الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


استوعب حاجة من اللي بتحصل دي وأكتر حاجة ۏجعاني هي ظلمي ليك ولعيلتك كلهايكفي الۏجع اللي جوايا وبيموتني بالبطيء.. 
ثم تطلع له بنظرة متفحصة قبل أن يردد بحيرة 
_أنا من كتر اللي عملته يا فهد مش قادر اعتذر ولا أطلب السماح عن اللي عملته! 
ابتسامة شبه ساخرة ارتسمت على وجهه قبل أن يجيبه 
_مفيش سماح هيغفر اللي عملته معانا وسط الخلق.. 

ارتخت رأسه في حزن شديد فمنحه فهد نظرة غامضة انتهت حينما قال بمكر 
_لو عايز تكفر عن جزء بسيط من أفعالك يبقى تطلق بتي وتسبها في حالها.. 
رفع عينيه في مجابهة نظراته پصدمة سكنت بداخلها ليردد پصدمة 
_أطلقها! 
هز الأخير رأسه فردد أيان بارتباك 
_مستحيل هعملها أنت عايز تأخد مني الحاجة الوحيدة اللي ممكن أكون لسه متمسك بالحياة عشانها.. 
منحه نظرة مستنكرة فاستطرد پقهر 
_عارف ان مفيش تصرف ليا معاها يثبت حبي ده ويمكن ده اللي يكون كسرني أوي أنا مسبتلهاش غير الۏجع والذل وعارف انها مستحيل هتنسى كل اللي عملته فيها بس على الأقل هحاول وأنا جنبها. 
تعمق الاخير بالتطلع تجاهه ثم قال بغموض 
_وتفتكر اني هسامحلك تقرب من بنتي بعد كل اللي عملته! 
رفع عينيه البائسة تجاهه ثم قال بۏجع 
_عارف بس برضه هحاول لحد ما أخليها ترجع تحبني من تاني.. 
ضحك فهد باستهزاء على مجرى حديثهما الغريب من يصدق أن من يتبادل الحديث الصارم معه هو شاب في عمر ابنه تقريبا وبالرغم من شدة العداوة بينهما الا أنه مازال يحتمل مناقشته وسماعه! 
أنفض ذلك الفكر عنه ثم قال 
_أنا ممكن أسمحلك انك تتقرب من بنتي بس بشرط واحد.. 
اعتدل الاخير بجلسته وهو يسأله باهتمام 
_أيه هو! 
قال بعد صمت لجئ اليه ليستميل لهفته لسماع ما سيقول 
_إنك تردلها اعتبارها قدام كل الناس لما تعمل اللي هقولهولك.. 
قاطعه من قبل أن يستكمل 
_وأنا جاهز لأي حاجة.. 
أشرقت شمس اليوم التالي فاستعاد آسر جزء من نشاطه ليفق من المخدر بشكل كلي فبات الأمر يزعجه حينما تغلب عليه الألم بشكل حاد فبات يشعر بكل ما يهاجم جسده التفتت برأسه للنحية الأخرى فابتسم حينما وجد يحيى وأحمديغفو على الفراش المجاور له بعدما نقل من العناية لغرفة عادية وانتقلت نظراته للاريكة القريبة منه ليجد عبد الرحمن يتمدد عليها ولجواره غفى بدر على المقعد القريب منه أطبق على شفتيه پألم وهو يحاول أن يناديه بصوته الخاڤت 
_بدر... بدر.. 
فتح عينيه بلهفة فور سماع صوته فدنى منه وهو يردد بفرحة 
_آسر حمدلله على سلامتك.. 
منحه ابتسامة هادئة ثم أشار له بتعب على مرحاض الغرفة ففهم ما يود قوله لذا رفع الغطاء عنه ثم سأله پخوف 
_هتقدر تقوم.. 
مد له يديه وهو يعافر ذاك الألم القاټل 
_ساعدني بس. 
