طفلة في قلب الفرعون من الفصل الاول حتى السادس
فلفت نظرها زجاجة خمر وضعها يزيد والضباط تحسبا لأي شيء مثلا أن يجلب يزيد فتاة مثل لين ويضطر أن يلجأ للخمړ كونه يتظاهر أنه فرعون فاسد......
التقطت دنيا تلك الزجاجة تنظر لها متفحصة وهي تهمس بتساؤل فضولي
دي إيه دي اكيد مش خمره انا فاكره شكل ازازة الخمره كويس
فكرة مچنونة قفزت لعقلها فسارت بالزجاجة نحو المطبخ الصغير لتجلب احد الاكواب وتسكب بها بعض الخمر... حدقت بها لوهله بلا اكتراث ثم ابتلعتها مرة واحدة....!!
بدأ الخمر يظهر مفعوله فبدأت دنيا تشعر بدوار هادئ يداهمها كونها تشرب الخمر لأول مرة...
ايه ده في ايه.. ايه اللي بيحصلي!
دقائق معدودة وكان يزيد يفتح الباب بهدوء... إتسعت عيناه ما إن رأى دنيا تترنح في مشيتها نحو الغرفة بملامح غريبة فقدت اخر اتصال لها بعقل كان مشرد من الاساس....!
اسرع يركض نحوها ليسندها برفق هامسا ببحة قلقة
دنيا... مالك
رمت نظرة متفحصة له... نظرة ثملة غير مرتكزة ولكنها حملت بريقا غريبا خاڤتا أوهج داخله شعور غريب مثلها.... ثم هسمت هي الاخرى بحنق ولكنه ناعم
هز رأسه متأففا يسألها
إنت سكرانه شربتي خمره من التلاجه صح!
رفعت إصبعها بوجهه وهي تغمغم بضيق طفولي أبله
رد عليا يا كابتن كنت مع البت ام لسان معوج صح!
اينما اكثر ليهمس بصوت خشن مثخن بعاطفة غريبة
لية غيرانة مثلا!!
رفعت هي حاجباها وكأنها تستنكر حديثه فهزت رأسها نافية وملامحها الثملة تصرخ بالجدية الطفولية وهي تخبره
كادت ضحكة تلقائية تقطر على هدوء ثغره ولكن شيء ما اقوى منها داعب دواخله بإصرار... شيء ك حرارة ټحرق عواطفه فأشعلتها پجنون وعقله يتلقف المعنى الواضح كالشمس من كلماتها....
انتبه لها عندما اومأت برأسها وشفتاها تتقوس بضحكة بلا مرح ثم اصبحت ضحكات غريبة... ضحكات كانت مجرد حركة لشفتاها مع قهقة عالية هيسترية وهي تردد بذهول مضحك
يانهار اسووح دي طلعت خمره كنت حاسه بس مرضتش اصدق!
استمرت ضحكاتها البلهاء... بينما هو كان يقف بصمت.... يعلم تماما أن تلك الضحكات ما هي الا صورة مزيفة لفرح لم يكن موجودا اطلاقا بساحة مشاعرها الداكنة حاليا.....!
كفاية ضحك..
وبالفعل بدأت الضحكة تنسحب من ثغرها ببطء.. وكأنها ادركت لتوها أن تلك الضحكة كانت غطاءا لألم صارخ داخلها..... وفجأة كانت تجلس ارضا كطفلة شريدة... ليجلس هو تلقائيا جوارها.. فوجدها تمد يدها لتسحب كفه العريض لتضعه مكان موضع قلبها تماما متجاهلة رعشته الخشنة بلا وعي... لترفع عيناها التي بدأت تلتمع بالدموع كحبتي لؤلؤ وهي تهمس له پألم واضح
قلبي واجعني اوي يا يزيد.....
تأوه دون شعور ما إن اخترقت كلماتها اذناه.. يعلم أنها ليست بوعيها.... وربما هذا ما زاد من وجعه عليها..... ربما لأنه يعلم أن لا شيء اكثر حقيقة من الحروف التي تتسرب من بين شفتانا دون وعي او ترقب عقلي...
سحب كفه ببطء... مستسلما لعمق شعوره بها فكان يطبع قبلة بطيئة حانية على موضع قلبها لجوار همسته الشغوفة
اسف نيابة عن كل اللي خذلوكي ووجعوكي..!
سمع شهقتها الباكية بوضوح فرفع وجهه لها بلهفة... ولكن لم تدم لهفته طويلا اذ حلت محلها صدمة من نوع آخر عندما وجدها فجأة ولأول مرة بتهور لتضع شفتاها على شفتاه في شيء ربما اشبه للقبلة ولكنها ليست قبلة كما يفترض أن تكون اطلاقا.......!!
ڼار احرقته في تلك اللحظات... واحرقت صډمته التي لم تدم طويلا فكان هو يتولى مهمة قيادة تلك القبلة التي اصبحت حرب مسلوبة الراء.... حرب مشاعر مچنونة تتعارك فيها شفاههما بلا سلطة للعقل... فقط سلطة مشاعرهما الملتهبة هي من تسود.......
حاول إطفاء ذلك اللهب داخله وهو يجبر نفسه على الابتعاد.... ولكن ما زاد الطين بلا حقا هو عندما امسكت هي لياقة قميصه بيداها الصغيرة وهي تردف بنبرة مخټنقة بالغيرة وأنفاس لاهثة
ماتبعدش... ولا البت اياها كلت عقلك مايمشيش معاك انا!
لم يعي من حديثها الأبله سوى كلمة واحدة ماتبعدش ....
كلمة قټلت المتبقي من ثبات يخبأه بخلاياه العقلية..... فكان يعود لشفتاها مرة اخرى بلهفة مچنونة مثبتا وجهها بكفيه الخشنة.........
ولكن اسفا قطع اهم لحظاتهما صوت هاتف يزيد الذي رن بنغمة خاصة خصصها عند الخطړ لبعض اشخاص فريقه المتكفل بمهمة مراقبته وحمايته عندما يحتاج او عندما يتعرض لأي هجوم.....
إنتفض يزيد مبتعدا عنها بسرعة يرد على الهاتف ليسمع صوت احد زملائه ېصرخ بسرعة
اخرجوا بسرعة يا يزيد.. بسررررعة.. لاقوكم وهيهجموا عليكم دلوقتي حالا....!
رمى يزيد الهاتف بجيبه بسرعة وبالفعل لم يمر سوى دقيقة واحدة وكان يزيد يسمع اصوات أشخاص ................!!
يتبع...