بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
أنت عايز ايه منها.
تحدث رائف وهو يقول هتلاقى مابينهم أوراق خاصة ومحتاج أمضاء سيادة اللواء عليها ف أنتى زى الشاطرة هتروحيله على الشغل وهتقوليله أن دى أوراق مهمه محتاجة توقيعه عليها.
تحدثت إليه فيروزة متسائلة
وأنا مش هعمل حاجة غير لما أعرف الأوراق دى عبارة عن ايه.
نظر إليها بتفكير ثم قال بحذر تمام أوى كنت عارف أنك هتقولى كدا بس مش مشكلة دى تصريح بسماح مرور شحنة فى الميناء جاية من برا ومحتاج أمضاء من اللواء عليها .
أردف رائف قائلا ببرود أنا مابحبش الأسئلة الكتير وياريت تحطى لسانك جوا بوقك ومسمعش منك أى أعتراض وإلا هتشوفى مني حاجة مش هتعجبك والمرادى مش هتبقى مجرد أصابة لا هيبقى قتل على طول.
بلعت ريقها پخوف قائلة بتوتر طب هخليه يمضى ازاى وأنا أصلا من ساعة ماأتجوزتك وأنا سايبة الشركة.
بسيطة لو سألك هتقوليله أنك نزلتى الشغل ولاقيتى ملف محتاج توقيعه لانه المالك الأساسي للشركة وبس وهو مش هيركز معاكى فاهمة ويلا علشان أوصلك.
بعد ساعة كانت تقف أمام مقر الداخلية حولت بصرها للخلف لتجده ذهب بسيارته وتركها بمفردها تنفست بهدوء وقد عزمت بداخلها بأنها ستقول لوالدها اليوم على كل شئ ولجت للداخل وهى تتلفت يمينا ويسارا فكان المبنى ضخم للغاية.
التفتت إليها فيروزة الذى قالت بأرتباك
أنا كنت محتاجة أعرف فين مكتب اللواء عامر الراشد.
تحدث الظابط پحده وأنتى عايز ايه منه.
أرجعت خصلة من شعرها خلف أذنيها وقالت
أنا بكون بنته وعايزة أقابله فلو سمحت تقولى مكتبه فين.
أجابها الظابط بأحترام للأسف والد حضرتك بيمر على السجون ومش هتعرفى تقابليه دلوقتى.
هو ده وقته الله يحرقك يارائف بجاز ۏسخ.
الظابط بتقولى حاجة حضرتك.
نظرت إليه فيروزة لتقول لا طب هو الرائد أدم هنا.
الظابط أدم مجاش النهاردة.
تحدثت فيروزة بضيق قائلة بهمس نحس أنا عارفة أني نحس من يومي.
ثم وجهت بصرها إليه لتقول شكرا لحضرتك.
جاءت أن تذهب لكن أوقفها عمران الذى قال بسعادة
ضحكت بخفة وهى تقول عمران أخبارك ايه.
سار بخطوات واثقة أتجاهها وهو ينظر لها بحب فخفق قلبها ينبض پعنف فقد ذابت فى طلته المشرقة التى تسعدها فهى تشعر بشعور لطيف يسكن روحها عند رؤيتة.
أردف عمران بأبتسامة هادئة الحمدلله بأفضل حال.
نظرت إليه بعيون لامعه فأبتسمت بحياء لتقول يارب دايما تبقى بخير ياعمران.
ضحكت على حديثه ثم إجابته فيروزة قائلة جاية أشوف بابا بس فى حد منكم قال أنه عنده مرور.
عمران هو قدامه نص ساعة ويخلص ممكن تيجي تقعدى فى المكتب بتاعى لحد مايخلص واهو نشرب مع بعض قهوة ايه رأيك.
فيروزة تمام مفيش مشكلة لو مش هتقل عليك.
أبتسم بخفه ليقول بحب أبدا.. ياريت لو تتقلى علي كل يوم دى هتبقى احلى حاجة بتحصلي فى يومي.
أخفضت رأسها بخجل قائلة برقة عمران.
نظر إليها بهيام ليقول قلبه..ثم تدارك نفسه ليعدل من وقفته وقال بتوتر المكتب ..قصدي هو المكتب من هنا تعالى ورايا. ليسير بخطوات سريعة فنظرت إليه بدهشة لتتجه خلفه وهى تشعر بأن الهواء يقل من حولها مع تزايد خفقان قلبها.
فى المكتب قدم لها كوب من العصير المثلج ليقول بمرح
أهو ياستي عصير البرتقال اللى طلبتيه بس أعملى حسابك المرة الجاية هتشربى قهوة معايا..اه ما أنا مش هشربها لوحدي زى النهاردة كدا تمام.
