الشيطان شاهين الجزئين كامله
المحتويات
جواز و نايم برا بيته
لم تتحمل ليليان تلميحاتها لتجيبها ببراءة مزيفة ماهو قلك إمبارح سهران مع أصحابه و إنت عارفة أيهم يا طنط قد إيه بيحب أصحابه
قطع حوارهم صوت أيهم الذي دخل إلى غرفة الطعام و هي يلقي التحية صباح الخير جميعا
توجه إلى والدته ليقبل جبينها و هو يبتسم لمعاتبتها له قائلا يا ماما يا حبيبتي هو انا عيل صغير عشان تقلقي عليا كده انا كنت
كاريمان بعتاب طيب المرة الجاية طمني عليك و قول إنك حتنام برة البيت
محمد بمرح ياماما أيهم بقى متجوز يعني بطلي قلق و أسئلة دي بقت مهمة مراته
رمقته والدته بغيظ قبل أن تحيبه ولد بطل تستفزني كده
بادلته ليليان إبتسامة صفراء و هي تحرك كتفيها حتى يزيح يده من عليها لكن ذلك لم يزده إلا إصرارا لتستسلم هي و تعود لتناول إفطارها بعدم إهتمام بأيهم الذي كان يسترق النظرات إليها من حين إلى آخر
قاطع حربهما الباردة محمد الذي إستأذن للإلتحاق بعمله حيث كان يمتلك مركز تدريب للألعاب الرياضية المختلفة لتخرج معه أميرة التي أصرت على أن يوصلها لجامعتها بدل أخيها سيف
كاريمان بسخرية من أيهم الذي ليليان رغما عنها و يرفض الإبتعاد عنها اللي يشوفك و إنت لاصق في مراتك كده ميصدقش إنك إمبارح نايم برا البيت بعيد عنها
في فيلا الألفي
قضمت كاميليا شفتيها بتوتر و هي تطرق برأسها للأسفل دون أن تتكلم إبتعد عنها شاهين بعد لحظات بملامح جامده لا تفسر و هو يقول قومي غيري هدومك عشان ننزل تحت
إستند شاهين على سور الشرفة الخارجية الجناح ليتأمل جمال الحديقة الشاسعة بألوانها الطبيعية المنعشة زفر بحنق عندما تذكر كلام صديقه أيهم ليلة البارحة ليقبض كفه على هيئة لكمة و هو يتمنى لو كان أمامه الان لانهال عليه ضړبا حتى لا يتجرأ مرة أخرى و يذكر إسم كاميليا على لسانه
زمجر پغضب و هو يتذكر جمالها الفتان ليلة الزفاف مما جعلها حديث الجميع حتى الآن شتم نفسه على غبائه لانه تركها تظهر أمامهم كان من المفترض أن يقيم حفل زفاف خاص لا يحضره سوي عائلته و عائلتها
مررت كاميليا يدها على شعرها دون وعي منها قبل أن تهتف بتقطع مقدرش عشان
أشار لها بسبابته لتصمت بعد أن فهم انها تتعمد ترك شعرها منسدلا حتى تخفي الكدمات و الچروح المنتشرة على وجهها و رقبتها و التي ظهر أغلبها و التي لم تستطع مساحيق التجميل إخفائها
تناول الجميع فطورهم و مكث بعدها شاهين بعض الوقت يلاعب فادي قبل أن يغادر الفيلا
لتتنفس كاميليا الصعداء بعد أن شعرت و كأن صخرة كبيرة كانت تكتم نفسها دون رحمة و إنزاحت عنها لمجرد ذهابه و تبقى هي مع ثريا و فادي الذي فرح كثيرا
برؤيتها و أصر على اللعب معها
لاحظت ثريا شرود كاميليا و تحديقها المتواصل في الحديقة من وراء الزجاج الفاصل لتقترح عليها الخروج و التنزه قليلا حتى تشتنشق بعض الهواء النقي رفضت كاميليا في بادئ الأمر و هي تتذكر تحذيرات زوجها لها على عدم الخروج من الفيلا لكن ثريا اقنعتها قائلة يا بنتي إحنا حنطلع الجنينة هنا يعني مش حنخرج من باب الفيلا إنت محتاجة تشمي شوية هواء نقي و كمان منظر النباتات و الورد حيهدي أعصابك شوية إنت من وقت ما جيتي و إنت محپوسة أوضتك
