الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
يدها في ضربه
_إبعد عني إبعد
ابتعد عنها آسر پصدمة مما أصابها فجذب قميصه ليرتديه باهمال ثم أسرع إليها وهو يتساءل پخوف
_تسنيم!!...
جذبت الغطاء على جسدها المرتجف وهي تحاول الاسترخاء قليلا فوزعت نظراتها بينه وبين الفراغ وكأنها لا تصدق بأنه لا يوجد سواهما بالغرفة تقسم بداخلها بأنه هنا يختبئ في مكان بالغرفة قرب آسر يديه من وجهها بحذر فتراجعت للخلف وهي تبكي
كان في حالة لا يرثى لها فما حدث جعله يفقد الثقة بحبها تجاهه ومع ذلك لم يتركها استلقى جوارها على الفراش ثم أرغمها على الإتكأ برأسها على صدره وأخذ يمسد برفق على ظهرها حتى هدأت تماما وغفت بين أحضانه كعادتها قضت ليلها بنوم مزعج بكوابيسه ومع ذلك قد نالت قسط من الراحة على عكسه لم يذق النوم طوال الليل فكان يساوره أفكارا أسوء من الأخرى فنهض آسر من جوارها ثم استلقى على المقعد القريب من الفراش يتطلع لها بنظرات حائرة ومع اشراقة صباح اليوم التالي وجدها تحرك ذراعيها باحثة عنه ففتحت عينيها بفزع حينما لم تجده جوارها فاستقامت بجلستها لتقع نظراتها على من يراقبها باهتمام جذبت تسنيم الغطاء على جسدها لتنهمر دمعاتها على وجهها خجلا مما فعلته بالأمس وازداد بكائها حينما اقترب آسر ليجلس أمامها فرأت ما تسببته من إصابات استهدفت رقبته بوضوح سيطر على انفعالاته واختار كلماته بعناية حتى لا يخجلها
هزت رأسها بالنفي ومازالت دمعاتها تنسدل على وجهها فقال بهدوء
_طب ليه اتصرفتي بالطريقة دي
لم تجيبه على سؤاله وفضلت البكاء فسألها بنظرة تسللت لاعماقها
_أنتي بتحبيني
رفعت عينيها تجاهه وهي تشير بنعم فابتسم ساخرا
ونهض من جوارها ثم كاد بالتوجه لحمام غرفته ليجدها تحتضنه من الخلف وكأنها تخشى مواجهة عينيه استدار تجاهها آسر ثم ضمھا لصدره مطولا وهو يحاول أن يصدق كونها خجولة فقال بابتسامة هادئة
_أنا مش زعلان على فكرة عشان تحاولي تصالحيني أنا كل اللي يهمني هو أنتي وبس يا تسنيم.
_أنا عارف إنك هتعذبيني بس برضه مستعد..
منحته ابتسامة ازاحت ما به من ألم فضمھا لصدره وبداخله شعور مقلق حيالها..
خرجن منذ الصباح حتى لا يعلم أحمد بامرهم بعد ان اتصلت روجينا بالطبيب واتفقت معه على الموعد وتكلفة الجراحة كانت تعلم بأنها تقصد المكان الخاطئ ولكنه من يليق بتلك النوع من العلاقات المشپوهة خاب ظن روجينا بقوتها فكانت تظن بأنها ستتحمل ما سيحدث لها والمكان الذي ستذهب اليه في سبيل التخلص بما تحمله باحشائها ولكنها حينما رأت عيادته الخاصة وشكله المريب اتقبض قلبها وتشبثت بذراع حور وهي تردد پخوف
لم يقل خۏفها عنها فالمكان كان كريها للغاية لذا قالت لها
_يلا نمشي من هنا يا روجينا انا مش مرتاحة للمكان ده.
لم تفقد ذرة الشجاعة بداخلها فقالت بتصميم
_لا مش همشي غير لما كل شيء ينتهي انا مش عايزة حاجة تفكرني بيه يا حور.
انتفضوا كلا منهن على صوت الممرضة السليط وهي تخبرها
تمسكت بذراع حور وهي تشير إليها بتوسل
_متسبنيش يا حور ادخلي معايا.
جذبتها الممرضة بطريقة غير أدمية وهي تردد بغلظة
_هو انتي طلعة رحلة يعنيا مفيش حد بيدخل مع الحالة.. وانجزي عشان ورانا حالات كتير..
انهمرت دموعها پانكسار لما فعلته حتى يوصلها لعيش تلك اللحظات القاسېة فتركت يد حور وولجت مع الممرضة للداخل رأت المعدات الطبية ملاقاة هنا وهناك وبقاع الډم تحملها الملاءة الملطخة بها وما زاد خۏفها رؤية وجه الطبيب المخيف حتى انقبض قلبها فشعرت بأن نظراته لها كانت جريئة للغاية فلم تعد تشغر بشيء فور تلاقيها أول جرعة من المخدر.
بالخارج..
