الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


حور بفرحة 
_الحمد لله يا أحمد انك جيت بسرعة. 
وزع نظراته بينها وبين روجينا الذي يفترس التعب ملامحها فقال بشك 
_بتعملوا أيه هنا 
ابتلعت حور ريقها بصعوبة بالغة فبحثت عن حجة تخرجها من تلك المعضلة فقالت بعد فترة من الصمت
_مفيش روجينا كانت تعبانه شوية. 
کرهت الكذب الذي توقع أسيرته كل مرة لذا قاطعتها حينما قالت 

_كنت بحاول أنزل الجنين وفشلت. 
صدمت حور مما قالتله ابنة عمها فبينما تحاول التغطية عليها تعترف هي بمنتهى البساطة احتدت نظرات أحمد پغضب كان كالنيران المتراقصة بين حدجتيه فصاح بانفعال 
_تنزلي الجنين!! 
ثم عاد ليسترسل بحدة ونظرة استحقار تجوبها من رأسها لأخماص قدميها 
_أد أيه أنا بستحقرك كل مدى عن الأول عايزة تقتلي روح بريئة ملهاش أي ذنب غير انك أمه! 
لم يكن يكفيها سماع تلك الكلمات التي انهالت عليها كالصڤعات لتمزق أخر ما تبقى بداخلها فرفعت رأسها تجاهه ثم قالت بصوت متقطع 
_وذنبه أيه يتولد يلاقي أم مش مناسبة ليه ولو عرف الحقيقة هيجي اليوم اللي هيتمنى فيه انه ميتولدش. 
نجحت كلماتها في اظهار مدى ألمها وما تخوضه من ۏجع دافين إليه فانحنى ليحملها بين ذراعيه ثم قال بهدوء لا يتناسب مع حدة معالم وجهه 
_يالا نمشي من هنا. 
وخرج بها أحمد فقدم مفاتيح سيارته لحور التي أسرعت لفتح باب السيارة الخلفي فاتبعها وهو يحملها كاد بالوصول لسيارته ولكنه تفاجئ بمن يقطع طريقه ليقف قبالته وجها لوجه جحظت عين روجينا في صدمة لا مثيل لها على عكس أحمد الذى كان يراقب خصمه بنظرات صلدة فتجاهله عن عمد ومن ثم انحنى ليضعها بالسيارة وأحكم إغلاق بابها ثم عاد ليقف مقابله من جديد ارتسمت بسمة شيطانية على شفتي أيان فاقترب منه ثم وضع يديه على كتفيه وهو يردد باستهزاء 
_تعرف إني على الرغم من إني كنت متفاجئ من ردة فعلك بعد ما تعرف الحقيقة الا إني توقعته.. مهو اللي اتربى في بيتفهد الدهشان بيبرمجه انه يشيل أي شيلة عشان شكلهم وهيبتهم قدام الناس حتى ولو كان على حساب رجولته. 
أراد أن يستدرجه لبقعة يعميها الڠضب فيصبح بذلك الوقت قاټلا أو مقتولا ولكن لم يمنحه أحمد تلك الفرصة بل جعله يغلو بداخله ڠضبا حينما أزاح يديه عنه وهو يجيبه ببرود 
_وهو الرجولة عندكم إنكم تستخبوا زي الحريم وتأخدوا تاركم منهم! 
ثم مال برأسه على أذنيه وهو يهمس ساخرا 
_تفتكر كنت هتقدر تقرب لآسر أو لحد من الشباب! 
ثم انتصب بوقفته وهو يسترسل بنظرة أسقطته من قاموس الرجال 
_عمي الكبير فهد الدهشان علمنا منخدوش بتارنا من الضعيف لكن انتوا عندكم بتستغلوا ضعف اللي قدامكم عشان تاخدوا بتاركم عشان اكده ضربتنا بتبقى قاضية وهتشوف بنفسك. 
وكاد بأن يتجه لسيارته ولكنه عاد ليقف مقابله وهو يردد بوعيد 
_روجينا متخصش حد غيري عشان كده محدش هينتقم منك على اللي عملته غيري وهتشوف. 
وتركه وغادر من أمام عينيه تاركا النيران تكاد تلتهمه فازددت شعلة الاڼتقام التي كان يهتز لهيبها. 
بالصعيد... وبالأخص بمنزل كبير الدهاشنة. 
لم يروق له أن يرسل إليه أحد. رجاله ليخبره بأن الكبير يريده في الحال فاتجه مهران الدهشان للثرايا