إستسلمت كاميليا لأصرار ثريا لترافقها هي و فادي إلى الخارج
ما إن وطئت قدمها خارج الفيلا حتى أخذت نفسا عميقا مشبعا برائحة الورود والتربة الندية لتبتسم بفرح و هي تشاهد الطبيعة الخضراء أمامها انواع كثيرة من النباتات و الورود منتشرة هنا و هناك تتراوح ألوانها بين الأحمر و الأخضر و البنفسجي و الأصفر ألوان متناسقة تريح العينين و تلقي بهجة في النفوس تبعت ثريا و هي تسير بكرسيها المتحرك حتى وصلوا إلى مكان جلوسهم أرائك خشبية بيضاء تنافرت مع ألوان الحديقة
بعد ساعة من اللعب و الجري في أرجاء الحديقة جلست كاميليا على الكرسي الخشبي تلتقط أنفاسها بصعوبة انا إخترتها حلوة زيك عشان إنت حلوة اوي انا بحبك اوي اوي يا مامي
تعلقت ثريا أعينيها بحفيدها الذي كان في غاية السعادة
و الفرح و هو يحتضن كاميليا بين الحين و الاخر و كأنه لا يصدق وجودها بعد سنوات من الوحدة و اليتم نزلت دمعة من عينيها لتمسحها بسرعة دون أن يتفطنا لها و هي ترفع رأسها لفتحية التي أتت تسألها ثريا هانم الغداء جاهز تحبي أجيبه هنا
ثريا بصوت مهزوز أيوا يا فتحية هاتيأومات لها الخادمة ثم غادرت لتفعل ما أمرتها به لتعود الأخرى لمراقبة حفيدها و زوجة إبنها التي بدأت تظهر عليها علامات التعب إلا أنها كانت تمتثل لطلبات الصغير الملحة للعب معه لتنهرة قائلة فادي سيب مامي عشان ترتاح إنت بقالك ساعتين و إنت بتتنطط هنا و هنا و دلوقتي لازم ترتاح شوية و بعد الغداء إرجع إلعب براحتك
زم الصغير شفتيه بحنق و هو يجيبها ببراءة بس انا عاوز العب مع مامي بقالي كثير مش شفتها هي حترجع تختفي في أوضة بابي من ثاني و مش حتطلع تلعب معايا
إتسعت عيناها بړعب و هي تناظر الصغير بدهشة لم تكن تعلم أنه يفهم و يعرف كل مايدور حوله رغم تجنب الجميع الحديث في وجوده لتتدارك ثريا نفسها و تنهره بلطف لا يا حبيبي مامي كانت تعبانة شوية عشان كده هي كانت نايمة على طول اليومين دول
فادي بتساؤل طيب و ليه مش تنام
معايا زي زمان
إنتباهه لدرجة انه سألها عنها عدة مرات منذ الصباح و لكنها كانت في كل مرة تتعمد تجاهله و تشغله بأمر ما حتى ينسى
أفاقت من شرودها على صړخة فادي و هو يرى فتحية و زينب تدفعان طاولة الطعام المتحركة نحوهم ليهتف بحماسانا عاوز مامي تأكلني
أومأت له كاميليا و هي تقف لتساعد الفتيات على وضع الصحون فوق الطاولة قائلة طبعا يا حبيبي بس الاول تعالى نروح نغسل إيدينا كويس و بعدين نيجي ناكل اللي إحنا عاوزينه
قفز فادي من مكانه ليمسك بيدها الممدودة و يتبعها حتى غابا داخل الفيلا
بعد تناول الغداء الذي إستغرق حوالي ساعتين بسبب تعمد فادي التدلل على كاميليا و مشاكسها حتى ينعم أكثر بحبها و حنانها فهو لم يرض تناول الخضراوات إلا بعد أن إشترط عليها ان تضعه فوق ساقيها و تطعمه رغم معارضة جدته التي كانت تريد تعليمه ام يعتمد على نفسه