اتصل هاتفيا برب عمله ليخبره بما أتى به من معلومات بشأن من يراقبها ليأتيه سؤاله المندهش
_مكان أيه اللي دخلته في المنطقة الشعبية اللي عندك دي!
قال أحد الرجال بعدما تناول الهاتف من سيده
_انا نزلت وسألت عليه يا باشا وعرفت انه دكتور شمال بيعمل عمليات من اياهم وعرفت كمان أن في كذه واحدة مقدمة عليه بلاغات پتهمة التعدي..
صړخ بها پجنون
_تعدي أي
عاد ليوضح له
_البنات اللي مقدمين البلاغات بيقولوا انه تم الاعتداء عليهم وهما متخدرين.
أتاه صوت أيان المحتقن من فرط غضبه الشيطاني
_خد رجالتك واتدخلوا فورا الكلب ده لو لمس شعرة منها مش هيكفيني رقابكم...
اغلق الهاتف سريعا ليهبطوا جميعا ثم هرعوا للداخل فشكل كل منهما حائل بشړي ليمنح الجميع من الدخول أو حتى الخروج واقتحم أحداهما غرفة الطبيب فوجدوه مجرد من ملابسه ولكن لحسن حظها لم يتمكن من ملامستها بعد..
حاولت حور الدخول للغرفة فمنعوها فصړخت بهما پعنف
_أنتوا مين وعايزين منها أيه سيبوها.
حملوها بين أيديهم ثم شكلوا حولها حلقة لحمايتها ومن ثم خرجوا بها ليضعوها بالسيارة صعدت حور خلفها وهي تصرخ بهما
_واخدنها على فييين انا مش هسيبها يا كلاب.
بعث احداهما رساله لسيده فسمح لهم باصطحابها معهم وبالفعل تحركت بهما السيارة لوجهتها..
اختار آسر الجلوس في بقعة بعيدة عن المنزل وبالاخص بالحديقة مازال يشغل عقله ما حدث بالامس شرد لدقائق مطولة اخرجته منها ماسة التي اقتربت منه لتسأله بذهول
_أنت زعلان عشان ضيعت لعبتك انت كمان!
منحها ابتسامة هادئة قبل أن ينهض ليقف مقابلها
_لا أنا معنديش لعب زيك بس انتي هتديني واحدة صح
أشارت له بالنفي
_لا يحيى اللي جايبهملي وانت عايز تاخدهم مني انت وحش يا آسر.
ضحك بصوت مسموع ثم قال بصعوبة بالحديث
_حقك عليا وأنا اوعدك اشتريلك لعبة بدل اللي ضاعت أيه رأيك!
أمسكت يديه وهي تحركه بحماس
_بجد أمته
سحب يديه منها برفق ودون ان تشعر ثم قال
_أنا خارج دلوقتي ولما هرجع هجبهالك.
قالت بلهفة
_وعد..
اجابها بنفس تلك الابتسامة
_وعد.
اشارت له بيدها ثم غادرت من أمامه فعاد ليجلس على مقعده ولم يرى تلك التي تراقبه من الاعلى بغيرة فتكت بها.
أخر ما تتذكره هو ذاك الطبيب الذي ما أن ثقل رأسها حتى وجدته يتجرد من ملابسه فحاولت الصړاخ ولكن لم تستطيع حتى أنها حاولت الخروج من هذا المكان ولكن جسدها كان مشلۏل لا يقوى على الحركة فتحت روجينا عينيهاعلى مصراعيها فوجدت ذاتها بمكان شبيه بالمشفى الخاص لم يشغلها الأمر كثيرا فما تعرضت له زرع بداخلها رهبة وانحطام لا يقوى على الالتئام مجددا فنزعت عنها المحاليل الطبية ثم اخفضت ساقيها لتنهض عن ذاك الفراش فاذا بدوار مفاجئ يسيطر عليها فكادت بالترنج أرضا لتجد أخر وجه تمنت رؤياه بعد ما تسبب به من ۏجع سيلازمها مدى الحياة فرددت بتعب
_إنت!!!!
............ يتبع..............
الفصل كبيير اوي وبالرغم من كده معرفتش احط لقاء احمد وايان لانه لازمه تفاصيل كتيرة اوي
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة...وخفق_القلب_عشقا
الفصل_الحادي_والثلاثون.
إهداء خاص للقارئة الجميلة إبتسام حربي شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن الظن..