أطبق على يديه ليجذبه عن الفراش فتأوه آسر بصوت مسموع فكاد بالتنحي جانبا ليستند على الحائط ولكن يد أحمد كانت الأسرع اليه فقال بلهفة 
_عايز تروح فين يا آسر وأنت تعبان كده.. 
أجابه ووجهه يتعرف 
_عايز أغسل وشي وأغير هدومي دي.. 
ربت بحنان على يديه ثم قال 
_طب اسند علينا واحنا هندخلك.. 
خطى خطوة واحدة ثم وقف يلتقط أنفاسه وهو يردد بابتسامة جذابة 
_هلاقي مين غيركم أسند عليه! 
ابتسم بدر وهو يردد ساخرا 
_واحنا هنلاقي حد زيك فين ياخد الړصاص مكانا! 
تعالت ضحكات أحمد فصړخ آسر پألم وهو يحاول أن يتماسك فلكزه پغضب 
_ممنوع الضحك او الاحضان والذي منه أنا لسه بعمل اعادة تأهيل. 
ضحك وهو يشير له بتفهم 
_طب خش خش وبعدين نشوف موضوع الاحضان ده.. 
وبالفعل ولج للداخل بصحبتهم فعاونه على الاغتسال وتبديل ملابسه ثم عادوا به للفراش. 
ففتح عبد الرحمن عينيه بانزعاج حينما شعر بحركة لجواره وجحظت عينيه في صدمة ليسرع للفراش وهو يحتضنه بفرحة 
_آسر أنت فوقت أنا كنت هتجنن من الخۏف عليك يا جدع.. 
صړخ آسر بۏجع من فرط قوة جسده الذكورية 
_آآه الله يخربيتك أبعد هتخلص عليا مش كفايا الهم اللي أنا فيه! 
ابتعد عنه

ثم قال بأسف وسط ضحكات الشباب 
_مخدتش بالي يا جدع الله.. 
فتح يحيى عينيه بنوم فابتسم حينما وجد آسر استعاد وعيه فقال بفرحة 
_حمدلله على السلامة يا بطل.. 
اتجهت نظراته اليه ليجده يقترب من الفراش فاڼفجر يخبرهما بتعصب شديد 
_بقولك أيه أنت وهو أنا مش عايز حد يخونه تعبيره ويحضني أنا شخص حاليا لا أصلح لمثل تلك المشاعر أنا بحاجة لاعادة تأهيل الأول فكل واحد يلم نفسه بذات نفسه كده لحد ما ربنا يكرمني وأستعيد صحتي عشان نبقى واضحين مع بعض! 
ضحكوا جميعا فقال بدر ساخرا 
_مع ان دي فرصة بالنسبالنا كلنا بس تمام ميهمكش مفيش حد هيقربلك يا حبيبتي مش كده ولا أيه يا جدعان.. 
استقر ذراع آسر ببطنه فصاح الاخير پألم ليضيف أحمد باستنكار وهو يتصنع الجدية 
_والتعليمات دي برضه تمشي على تسنيم ولا أيه الوضع 
احتدت نظراته تجاهه فانتصب أحمد بوقفته ثم عدل من قميصه وهو يردد پخوف مصطنع 
_طب أنا بالسلامة بقى هرجع البيت أغير هدومي وأرجعلك لما أفوق كده. 
أتاه رده الصارم 
_يفضل انك مترجعش أحسن خليك جنب عروستك.. 
ابتسم وهو يجيبه بسخرية 
_وده يصح برضه أنت الاساس يابو عمي.. 
احتضن آسر مقدمة رأسه وهو يردد پألم 
_مالقوش غير دول اللي يقعدوا معايا ده لو كانوا عايزين ېقتلوني بسرعة البرق مكنوش عملوا كده أنا وانتوا الكميا بينا منعدمة أنا بقول تنادي للكبير وهو اللي يقعد بيا اهون ليا من العڈاب ده.. 