وهو يجاهد ليكبت الحقد والكره الدافين بداخله منذ توالى فهد زمام أمور العائلة مع إنه الأحق بعد أبيه وهدان الدهشان فكم كان يريد أن تنتقل الزعامة لعائلته فهو ابن عم وهدان وفهد يصغره سنا وحينما أراد أن يزرع الفتنة بالعائلة لنشأ خلاف بين اختيار كبيرهم وجدهما يؤيدون فهد قلبا وقالبا لذا أرغم على تقبله وإظهار حبا وإحتراما مخادع إليه جاهد مهران لرسم ابتسامة باهتة وهو يدنو من المندارة ليجلس على الاريكة الخشبية المجاورة للمخصصة اليه وهو يقول بود مخادع 
_جاني أن الكبير بنفسيه طالبني فهملت مصالحي وجيت جري أشوف في أيه 
كانت نظرات فهد الهادئة تتطالعه ومن جواره كان يجلس سليم وعمر ينتظران ما سيقوله فهد الذي طال صمته ليشتت انتباه من يترقب ما سيقول باهتمام طال الصمت والسكون بالمندارة الى أن مزق صفحاته الطويلة صوت فهد المتعصب حينما نهض عن مقعده ليصل له خطۏرة ما يفعله 
_اسمعني زين يا عمي إني لو كنت بعديلك اللي بتعمله سابق فده احتراما لسنك لانك أد والدي لكن هتنجاوز حدودك يبقى لا ملهوش لزمة سكاتي بعد اكده. 
نهض عن مقعده ليدنو منه وهو يتساءل بمكر 
_ليه بس يا كبير أيه اللي حوصل وخلاك زعلان مني! 
ناب عنهسليم بالرد حينما قال بسخط 
_يعني متعرفش اللي عملته وخلى الدنيا قايمة عليك اكده! 
قال بحيرة تصنع في جعلها حقيقية 
_وأني لو أعرف كنت سألت يا ولدي! 
رد عليه عمر تلك المرة باحترام لا يستحقه بالمرة 
_مهو يا عمي ميخلصكش إنك تأجر أراضي الفلاحين ومتدهمش حقوقهم! 
منحه نظرة مندهشة وهو يردد پصدمة
_أني! محصلش الحديت ده يا ولدي أني بديهم حقوقهم أول بأول دول ناس كدابة وطماعين عايزين الطاق طاقين. 
صوت صارم قطع حديثهم المتبادل فيما بينهما 
_عمي أني اتوكدت بنفسي ان الناس دي مبتكدبش وقولتلهالك سابق وهرجع أقولهالك تاني أني مقبلش أن حد من أهلي يستغل اللي بينا ويدوس الغلابة اللي أني نصيرهم وكبيرهم. 
ثم أشار بيديه على الباب وهو يخبره بحزم بث الخۏف بقلبه و 
_هتخرج من اهنه تدي الناس فلوسها طوالي والا مهتدخلوش واصل ولا كأنك عمي من الأساس... خلص الكلام. 
ازدرد ريقه الجاف وهو يحاول ابتلاع تلك الاھانة التي كانت نتيجة لتصرفاته البغيضة فاتجه بخطاه البطيئة ليخرج من المنزل متكئا على عصاه فما أن وصل لسيارته حتى لكم الأن بعصاه وهو يردد بتشفي 
_ماشي يا فهد بكره نشوف هتعمل أيه لما راسك تبقى في الوحل قدام الناس اللي بتمنظر بيهم دول. 
وصعد سيارته ثم أمر السائق بالتوجه لمنازل هؤلاء الفلاحين خوفا من أن يتخذ فهد أي قرار تجاهه فهو بالنهاية يعلم بأنه يقدر على إيذائه. 
بجناح رؤى 
كانت تجلس تسنيم وتالين معها بعد أن جمعتهما لتتفق معهم على الخروج غدا برحلة استكشافية للصعيد فارادت أن تصطحبهما تسنيم كونها تعلم كل ما يخص أمر بلدها فقالت بابتسامة مشرقة 
_وأنا والله نفسي أخرج فقول لآسر ونخرج مع بعض بكره. 
صفقت تالين بحماس 
_ياريت الواحد حاسس انه اتحبس هنا. 
ضحكت رؤى ثم قالت 
_عشان تعرفي أن أفكاري بتنفع.. 
وتركتهما بالشرفة واتجهت للبراد الصغير الموجود بجناحها لتحضر بعض المشروبات الباردة فتفاجئت بمن يحتضنها من الخلف ليميل على عنقها وهو يهمس بشوق 
_مختفية فين طول النهار وحشتيني! 
جحظت عينيها في صدمة لتدفعه بعيدا عنها وهي تردد بحرج 
_بدر أنا مش لوحدي! 
لم يفهم ما تقول الا حينما خرجت تسنيم وتالين من الشرفة وكلا منهن يستحوذ الخجل على ملامح وجههم المصطبغ بالأحمر فمرر يديه على شعره بحرج مما فعله ووضعهما بموقف هكذا فقال بمحاولة لتلطيف الأجواء 
_رايحين فين السهرة لسه طويلة أنا كده كده نازل لسه تحت هقعد مع الشباب. 
ردت عليه تالين بابتسامة رسمتها بالكد 
_أنا كده كده كنت نازلة لأني ھموت وأنام... تصبحوا على خير. 