نظرت إليه بعيون لامعه وقالت بسعادة تمام.
جلس على المقعد أمامها ليحتسى فنجان قهوته ثم قال
بجد والله شرفتينا بزيارتك الجميلة دى متعرفيش شوفتك فرحتني قد ايه.. أبقى تعالى زورينا هنا على طول ولا اقولك نبقى نتقابل برا أحسن من هنا.
نظرت إليه مستعجبة حديثه ومن عيناه البنية الساحرة التى تشبه حبات القهوة جعلتها تتوه بداخلهم فكان بريق لونهما يلمع بشدة وكأنه عاشق لها أو كأنه رأى كنز ثمين أمامه تسألت بداخلها هل هو حقا كما قال رويتها أسعدته .. لكن نظراته إليها جعلتها ترتبك وتفكر كثيرا ف تلك النظرة التى لم ترى أحد ينظر إليها هكذا من قبل
فمن يرى عمران الان يظن أنه حقا يحبها..
لكنها لا تعلم بأنه فعلا يعشقها بكل كيانه.
أشار بيديه إليها قائلا فيروزة مالك سرحتى فى ايه.
تحدثت الأخرى بهدوء ولا حاجة هو بابا هيتأخر.
أجابها عمران قائلا لا مش هيتاخر هتلاقيه قرب يخلص المرور.
هزت رأسها بالإيجاب ثم نظرت أمامها بشرود مسلطة بصرها على الباب تنتظر قدوم والدها بينما هو ظل يتأمل ملامحها البريئة قائلا بداخله
منذ أن التقينا سكنت عيونك خاطري ووعدتني برحلة طويلة فى ربوع الجمال..فأن جمال عينيك البريئتين يفوق الجمال جمالا..فقد عشقك قلبي منذ أن رأى ظلك ليتك تعرفين ماأملكه لك من حب.
بعد لحظات دلف عامر إليهم فكان منشغلا بالجهاز الذى يحمله بيديه تحدث دون أن يرى أبنته قائلا
عمران أنا عرفت جميع تحركات الۏسخ رائف والمقابلات السرية اللى بيجتمع فيها مع شركائه وطلع أن هو زعيم الماڤيا التانى ليهم دا غير الرأس الكبيرة وده كمان غير أن فى أخبار جتلنا عن شحنة أسحلة غير
مرخصة بيخطط يدخلها اليومين دول البلد مع شحنة المخډرات عن طريق البحر ودلوقتى عيزك تجهز قوة وتبقى مستعد للمأمورية فى أى وقت.
رفع رأسه نحو عمران لينصدم برؤية فيروزة التى تظهر على ملامحها الدهشة فقال بتوتر
روزا حبيبتى بتعمل ايه هنا.
نظرت إليه پصدمة فأقتربت منه متسائلة
هو حضرتك قولت ايه أول مادخلت..مين ده اللى زعيم ماڤيا وبيتاجر فى الأسحلة والمخډرات.
نظر عامر إلى عمران بأرتباك كى ينقذه من هذا الموقف فأشاح الأخر ببصره بعيدا عنه لينظر بأتجاه فيروزة فرأئها تضع يديها على بطنها پألم فقال بقلق
فيروزة أنتى كويسة.
نظرت إليه بدموع بدأت تجتمع فى فيروزتها لتقول
متقلقش أنا كويسة لكن حد منكم يرد عليا ويقولي الحقيقة.
أجابها عامر بهدوء الكلام اللى سمعتيه كله حقيقة يافيروزة ف مش محتاجة اقولك اكتر من كدا لان كل حاجة أنتى سمعتيها.
ضحكت بخفة ثم بدأ تضحك بصوت مرتفع ثم بكت فنظروا إليها بتعجب من أمرها هدأت قليلا ثم قالت بحسرة
جوزي فى الأخر طلع زعيم ماڤيا يعنى كنتى يافيروزة متخيلة أن هو مثلا هيكون ايه بعد اللى عمله فيكي واحد زى ده أكيد لازم يطلع كدا .
أقترب منها عمران پخوف عليها ليقول
فيروزة أنا عارف أن اللى سمعتيه صدمة ليكى ف لازم تكونى قوية ومټخافيش من أى حاجة أنا جنبك وأوعدك بأن أنا هخلصك منه.
أردفت باستهزاء وهى تنظر لوالدها هو أنتو كنتوا عارفين من أمتى يابابا بالموضوع ده بعد ما أتجوزت ولا قبل .