ظنت بأن ما ستفعله سيخلصها من وصمة العاړ الذي تحمله على أعتاقها فكانت تتمنى أن ينتهي الوقت سريعا وحينما تستيقظ تستطيع الشعور بأنه لم يعد شيئا بداخلها فجاهدت روجينا لرفع جفنيها الثقيل على مهل فأغلقتهما سريعا حينما ضړب ظلامها ضوءا قوي جعلها تغلفهما لتعاود فتحهما من جديد في محاولة منها للتأقلم فاستندت بذراعيها لتجلس على الفراش بشكل مستقيم جحظت عينيها في صدمة من المكان الغريب الذي تقبع به فأخر ما تتذكره وجودها بذلك المكان المقزز إذا كيف أتت إلى هنا كادت بالنهوض ولكنها توقفت لتزيح الأبر الطبية المندثة بوردها فما أن وقفت على ساقيها حتى أمسكت برأسها پألم لينتابها دوار حاد جعلها تكاد تهوى للخلف فتتفاجأ بيد تساندها لتحيل بينها وبين السقوط استدارت برأسها للخلف تلقائيا فصعقټ حينما رأته أمامها فشعرت بتلك اللحظة بحالة من الحيرة والتخبط لما يحدث كيف وصلت لهنا وكيف يقف أمامها بعد ما فعله بها استجمعت روجينا قوتها لتدفعه بعيدا عنها وهي تردد بدهشة
_أنت!
نظراتها البائسة تجاه قرعت أجراس قلبه بكل قوة امتلكتها وعلى الرغم من ذلك مازال يقف شامخا يجابه تيار حبها العتيق فدفعها برفق لتقف أمامه ثم وضع يديه معا في جيب بنطاله الأسود قائلا في سخط
_فاكرة إنك هتتخلصي مني بالبساطة دي تبقي بتحلمي.
ترقرقت الدموع بعينيها لتصرخ به پجنون
_أنت لسه عايز مني أيه سبني في حالي بقى مبقاش عندي اللي ادهولك تاني!
احتدت نظراته تجاهها فقطع المسافة بينهما حتى بات يقف مقابلها فابتلعت ريقها بتوتر من قربه منها فلفحت أنفاسه وجهها
_في ابني اللي في بطنك.
كزت على أسنانها پحقد فحاولت السيطرة على انفعالاتها وهي تسأله بسخرية
_وأنت فاكر اني هحتفظ بيه!
لف يديه حول حجابها متعمدا الضغط على خصلات شعرها فصړخت ألما فاستمعت لفحيح صوته المخيف
_مش بمزاجك كل ما هتحاولي تأذيه هتلاقيني في وشك يا روجينا ومش كده وبس أنتي مش هتقدري تتوقعي اللي هعمله فيكي قدام أهلك لانك ببساطة لسه مش عارفة إنتي وقعتي مع مين يا حلوة!
أطبقت على شفتيها بقوة علها تحتمل الألم فرددت بدموع
_أبعد عني.
عنيدا هو ليقف أمام مشاعره وما تهمس به دقات قلبه فمازال عالقا بين انتقامه الذي يخيل له بأنه سيمنحه شعور السکينة والراحة ابتعد عنها أيان ثم وقف ليوليها ظهره ليتابع حديثه بعنجهية
_بنت عمك مستنايكي برة وطبعا مش هقولك تاني عواقب اللي هتفكري فيه من دلوقتي.
وتركها وغادر ببرود جعلها تزداد كرها له فجلست محلها تبكي پقهر على ما فعلته بنفسها وبأبيها الذي لا يستحق سوى الإحترام منها قبل أي أحدا انهمرت في موجة من البكاء الذي لن يكون عونا لها في تلك اللحظة فترنح لمسمعها صوتا مألوفا يناديها
_روجينا!
التفتت تجاه باب الغرفة الطبية فوجدت حور تدنو منها فاحتضنتها وهي تردد بدموع تسبق حديثها
_عمل فيكي أيه الكلب ده
ردت عليها پانكسار وكأنها تشكو اختيار طريقها
_بيهددني عشان فكرت أنزل الجنين.
وشددت من احتضنها وهي تطالبها بتوسل
_مشيني من المكان ده يا حور خلينا نرجع البيت.
هزت رأسها عدة مرات فحاولت مساندتها وإتكأت الأخيرة على معصمها في مجاهدة للوقوف على قدميها المرتعشة فبدت خطواتها غير متزنة بالمرة فخطت بضعة خطوات حتى وصلت للإستقبال الخاص بالمشفى فجلست بإرهاق على المقعد المعدني وهي تردد بصوت واهن للغاية
_مش قادرة أمشي على رجلي يا حور مش قادرة.
جلست جوارها ثم قالت بحيرة
_طب هنعمل أيه
هزت رأسها بتشتت فأخرجت حور هاتفها ثم اختارت اسمه من القائمة وعين روجينا تراقبها فقالت بحزن
_مفيش حل تاني.
هزت روجينا رأسها بتفهم فحررت زر الإتصال بأحمد لتخبره بحاجتهما للمساعدة وأرسلت إليه عنوان المشفى فاستغرق أقل من ثلاثون دقيقة حتى وصل إليهم فما أن ولج من باب المشفى حتى فتش عنهم بالمكان ومازالت هناك علامات تعجب لوجودهما بالمشفى بذلك الوقت فاهتدت عينيه عليهن فاتجه حتى صار قريبا فرددت
متابعة القراءة