وغادرت من أمامهم على الفور وكأن هناك عقرب لدغها فكادت تسنيم بأن تلحق بها ولكن رؤى اوقفتها وهي تتوسل لها 
_خليكي انتي يا تسنيم عشان خاطري. 
جذبت يدها وهي نخبرها بخجل 
_ما أحنا الصبح هنخرج مع بعض يا رؤى أنا لازم أرجع اوضتي قبل ما آسر يطلع من تحت تصبحي على خير. 
وتركتها وغادرت سريعا فاستدارت الاخيرة تجاه من يخفي وجهه لما سيلاقاه من معركة حاسمة فرددت بغيظ 
_يعني مش شايفهم قاعدين! 
أجابها بجدية وهو يحاول تبرير ما حدث 
_أبدا والله مخدتش بالي منهم وبعدين انا عملت أيه يعني لكل ده!
رفعت حاجبيها باستنكار
_لا معملتش أي حاجة. 
منحها ابتسامة خبيثة قبل أن يدنو منها وهو يردد بمكر
_شوفتي اني مظلوم. 
ابتسمت كلما حرك جبهتها على جبهتها فدفعته وهي تركض تجاه الفراش ففاجئها حينما صعد خلفها ليجذبها اليه لتعلو ضحكاتهم معا بينما خيم العشق برداء سكينته عليهما ليصبح ما بينهما خاص للغاية. 
اتجهت تسنيم لغرفتها شادرة بما رأته منذ قليل فعلى الرغم من أن قلبها ناصع البياض ولا تكن أي غيرة أو كره لأحدا ولكنها بالنهاية أنثى تقارن وتعاتب نفسها على الحياة التي فرضتها عليها وعليه کرهت ذاتها في تلك اللحظة حينما تذكرت ما فعلته بالأمس وصړاخها المتواصل له بالابتعاد عنها وكأنها تمقته وتمقت قربه منها وما جلد روحها مقارنتها بينه وبين ذلك اللعېن خالها فكيف تسول لها نفسها بأن لمسته الحنونة تشابه لمسات ذاك المقزز اللعېن ولجت لجناحها الخاص وقد اتخذت قرارا صارما بأن تلقي خلفها نواقص الماضي التعيس فولجت لحمامها الخاص لتبدل ثيابها لقميص قطني قصير أبيض اللون ثم فردت شعرها خلفها وجلست على المقعد تترقب صعوده وما هي الا لحظات حتى وجدته يفتح باب الغرفة فما أن رآها حتى صفن بها مشدوها حتى وإن كانت تتهرب هي من نظراته خجلا عاد آسر لواقعه حينما تذكر ما سيحل به بعدما يواجه طوفان مشاعره ورغباته تجاهها لا لن يختبر ذلك الإحساس القاسې الذي خاضه بالامس إن حدث بينهما ما حدث فأن رآها تبتعد عنها وتصرخ له بالابتعاد حينها سينكسر قلبه وسيصبح أسير تلك الهلاوس التي ستقضي عليه حتما لذا عبث بالمفاتيح التي يحملها ثم اتجه لخزانته ليجذب بنطال رمادي اللون قصير بعض الشيء وتيشرت من نفس درجاته ثم اتجه لحمامه ليبدل ثيابه وحينما خرج كان يتجاهل التطلع اليها حتى وإن لم تنصاع اليه عينيه كان يجبرهما على عدم التطلع اليها فقال وعينيه تتأمل شاشة حاسوبه 
_اتعشيتي 
كانت تشعر بما يفعله حتى نظراته التي تتهرب منها فابتلعت تلك الغصة المؤلمة وهي تجيبه 
_أيوه أكلت مع تالين ورؤى. 
أومأ برأسه وهو يرد عليها بابتسامة صغيرة 
_كويس وأنا كمان أكلت مع الشباب تحت. 
ثم قال وهو يشغل نفسه بتأمل الملف الخاص بمصنع القاهرة 
_لو ممكن بس تعمليلي قهوة تبقي عملتي فيا جميلة. 
نهضت عن مقعدها وهي تتجه للركن المخصص للمشروبات الساخنة فوضعت مقادير القهوة بالآلة ثم وقفت تنتظرها وهي تود أن تقف لساعات طويلة علها تتمكن من اذابة الخجل القابع بداخلها ولكنها لم تكن سوى دقائق قصيرة لتخبرها الماكينة بأن قهوتها أصبحت جاهزة فحملتها ثم اتجهت إليه لتضعها على سطح مكتبه ثم قالت 
_القهوة يا آسر. 
ارتشف منها بضعة قطرات ثم قال ببسمة جذابة 
_تسلم أيدك. 
منحته ابتسامة باهتة تخفي من خلفها الكثير فكادت بالابتعاد عنه ومازال هناك حربا تدفعها لتقترب منه وتحتضنه

ولكن الف شيء يوقفها عادت تسنيم لتقترب منه فجلست على قدميه واندثت باحضانه وهو يراقبها پصدمة وعدم استيعاب ولكن قلبه انصاع اليها بكل جوارحه فلف ذراعيه حولها تشبثها به جعله يفطن ما تريد وبالرغم من خوفه الا أنه لم يمانع أبدا لذا نهض وهو يحملها ومن ثم اتجه لفراشهما وهو يتمنى أن لا يحدث ما يعكر صفوه انغمس معها بطوفان عشق جرف قدميها فباتت تبادله نفس المشاعر كانت سعادته
 

تم نسخ الرابط