعبه الشديد وحاجته للنوم فقالت بضيق شديد التمسه فهد بحديثها
_أنا بجد معتش فاهمه حاجة يا فهد أنت جايب الشخص ده هنا ليه بعد كل اللي عمله فيك وفي بنتك أنا مصدقت انها اتخلصت منه تقوم تجبهولها لحد هنا!
قضم اللقمة المغموسة بالعسل الصافي ثم قال
_أني عارف أني بعمل أيه زين.. متقلقيش سبني أني اتصرف.
كزت على أسنانها بغيظ فقالت وهي تحاول التحكم بأعصابها
_دي بنتي يا فهد ومش هسمحله انه يكسرها تاني مش كفايا انه كان ھيقتلها وهي في بيته واللي اتسبب فيه لآسر!
رفع عينيه تجاهها ثم قال
_الغلط جاي من عندينا من البداية يا رواية متنسيش ان مهران من نسل الدهاشنة واللي عمله يدينا كلتنا..
اعترضت لما قال حينما اخبرته
_يبقي هو وابنه اللي يدفعوا التمن مش احنا ..
ثم بدأت بتهدئة ذاتها فبالنهاية تجلس بصحبته بالأسفل لذا اختارت الحديث بهدوء
_فهد عشان خاطري بلاش الشخص ده يكون موجود وسطينا هيدمر روجينا تاني وأنا مش هستحمل ده.
شفق لحال محبوبة قلبه وعشقه الوحيد فترك الخبز من يديه ثم وضع يديه على يدها وهو يخبرها بلهجتها التي تعشق سماعها منه
_رواية أنا مبعملش حاجة في حياتي غير أني بحميكي أنتي وأولادنا واللي بعمله ده لمصلحة بنتي..
تساءلت بحيرة
_ازاي بس
أشار بعينيه للأعلى
_بصي فوق وأنتي تعرفي..
استدارت برأسها للخلف ومن ثم رفعتها تجاه ما يشير فوجدت آيان يقف بالشرفة شاردا بالتطلع للمكان الذي تجلس به ابنتها والغريب أن حالها لا يقل عنه فكانت هائمة به هي الاخرى احتارت نظراتها فعادت لتتطلع لزوجها عله يشرح لها ما يقصده فقال بصوته الرخيم
_بنتك لسه بتحبه يا رواية ومستحيل هتنساه أنا شايف حبها ليه في عيونها حتى لو هي بتحاول تداري ده..
وسحب نفسا عميق قبل أن يستكمل بهدوء
_ولو جينا نفكر بالعقل هنلاقي أن آيان ضحېة لخالته ولمهران الكلب اللي اتسبب في كل العداوة دي.. كان ممكن اقبل اعتذاره وكل حي يروح لحاله بس ساعتها العداوة
اللي اتبنت سنين بين المغازية والدهاشنة عمرها ما كانت هتتمسح بالبساطة دي وأكتر من حد كانوا هيحاولوا يوقعوا الدنيا تاني والله أعلم عما سوء التفاهم ده يتحل مين زي بنتك هيدفع التمن لكن وجوده هنا وسطينا هيخليه يعرفنا كويس ويعاشرنا عن قرب ومنه يعرف طباعنا ويعرف ايه اللي بنعمله وأيه اللي مش بنسمح بيه وساعتها مفيش مخلوق هيقدر يدمر بين العيلتين وكبيرهم بقى واحد مننا..
ثم استرسل قائلا
_أنا بديه فرصة ومعاه بدي لبنتي فرصة تانية حاسس انه نفسه يكون شخص كويس بس ڠصب عنه اتولد وسط الكره ورغبة الاڼتقام انا بحاول اخليه يدمر اي كره جواه من نحيتنا حتى لو كان هو بنفسه عارف
متابعة القراءة