نظر إليها ولم يعرف بماذا يجيبها هل يقول لها بأنه كان يعرف قبل أن تتزوج به وهو من وافق على تلك الزيجة من أجل شغله وعرضها لهذا الوضع فماذا ستكون رددت فعلها فهو يخشى أن تكرهه او ان يقل فى نظرها قاطعت تفكيره قائلة بقلق من أجابته
يااااه للدرجاتى الأجابة صعبة مش عارف تقولها يبقى حضرتك كنت عارف من قبل ما أتجوزه مش كدا.
أخفض رأسه ينظر إلى الأرض خجلا منها فقالت بحزن
مدام حضرتك بصيت فى الأرض كدا يبقى أنت كنت عارف. ثم حولت بصرها لعمران وأكملت وأنت ياعمران كنت عارف من بدرى مش كدا.
تحدث عمران بثبات لكن داخله كان يغلي ڠضبا فقال
عرفت يوم لما قابلتك أول مرة فى بيتكم ساعتها أتصدمت زيك لو كنت أعرف من بدرى مكنتش وافقت على الوضع ده.
ترقرقت الدموع بعينيها البريئتين فهى تشعر بالخذلان للمرة الالف من أبيها لكن اليوم الشعور حقا كان أكثر الما عن ذى قبل فقالت بحزن وبكاء
أزاى ده حصل أزاى حضرتك تعمل كدا فى بنتك هو أنت مخوفتش عليا وأنا قاعدة فى بيت واحد مچرم زى ده ونايمة فى حضنه مكنتش خاېف عليا لما هو كان بيقرب مني ليه عملت فيا كدا ليه رميتني الرمية السوده دى أنت كل مرة بتاكدلي بأفعالك أنك فعلا مش أبويا وأنك مجرد راجل غريب عني .. أقتربت منه لتنظر إلى عيناه پقهر قائلة
هسالك سؤال واحد لو كانت لارين هى اللى مكاني كنت هتعمل ايه معاها كنت هتستغلها زيي كدا وتجوزها لرائف ولا كنت هتبقى خاېف عليها.
رفع رأسه نحوها ليقول بندم أنا آسف على عملته فيكى سامحيني يابنتي.
ضحكت پألم وسط تلك الدموع التى تتساقط بحړقة على وجنتيها فقالت
بنتك بس أنا مش بنتك يا سيادة اللواء لان مفيش أب يعمل كدا فى بنته حتى لما سألتك لو لارين هى اللى مكاني كنت هتعمل أيه مردتش عليا عارف ليه لان انت مش هتعرضها ليها لان هى من لحمك ودمك لكن أنا مجرد واحدة جيبها من الشارع وعملتها بنتك وأتكرمت صرفت عليها وأنا مش هنسالك فضلك بردو عليا لكن ليه تستغلني بالطريقة دى أنا عمري ما عملت حاجة وحشه فيكم وكنت دايما البنت المطيعة لأهلها ومابحبش أزعلك مني لكن أنت كنت أنا أكتر حد بتيجي عليه ... صمتت لثواني حتى تاخذ نفسها الذى أوشك على الانقطاع فأمسك عمران يديها المرتجفة بحزن ليقول
فيروزة بس أهدى واسكتي ايه الكلام اللى بتقوليه ده.
نظرت إليه بعيون ممتلئة بالدمع لتقول بحړقة
مش قادرة أسكت ياعمران أنا جوايا كلام كتير بيوجعني وعايزة أقوله يمكن أرتاح من العڈاب اللى أنا فيه هو ليه محدش حاسس بيا هو ليه أنا معنديش أهل يحبوني زى بقية الخلق ولا هو ربنا حرم عليا أن يكون ليا أب يحبني وېخاف عليا من الهوا..أنا بجد تعبت من الحياة دى ياعمران أنت متعرفش أنا عنيت قد ايه وكل ده بسببه هو ..قالت هذة الجملة وهى تشير على والدها الذى نكس رأسه حزنا من حديثها الذى ألمه.
ظلت تحدق بعامر لمدة طويلة تحت نظرات عمران القلقة جففت بقايا الدموع من على خديها ثم قالت بجمود
عارف ياسيادة اللواء أنا متصدمتش فى رائف أكتر ما أتصدمت فيك أنت لان أنا كنت بعتبرك كل حاجة فى حياتي برغم قسوتك فى بعض الاوقات عليا وحبيتك أوى لان فعلا كنت بعتبرك أبويا ومثلي الأعلى فى الحياة لكن دلوقتى كل حاجة أتغيرت ..وعلى العموم أنا كنت جاية أقابل حضرتك النهاردة علشان أوريك أوراق تخص رائف كان عايزك تمضى عليها يمكن تلاقوا فيها حاجة تخصكم أتفضل
متابعة القراءة