إستلقى الصغير على الاريكة الطويلة بعد أن وضعت كاميليا بعض الوسائد تحته اما رأسه فقد وضعه على حجرها لتمسد بيديها شعره الغزير بعد أن غطته بمعطفها ليداهمه النعاس بسرعة و يغفو
تكلمت ثريا بعد أن لاحظت ملابس كاميليا الخفيفة قائلة الجو بارد و إنت لابسة فستان صيفي مينفعش كده يا بنتي حتمرضي
حدقت كاميليا بفستانها الأحمر القصير دون إهتمام ثم أجابتها بالعكس الجو حلو اوي ياريت لو أفضل في المكان داه على طول
جالت الأخرى بعينها أرجاء الحديقة قبل أن تعود و تترشف كوب الشاي متمتمةأيوا فعلا حلو اوي بس إيه رأيك نروح المزرعة المكان هناك اكبر و أحلى
أيوا فعلا احلى بكثير
تشدقت كاميليا بزيف و هي تلوي فمها بسخرية بعد أن تذكرت تلك الحيوانات المفترسة اللايجر التي رأتها عندما ذهبوا إلى المزرعة
إلتفتت إلى ثريا التي صدحت ضحكتها على مظهرها حيث بدت و كأنها ترى تلك الحيوانات فعلا أمامها لتقول لها فعلا شاهين إبني ذوقه فريد بيحب يملك الحاجات النادرة و السنة اللي فاتت جاب الحيوانات دي من جنوب أفريقيا حتى أنه دفع فيهم مبلغ خيالي و صمم انه يربيهم في المزرعة
كاميليا بعفويةفعلا يا ثريا هانم إبنك بصراحة غريب اوي انا
سكتت كاميليا فجأة عن الحديث عندما تسللت إلى أنفها رائحة عطر مألوفة مختلطة برائحة السچائر إلتفتت ورائها بړعب لتجد شاهين يحدق بها بنظرات قاتمة تكاد ټقتلها مكانها
تعالت أنفاسها و إستحال وجهها إلى اللون الأحمر من شدة توترها لتغمض عينيها بقوة و تركز سمعها على خطواته التي كانت تقترب منها ببطئ
إنحنى نحوها متجاهلا نداءات والدته التي سارت بكرسيها المتحرك لتقترب منه قائلة شاهين أنا اللي خليتها تنزل الجنينة هي و فادي
إستقام شاهين في وقفته بعد أن سمع كلام والدته و بصره مازال مركزا على كاميليا التي كادت ان تتجمد مكانها تعلم جيدا ان هذه الليلة لم تمر على خير و قد تكون الأسوأ من بين أيام زواجها القليلة نظراته الحاړقة المصوبة تجاهها تروي سوء غضبه الذي لم تفهم سببه حتى الآن
مررت كفها بتوتر على شعر فادي الذي كان لايزال نائما بجوارها ليتملتبعته بخطوات سريعة و هي تفرك ذراعيها بتوتر و هي تتمنى داخلها ان يحن قلبه هذه المرة و يرحمها على الاقل حتى يتعافى جسدها من عقاپ المرة الماضية
دلفت إلى غرفة النوم بخطوات مترددة كم يخطو إلى غرفة إعدامه وجدته يقف أمام الحائط الزجاجي للشرفة المغلقة و هو ينظر إلى نقطة وهمية من يراه يظن أنه شارد إلا
أنه مركزا بقوة على كل مايحدث حوله
إمتى خرجتي من
الفيلا
حركت كاميليا يديها بسرعة تنفي ماقاله لا انا ماخرجتش من الفيلا انا كنت بس في الجنينة و ثريا هانم هي اللي طلبت مني إني أطلع عشان عشان فادي
تستمر القصة أدناه
تلعثمت في آخر كلماتها ليطلق شاهين صوتا ساخرا من شفتيه قبل أن يعيد سؤالها مرة أخرى و بصره مازال مثبتا على تلك النقطة إمتى خرجتي من الفيلا
أعاد صيغة سؤاله مرة أخرى
متابعة القراءة