ربت يحيى على كتفيه وهو يخبره بابتسامة مكبوتة 
_متتعصبش العصبية غلط عشانك استرخي وخليك هادي. 
حدجه بنظرة قاټلة فنهض الاخير ليقف جوار الشباب وهو يكبت ضحكاته جراء ما يحدث بينهما باليوم الأول! 
تناوب الشباب على البقاء معه في المساء وبالرغم من رغبة تسنيم وروايةبالبقاء معه الا أن فهد رفض ذلك بشدة فكانت تأتي كلا منهن بالصباح وتغادر بالمساء فور وصول الشباب ظل الحال هكذا حتى مر اسبوعين استعاد بهما آسر صحته كليا حتى أن الطبيب صرح له بالخروج بالمساء فكانت فرحة تسنيم لا تضاهي فنقلتها له بحديثها حينما قالت 
_أخيرا هترجع تنور بيتك يا حبيبي.. 
منحها نظرة مشاغبة أثارت خجلها ثم قال بأنفاس صوتها يخترق مسمعها 
_أنا حاسس إني جعت.. 
ابتسمت وهي تدنو من الكومود لتجذب الصينية الموضوعة على سطحه ثم دثت الملعقة بالشوربة التي أعدتها خصيصا له فقربتها منه قائلة بفرحة 
_ألف هنا يا حبيبي.. 
ابتسم ساخرا لتحليلها الحديث بمفهومها الخاص فأبعد الملعقة عن فمه ثم جذبها إليه بحركة سريعة ليقترب منها والاخيرة تتطلع له بعينين مندهشة من جراءته بالتقرب منها بمكان كذلك وما زاد خجلها أضعاف حينما استمعت للصوت الحاد القادم من خلفهما 
_أنت بتهبب أيه أنت ناسي أننا في مستشفى! 
اتجهت نظراتهما معا لباب الغرفة فوجد فهد يحدجه پغضب ابعدته تسنيم عنها ثم نهضت من جواره لتردد وجسدها يرتجف من فرط الاحراج 
_والله ما أنا يا عمي ابنك اللي مش محترم.. 
ضحك وهو يجيبها 
_في دي معاكي حق.. 
لوى آسر شفتيه في سخط 
_وأنتي بتقدمي مبررات ليه اتقفشنا في شقة مفروشة مش واحد ومراته! 
لم تحتمل البقاء كثيرا فهرولت للخارج سريعا غاتبعتها نظرات فهد ثم عادت لتستقر على ابنه ليصيح بحدة 
_الله يحرقك كسفت البنت أكتر مهي مكسوفة.. 
منحه آسر نظرة غاضبة ثم لحقها نبرته التي تحمل ضيق عظيم 
_احنا هنشتغلها تقطيع على بعض يا حاج ولا أيه ما أنت مقضيها برة من ساعة ما دخلت المستشفى حد كان داسلك على طرف مفكراني قاعد هنا ومش عارف انت بتعمل أيه بره! 
احتدت نظراته الصارمة تجاهه ليردد پغضب مصطنع 
_ولد احترم نفسك إحنا في أيه وأنت في أيه! 
لوى فمه وهو يهمس بسخط 
_ما تقولوا لنفسكم هي جت عليا يعني! يعني الواحد يقدر ابنك لسه عريس ودخل حبس انفرادي بدري هتبقى أنت والزمن عليه! 
ضحك فهد بصوت مسموع ليمازحه قائلا 
_انادهالك تاني ولا أقالبلك المستشفى فندق 5نجوم ولا أعمل أيه بالظبط 
منحه نظرة ضيق ثم تمتم بانزعاج 
_لا الحالة مش صعبة للدرجادي وكويس ان المدة خلصت وفي خروج خليها تطري شوية بدل الجو الكئيب ده.. 
عاد الضحك ليسيطر على فهد فقال بعدم تصديق 
_أنت بجد محتاج اعادة تربية من أول وجديد.. 
أغلق عينيه پألم ثم ردد بۏجع مصطنع 
_آه مش عارف مالي بقالي كام يوم كده بيجيني نغزة غريبة.. 
نهض فهد عن مقعده ثم منحه نظرة جعلته يستقام بجلسته بهدوء فغادر الاخير وهو يكبت ضحكاته بصعوبة.. 
طوال تلك المدة كانت تقضي أغلب يومها بالحديقة وتستجيب لمساعدة حور وماسةفي محاولتهما لجعلها تخطو على قدميها بعدما باتت تشعر بتحسن واليوم استغلت بقائها بمفردها لانشغال الجميع بالترتيبات اللازمة لاستقبال أخيها بعد غيابه لذا تحملت روجينا على نفسها لتمارس التدريبات الخاصة بها بمفردها وما أن انتهت حتى تحملت على جزع الشجرة لتخطو بمفردها دون مساعدة من أحدا فشعرت بالإرهاق حينما بعدما خطت مسافة قصيرة للغاية فتطلعت للمقعد القريب منها ثم عادت بخطاها حتى تستريح عليه قليلا ولكن اهلك ذلك طاقتها فتخبطت بخطاها لتتعركل قدميها ثم كادت بالسقوط ولكن ساندتها يدا قوية حالت بينها وبين السقوط ابتسمت وهي تظن بأن من يقدم لها المساعدة أحد ابناء عمها لذا رفعت وجهها تجاهه وهي تستعد لشكره ولكن سرعان ما تلاشت الكلمات على شفتيها حينما تقابلت عينيها به لا تعلم لما خفق قلبها باضطراب شوقا له أم يتألم قلبها بقربه منها حاولت روجينا أن تبعده عنها ولكنه كان متشبث به بقوة حتى لا ېؤذيها سقوطها فقالت بكره شديد 
_أنت لسه عايز مني أيه!! سبني بقى في حالي أنا معتش طايقة أشوفك حس بقى يا بني آدم! 
ابتلع تلك الاهانات التي استهدفته بنجاح ثم حملها بين ذراعيه ودنى ليضعها على مقعدها فابعدت يدها عنه بتعصب انحنى أيان ليجلس مقابلها على العشب وحينما وجدها تبعد نظراتها عنه رفع وجهها بيديه ليجبرها على التطلع لعينيه ثم قال 
_مش بمزاجك يا روجينا هتنجبري تشوفيني في الوقت اللي أنا عايز أشوفك فيه. 
أبعدت يديه عنها وهي تصرخ به باڼهيار 
_مش بالعافية سامع... انا مش طايقة اشوووفك ارحمني بقى.. 
ابتسم وهو يجيبها 
_ولما انتي مش طايقة تشوفيني ليه مقولتليش لباباكي اني بجيلك وبشوفك على طول! 
لعقت شفتيها بتوتر وهي تجابه تلك الدمعات الحاړقة التي سيطرت عليها فرفع أيان يديه ليحتضن بها يدها ثم قال بحزن 
_قولتلك عاقبيني على كل اللي عملته معاكي بس العقاپ الوحيد اللي مش هسمحلك بيه هو بعدك عني.. 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم ابتسمت وهي تخبره بسخرية 
_أنت عارف أنا بعيش أيه كل يوم! 
احتضن بيده الاخرى وجهها وهو يهمس 
_عارف وحاسس بيك.. 
ابعدت وجهها عن يديه ثم صړخت به بتعصب شديد 
_لا مش عارف أنا بستحقر نفسي كل يوم بسببك بلوم قلبي انه لسه بيحب انسان مقدمليش غير الذل والاھانة أنا بلوم نفسي بالرخص اللي مخليني لسه قادرة أحب شخص كسرني بكل السبل ومسبليش أي ذكرى حلوة ممكن أفتكره بيها! 
ضعفت دمعاته أمامها فهبطت بتأثر لما سمعه والمؤلم بأنها تمتلك كل الحق لما قالته أبعد أيان
 

تم نسخ الرابط